المعجزات في فلسفة الدين


فئة :  أبحاث محكمة

المعجزات في فلسفة الدين

المعجزات في فلسفة الدين

ملخص:

يدّعي أتباع العديد من الأديان وقوع أحداث خارقة أخبر عنها من شهدها، وانتشر خبرها سريعًا لما حملته هذه الأحداث من الغرابة والخير. وتناقلها الناس بوصفها ما يستحيل وقوعه وفقًا لأسباب طبيعية، ولأنّ الإتيان بها هو فِعلٌ مُعجزٌ للبشر؛ قيل عمن يأتيها أنّه مؤيد من قوى غيبية قادرة ومسببة لها. ولتعدد الأديان تعددت تسمية هذه القوى، إذ تُسمى كائنات روحية، قوى ما فوق طبيعية، أنصاف آلهة، أو كما في الأديان التوحيدية الله - تعالى -، ثم اصطُلح على تسمية هذه الأحداث بـ "المعجزات".

ولفظ المعجزات اصطلاحًا هو ما موضوعه ديني لحدث خارق للعادة (لعادة فهم الناس للقوانين الطبيعية) سببه تدخل قوة ما ورائية فرضت نفسها على النظام الطبيعي باختراقها له، في لحظة ما، ليتغير المسار الطبيعي للحدث الدال على قدرة الله - تعالى -.

وإن كان التساؤل يحمل شكًّا قبليًّا في الجواب، فإنّنا نتساءل هنا عن عبارة "الدال على قدرة الله": أكان للطبيعة قدرة دون قدرة الله؟ أما تتجلى قدرة الله في الطبيعة كلها؟ بالتالي: كيف يكون الحدث الخارق في الطبيعة دليلاً على قدرته؟ وعليه: أيخرق الله قدرته ليدل على قدرته؟!

ولهذه الأسئلة وغيرها انقسم الناس إلى مؤمن وإلى متشكك بوقوعها، وحيث الاعتقاد يكون بقوة الدليل فإنّ لكلا الطرفين مسوغاتهما في البرهنة على تصديق اعتقادهما الذي يأتي من مطابقته مع الواقع.

تم تقسيم البحث هنا إلى قسمين، في القسم الأول: "المعجزات" من خارج النظرة الدينية. إذ نطرح الإشكاليات التي يطرحها المتشكك بالمعجزات، على غرار: هل يمكن الاعتقاد بالحدث الذي سُميّ "معجزة" أنّه قد وقع بالفعل، كما تم الإخبار عنه أي حدثًا خارق للطبيعة؟ وإن وقع كما تم الإخبار عنه، ألا يمكن تفسير الحدث طبيعيّاً (وفقًا للقوانين الطبيعية)؟ وإن كان الحدث وقع كما تم الإخبار عنه ولم يتم تفسيره طبيعيًّا؛ هل يمكن الاعتقاد بوجود سبب غيبي كي نطلق عليه "معجزة"؟

هذا في القسم الأول، أما في القسم الثاني: "المعجزات" من داخل النظرة الدينية. نُبيّن مفهوم المعجزة كما يذكره المتكلمون بتأكيدهم فكرة السببية والقدرة الإلهية لحدوث المعجزة. بعدها ننتقل إلى مسوغ اعتقاد المؤمن بها وهو "فهم المفسرين" للآيات، وما نراه من صعوبة أن يكون ذلك دليلاً على صدق الاعتقاد بالمعجزة.

في نهاية البحث، لن يجد الشخص أمامه - وكعادة فلسفة الدين في قضاياها - فهمًا آخر للمعجزات، بل نظرة عقلانية أخرى ووفق نظرية المعرفة المعاصرة في الدين التي تحدد شرط الاعتقاد الصادق، سواءً أكان الشخص مؤمنًا بوقوعها أو متشككًا ورافضًا لها. وفي النهاية نلخص ما توصلنا إليه حول إشكالية المفهوم وغايتنا من موضوع المعجزات الذي تطرحه الأديان.

  للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا