الجماعة ومنبوذوها


فئة :  أبحاث محكمة

الجماعة ومنبوذوها

الجماعة ومنبوذوها:

دراسة في التشكل الثقافي للاتسامح عند الإسلاميين المغاربة

ملخّص:

يشكل التسامح السّياسي، منظورًاً إليه من زاوية علم النفس، أحد الأعمدة الرئيسة للديمقراطية، لكنّه يتميز عنها، في الوقت نفسه، من حيث امتداده إلى حقول أخرى؛ فهو يرتبط بخصائص المنظومة القيمية للفرد، ويعكس قواه العاطفية والوجدانية، ويتصل بشكل وثيق بالاتجاهات الدينية والمذهبية. ويعود التسامح، في الواقع، إلى نمط التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الفرد، والشروط الاقتصادية والفكرية التي تتشكل فيها البنية النفسية للأفراد والجماعات. وتساهم هذه العوامل في تحديد مدى استعداد الفرد من الناحية السياسية للسماح للآخرين بالتعبير عن الأفكار والمصالح التي يعارضها. وهذا هو المعنى الذي يعطيه لورانس سوليفان للتسامح السياسي.

الانطباع الأوّلي الذي يتركه فحص هذا المفهوم في ضوء الأوضاع السياسية الراهنة في المجتمعات العربية على العموم، والمجتمع المغربي على الخصوص، قمين بإقناع الملاحظين بوجود أزمة في التسامح السياسي بوصفه منظومة أخلاقية وثقافية؛ وهو ما يعني أن المسألة تتعلق بمتلازمة ثقافية لم تستطع هذه المجتمعات التخلّص منها، على الرغم من أهمية موجات الحداثة السياسية التي هبّت، ولا تزال، على الجغرافيات الثقافية العربية.

تهدف هذه الورقة إلى فحص اتجاهات اللاتسامح عند (180) إسلامياً مغربياً يتوزّعون بين الجماعة السلفية، وجماعة العدل والإحسان، وجماعة الإصلاح والتوحيد. وتنطلق من فرضية مفادها أن اللاتسامح السياسي يتغذى من عاملين رئيسين، هما: التغريب والانزياح عن المألوف؛ أي عن المعايير التي تُجمع عليها الأمة.

ونربط دراستنا اللاتسامح عند الإسلاميين المغاربة بالتوجهات الثقافية الفردية، التي تتجسّد في أربعة ملامح تمّ بناؤها من لائحة ميلتون روكيتش للقيم الغائية والأداتية. ويتعلق الأمر بالملمح الجماعاتي الأخلاقي، والجماعاتي الأداتي، والفرداني الأخلاقي، والفرداني الأداتي.

  للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا