الحاجة إلى تجديد علم الكلام


فئة :  مقالات

الحاجة إلى تجديد علم الكلام

تعكس الحاجة إلى علم كلام جديد أزمة خطيرة عاشها - وما زال يعيشها - الفكر الإسلامي المعاصر، تتمثّل في صدمة حضارية انتابت روّاد النهضة العربية وتوارثتها الأجيال عندما اكتشفوا تخلّفهم وتقدّم الغرب عليهم، وجد الفكر الدينيّ نفسه بعد عقود من الجمود والانغلاق غريبًا في سياق إنساني يتقدّم ويتطوّر بصفة غير متناهية، ولقد دفع احتكاك المسلمين بغيرهم من الثقافات، وانبلاج عصر المعلومات والاتّصالات وما يطرحه من تحديات فكرية إلى ظهور أصوات تدعو إلى تجديد علم الكلام أو طرح علم كلام جديد يستجيب لتحديات العصر وحاجيات المسلمين الثقافية.

كان الوعي بالحاجة التجديدية قويًّا وفاعلاً عند دخول المسلمين: علماء دين ومفكرين ومصلحين وساسة، في حوار مع الآخر ممّن خالفهم المعتقد والتقليد أو ممّن خالفهم المذهب والرأي والتصوّر وشاركهم الملّة. ولكم نسج المخيال الإسلامي صورًا نمطية سلبية لهذا الآخر القريب البعيد تراكمت عبر التاريخ وحوّلها المخيال الجمعيّ إلى أساطير وخرافات يستمتع بسردها علماء الدّين ويتلذّذ عامة الناس بحكايتها وترويجها ثقافةً وسلوكًا. وعلى هذا الأساس كانت صدمة الحوار مع الآخر صدمة عميقة لأنّ علم الكلام القديم لم يستطع من حيث المنهج والأسس التي يقوم عليها والمسائل الكلامية التي كان يطرحها والأهداف التي كان يبتغي تحقيقها أن يتعامل مع مطلب إنسانيّ جديد حتّمته حاجيات المجتمع الإنساني المعاصر والتزامات الدول الإسلامية الناشئة الباحثة دومًا على مدّ جذور التواصل وتحقيق السلم والأمن على المستويين الداخلي والخارجي.

ويمكن في هذا الإطار أن نميّز بين صدمتين متمايزين من حيث أطراف الحوار ولكنّهما متشابهتان من حيث تمثّل الأزمة والتوق إلى تجاوزها من خلال تجديد الفكر الإسلامي عمومًا وكلامه بصفة أخص، تتمثّل الأزمة الأولى في معوّقات ثقافية وعقائدية صحبت مشروع الجامعة الإسلامية كما طرحها جمال الدين الأفغاني، وتتجلّى هذه الصعوبات في وجود جهل كلّ طرف إسلاميّ بالآخر وتعامله معه من خلال ذاكرة مذهبية قديمة وآليات علم كلام هرم صنّف المخالف من أهل القبلة تصنيفات مهينة تتراوح بين مبتدع وفاسق وعاص وخارج من الملّة وكافر كفر نعمة وكفر شكر وأحيانًا كفر ملّة.... فكيف يمكن لجامعة إسلامية أن تقوم بين أطراف يجهل بعضهم بعضًا فيوجّه كلّ طرف إلى الآخر أسهمًا كلامية مملوءة بالتهكّم والرفض والإقصاء والتحقير والتهميش استلّت من جراب علم الكلام القديم؟، ومن هنا كان وعي الحاجة بضرورة تطوير مقولات علم الكلام. ولعلّ هيمنة الهاجس الإصلاحي السياسيّ لدى الأفغاني حال دون تفكير جدّي في اقتراح مشروع كلامي تجديدي سنرى بعض ملامحه لاحقًا مع تلميذه محمّد عبده من خلال تأليفه رسالة تتعلّق بعلم التوحيد. ولئن اعتبر جمع من المفكرين والباحثين أنّ محاولة عبده كانت دون المنشود ولم تطرح فعليًّا مشروعًا تجديديًّا في علم الكلام فإنّها عكست – حسب رأينا – وعيًا بأزمة عاشها الفكر الديني وعمل بعض المصلحين في حدود الممكن الثقافي على تذليلها وتجاوزها.

يبدو أنّ تصاعد مواجهة المسلمين للاستعمار لكثرة طغيانه واستبداده واستغلاله جعلت المسلمين يتحمّسون أكثر لنمط جديد من التفكير يتعارفون من خلاله بعضهم على بعض من جديد بعدما باعدت بينهم الذّاكرات العقدية المذهبية الضيّقة. ولعلّ استقلال مصر واستقطابها لأبرز علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، غربيّه وشرقيه سنّيه وشيعيّه وإباضيّه، وفّر الظروف الملائمة لطرح الإشكاليات الخطيرة المتعلّقة بأزمة الحوار الإسلامي - الإسلامي والتقريب بين مختلف مجموعاته الدينية. وفي هذا الإطار يتنزّل تأسيس دار التقريب التي اضطلعت من خلال روّادها بمهمّة تجديد مقولات الكلام بطريقة ضمنية بعيدة عن ضوضاء المشاريع وضجيج بيانات التجديد، ويتجلّى هذا المنزع التجديديّ من خلال مقالات مجلة "رسالة الإسلام" لسان حال الدّار، وتواصل هذا الوعي بضرورة التجديد الكلامي في مشاريع إعلامية وفكرية تقريبية لاحقة وإن كان وعيًا لا يماثل ما وجدناه من جرأة وعمق عند الروّاد الأوائل.

أمّا الصدمة الثانية فقد أربكت العلماء المسلمين حينما حاوروا بقية الأديان، وخاصة منها المسيحية التي استطاع لاهوتها أن يطوّر من مقولاته متأثّرًا بحركة الإصلاح الديني ومكاسب الحداثة. إذ اتّخذت الكنيسة الكاثوليكية في أغلب المجامع المسكونية قرارات خطيرة ذات بعد لاهوتي بالأساس، ولعلّ أخطر هذه القرارات ما جاء في المجمع الأخير "الفاتيكاني الثاني" الذي اعتبره مشير باسيل عون "مجمع التجديد اللاهوتي الأوسع أثرًا في تاريخ الكنيسة كله"[1] وتكمن أهمية هذا المجمع حسب عون في طرحه قضية لاهوتية خطيرة تتعلّق بالحوار الديني والاعتراف بالآخر[2] وإقراره إمكانية خلاص غير المسيحي.

وعلى هذا الأساس أصبح الإسلام يحتوي - كغيره من الأديان - بعض بذور الحقّ والخير والصلاح، وعلى الرغم من محدودية هذا التجديد اللاهوتي وعدم اعترافه مطلقًا بوحي الإسلام فإنّه جعل بعض العلماء والمفكرين المشاركين في الحوار الإسلامي المسيحي يضطربون ويدركون هشاشة مقولات الكلام الإسلامي المعتمدة في الحوار، ولقد عبّر محمد الطالبي[3] عن هذه الصدمة في كتابه الإسلام والحوار، ورأى أنّ صعوبة الحوار تكمن أساسًا في تفاوت قدرات الطرفين الكلامية اللاهوتية، إذ الاختلاف بينهما يكمن أساسًا "في درجة التقدّم في علم اللاهوت بين الطرفين... "[4] وآية ذلك أنّ علم اللاهوت المسيحي "استطاع أن يغنم من مواجهته للنظم الفكرية الأخرى.. وهكذا تسنّى للتفيكر المسيحي أن يكون باستمرار متحرّكًا وأن ينسجم مع عصره انسجامًا ينمو يومًا بعد يوم وهو في ذلك يحافظ على الرّوابط التي تشدّه إلى الأصل الصافي في سنتها ويمنتها"[5].

تطرح مسألة تجديد علم الكلام عدّة قضايا تتعلّق بالتجديد في حدّ ذاته، فما المقصود بالتجديد؟ وهل يشمل المعاني دون المباني أو المنهج دون الأسس أم تراه يمسّ كلّ أركان العلم حتّى يستوي علم كلام جديد؟ إلى أيّ مدى تأثرت نزعات التجديد الكلامية بسياقاتها الحضارية والتاريخية؟ هل يعني التجديد القطع مطلقًا مع الكلام القديم بكلّ خلفياته الحجاجية والجدلية والتناظرية أم هو فحسب تطوير النظام الكلامي القديم حتّى يستجيب لحاجيات الفكر الإسلاميّ المعاصر؟ ألا يعني تجديد علم الكلام إعادة تنظيم الخطاب الإسلامي ومراتب "الحوارية" فيه بحثًا عن عقلانيته المفقودة كما ذهب إلى ذلك طه عبد الرحمان[6]؟ هل يمسّ ذلك بخصوصيات العلم ومكانته بين العلوم الإسلامية؟ وهل مازال فعلاً لهذا العلم مكانة أمام هيمنة الفقه وأصحابه وأرباب الفكر الديني التقليدي المحافظ[7]؟ هل يمكن لتجديد علم الكلام أن يساهم في التقريب بين المجموعات الإسلامية المختلفة وأن يعدّل الصور المشوّهة الكامنة في الذاكرات المذهبية والعصبية المغلقة؟ إلى أيّ مدى يستطيع الكلام الجديد أن يفرز خطاب تواصل ناجع ومفيد يؤمّن التعرّف والتعارف والتعريف[8] بما هي حلقات أساسية في التقريب بين المذاهب الإسلامية؟ لا ندّعي في هذا البحث أن نجيب على كلّ هذه الأسئلة وغيرها ممّا لم نطرح ولكنّ قصارى جهدنا أن نثير ما تختزنه من قضايا أرّقت - ومازالت تؤرّق - أقطاب التقريب ودعاته.

إنّ ما طرحناه من قضايا تتعلّق بالتجديد شغلت من ساهم في تحرير مجلّة "رسالة الإسلام" فظهرت أقلام جريئة طرحت المسائل الكلامية المعهودة بطريقة مخالفة واقترحت قضايا جديدة استجابة لحاجيات العصر وتبعتها في هذا التمشّي وبصوت أخفتَ وأقلّ جــرأة - فيما نعتقد - مجلّة "رسالة التقريب" إذ هيمنت عليها قضايا الفقه وعلوم القرآن والسياسة على حساب الخطاب الفلسفي الفكري. ولكن قبل أن نتعمّق في مجالات التجديد في المجلتين ودورها في التقريب بين المذاهب الإسلامية، لا بدّ أن نقف بإيجاز عند خصوصيات علم الكلام ورحلته من التأسيس إلى الانزياح، ثمّ سنعرّج دون إطالة على أهمّ محطّات دعوات التجديد في التاريخ الإسلامي المعاصر ونصل كلّ ذلك بمشغل التقريب بما هو الخيط الواصل بين مباحث هذا العمل.

يجدر بنا التذكير بأنّ علم الكلام لم يكن علمًا دقيقًا ومضبوط المعالم من حيث كثرة تسمياته وتعدّد تعريفاته وتداخله مع علوم الدراية والرواية في الآن ذاته. ويمكن للنّاظر في مدوّنات "العقائد" الإسلامية بمختلف أطيافها الفكرية أن يلحظ هذا التعدّد في التسميات وربّما في المسمّيات فيعترضه أحيانًا اصطلاح علم الكلام أو "الكلام الإسلامي"، وتشدّ انتباهه أحايين أخرى اصطلاحات بديلة من قبيل الفقه الأكبر وأصول الدين وعلم التوحيد وعلم العقائد وعلم النظر والاستدلال... وبالإضافة على هذا التعدّد الكبير لتسميات علم الكلام نجده يتداخل بصفة كبيرة مع علوم إسلامية وعقلية أخرى، فهو من جهة يتداخل مع إلهيات الفلسفة حتّى بدت العلاقة بينهما في أطوار تاريخية مختلفة "غامضة قد يسمّى أحدهما باسم الآخر"[9] كما ذهب إلى ذلك محمد قراملكي في كتابه "الهندسة المعرفية للكلام الجديد"[10].

ولو تتبّعنا مختلف المفاهيم المتعلّقة بعلم الكلام في شتّى مراحل تاريخ الفكر الإسلامي للاحظنا ملاحظة مبدئية مفادها أنّ المفهوم تطوّر من دلالة فقه أصول الدّين في مقابل الفقه المهتمّ بالفروع. وهذا التأسيس بنى أركانه - فيما يبدو - أبو حنيفة النعمان (تـ 150) إذ يذهب إلى اعتبار الفقه "معرفة النفس ما يجوز لها من الاعتقادات والعمليات وما يجب عليها... وما يتعلّق منها بالاعتقاديات هو الفقه الأكبر وما يتعلّق وما تعلّق منها بالعمليات فهو الفقه"[11]. ولقد تطوّر هذا المفهوم مع الفارابي (تـ 339) فتحوّل من "معرفة العقائد على أدلّتها بالكلام"[12] إلى صناعة "يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال المحدودة التي صرّح بها واضع الملّة وتزييف كلّ ما خالفها بالأقاويل"[13] ولئن شابه كلام الفارابي نظرية الفقه من حيث احتواؤه أحكامًا نظرية وأخرى عملية، فإنّه انتقل بأصول الدين من حيّز التعريف بالعقائد إلى مجال الدفاع عنها وكشف زيف مخالفها، ويبدو أنّ مجال الدفاع عن الملّة تطوّر مع الغزالي (تـ 505 هـ) ليختصّ بـ"حفظ عقيدة أهل السنّة وحراستها عن تشويش أهل البدع"[14]. وكأنّنا انتقلنا بهذا المفهوم من حيّز الآخر الأقصى الذي يخالفنا المعتقد إلى الآخر الأدنى الذي يشاركنا الملّة ويخالفنا المذهب والرأي. وهذا الانزياح الخطير تدعّم مع ابن خلدون[15] ومَن سايره مِن المتأخّرين[16].

إنّ هذا السرد التّاريخيّ الوظيفيّ الموجز سيساعدنا على طرح إشكالية مشروعية تجديد علم الكلام بما تعكسه من صعوبات إجرائية في تمثّل العلم على حقيقته، فهل نأخذ بمفاهيمه الأولى كما فعل محمّد عبده (تـ 1905) حينما ذهب إلى أنّ الكلام أساسًا "علم يبحث فيه عن وجود الله وما يجب أن يكون عليه وما يجوز أن ينسب إليه وما يمتنع أن يلحق به"[17]، أم نحافظ على دلالاته المتأخرة بما فيها من مجادلات ومطارحات ومناظرات وردود يدّعي فيها كلّ طرف اكتساب أصول الدين الحقيقية ويرمي بالمخالف المسلم بتهم متعدّدة كالمبتدع والمارق على الدّين.

وهكذا نكتشف أهمية هذا المدخل المفهومي لتتبيّن خلفية الدعوة إلى تجديد علم الكلام من منظور التقريب بين المذاهب الإسلامية وكيفية تعامل روّاده مع مفاهيمه الشائعة وعملهم على حصر علم الكلام في مجال التعريف بالعقائد على حقيقتها والتعرّف على عقائد المجموعات الإسلامية الأخرى في أصولها وكما يراها أهلها دون وساطة الوسطاء ووصاية الأوصياء.

اهتم في العصر الحديث عدد كبير من المفكرين وعلماء الدين بتجديد علم الكلام وتطوير ومقولاته، ويمكن التمييز في هذا الإطار - تمييزًا منهجيًّا - بين صوتين نادى الأوّل بالتجديد من داخل خطاب التقريب الذي تأسس بصفة واضحة مع جماعة التقريب بالقاهرة وهو صوت لم يصرّح - على جرأته - باعتزامه التجديد مشروعًا ومنهجًا وغاية، بل اكتفى بالتجديد الضمني الصامت وسنرى ملامحه في القسم الإجرائي المتعلّق بمقالات مجلتي رسالة الإسلام ورسالة التقريب، أمّا الصوت الثاني فكان ينشط خارج إطار جماعات التقريب ولكنّه كان بدوره يخدم التقريب بطريقة أو بأخرى من خلاله تصريحه بضرورة تجديد علم الكلام أو إيجاد علم كلام جديد يحقق للمسلم إنسانيته المفقودة في كتب الجدل والخلافيات وتبادل السباب والتهم والتكفير والتكفير المضاد، وفي هذا الإطار يذهب بعض الدّارسين[18] إلى أنّ أوّل من ألّف كتابا بعنوان "علم الكلام الجديد" هو شبلي النعماني[19] أحد علماء الإسلام في الهند وترجمه إلى الفارسية محمد تقي داعي كيلاني وطبع ســنة 1329 هـ/ 1911م تحت العنوان نفسه، ويبدو أنّ هذا الكتاب سيؤثّر لاحقًا في مفكّري إيران وفي مشهدها الثقافي بصفة عامّة[20]. ومردّ هذا التأثير جرأة صاحبه إذ اعتبر أنّ "علم الكلام القديم يعنى ببحث العقائد الإسلامية لأنّ شبهات الخصوم كانت ترتكز على العقائد فقط بينما يجري التأكيد هذا اليوم على الأبعاد الأخلاقية والتاريخية والاجتماعية في الدين... حيث تعتبر هذه المسائل من اختصاص علم الكلام الجديد"[21] ويبدو أنّ هذا الكتاب استطاع أن يجمع بين ذاكرتين في مشهد فكريّ طريف ذاكرة سُنّية مثّلها صاحب الكتاب وأخرى شيعية تجلّت في الترجمة بكلّ خلفياتها الثقافية، ولذلك انتشرت دعاوى "تجديد الكلام" أو "الكلام الجديد" في مختلف أنحاء العالم الإسلامي بكلّ أطيافه ومدارسه الفكرية فتحدّث حسن حنفي عن ضرورة التجديد، إذ ردد في إحدى محاوراته "لا أستطيع أن أدخل في علم كلام جديد دون أن أعيش العلم كخبير في العلاقات الدولية والعلوم السياسية والاجتماعية والعلوم السلوكية ومن ثمّ أعرف التجارب البشرية من خلال الأدب والأمثال العامية والشعر وكلّ ما يعبّر عن التجارب"[22] وأثار هذا المجال فضول عدد كبير من المفكرين المسلمين[23] فألفوا كتبًا تدلّ على وعي حقيقيّ بأهمية التجديد في مجال علم الكلام الإسلامي، وهذا الوعي ذاته سنجده بطريقة مختلفة عند رواد التقريب بداية من مقالات مجلّة "رسالة الإسلام".


[1] مشير باسيل عون، الأسس اللاّهوتية في بناء حوار المسيحية والإسلام، دار المشرق، بيروت، 2003، ط1 (سلسلة دراسات ووثائق إسلامية مسيحية رقم 6)، ص 13

[2] مشير باسيل عون، المرجع نفسه، ص ص 18-19

[3] باحث ومؤرّخ تونسي ولد سنة 1921، من مؤسّسي الجامعة التونسية، له عدّة كتب باللغتين العربية والفرنسية أحدثها كتاب "ليطمئنّ قلبي" الذي أحدث ضجّة على مستوى الساحة الثقافية التونسية. وصدر هذا الكتاب عن سراس للنشر سنة 2007،

[4] محمد الطالبي، الإسلام والحوار: أفكار حول موضوع يشغل بال العصر الحديث، ص، 3، مجلة إسلاميات مسيحيات، عدد4، ص 4

[5] محمد الطالبي، المرجع نفسه، ص 4

[6] أنظر كتابه "الحوار وتجديد علم الكلام"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2000، ولقد تحدّث في الفصل الأوّل من كتابه عن الخطاب ومراتب "الحوارية": الحوار، المحاورة، التحاور.

كما ختم الكتاب بفصل رابع تحدث فيه عن "العقلانية الكلامية" بما هي "عاقليّة" و"معاقلة" مستشرفًا "الآفاق المستقبلية للممارسة الكلامية".

[7] هذا السؤال الإشكاليّ طرحه حسن محمود الشافعي في مستهلّ كتابه "المدخل إلى دراسة علم الكلام"، مكتبة وهبة، القاهرة، 1991، وحاول الإجابة عليه من خلال عدّة مباحث

[8] اقترح هذه الحلقات الثلاث تاج الدين الهلالي في مقاله "التقريب في الفكر والوحدة في العمل"، الذي نشره بمجلة رسالة التقريب، عدد60، ربيع الأول وربيع الثاني، 2007

[9] عبدالكريم سروش، القبض والبسط النظري للشريعة، دار الجديد، 2002، ص 71. (تعريب دلال عبّاس)

[10] أحمد قراملكي، الهندسة المعرفية للكلام الجديد، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2002، ص 42، تعريب عن الفارسية: حيد نجف، حسن العمري، عبد الجبار الرفاعي، (سلسلة: قضايا إسلامية معاصرة).

[11] هذا ما يؤكّده أحد علماء الحنفية المتأخّرين من قبيل صاحب الشاهد كمال الدين البياضي زاده الرومي البسنوي في كتابه "إشارات المرام من عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان في أصول الدين"، دار الكتب العلمية، بيروت، 2007، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، ص 31

وكذلك التفتزاني في شرح العقائد النسفية، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة، 2000 وهو أيضًا من علماء الحنفية

[12] سعد الدين مسعود بن عمر التفتزاني، شرح العقائد النسفية، ص 54

[13] أبو نصر محمد الفارابي، إحصاء العلوم، مكتبة الخانجي، القاهرة 1931، ص 71، تحقيق عثمان محمد علي.

[14] أبو حامد الغزالي، المنقذ من الضلال، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، 1962، ص 132، تحقيق عبد الحليم محمود

[15] ونصّ تعريفه الشهير المتداول بين النّاس "هو علم يتضمّن الحجاج عن العقائد الإسلامية الإيمانية بالأدلّة العقلية والردّ على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنّة" (عبد الرحمان بن خلدون، المقدّمة، دار الجيل، بيروت، د.ت)، ص 507

[16] من قبيل ما ذهب إليه التهانوي (محمد علي الفاروقي) في اصطلاحات كشاف الفنون، ص ص 22-23، التهانوي موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون، مكتبة لبنان ناشرون، 1996، تحقيق علي دحروج، تعريب عبد الله الخالدي (1+2)، (سلسلة موسوعات المصطلحات العربية والإسلامية).

[17] محمد عبده، رسالة التوحيد، دار الكتب العلمية، بيروت، 1986، ص 4

[18] ذهب هذا المذهب على سبيل المثال إبراهيم البدوي في كتابه "علم الكلام الجديد: نشأته وتطوّره"، دار العلم بيروت، 2002، ص ص 66-68

[19] شبلي حبيب الله بن سراج الدولة النعماني، من روّاد الإصلاح الديني في الهند، توفي سنة (1332هـ/ 1914م)

[20] يمكن الاستفادة في هذا المجال من كتاب "المشهد الثقافي في إيران: علم الكلام الجديد وفلسفة الدين"، عبد الجبار الرفاعي، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، 2002

[21] أخذنا الشاهد نقلاً عن إبراهيم البدوي، في كتابه "علم الكلام الجديد: نشأته وتطوّره"، ص ص 67-68

[22] من حوار أجرته معه مجلّة المنطلق، اللبنانية في عددها 120، بيروت ص 73

[23] نذكر على سبيل المثال هذه المحاولات بحسب تاريخ ظهورها:

* وحيد الدين الخان، تجديد علوم الدين - مدخل لتصحيح مسار الفقه والتصوف وعلم الكلام والتعليم الإسلامي، دار الصحوة، 1998

* طه عبد الرحمن، في أصول الحوار وتجديد علم الكلام، المركز الثقافي العربي، 2000

* عبد الجبار الرفاعي، علم الكلام الجديد وفلسفة الدين، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، 2002

* إبراهيم بدوي، علم الكلام الجديد: نشأته وتطوره، دار العلم للطباعة والنشر والتوزيع، 2002، (السلسلة: عالم الفلسفة والعرفان)

* محمد مجتهد شبستري، مدخل إلى علم الكلام الجديد،، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، 2000

* حبيب فياض، التجديد الكلامي عند الشهدي الصدر، معهد المعارف الحكمية، 2006

* محمد بنيعيش التجديد في دراسة علم التوحيد، دار الكتب العلمية، 2007