علاقة الديني بالسياسي في المجتمعات الإسلاميَّة وأثره على الفكر السياسي والعقائدي


فئة :  أبحاث عامة

علاقة الديني بالسياسي في المجتمعات الإسلاميَّة وأثره على الفكر السياسي والعقائدي

ملخص:

تهدف هذه الدراسة إلى دراسة تأثير السُّلطة السياسيَّة على المجال الديني ومحاولة إخضاع الوعي الديني لها، وتحوّله إلى نص وسلطة خادمة وتابعة للمؤسَّسة السياسيَّة، وهذه ظاهرة تاريخيَّة عرفتها حضارات كثيرة. فقد عرف التاريخ البشري عدَّة أنماط مختلفة من العلاقة بين الديني والسياسي تدور حول سؤال: من ينبغي أن يكون خادماً أو تابعاً للآخر؟ هل ينبغي إخضاع السياسي للديني أو العكس؟ وهل يمكن الفصل بينهما، أو إلغاء الجانب الديني، كما حاولت بعض الأنظمة العلمانيَّة المتطرفة عبر العالم الإسلامي والعالم المعاصر لمحاولة تجاوز هذه الثنائيَّة اللَّاجدلَّية واللَّامتجاوزة؟ لكن كان ذلك على حساب استقلاليَّة المجتمع المدني برمَّته، وتبرير التسلطيَّة باسم الحداثة. ولذا فهناك تجارب تاريخيَّة لعلاقة الديني بالسياسي، تتميز بالتفاعل والتعقيد والصراع والاندماج والإخضاع ومحاولة الإصلاح. وهذا التاريخ الطويل والثري للعلاقة بين السلطة الدينيَّة والسلطة السياسيَّة، له انعكاساته على منتجات ومدركات المعرفة الدينيَّة والعلوم الكونيَّة والإنسانيَّة، وهو أحد روافد تحديد مكونات الثقافة السياسيَّة في كثير من المجتمعات الإسلاميَّة التي تبقي مجموعة من المعتقدات والتصورات الدينية حاكمة على تصور العمليَّة السياسيَّة، وهي في المقابل نتيجة مسار طويل ومعقد من العلاقة بين الدين والسياسة، حيث أثرت الصراعات التاريخيَّة على توجيه الوعي الديني من خلال الممارسات المذهبيَّة. فالمشكلة الحضاريَّة في العالم الإسلامي هي مشكلة سياسيَّة في عمقها كما يراها دارسو الفكر السياسي الإسلامي والتاريخ الإسلامي، وتلقي بظلالها على الوعي وعلى الفكر السياسي والدّيني. حيث تفترض الدراسة أنَّ الفكر السياسي الإسلامي الحديث وطيد الصلة بالسجالات العقائديَّة والكلاميَّة في العصور المتقدمة من الخبرة الإسلاميَّة، ولا يكاد يخرج منه، إلا ليقع في صراع الدين والدولة في صورته الحديثة. ولتوضيح ذلك لا بدَّ من تفكيك المقولات الدّينيَّة ذات الخلفيَّة السياسيَّة، وكيف اخترعت الدعاية السياسيَّة بعض المقولات الدينيَّة وحاولت إقحامها في النص الأصلي، بينما هي وليدة عصرها، ولا بدَّ من تجاوزها لصنع الانفتاح الدّيني والثقافي المطلوب للتغيير والنهضة الحضاريَّة.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا