العلوم الدينيّة والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة ؛ تأمّلات في البينيّة المهدورة


فئة :  أبحاث محكمة

العلوم الدينيّة والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة ؛  تأمّلات في البينيّة المهدورة

لعلوم الدينيّة والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة[1]؛

تأمّلات في البينيّة المهدورة

مقدّمة

أفضى بنا التقليبُ في تجارب التشبيك المعرفيّ التي انتقيْنا نماذِجَ منها إلى جملة من النتائج أبرزُها أنّ عمليّات التشبيك بين العلوم الدينيّة والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، لم تُنْجَزْ في إطار استراتيجيا معرفيّة وحضاريّة تستهدف النهوض بواقع المسلمين والتحرّرَ من التبعيّة ومَخاطرها، وإنّما جاءت في سياق صراعات التموقع بين الجماعات العلميّة، وفي إطار توظيف المعرفة لغير الأغراض الأصليّة الموضوعة لها. ونُقِيم معقوليّة هذا الفصل الثاني على فرضيّةٍ غيرِ التي أنشأْنا على أساسٍ منها الفصلَ الأوّل مفادها أنّ ازدياد الضغوط على العقل الفقهيّ من جهة، والحاجةَ إلى تمكين الوجدان الإسلاميّ المعاصر مِن أجوبة فَرَضَتْها أسئلة جديدة مَصْدَرُها حضارة العالَم الحديث الوضعانيّ والمُعَلْمن من جهة ثانية، أدَّيَا إلى الإقرار بأنّه ليس بإمكان علوم الدين أنْ تظلّ منغلقة على نفسها وظيفةً ومنهجاً في السياق الحداثيّ المُعَولَم، وبأنّ علوم الإنسان والمجتمع لن تكونَ في خدمة المجتمعات الإسلاميّة إنْ ظلّت مجرّدَ معارفَ تقنيّةٍ مدرسيّة معزولة عن هموم الناس وقضاياهم. ونقترح، لدراسة هذا التحوّل في التعاطي مع علوم الشرع وعلوم الإنسان والمجتمع، مباحثَ ثلاثةً تُغَطّي أهمّ القضايا التي قد تُطْرَح في مثل هذا الإطار وهي: المَجامع الفقهيّة والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة مبحثاً أوّلَ، والمعهد العالميّ للفكر الإسلاميّ مشروعا للتشبيك والتأصيل مبحثاً ثانياً، والمقاصد أفقاً لتطوير سياسات البيْنَنة بين علوم الشرع والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة مبحثاً ثالثاً.

ويعود مُبَرَّرُ هذا الاختيار إلى الرغبة في دراسة ثلاث تجاربَ بدتْ لنا حاملةً وعوداً جدّية بتدشين الزمن المعرفيّ الإسلاميّ البينيّ: اقترحْنا المَجامع باعتبارها مؤسّساتٍ رسميّةً تتوفّر على قابليّة تجميع جهود علماء المسلمين من مشاربَ تخصّصيّة متنوّعة، والقدرة على التخطيط والتمويل والتنفيذ. واقترحْنا المعهد العالميّ للفكر الإسلاميّ، باعتباره مؤسّسة بحثيّة مستقلّة ورائدة في مسألة التشبيك تحت عنوان أسلمة العلوم. واخترنا المقاصد لاعتقادنا بأنّها من أفضل المجالات البحثيّة التي تتيحُ فُرَصا حقيقيّة أمام العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة للعمل في الحقل الدينيّ بالقدْر الذي يُتاح أمام علوم الدين للتفاعل الخلّاق مع تلك العلوم. فكيف وقع تنفيذ مشاريع البيْنَنَة في هذه التجارب؟ وما نوع الصعوبات التي واجهتْها؟ وما قيمة المحصول منها؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] - البحث مقتطق من كتاب في الأكاديميا العربية والإسلامية - علي الصالح مولى، صدر عن دار مؤمنون بلاحدود للنشر والتوزيع 2023