اللاجئون؛ بين آثار الحرب ومشكلات الاندماج!


فئة :  مقالات

اللاجئون؛ بين آثار الحرب ومشكلات الاندماج!

اللاجئون؛ بين آثار الحرب ومشكلات الاندماج![1]

يشهد العالم تحولا جذريا في مفهوم الهجرة، بسبب موجة اللاجئين إلى أوروبا خصوصا ألمانيا، التي استقبلت خلال الخمسة عشر أشهر الماضية أكثر من مليون لاجئ معظمهم من السوريين، هذه الموجة من اللاجئين أفرزت مجموعة كبيرة من الظواهر الاجتماعية والإنسانية، سواء من خلال علاقة اللاجئين ببعضهم البعض، أو من خلال علاقتهم بالمجتمع الجديد الذي له ثقافته الخاصة والمختلفة.

وتبقى المشاكل والظواهر المرتبطة باللاجئين مختلفة، كما أنها متشابكة وأيضا معقدة، لكنها تلتقي في مشترك المعاناة بسبب الهوة بين الثقافتين.

الصدمة الثقافة والنفسية

كل إنسان يحمل حمولة ثقافية معينة تختلف عن الحمولة الثقافية للآخر، الذي قد ينتمي إلى بلد مختلف أو إلى منطقة أخرى داخل البلد نفسه، بالنسبة إلى اللاجئين السوريين، فهم أمام إشكالية تقبل ثقافة الغرب؛ أو لنقل إنهم يعيشون صدمة ثقافية تشكل عائقا أمام تعايشهم مع المجتمع الغربي، وتصعّب مسألة اندماجهم فيه؛ فمن جهة هم في صراع ومقارنة بين ما تعودوا عليه في بلدهم الأصلي؛ الذي هو في الأصل مجتمع عربي له خصوصيته وبنيته الثقافية والدينية، وبين البنية الثقافية للبلد المضيف المختلفة جذريا من جهة أخرى، خصوصا فيما يتعلق بالحريات الشخصية أو العلاقات الاجتماعية كالرابط الأسري مثلا.

الصدمة الثقافية والنفسية تبدأ عند اللاجئين السوريين منذ بداية رحلة الهروب من سوريا إلى ألمانيا مرورا بدول أوروبية متعددة: منها اليونان، صربيا، سويسرا مثلا. يقول عالم الاجتماع الألماني "روبرت شيلاه": "كل اللاجئين القادمين من الدول العربية يحملون التصور نفسه عن الدول الأوربية، فهي بلاد الحريات، الكرامة الإنسانية والمساواة، إلا أن ما عاشوه خلال رحلة الهروب، زلزل تصوراتهم، حيث عانوا بشكل كبير جدا في مجموعة من الدول، دون أن ننسى أن الكثير منهم قد تعرض للضرب، السجن، النهب وأيضا للاغتصاب، ولم يكن بمقدورهم الحديث عن ذلك، أو تقديم شكوى أو حتى الإبلاغ عنه. فالصدمة بدأت إذن مبكرة لتنضاف إليها صدمات أخرى ثقافية واجتماعية في ألمانيا، منها على الخصوص الفروق بين الثقافتين العربية والألمانية".

إن كان عالم الاجتماع "روبرت شيلاه" يرى أن الصدمة تبدأ انطلاقا من بداية رحلة الهروب من الحرب مرورا بمجموعة دول، فإن الكثير من اللاجئين يرون أن الصدمة الأكثر قسوة، هي التي يعيشونها في ألمانيا، حيث يبدون تذمرهم سواء من مسألة العلاقة بين الوالدين وأبنائهم أو علاقة الزوج بزوجته مثلا؛ فعلاقة الوالدين بأبنائهم تنتهي بشكل مباشر عند سن الرشد، لتصبح علاقة مناسباتية ترتبط بمواعيد وأعياد دينية كالاحتفال بأعياد المسيح مثلا، في حين أن الدين الإسلامي منح الوالدين مرتبة عظيمة تقوم على البر بهما والارتباط بهما بشكل قوي، لدرجة أنه يمكن للشخص أن يمنح والديه حق البت في مستقبله واتخاذ قرارات مهمة، تقول "روزا"؛ وهي لاجئة سورية من مدينة "القامشلي": "تفاجأت بمستوى البرودة التي تطبع العلاقات الإنسانية في دولة يقال إنها عظيمة، صعب أن أتخيل أن ابني سيغادر البيت في سن الثامنة عشر مثلا، أو حتى أن يتزوج دون أن يأخذ رأيي في اختياره، نحن نلد ونسهر على أبنائنا ليهتموا بنا في كبرنا، لا ليرموننا إلى دور العجزة"، وتضيف: حين كنت أرى الأوربيين في التلفزة يهتمون بأبنائهم الصغار، يلعبون معهم، كنت أندهش من هذه العلاقة التي تربط بين الوالدين وأبنائهم، لكن حين أتيت إلى ألمانيا، عرفت أن تلك العلاقة محدودة ومرتبطة بزمن معين. وتخرج "روزا" بنتيجة: "لا أفضل أن يتعلم ابني هذه الثقافة التي قد تفرقنا، أنا أحس بخوف أكبر من خوفي من الحرب".

تعد علاقة الزوج بزوجته أيضا من الأمور التي تدفع الكثير من اللاجئين إلى طرح تساؤلات متشابكة، فتلك العلاقة حسب الكثيرين لا تقوم على الاحترام، وتسيئ بشكل مباشر إلى المرأة تحت شعار "تساوي الجنسين"؛ فالمرأة مجبرة على العمل مثلها مثل الرجل، مجبرة أيضا على أن تساهم في مصاريف البيت والأولاد، بل يمكنها أن تشتغل في مهن يدوية تقتصر حسب رأيهم على الرجال فقط مثل الصباغة أو البناء. في حين أن المرأة في الدول العربية لها قيمتها ومرتبتها، لأنها غير مجبرة على العمل ولا على تقاسم مصاريف البيت، لأن الإسلام أعزها ومنحها مرتبة عالية.

في المقابل، يرى المجتمع الغربي أن الوافدين الجدد خصوصا من سوريا، يحملون ثقافة غريبة تقوم على مبدأ التبعية والخضوع؛ ففي الوقت الذي تتم فيه تربية الطفل الغربي أو الألماني مثلا على مبدأ الاستقلالية والاعتماد على النفس، تتم تربية الطفل العربي المسلم على مبدأ الخضوع والاستسلام، وتربى البنت على أنها في المستقبل زوجة لا غير.

تقول "إيرينا مولار" وهي أستاذة ألمانية تقوم برعاية ومرافقة اللاجئين بشكل تطوعي خلال أوقات فراغها: "علاقة الأبناء بالوالدين في الثقافة العربية تختلف عن علاقتنا بأبنائنا"، وتستغرب قائلة: "هذه علاقة تواكل"، وتؤكد مولار أنها حريصة على تأدية رسالة: "نعلمهم الاستقرار منذ الصغر من خلال الاعتماد على النفس". أما فيما يخص علاقة الزوج بزوجته عند معظم الذين تعرفت عليهم "مولار"، فهي تعتقد أن هذه العلاقات لا تقوم على مبدأ المشورة، فالمرأة، كما تقول، "لا استقلالية لها سواء من الجانب الشخصي أو المادي، نحن نشتغل لنؤسس مستقبلا متوازنا في العائلة، ليس هناك ضعيف أو قوي، أما الثقافة العربية فتقوم على مبدأ الضعيف والقوي...".

من المهم جدا انفتاح الطرفين معا على بعضهما، لأن سوء فهم الآخر وتأويل مفاهيم ترتبط بثقافته بشكل خاطئ مثلا، قد تخلق مشاكل كثيرة تجعل مسألة التعايش مستحيلة؛ فالاندماج لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن الآخر، أو داخل دائرة واحدة مثلا، فمن البديهي أن يتم خلق مساحة للحوار والتعارف، من المهم جدا العمل على تغيير الصورة التي يحملها كل طرف، ومن المهم جدا أن يكون المهاجر أو اللاجئ هو المبادر بالانفتاح.

تعدد الزوجات مشكلة نفسية وقانونية

تعدد الزوجات؛ عند اللاجئين السوريين بالخصوص، من الظواهر التي تشكل مادة دسمة للإعلام الغربي / الألماني؛ ففي الوقت الذي يرى فيه اللاجئون متعددي الزوجات المسألة عادية شرعها الدين وأقرتها الأعراف والتقاليد، يرى المجتمع الغربي الموضوع على أنه ظاهرة خطيرة تتنافى مع حقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل التي هي من شعارات ألمانيا من جهة، كما أنها تستنزف خزينة الدولة، وتقوي مواقف المتطرفين الرافضين للأجانب واللاجئين في ألمانيا من جهة أخرى.

المؤسسات الألمانية المكلفة بشؤون الهجرة واللاجئين دخلت نفقا مظلما، يدفعها للتفكير في طريقة سلسلة قد تسهل عليها التعامل مع هذه الظاهرة، حيث تتناقل وسائل الإعلام الألمانية حالات متعددة للاجئين سوريين لديهم أكثر من زوجة، وتفتح أبواب الأسئلة، وأيضا التعبير عن عدم الارتياح سواء لدى المسؤولين الألمان أو غير المسؤولين. ففي تصريح لوزير العدل الألماني "هايكوماس" نشرته جريدة "بيلد" الألمانية، قال إنه: "لا يحق لأحد من الوافدين إلى هنا أن يضع جذوره الثقافية أو إيمانه فوق قوانيننا، لذا لن يكون هناك اعتراف بتعدد الزوجات في ألمانيا".

مع ذلك، فحالات تعدد الزوجات منتشرة بشكل ملفت، مثلا في إحدى المدن الألمانية، تقدم لاجئ سوري بطلب اللجوء رفقة زوجاته الأربعة بالإضافة إلى أبنائه السبعة عشر، وبما أن القانون الألماني لا يعترف إلا بزوجة واحدة، خصص لها خانة في استمارة طلب الإقامة، فقد تمت إضافة أسماء الزوجات الثلاث كملحقات في خانة باقي أفراد الأسرة، دون أن يتم الاعتراف بهن كزوجات، قصة نشرتها جريدة "الراين تسايتونغ" في عددها ليوم [2](31\08\2016) عن حكاية لاجئ سوري وصل ألمانيا رفقة زوجاته الأربعة و23 من أبنائه، خلقت هذه القصة حالة من التوتر والاستغراب، حيث تم التحاق زوجتين بالزوج مع أبنائهم في بيت واحد، في حين تم إلحاق الزوجتين الأخرتين بمدينة أخرى، مما تسبب في الكثير من القلق لهذه الأسرة.

تعدد الزوجات من المشاكل العويصة التي تشكل قلقا دائما للمؤسسات الخاصة باللجوء، خصوصا إن كان الزوج يرتبط بزوجة أخرى لا تحمل الجنسية السورية مثلا، حيث إن هناك بعض الزيجات التي تمت في تركيا من أجنبيات، وفي حالة قدوم الزوج رفقة زوجته الثانية لا يمكنه أن يقدم طلب التجمع العائلي لتلتحق الزوجة الأولى به، والتي في الغالب لا تزال تستقر في سوريا أو لبنان ولا علم لها بزواج زوجها من ثانية، هنا تضيع حقوق الزوجة الأولى، لتنضاف لجروحها جروحا أخرى، ليتم تأكيد مبدأ أن المرأة والرجل لا يتساويان في الحقوق في الثقافة العربية، حيث إن نسبة 88 في المئة من الألمان يرون أن المرأة والرجل غير متساويين، وأن المرأة خاضعة لقوة الرجل وسلطته.

القاصرات؛ زواج أم اغتصاب!

ليست مشكلة تعدد الزوجات فقط هي التي تشغل الرأي العام الغربي/ الألماني، بل هناك ظاهرة أخرى تجندت لها مؤسسات تدافع عن حقوق الطفل وتمنع زواج القاصرات، خصوصا أن الظاهرة بدأت مع موجة اللاجئين خلال الخمسة عشر شهرا الأخيرة، حيث إن هناك زوجات لا يتعدى عمرهن التاسعة تزوجن في تركيا أو إيران.

القانون الألماني واضح في مثل هذه الزيجات، حيث يعتبرها بمثابة اغتصاب لهؤلاء الفتيات. وفي هذا الصدد، عبر وزير العدل الألماني بكل صرامة في تصريح نقلته جريدة "بيلد": "لا يمكن التساهل تجاهه مطلقا"، يقصد زواج القاصرات، مضيفا أن "زواج الأطفال غير مقبول في ألمانيا ولن يعترف به".

ففي حالة الزواج من قاصرة تتدخل المؤسسات المكلفة بالطفولة والشباب كطرف يحميها، حيث يتم التأكد من ظروف زواجها، مثلا ما إن كان زواجها عن رضى أم بالإجبار، وفي حالة أبدت الزوجة القاصر رغبتها في عدم الالتحاق بالزوج، تتدخل المؤسسة لحمايتها ورعايتها إلى أن تبلغ سن الرشد.

نسبة اللاجئين السورين المتزوجين من قاصرات غير محددة، وفق جريدة "بيلد"[3] تم تسجيل (161) زوجة يقل عمرها عن (16) عاما في ولاية بافاريا، (550) تتراوح أعمارهن ما بين (16) و(18) سنة، في حين أن هناك (117) زواجا مماثلا في ولاية بادن فورتمبرغ، و(118) في شمال الراين وستفاليا. هذه النسب تهم اللاجئين السوريين والأفغان.

اللاجئة المتزوجة: خيار العنف أو الطلاق

حالات العنف والطلاق بين اللاجئين في السنتين الأخيرتين من الأمور التي يحذر منها المهتمون بشؤون الهجرة، حيث تم تسجيل حالات عنف ارتكبها لاجئون سوريون ضد زوجاتهم، يمكننا الحديث هنا عن أشكال مختلفة من العنف، فهناك العنف اللفظي الذي يلجأ إليه الزوج في حالات الغضب، دون أن يتطور إلى عنف جسدي، كالإشارة إلى عيوبها الخلقية مثلا، أو التنقيص منها في إطار مقارنتها بالمرأة الغربية، الأمر الذي يؤدي إلى عنف نفسي يرافق المرأة ويمنحها الإحساس بالضعف والنقص من جهة، ووضعها كلاجئة في مجتمع مختلف وأكثر إباحية من جهة أخرى. كل هذه النقاط تساهم في تعميق حجم المعاناة والإحساس بالدونية، لتكون مجبرة على الدخول في علاقة مقارنة بينها وبين المرأة الأخرى التي تنتمي إلى ثقافة وبيئة اجتماعية مختلفة تماما، ومن ثمة تتعرف على حقوقها كامرأة ذات كيان مستقل يمنحه لها القانون الأوروبي ويجرده منها الزوج العربي. المشكلة تزداد حدة في حالات العنف الجسدي، حيث تم تسجيل حالات عنف ضد زوجات سوريات ومغربيات متزوجات من سوريين، أغلب تلك الحالات أبلغ عنها الجيران أو المشرفين على اللاجئين داخل مراكز الإيواء.

المرأة العربية عموما واللاجئة السورية على الخصوص، لم تصل إلى مستوى الاقتناع بأنها امرأة ذات كيان مستقل، يقول عالم الاجتماع "روبرت شيلاه": "كل اللاجئات المعنفات لا يقمن بالإبلاغ عن هذا العنف ويفضلن المعاناة في صمت بسبب فهمهن الخاطئ للدين والتقاليد، لا أظن شخصيا أن الدين الإسلامي قد جرد المرأة المسلمة من حقها في الحياة والتعبير عن الذات، لأن الحق في الحياة لا يعني أن تكون المرأة تحت سلطة الرجل، سمعت يوما مثلا عربيا عن المرأة من أحد المهاجرين العرب وأصبت بالكثير من الدهشة، حيث قال: "إن للمرأة خرجتين في العمر، خرجة إلى بيت زوجها وخرجة إلى القبر". إنه أسوأ ما يمكن أن يعبر به عن مكانة المرأة في الثقافة العربية، فمثل هذه الأفكار تضع المرأة في مرتبة أقل من الحيوان. الإسلام أعز المرأة وقدّرها، وعلى اللاجئين المسلمين أن يثبتوا ذلك من خلال تعاملهم مع زوجاتهم خصوصا الآن، كما أنه على المرأة المسلمة أن تؤمن، أنها امرأة خلاقة يمكنها تغيير الأحداث، وتسيير مؤسسات كبرى، كيف لا وهي من يسير أسرة ويبني مستقبل أبنائها". تبقى نسبة قليلة من اللاجئات هن اللواتي يبادرن بالإبلاغ عن العنف الذي تعرضن إليه، سواء خلال رحلة الهروب من سوريا أو في ألمانيا؛ فبعض اللاجئات السوريات مثلا اتهمن أزواجهن بالاغتصاب والضرب، وحصلن على امتيازات في المرافقة والمتابعة النفسية أيضا، كما تأسست منظمات وجمعيات كثيرة تدافع عن حقوق اللاجئات المعنفات، كما وضعت وزارة الأسرة، للمرأة والشباب خطا هاتفيا مفتوحا لتلقي شكايات النساء المعنفات، حيث تتم الاستشارة والمرافقة باللغة العربية، كما يتم نشر معلومات بلغات مختلفة منها العربية، خاصة بحقوق المرأة في ألمانيا.

في مقابل العنف، ازدادت نسبة الطلاق أيضا بين اللاجئين السوريين، حيث إن هناك أزواجا فضلوا الارتباط بألمانيات كن في الأصل من المشرفات عليهم، ومن جهة أخرى، طالبت لاجئات سوريات بالطلاق، سواء بعد الوصول إلى ألمانيا أو بعد فترة، وتختلف أسباب طلب الطلاق بين اللاجئين، وترتفع النسبة بين الأزواج الحديثي الارتباط، بعض اللاجئات السوريات يرون أن ألمانيا تمنحهن حق الحياة وتقرير المصير، وبما أن زواجهن لم يكن اختياريا، فإنهن فضلن الانفصال، فبسبب التراكمات النفسية تفضل الكثير من اللاجئات الطلاق وبناء الذات، وربما الارتباط بزوج آخر يضمن لها الاحترام.

منطقة خضراء في قلب الحرب

رائحة الموت، الهروب، العنف، والمعاناة، ليست هي فقط ما يميز حياة اللاجئين، بل هناك مساحات شاسعة للحب والفرح في حياتهم، توجد حكايات حب جميلة ابتدأت خلال رحلة الهروب من سوريا، وتوجت بالزواج إما في تركيا أو في ألمانيا، كما أن هناك علاقات إنسانية حميمة نشأت ما بين أسر عربية وأخرى كردية لم تتمكنا يوما من التقارب في سوريا، ما يعني أن الدمار لا يمكنه أن يلحق بالمنطقة الخضراء في القلب.

تقول "ميرفت"، وهي لاجئة سورية من الشام وأم لطفل في التاسعة من عمره "رائحة المدافع لم تغير عمق الإحساس بأن هناك أشياء جميلة تستحق أن نفرح ونحتفل بها"، وتواصل كلامها: "تعرفت على زوجي في الزورق المطاطي الذي عبرنا فيه من تركيا إلى اليونان، وأثارني اهتمامه كثيرا بابني اليتيم، وشاء القدر أن نلتحق معا بنفس مركز الإيواء الألماني، لنقرر بعد فترة ورغم المعاناة الارتباط ببعض"، وتضيف "ميرفت" "الحرب لم نخترها كما لم نختر الهروب من سوريا، لهذا لن نترك قلوبنا تموت، عليها أن تحيا بالحب".

وفي ذات السياق، تنتصر قصة "عبده" و"حليمة" للحب والأمل، رغم ظروف اللجوء في ألمانيا، وما يرتبط بها من معاناة في التعرف على المجتمع الجديد والاستقرار فيه، حيث تزوجا في شهر سبتمبر/ أيلول من هذه السنة، مؤكدين أن الحب يعيد ترتيب الحياة التي دمرتها الحرب، وأن الحب سلاح كل السوريين، إلى أن يعانقوا سماء سوريا من جديد.

[1]- ذوات العدد30

[2]- Rhein-Zeitung \ 31\08\2016, http://www.rhein-zeitung.de/region/lokales/westerwald_artikel,-syrischer-geschaeftsmann-reist-mit-vier-ehefrauen-und-23-kindern-ein-_arid,1539821.html

[3]- Bild, 13\08\2016, http://www.bild.de/politik/inland/heiko-maas/will-gegen-kinder-und-mehrfach-ehen-vorgehen-46281732.bild.html.