الشورى والديمقراطية: جدلية المأصول والمنقول في الفكر السياسي العربي


فئة :  أبحاث محكمة

الشورى والديمقراطية:  جدلية المأصول والمنقول في الفكر السياسي العربي

الشورى والديمقراطية:

جدلية المأصول والمنقول في الفكر السياسي العربي

ملخص البحث:

جاء هذا البحث كمحاولة لفحص الجدلية الدائرة في حقل الفكر العربي المعاصر بين المفاهيم المأصولة والمفاهيم المنقولة، والتي لطالما أتت هذا الفكر وسكنت جسده، آخذين في سبيل ذلك نموذجا من الفكر السياسي العربي المعاصر، وهو نموذج العلاقة الجامعة بين الشورى كمفهوم مأصول وأصيل، والديموقراطية كمفهوم منقول ودخيل بغية المقارنة بينهما بهدف إبراز أوجه الاتفاق والاختلاف، ونسترعي من خلال ذلك تلمس الجدلية السالفة الذكر والنظر في الدعوى التي تعتبر أن حظوظ الإبداع الفلسفي أوفر في المفاهيم المأصولة من المفاهيم المنقولة، والتي تعود إلى المفكر المغربي طه عبد الرحمن، مبينين أثر فصل المفهوم عن سياقاته بإخضاعه للتأصيل.

مقدمة:

كان سؤال: لماذا تقدم الآخر وتخلفنا نحن؟ سؤال الصدمة التي زحزحت الفكر العربي برمته، ورجت الوعي العربي رجة أدرك من خلالها أن هناك صدعا أو خللا ما يجب رأبه وتجاوزه، هذا الارتجاج الذي أصاب الكيان العربي قد فتق من نواحي أخرى أفكارا ومشاريع تنصب باهتمامها على القضايا والإشكالات والمفاهيم ذات البعد المحلي والكوني التي اهتجست بها العقول العربية؛ فكانت الإجابة الافتراضية الضمنية المنبجسة من لبّ وعي السؤال نفسه أنه لربما ما يملكه الآخر لا نملكه أو أن ما نملكه يحتاج إلى تثوير وإهاجة وإصلاح وتجديد، فنم الافتراض الأول على اتجاه يدعو إلى اقتباس ثقافة الآخر المتقدم والنهل من المنابع والقنوات التي تؤدي إلى تحقيق النهضة والاستفاقة، والغرف من وعاء المنظومات الفكرية نظريا ومنهجيا، لكي يتسنى لنا أن نثمن ونمتن ونغذي فكرنا بما يلزم من مناهج وأدوات منتدبة بغية تسليطها على واقعنا الحالي؛ وذلك لفهم البنيات العميقة والجذور المغروسة في أرض هذا الفكر الذي ما فتأ يتضعضع ويرتكس، وانطوى الافتراض الثاني على نزعة رجعية تنادي بالارتماء في أحضان التراث، باعتباره مكونا أساسيا لا مهرب لنا منه في هويتنا وكياننا وذواتنا العميقة، والاستعانة به في إيجاد سبل تسنح لنا بتعبيد الطريق نحو التقدم، وأن التخلي عن التراث هو سبب الانتكاسة التي تعرض لها الفكر العربي، وهو يتلهف إلى نموذج غربي لا يمت للخصوصية العربية بصلة، ونتج عن هذين الافتراضين تيارين: تيار تقدمي ليبرالي يستقي مختلف المفاهيم الغربية ويعتمدها في إرساء دعائم صرح تداولي فكري عربي ينضح بالمعاني التي تحمل في طياتها دلالات النهضة والتقدم، وتيار سلفي رجعي يرتشف من التراث العربي المتمثل في الدين والفلسفة والعلم والثقافة، ويغترف منه كل ما يكتنزه من أفكار وفلسفات وحكم وإبداعات ومفاهيم ...والحقيقة أن الروح العامة التي تقلقل الفكر العربي المعاصر هي روح المفاهيم؛ إذ إننا نجده يتراوح ويتأرجح بين المفاهيم التي صقلها وأبدعها الغرب، والمفاهيم التي تدخل ضمن الحقل التداولي العربي، وارتطم هذا التراوح وهذا التأرجح بهاجس أساسي نحدده في إشكالية رئيسة، وهي: هل نمتح المفاهيم الغربية ونتملص من المفاهيم العربية الأصيلة أم نجتذب المفاهيم العربية التي تناظر أو تناوئ المفاهيم الغربية الدخيلة؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا