التوتاليتاريّة (Totalitarism)


فئة :  مفاهيم

التوتاليتاريّة (Totalitarism)

استخدمت كلمة توتاليتارية لأوّل مرّة من جانب الديكتاتور الفاشي الإيطالي بنيتو موسليني ثمّ أدرجت إثر ذلك في قاموس الاصطلاحات السياسيّة. وتترجم أحيانا بالشموليّة أو الكليانيّة وهي وصف يطلق على  أنماط حكم سياسي جديدة ظهرت في القرن العشرين، مثل إيطاليا موسليني وألمانيا هتلر وإسبانيا فرانكو وبرتغال سالازار.. وهي أنظمة لم تتميّز بديكتاتوريّة الحزب فحسب بل باحتكار كلّ وسائل السلطة (الايديولوجيّة     والعسكريّة) واستخدام الإرهاب. فالتوتاليتاريّة إذن شكل من أشكال التنظيم السياسي للمجتمع، يقوم على إذابة جميع الأفراد والمؤسّسات والجماعات في الكلّ الاجتماعي (المجتمع، الشعب، الأمّة، الدولة) عن طريق العنف والإرهاب. ويمثّل هذا الكلَّ قائدٌ واحد يجمع بيده كلّ السلطات. ومن أساليبها توظيف الايديولوجيا الخلاصيّة بما تحمله "من ثقل "توتاليتاري-كلياني" حيث تزعم تحويل الإنسان وخلق مجتمع جديد. وتسبغ هذه     الايديولوجيا التوتاليتاريّة على نفسها صفة الثوريّة. وهي تعمل باسم العرق (النازية) أو الطبقة العاملة (الشيوعيّة)". ولم تتوان هذه الأنظمة عن ممارسة إقصاء السكان عبر معسكرات الإبادة والنفي.

ولعلّ مدرسة فرانكفورت هي التي عمّقت أكثر من غيرها النقد الفلسفي للتوتاليتاريّة فماكس هوركهايمر مؤسّس المدرسة سنة 1923، يرى أنّ التوتاليتاريّة تتطابق مع انتصار الأساطير على العقل وينتقد العقل المعاصر الذي صار توتاليتاريّا. (خضر،1987، مج2، ص ص 408-410).

وقد اشتغل علماء السياسة الأمريكيّة أيضا على هذا المصطلح واقترح بعضهم أمثال كارل ج فريدريش وزبيغنيو بريجنسكي تعريفا له يتضمّن سبع نقاط تتمثل في: وجود ايديولوجيا رسميّة تتناول كافة مظاهر الحياة، وجود حزب جماهيري واحد يقوده شخص كاريزماتي، رقابة عسكريّة على السكّان، احتكار كلّ وسائل الإعلام، إدارة الجيش، الرقابة على الاقتصاد.