الدراشاه (الخطاب الوعظي)


فئة :  مفاهيم

الدراشاه (الخطاب الوعظي)

الدراشاه أسلوب يرمي إلى تعليم العامّة، ومنهج يهدف إلى تكوين البالغين، ويعمّق مضمون الخطب الوعظية الذي يعتمد الأسطورة "مدراش وهكده" بشكل من الأشكال، الدراسة النصية الحرفية والتفسير الظاهري لمعنى الكتاب المقدس أو النقل لمغزاه التاريخي.

ويتوقّف التاريخ، حسب التقاليد اليهودية، عند المأساة الوطنية (هدم هيكل القدس على يد الرومان)، ولن يأخذ مساره من جديد إلا بمجيء المنقذ. ولا ينقل الخيال "الدرشان" / الواعظ إلى الماضي فقط، وإنّما يسير به أيضاً في اتجاه المستقبل، إلى العهد المسياني، وبالتحديد إلى العصر الذي يؤمّل فيه الخلاص، وتنتظر فيه العودة إلى الأمجاد الأولى الساحرة.

وتبعد الخطب الوعظية المقتبسة من التوراة، وخصوصاً الهكده في بعض مواضيعها على الأقل، عن الواقع اليومي والوضعية الراهنة، وتنتقل إلى عالم الخيال. وتحطم حواجز الزمان والمكان متجهة تارة إلى الماضي المجيد والبعيد، وإلى عهد الآباء وعهد القضاة والملوك؛ وتارة أخرى إلى المستقبل الذي تلقي عليه ضوءاً سحرياً جذاباً. وتتناول كل تفاصيل الأزمنة السعيدة والعالم المسياني وما يلحقه من تحول عجيب على الطبيعة والناس.

انظر:

- حاييم الزعفراني، ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب، ص 201