الديـــن وإشكالـــيـــة التوظيف السياسي


فئة :  أبحاث عامة

الديـــن وإشكالـــيـــة التوظيف السياسي

تصميم البحث:

مقدمة

جدلية الدين(دين التاريخ) والسياسة

نحو حلول لازمة استغلال الدين في السياسة في الفكر الاسلام والعربي

مقدمة :

شاهدنا كيف وصلت تيارات "دينية سياسية" إلى الحكم، أو المشاركة فيه في العالم العربي مع الأحداث التي أطلق عليها اسم "الربيع العربي"... ونشاهد اليوم كيف أن هذه التيارات "الدينية – السياسية" تحاول إضفاء الصبغة الدينية على نظام الحكم بمنطق الأغلبية الانتخابية، في الوقت الذي تبدو فيه عاجزة عن إعادة بناء الدولة، وتحديث المؤسسات وتخليق الإدارة والحياة العامة بسبب عدة تحديات منها: عدم القدرة على التحول من المعارضة إلى الحكم، ومن التنظير والإيديولوجية إلى الممارسة وتحدي الحريات الدينية، خاصة حرية المعتقد وتعريف الدولة المرتكز على مبدأ المواطنة ومبدأ فصل السلطات...

ضمن هذا الإطار، نحاول أن نتطرق من خلال هذه المداخلة إلى موضوع العلاقة بين الدين و السياسة، ذلك أن الموضوع، رغم كثرة الأبحاث والدراسات التي أنجزت فيه، مازال موضوعا بارزا يثير اهتمام الباحثين والمفكرين بالعالم العربي والإسلامي، بسبب الحالة التي نعيشها وهي حالة ألا حسم في الفكر والواقع، خاصة في علاقة الدين بالسياسة، فمفهوم الدين عندنا مفهوم مرن غير دقيق وكذلك المفاهيم المرتبطة به كتلك المتعلقة بماهية الله وحاكميته وعلاقته بالناس وماهية الرسول ووظيفته وماهية الوحي.. الأمر الذي جعل الدين لا حدود له ولا قيود يتدخل في كل شيء، فأصبح الدين هو السياسة وأصبحت السياسة هي الدين.

فالموضوع مثل أهم الإشكالات التي طرحت نفسها بقوة على الساحة الفكرية و الثـقافية، وذلك نتيجة الاختلاف الحاد بين مختلف التيارات الفكرية والدينية والسياسية، خاصة اليوم مع الأحداث التي سميت ب "الربيع العربي" ووصول تيارات "سياسية دينية" إلى الحكم أو المشاركة فيه؛ حيث عاد السؤال بقوة إلى الواجهة من جديد حول الدين وعلاقته بالسياسة والدولة الدينية والدولة المدنية.

نرى في هذه المداخلة أن تأزم الفكر السياسي والحياة اليوم في العالم العربي، لا يجد تفسيرها إلا في طبيعة العلاقة التي تربط الدين بالسياسة منذ زمن بعيد، ونرى أن المدخل الحقيقي لأي إصلاح سياسي حقيقي، لابد أن يمر عبر إعادة النظر في طبيعة هذه العلاقة بإعادة فهم الدين نفسه في التاريخ الذي أنتجه. لذلك، فالإشكالية تتمحور حول الجدلية التالية: الدين/ الإنسان/السياسة. أي في خدمة الآخر؟ وبمعنى آخر، هل الإنسان في خدمة الدين والسياسة أم على الدين والسياسة أن تخدم الإنسان؟ إننا نحاول من خلال الإجابة على هذه الإشكالية تحديد طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة ومكانة الإنسان داخل هذه العلاقة، من أجل إعادة الاعتبار للإنسان داخل الدين وداخل السياسة وجعله القيمة العليا، وهذا لا يحصل إلا بأنسنة الدين السياسة معا.

للإطلاع على البحث المرجو الضغط هنا

*مولاي عبد الصمد صابر باحث في العلوم السياسية والحكامة - المغرب