انتقال استخدامات الجسد الأنثوي في المجتمعات العربيَّة: من الإنتاج البيولوجي إلى المتعة


فئة :  أبحاث محكمة

انتقال استخدامات الجسد الأنثوي في المجتمعات العربيَّة: من الإنتاج البيولوجي إلى المتعة

انتقال استخدامات الجسد الأنثوي في المجتمعات العربيَّة:

من الإنتاج البيولوجي إلى المتعة([1])

دراسة سوسيولوجيَّة ميدانيَّة

الجنوب المغربي نموذجاً


ملخص:

يشهد الجسد الأنثوي بالمنطقة العربيَّة والمغاربيَّة، انتقالاً متسارعاً على مستوى استعمالاته، فبقدر ما كان الجسد الأنثوي حاضراً على مستوى الإبداع الأدبي والفتاوى الفقهيَّة وكتب الجنس ومركزيّته في العبادات؛ بقدر ما ظلَّ هذا الجسد مغيَّباً على مستوى الحضور في المجال العام، بحيث تسعى الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة إلى حجبه، هذا التغييب للجسد الأنثوي يترجم خوف الإسلام على الرجال من سلطة الجاذبيَّة الجنسيَّة للنساء، ممَّا جعل الجسد الأنثوي سجين النصّ الفقهي. أمَّا حريَّة التفكير في الجسد، فقد كانت تأخذ مساحة كبيرة في النصّ الأدبي، شعراً كان أم جنساً أدبيَّاً آخر. إنَّ حضور الجسد الأنثوي في الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة، ظلَّ محكوماً بالسياج الفقهي، الذي جعلت سلطته من الجسد الأنثوي مجرَّد أداة للإنتاج البيولوجي، مستنداً في ذلك على النصّ القرآني "نساؤكم حرث لكم"، هذا التصوّر جعل الحديث عن الجسد الأنثوي محصوراً في الجوانب الدينيَّة والغيبيَّة ثمَّ في الوظائف البيولوجيَّة والسلوكيَّة والجنسيَّة. أمَّا فيما يتعلق بحضور الجسد في علم الاجتماع، فقد حظي باهتمام كبير، وعُدَّ من أهمّ المواضيع التي شغلت بال المؤسّسين لعلم الاجتماع؛ بحيث تمَّ التعاطي مع الجسد من طرف كلٍّ من كارل ماركس وماكس فيبر وإميل دوركايم بالإضافة إلى باقي علماء الاجتماع، الذين ركّزوا على الجسد باعتباره موضوعاً للبحث، ممَّا جعله يأخذ مساحة مهمَّة في تناول القضايا المتعلقة بالصّحة والمرض والموت واللّغة والوعي. لقد زادت الثورة التكنولوجيَّة من حدّة صناعة الجسد الأنثوي والمتاجرة فيه ليأخذ مسار المتعة، في هذا الإطار بات الجسد الأنثوي في سياق الثقافة العربيَّة الإسلامَّية يعرف انتقالاً على مستوى استخداماته، حيث بات الاهتمام به واضحاً. كما بات يرسل خطابات المتعة بشكل واضح داخل الفضاء العام. وعليه سوف نعالج ضمن هذا البحث مسألة التعامل مع الجسد الأنثوي بالجنوب المغربي من منظور سوسيولوجي.

يأتي هذا البحث ليؤسّس لمساهمة نظريَّة وميدانيَّة في حقل سوسيولوجيا الجسد الأنثوي داخل منظومة الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة، لذلك، سوف نتناول الموضوع من خلال فرضيَّة أساسيَّة تتمثل في أنَّه كلما زاد الاهتمام بالجسد الأنثوي، عبّر عن انتقال استخداماته من الإنتاج البيولوجي إلى المتعة، ولدراسة هذه الفرضيَّة قمنا بجمع معطيات ميدانيَّة عن طريق دراسة الحالة بمدينة أكادير. وبعد إجرائنا للدراسة الميدانيَّة، توصَّلنا إلى نتائج أساسيَّة، يمكن اختزالها في كون الجسد الأنثوي اليوم بالجنوب المغربي يعبّر عن انتقال استخداماته من الإنتاج البيولوجي إلى المتعة من خلال حرب الأرداف، التي ترسل خطابات المتعة من خلال التواجد بالفضاء العام.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]ـ ألقيت هذه الورقة في ندوة: "أسئلة الجسد في المجتمعات العربية"، المنعقدة بالرباط 6 فبراير 2015. تنسيق د. عبد الرحيم العطري وإشراف د. مولاي أحمد صابر، مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.