عقل التنوير عند محمد أركون


فئة :  أبحاث محكمة

عقل التنوير عند محمد أركون

ملخص:

تلقى مسألة تنوير العقل الإسلامي بعد ظهور الممارسات الدينية المنحرفة عما ينص عليه الإسلام اهتمامًا استثنائيًّا. كرّس لها محمد أركون حياته كلها، لا ليحفظ الدين من التلاعب الإيديولوجي الذي برعت فيه الحركات الأصولية فحسب، وإنّما أيضًا لإحداث قطيعة إبستمولوجية مع الفللوجية القديمة التي حبست العقل الإسلامي في سياجات دغماتية منعته من التفكير الموضوعي. مما دفعه إلى النظر في أسباب غياب الممارسة الاجتهادية داخل التراث الإسلامي، وعجز المسلمين عن فك الأزمة الفكرية والقيمية التي يتخبطون فيها إلى اليوم.

يعالج المقال إشكالية مرتبطة بمفهوم التنوير عند محمد أركون، ويطرح مدى إمكانية اعتبار "إسلامياته التطبيقية" مشروعًا تنويريًّا. والأسئلة التي يجب طرحها هنا كثيرة منها: لماذا لم تحظ العقلانية بمكانة عالية في الفكر الإسلامي؟ لماذا لا يستجيب المسملون للتجاوزات التي أساءت إلى سمعة الإسلام؟ لماذا العنف؟ ألا يمكن إعادة فتح باب الاجتهاد من جديد لرسم آفاق مستقبلية مهمة للفكر العربي والإسلامي؟

خلافًا لما يعتقده العقل الساذج، إنّ نقد العقل الإسلامي غير موجه للقرآن، ولا ينفي الإسلام، إنّما هو نقد تاريخي للتجربة الإسلامية، ورفض للتصورات الضعيفة التي تعزف عن النقاش. أما الغاية منه فهي فك سر عناية المسلمين بعملية إجهاض كل المشاريع الهادفة إلى الاعتناء بالعقلانية المحررة لهذا العقل.

النقد البنّاء، إنّه تفكيك التراث وإعادة قراءته بالوسائل المعرفية الحديثة من أجل:

- فهم التكوين التاريخي للعقل الإسلامي وإبراز عوامل هذا التكوين عبر العصور مثل ظهور الدين الرسمي وتعزيز السلطة السياسية للأرثدوكسية الإسلامية.

- الفصل بين الظاهرة القرآنية والظاهرة الإسلامية.

- تحديد العلاقة بين العنف والمقدس والحقيقة فيما يسميه بـ "المثلث الأنثروبولوجي" ليرفض اعتبار العنف صفة متأصلة في الإسلام.

- بيان سيطرة الخطاب الغيبي على العقل الجمعي، سببًا لتقوقع المجتمعات الإسلامية على ذاتها حتى أدارت ظهرها في وجه القيم السامية والمثل العليا.

- الكشف عن اللامفكر فيه والمستحيل التفكير فيه قصد تفسيره سبيلاً إلى التنوير.

تكمن القيمة التنويرية لفكر أركون في رفع الستار عن المسكوت عنه، وفضحه لـ "الجهل المقدس والمؤسس" ليعطي للقداسة طابعها الإنساني. وعليه، إنّه أنزل الهرمينوطيقا الدينية من الفضاء الميتافيزيقي المطلق إلى أرض الواقع النسبي. "نقد العقل الإسلامي" مهمة من المهمات العظيمة الملقاة لا على "العقل المنبثق" أو "النابغ" فقط، وإنّما على عاتق كل محبي الحق والحقيقة لإنجازها واستكمالها. إنّه أمر قطعي بالنسبة إلى العرب والمسلمين الراغبين في صنع تنويرهم.

هكذا هيأ أركون للعقل الإسلامي كل آليات التفكير التي تقتضيها المناظرة، من أجل إنعاش التفكير المتفتح والبناء، بعد أن وضعه أمام مسؤولياته: التاريخية والمعرفية والاجتماعية والأخلاقية وحتى الميتافيزيقية..

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا