عناصر الشّعبوية في الخطاب السياسي بالمغرب


فئة :  مقالات

عناصر الشّعبوية في الخطاب السياسي بالمغرب

عناصر الشّعبوية في الخطاب السياسي بالمغرب(1)

تقديم

يغطي هذا العمل جزءاً من الأدبيات التي تناولت ظاهرة الشّعبوية في سياقات مختلفة، والوقوف عند ولوج هذا المفهوم إلى حقل العلوم الاجتماعية، واعتماده في تحليل آليات التجمعات التعبوية، وكيفية توظيف الخطاب الدعائي في الحقل السياسي من أجل التأثير على توجهات الرأي العام، أو حشد الأنصار والمتعاطفين. يهدف العمل إلى تحليل أبعاد الحقل الدلالي الذي يعتمده الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في خطابه، وكشف تداخل أبعاد حقلين دلاليين هما الحقل الديني، باعتباره يشكل المرجعية الفكرية للحزب من جهة، والحقل السياسي باعتباره حقل التنافس والصراع من أجل الظفر بالسلطة وتنفيذ برامج الأحزاب، إن أمكنها ذلك من جهة ثانية. والهدف من ذلك، هو معرفة طبيعة العلاقة التي يقيمها الأمين العام للحزب بين هذين الحقلين، وكيفية اعتماده على المنظومة المعيارية بالحقل الأول من أجل خدمة الأهداف السياسية والتعبوية بالحقل الثاني، ومحاولته كذلك توجيه الرأي العام نحو قضايا بعينها. سيتم التركيز على تتبع الممارسات السياسية أكثر من الجانب الحركي والتنظيمي للحزب أو منطلقاته الفكرية أو الأيديولوجية.

يشكل تقسيم الشعب واحتكار تمثيليته، والدفاع عنه وعن هويته الثقافية، وتخوين الآخر، باعتباره يدافع عن مصالحه الخاصة، العناصر الأساسية المعتمدة في الخطاب الشّعبوي

انصب اهتمام مجموعة من الباحثين في منتصف القرن المنصرم على تحليل ظاهرة الشّعبوية ومحاولة تقديم تعريف معين لها، فكانت أهم خلاصاتهم تشير إلى غياب تعريف محدد للظاهرة، سواء تم ربطها بسياق خاص أو ضمن سياق عام، وأقصى ما يمكن القيام به هو تحديد العناصر التحليلية للظاهرة حسب سياق نشأتها وشروط تناميها (Allcock, J., et , al.,، 1968، ص. 138). لم يقدم كيلنر وايونيسكو بدورهما تعريفاً ما للمفهوم، بل عمدا فقط إلى إبراز أهميته في تحليل الخطاب السياسي (Ionescu, G., et Gellner, E.,، 1969، ص. 5)، ويعتبران حسب فرانسيس بانيسا من الأوائل من ادخلا هذا المفهوم إلى حقل العلوم الاجتماعية (Panizza, P.,، 2005).

إذا كانت إشكالية التعريف من القضايا التي ظلت عالقة بالنسبة إلى مفهوم الشّعبوية، فإن أعمال مجموعة من الباحثين انصبت على تحديد عناصر تحليلية للظاهرة أكثر من التركيز على إشكالية التعريف. وهكذا نجد أن ماركريت كانوفان، اهتم بمعرفة الأسس التي يبني كل زعيم سياسي مقومات خطابه الشّعبوي للتموقع الفعال داخل الحقل السياسي بالنظر لما يعرفه هذا الحقل من تعقيدات (Canovan, M.,، 1999، ص. 4). أما كا مود (Cas, Mudde) فيعتبر أن هذا المفهوم يتأسس على بعد واحد هو المعنى المراد من مفهوم الشعب في حد ذاته. فالشّعبوية بالنسبة إليه ليست إلا إيديولوجيا تتأسس على تقسيم المجتمع إلى قسمين منفصلين ومتضادين، وهما "الشعب الطاهر" من جهة، في مقابل "النخبة الفاسدة" من جهة ثانية (Mudde, C.,، 2004، ص. 561). تعلن الفئة الأولى في كل مناسبة استعدادها للدفاع عن الشعب وعن هويته وثقافته ومصالحه، وتعتبره مصدر المشروعية السياسية، بينما تعتبر الفئة الثانية أنها لا تدافع إلا عن الإرادة العامة وعن توجهات السلطة المركزية. فالنخب السياسية بالنسبة إلى كا مود في مخيلة الشّعبوي ليست إلا لوبيات تدافع عن مصالحها الخاصة مستغلة النفوذ الذي توفره لها الدولة (Mudde, C.,، 2004، ص. 561). في نفس الاتجاه، يعتبر علي أومليل أن "الشّعبوية تخلط بين الشعب كمثال رومنسي، وبين الشعب كمعطى سوسيولوجي" (أومليل، ع.، 2013، ص. 24). كما يعتبر أن الخطاب الشّعبوي يضع الشعب في مقابل النخبة والقلة التي تحتكر السلطة والثروة (أومليل، ع.، 2013، ص. 161).

بالإضافة إلى ذلك، يركز آلان نايت في سياق آخر (أمريكا الاتينية)، على أهمية اعتماد الخطاب الشّعبوي في الحقل السياسي لتقسيم الشعب إلى فئتين متضادتين؛ تعلن الفئة الأولى عن دفاعها عن الشعب والاستعداد لتمثيله، بينما تعتبر الفئة الثانية أنها لا تنتمي إلى الشعب ولا تدافع عن مصالحه. وقد تتخذ أشكالاً مختلفة، إما نخبة، أو أجانب، أو أوليغارشية التي تعتبرها تسيطر على الدولة، أو الآخر المختلف عنها بشكل عام (Knight, A.,، 1998، ص. 229). ويضيف بعداً آخر لا يقل أهمية عن العنصر الأول، وهو الأسلوب المتبع في ممارسة السياسة بالبلد، فهذا الأخير بالنسبة إليه هو من يذكي حدة تنامي الخطاب الشّعبوي والإقبال عليه من طرف الفريقين؛ الكتلة الناخبة من جهة، والزعماء السياسيين الذين يمثلونها من جهة ثانية (Knight, A.,، 1998، ص. 234). أما إيف ميني، وإيف سورل، فيرجعان تنامي الخطاب الشّعبوي إلى وجود أعطاب منهجية بالديمقراطية المعتمدة بالبلد (Mény, Y., et Surel, Y.,، 2012، ص. 5). كما أن اللجوء إلى توظيف الخطاب الشعبوي في الحملات الانتخابية لا يقتصر على تيار سياسي معين، أو حركة ذات خلفية أيديولوجية معينة، بل يهم جميع أطياف التنظيمات السياسية، سواء تعلق الأمر بأحزاب اليمين أو اليسار أو أحزاب الوسط (Canovan, M.,، 1984، ص. 313).

من خلال ما سبق، يشكل تقسيم الشعب واحتكار تمثيليته، والدفاع عنه وعن هويته الثقافية، وتخوين الآخر، باعتباره يدافع عن مصالحه الخاصة، العناصر الأساسية المعتمدة في الخطاب الشّعبوي. لهذا ستتطرق المحاور اللاحقة إلى تحليل مدى حضور هذه العناصر في خطاب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مع الوقوف قبل ذلك على كشف المحددات التي يتأسس عليها الخطاب الشّعبوي، ويستمد مشروعيته. يليها تقديم منهجية العمل وقاعدة المعطيات المعتمدة فيه، وبعدها تقديم نبذة عن التنظيم وسياق تحوله من حركة اجتماعية بمضمون ديني، إلى حزب سياسي بمضمون دعوي. وفي النهاية، مناقشة قضية الديمقراطية في خطاب الأمين العام للحزب، مع تقديم خلاصات عامة في نهاية العمل.

محددات تنامي الخطاب الشّعبوي

تفيد الإطلالة الأولى على الكتابات التي تناولت ظاهرة الشّعبوية في تحديد عناصر الظاهرة ومعرفة الظروف والشروط التي تساعد على انتشارها وتجعل الناس يقبلون عليها، كما تفيد كذلك في فهم الشروط الاجتماعية والثقافية التي تساعد الزعماء السياسيين على ولوجهم إلى الحقل السياسي. فهي على العموم ظاهرة تتداخل فيها أزمة تدبير الشأن السياسي بالبلد، وأزمة تحقيق الأحزاب جانب ما من المفعولية داخل هذا الحقل السياسي.

تختلف التفاسير التي تبرر إقبال الناس على دعم الأحزاب التي تتبنى الخطاب الشّعبوي من منطقة لأخرى. ففي مقال مشترك لمجموعة من الباحثين حول من يدعم الشّعبوية، وما الذي يجعل الناس يقبلون عليها؟ سعى هؤلاء الباحثون إلى اعتبار أن انتشار الظاهرة واقبال الناس عليها مرتبط بتصورهم حول مدى فعالية النظام السياسي. ينقسم تصورهم إلى هذه الفعالية إلى صنفين؛ يقر الصنف الأول بالفعالية الخارجية للنظام السياسي. أما الصنف الثاني، فيعتبر أن النظام السياسي يتميز بالفعالية الداخلية. يعتبر الصنف الأول الذي يقر بوجود فعالية خارجية للنظام السياسي، بأن لا تأثير له على قرارات الزعماء السياسيين وعلى الاختيارات الحكومية، سواء تعلق الأمر بالمجال السياسي أو ما يترتب عنه في المجالين الاجتماعي والاقتصادي. أما الصنف الثاني الذي ينظر إلى وجود فعالية داخلية للنظام السياسي، فيعتبر أن مشاركته في العملية السياسية مؤثرة على قرارات الزعماء الحزبيين، ولها نفع على حياته الاجتماعية والاقتصادية (Joshua, D. J., et Lascher, L. E.,، 2009، ص. 405).

يخلص هذان الباحثان إلى أن غياب فعالية النظام السياسي تفسر أكثر من النصف بالمقارنة مع العوامل الأخرى مدى إقبال الناس على تبني مواقف شّعبوية وتجسيدها في الممارسات السياسية المعتادة كالتصويت على أحزاب اليمين التي غالباً ما تتبنى خطاباً متمركزا على الهوية ومعادياً للآخر[2] (Spruyt, B., et al.,، 2016، ص. 10). يضيف برام سبروت في عمل آخر لوحده، أن كلًا من طبيعة الظروف الاجتماعية، وضعف الثقة في النظام السياسي هي إحدى أهم العناصر التي تجعل الناس يقبلون على دعم واستهلاك الخطاب الشّعبوي (Spruyt، 2014).

أما كريسا دويكس، فتعتبر أن شروط نشأة وتنامي الخطاب الشّعبوي بالحقل السياسي تختلف من باحث لآخر، وتحصرها في ثلاثة شروط، وهي الظروف السوسيو اقتصادية بالبلد، وتعاقب الازمات، والتوفر على زعماء سياسيين ذوي كاريزمة خاصة (Deiwiks, C.,، 2009). وهكذا يتأسس الخطاب الشّعبوي على مجموعة من الشروط، منها ما له علاقة بالأوضاع السوسيواقتصادية للكتلة الناخبة، ومنها ما يرتبط بطبيعة النظام السياسي القائم، والتي تتميز بوجود منظومة قانونية ودستورية تعمل على تسييج كل خطاب لا يتماشى مع المنظور العام لتوجهاته، وتحد من دينامية وصلاحيات الأحزاب السياسية القائمة.

منهجية العمل ومعطيات التحليل

تهدف الأدبيات السابقة إلى تحديد عناصر الخطاب التي تجعل منه خطاباً شّعبوياً، والمحددات الأخرى التي تجعل الناس يتبنونه ويقبلون عليه، وتدفع النشطاء السياسيين إلى اعتماده في خطاباتهم. ومن أجل الوقوف على مدى حضور هذه العناصر في خطاب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والبحث عن كيفية توظيفه لهذه العناصر ونزعها من حقليها، إما الاجتماعي أو الديني وتوظيفها في الحقل السياسي، إما بهدف تبرير القرارات الحزبية أو الحكومية، أو بصرف النظر عن مناقشة هذه القرارات وإبداء آراء مخالفة بشأنها، أو بهدف تقوية لحمة التضامن الداخلي لأعضاء وعضوات الحزب، أو لإضعاف المنافسين الحزبيين والتشكيك في نزاهتم وفي اختياراتهم.

تشكل الفيديوهات المسجلة في الموقع الرسمي للحزب المادة الرئيسة لهذا العمل، بالنظر لما أصبح يشكله الإعلام البديل من فرصة لتبادل الآراء والترويج لهكذا خطاب. سيتم اعتماد منهجية تحليل مضامين هذه الفيديوهات التي تغطي المرحلة الممتدة بين المحطتين الانتخابيتين السابقتين، الانتخابات البرلمانية المبكرة في 25 نونبر 2011، والانتخابات البرلمانية في 7 أكتوبر 2016. مجموع عدد هذه التسجيلات هو 532 فيديو.

لأسباب منهجية، سيتم الاقتصار على ثلاثة أشكال من هذه التسجيلات: الشكل الأول، هو الخطاب الموجه إلى أعضاء الحزب، ويتم غالباً في مقرات الحزب أو في أماكن خاصة. بينما الشكل الثاني، فهو الخطاب الموجه لعموم أعضاء الحزب والمتعاطفين معه، ويتم في أماكن عامة خلال الحملات الانتخابية أو خلال المهرجانات الخطابية. أما الشكل الثالث من الخطاب، فيتم داخل البرلمان وبإمكان عموم الناس مشاهدته لكونه ينقل عبر قنوات الإعلام العمومي. تم الاستغناء عن التسجيلات التي تبتعد عن الموضوع الرئيسي لهذا العمل[3]، لأنها ترتبط بقضايا لا تدخل ضمن نطاق البحث. ويتعلق الأمر بالخطابات المرتبطة بالتعليق على قرارات معينة لوسائل الإعلام، أو المشاركة في مراسيم تأبين لبعض الأعضاء المتوفين الذين ينتمون إلى الحزب أو لبعض الزعماء السياسيين الآخرين، أو حوارات مع قنوات تلفزية... ستتم الإحالة إلى هذه التسجيلات بأرقامها كما هي في الموقع الرسمي لإعلام الحزب[4].

نبذة عن التنظيم

من جمعية الشبيبة الإسلامية التي أسسها عبد الكريم مطيع سنة 1969، إلى تأسيس "جمعية الجماعة الإسلامية"، سنة 1973 بعد إصدار بيانين يفكان الارتباط التنظيمي والمنهجي مع الجمعية السابقة، معلنان بذلك نبذ العنف وتأييد النظام الملكي كإحدا مبادئهما (جاسم، أ.، ن.، ص. 2). بعد ذلك سيتم تأسيس حركة التجديد والإصلاح، من طرف أعضاء لا يتجاوز عددهم مائة وخمسون عضواً حسب الأمين العام الحالي للحزب (فيديو رقم، 89)، وبعدها ستغير اسمها لتصبح حركة التوحيد والإصلاح، وأخيراً التحاق أغلبية أعضاء هذه الحركة إلى جانب أعضاء من جمعيات إسلامية أخرى بحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، وتأسيس إطار سياسي جديد تحت إسم حزب العدالة والتنمية سنة 1998، مع الاحتفاظ بالجميعة كإطار دعوي داعم للحزب.

اختارت الحركة في البداية تسمية "الإصلاح والتجديد" التي تستمد دلالتها من مفهومين يعودان إلى المنظومة الدينية الإسلامية، معلنة في أحد الجرائد التابعة لها (الراية) على أنها تؤمن بإحياء المصطلح القرآني السني على مستوى التداول وتسعى إلى إقامة معانيه ودلالته في النفوس وفي واقع الحياة، والإصلاح بالنسبة لها هو جوهر دعوة الأنبياء وورثتهم من العلماء والدعاة وأساس مشروعهم في التغيير (الطوزي، م.، 2001، 235). ستعلن الحركة عشية اندماجها في حزب عبد الكريم الخطيب في نفس الجريدة، وهي أحد قنواتها الإعلامية حينها عن طبيعة علاقتها مع باقي الفرقاء السياسيين وأنها لا تريد أن تنازع الأمر أهله (الطوزي، م.، 2001، ص. 246).

شارك الحزب في جميع محطات الانتخابات التشريعية والجماعية منذ تأسيسه، حيث حصل على تسعة مقاعد من بين 325 مقعداً خلال انتخابات 1997، و42 مقعداً من بين 325 خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2002، و46 مقعداً من بين 325 مقعداً خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2007، ليحقق طفرة نوعية من حيث النتائج خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2011، فاحتل المرتبة الأولى ب107 مقعداً من بين 395، كما حافظ الحزب على صدارة نتائجه خلال الانتخابات التشريعية التي تلتها سنة 2016، ب125 مقعداً من بين 395 مقعداً. وإذا كانت لهذه النتائج من أهمية، باعتبارها مكنت الحزب من تصدر المشهد الحزبي بالمغرب وتقوية جانبيه السياسي والتنظيمي، فإن أحد القياديين السابقين بحركة التوحيد والإصلاح، يعتبر أن "تضخم العمل الحزبي على مستوى الممارسة لدى حركة التوحيد والإصلاح، انتفخ انتفاخاً سرطانياً حتى أتى على كل مكتسبات الحركة التربوية ومكاسبها الاجتماعية" (الأنصاري، ف.، 2007، ص. 12).

التعصب الناعم أو التذكير المتكرر بالانتماء للمرجعية الإسلامية

من خلال تتبع تكرار الكلمات التي تحيل على الحقل الدلالي للمنظومة الدينية، يتضح حضور هذا البعد المرجعي في الخطابات الموجهة لأعضاء الحزب والمتعاطفين معه بشكل أكبر مما يوجد في باقي الخطابات الأخرى، ويتجلى ذلك من خلال استعمال الرموز الدينية، والآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، بالإضافة إلى حضور مصطلحات أخرى مستقاة من المرجعية الدينية الإسلامية من قبيل الثقة، والصبر، والمصداقية، والعهد، والوفاء.

لا يتردد الأمين العام بالتذكير أن حزبه، سليل الحركة الإسلامية ويتبنى المرجعية الإسلامية، فهي رأسماله وهويته، وهي سلاحه وهي عدته لبناء المستقبل، حيث يطالب أعضاء شبيبة الحزب بأن يعرضوا أنفسهم على هذه المرجعية كل يوم (فيديو رقم، 104). تتأسس هذه المرجعية، والكلام دائماً للأمين العام للحزب، على أمرين، الأمر الأول هو ما يصبون إليه في أمور الأمة من عدل ونصر وتقدم، أما الأمر الثاني، فهو ما له حظ في نفوسهم. يضيف في فيديو آخر أن هذه المرجعية هي التي أوحيت إلى النبي محمد (ص) وآمن بها الصحابة. والمهم بالنسبة لنا (الحزب) أن تصل إلى قلوب الناس قبل أن تصل إلى ظروفهم المعيشية أو تغير أوضاعهم السياسية (فيديو رقم، 104). وفي خطاب آخر موجه لشبيبة حزبه، يوصيهم "بالاجتهاد في حسن تعلم الدين الإسلامي، والاجتهاد في حسن فهمه، والاجتهاد في حسن الالتزام به، والاجتهاد في تطبيقه في السياسة من الصغيرة إلى الكبيرة" (فيديو رقم، 108).

يشكل استحضار المرجعية التنظيمية والدينية للحركة أو الحزب، أحد أهم الركائز التي يبني عليها الأمين العام للحزب خطابه الموجه إلى المنخرطين داخل الحزب والمتعاطفين معه، ويهدف من خلال ذلك إلى إبراز الطريق الذي يرغب في السير على نهجه، ليعرفه بأنه طريق شاق ومختلف، على اعتبار أن "حزبنا ليس دكاناً كباقي دكاكين الأحزاب السياسية الاخرى" (فيديو رقم، 337). إن إذكاء حدة التعصب للانتماء الديني تساعد على تأسيس خطاب مطمئن حول المسار كما الآفاق، ناهيك عن كونه يوحّد المختلف حول نفس الأهداف، وتحت غطاء سياسي واحد. وحدة المسار هذه والوثوق التام في صوابيته تشكل القضية المفصلية في خطاب الأمين العام للحزب مدركاً أن ضعف التعصب للانتماء المشترك تضعف ليس التنظيم وحده بل العزيمة بدورها، فالتعصب للانتماء المشترك الذي لا يتردد في التذكير به يساعده كما يساعد الباقي على الاطمئنان للاختيار المعلن. فهذا الاختيار يتطلب بالنسبة إليه الصبر، وعدم الاهتمام بالنتائج بشكل سريع (فيديو رقم، 104). ويتضح أنه يهدف من خلال ذلك إلى تثبيت هذا الاختيار وإبعاد كل احتمال لبروز آراء فردية تحتكم لتحليل الواقع السياسي الحالي، والوقوف على تناقضاته السياسية والتشريعية والوقوف على طبيعة العلاقة التي تقيمها الدولة مع المجتمع.

يتأسس الخطاب الشّعبوي على مجموعة من الشروط، منها ما له علاقة بالأوضاع السوسيواقتصادية للكتلة الناخبة، ومنها ما يرتبط بطبيعة النظام السياسي القائم

يذكر الأمين العام شبيبة الحزب، بأن تتبع نهج الزهد في المناصب، على اعتبار أن "كل ما هو متوفر فيكم كان متوفر في من سبقكم، ولكن الجميع ذهب ولم ينفعوا لا أوطانهم ولا شعوبهم لما تصارعوا بعد أن تسارعوا للامتيازات والمناصب وإلى ما يأتي به العمل السياسي بالضرورة" (فيديو رقم، 104). ويهدف من خلال هذا النهج إلى إخماد الطموحات الشخصية التي تسعى إلى تحمل المسؤولية، سواء داخل الحزب أو تمثيله في الانتخابات الجماعية أو التشريعية وباقي المناصب الحكومية أو بمؤسسات الدولة.

إذا ما تم استثناء وقوفه المباشر على تحديد طبيعة هذه المرجعية والمسار الذي ينبغي أن يسلكه أعضاء التنظيم وكذا التذكير بالبدايات الأولى لنشوء "الجمعية الإسلامية"، فإن تكرار كلمة "المرجعية الإسلامية" يبقى ضعيفاً بالمقارنة مع تكرار كلمات أخرى تنتمي إلى نفس الحقل الدلالي، فكلمة الله تتكرر بشكل أكبر من باقي الكلمات التي لها علاقة بالحقل الديني، وبشكل خاص وأكثر في الخطابات الموجهة لأعضاء الحزب ومنخرطيه، تليها كلمة الرسول، بالإضافة إلى كلمات أخرى تنتمي إلى نفس الحقل الدلالي، ومنها الثقة، والعهد، والصبر، والتضحية.

التواصل الدائم مع الناس بدل الإصلاح هو برنامج الحزب

شكلت كلمات من قبيل التوحيد، والتجديد، والإصلاح، والتنمية، والعدالة، المفاتيح التي تأسس على أرضيتها حزب العدالة والتنمية، فمن المفترض أن تشكل على الأقل بعضاً منها، مفاتيح برنامجه السياسي وأن تنعكس على قراراته الحكومية. لكن سنتين بعد حصول الحزب على كرسي رئاسة الحكومة، سيعلن أمينه العام أن "الإصلاح صعب وطويل وتوجد مقاومات في المجتمع، فالكل كان يستفيد من المنطق القديم، لهذا فهؤلاء يرفضون القبول بالمنطق الجديد (فيديو رقم، 89). فإذا كنا نرغب في تحقيق أهدافنا علينا الحصول على السلطة، فاكتساب هذه الأخيرة يتطلب عملاً طويلاً وشاقاً، وفي انتظار ذلك ينبغي الحفاظ على التواصل الدائم مع الناس وتبرير القرارات التي اتخذتها الحكومة وتبناها الحزب، دون نسيان أن هدف الحزب هو تطبيق منظومتنا الدينية، في انسجام مع مرجعيتنا. أما صناديق الاقتراع فليست إلا مناسبة للتواصل مع الناس، فلا ينبغي بأي حال اعتبارها مكسباً لأن هدفنا هو السلطة، فالسلطة كالعصا، إن لم نأخذها فسنضرب بها. سنحقق التقدم من خلال وصولنا إلى مواقع المسؤولية أو ترسيخ مرجعيتنا الإسلامية (فيديو رقم، 89).

على الرغم من أننا حزب في الحكومة ونترأسها، فإننا نعارض الفساد والاستبداد، وسبب تأخيرنا في القيام بذلك منذ البداية هو وجود الفساد في أي مكان، وهو ما جعل الحزب يختار التركيز على الأولويات بدل الاصطدام مع الجميع (فيديو رقم، 89). يضيف في فيديو آخر أن بعض الأحزاب تؤاخذ عليه ازدواجية مواقفه هذه، باعتباره حزباً مشاركاً في الحكومة، ويحمل خطاباً معارضاً لها، فيجيب أنه لا يجد أي حرج في الدفاع عن الدولة والمقاولة والشعب والمجتمع وعن الفئات الهشة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، بينما يعارض الفساد ويقف ضد الاستبداد أيام السبت والأحد (فيديو رقم، 3036).

التوظيف المزدوج للشعب في الخطاب

شكلت كلمة الشعب إحدى أهم مفاتيح تحليل خطاب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية؛ فالكلمة تتكرر بكيفية منتظمة في الأشكال الثلاثة للخطابات، غير أنه يختلف توصيف الشعب باختلاف المجال والسياق الذي يخاطب منه الأمين العام للحزب مخاطبيه. فلا يخفي حين يكون الخطاب داخل البرلمان الإشادة بذكاء الشعب المغربي وتيقظه في التمييز بين من يكذب عليه ومن يقول له الحقيقة. وأن للشعب قدرة هائلة على التمييز بين الصادق والكاذب، ويعتبر أن الأحزاب الأخرى كانت واهمة حينما اعتقدت غير ذلك. أما أمام المتعاطفين والمنخرطين بالحزب فتصبح للشعب ثقافة سلبية ينبغي تغييرها، فرهان الحزب بالنسبة إليه هو دولة في خدمة الشعب بدل شعب في خدمة الدولة، على اعتبار أن الشعب ألف البحث عن الحلول السهلة عبر الوسائط (فيديو رقم، 108). كما أن مشكل المغرب ليس في الملك أو في الحكومات، بل في العقليات وسيادة عقلية التحكم، لهذا يتطلب الوضع إصلاح الثقافة الشائعة في المجتمع، وإصلاح العلاقات، وإصلاح كذلك تصرفات الإدارة (فيديو عدد 277).

الموقف المؤجل من قضية الديمقراطية

إذا شكلت الديمقراطية الداخلية للحزب واجهة تعبوية لأعضائه ولباقي المتعاطفين معه، مما مكنهم من إبراز تميزهم التنظيمي عن باقي الأحزاب السياسية الأخرى. فإنها تبقى القضية الغائبة في خطاب الأمين العام للحزب، فلم يتناولها إلا بشكل مقتضب وضمن سياق محدد، وليس باعتبارها مزجا بين الهوية الثقافية والفكر العقلاني والحرية الشخصية كما طورته أدبيات العلوم السياسية (تورين، آ، 2000، ص. 23). فالموقف منها يبقى السؤال المؤجل ليس في خطاب الأمين العام للحزب، بل في أدبيات وخطاب أغلب الحركات الإسلامية، مع مراجعات طفيفة لدى البعض وبشكل خافت وانتقائي. أو على أبعد تقدير القبول بالجانب الأداتي للديمقراطية مبررين هذا الاختيار بحجم المتاح في ظل الاستبداد. فبالرغم من أنه "لا يوجد في الخطاب الإسلامي المعاصر من يرفض الديمقراطية كلية إلا نادراً، وهذا التبني هو من تحولات الخطاب الإسلامي المعاصر ولو في نسبيتها" (زكي، أ.، ص. 73). فتبقى على العموم في الفكر الحركي الإسلامي، عبارة عن مجموعة من الإجراءات، والتقنيات، والأدوات المجردة من مصاحباتها الفلسفية (جبرون، ا.، 2013، ص. 194، 196).

وإذا كان امحمد جبرون يعتبر أن حزب العدالة والتنمية في طور التحول من الاقتصار على تبني هذا الجانب من الديمقراطية؛ أي الجانب الأداتي إلى تبني الممارسة الديمقراطية في بعدها الفلسفي، فإن تبني هذا الصنف من الخطاب يبقى بعيداً عن ما تم تسجيله في خطابات الأمين العام للحزب على الأقل خلال مرحلة الدراسة. والملاحظ أن إثارتها تتم بشكل ملتبس ويتم حصرها في العملية الانتخابية باعتبارها الوسيلة الوحيدة بالنسبة للأمين العام للحزب التي تمكن ممثلي الشعب من الولوج إلى مربع السلطة (فيديو رقم، 3018).

خلاصة

تتجلى الخلاصات الأساسية لهذا العمل، في تصنيف الأشكال الخطابية للأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى ثلاثة أصناف. وهكذا يمكن اعتبار الشكل الأول، وهو الخطاب الموجه إلى أعضاء وعضوات الحزب، بأنه خطاب تعبوي بشحنة دينية واضحة، يتمركز حول الهوية في بعدها الديني، فهو خطاب تذكير ووعود، تذكير بالانتماء للمرجعية الإسلامية، وللمرجعية التنظيمية والنضالية للحركة الإسلامية المؤسسة للحزب، ووعود للمنخرطين ولكافة الشعب بالآفاق الرحبة شريطة الالتزام بالصبر وتبني القيم المرجعية للحزب. أما الشكل الثاني من الخطاب؛ أي الخطاب الموجه لأعضاء وعضوات الحزب والمتعاطفين والمتعاطفات معه، فهو خطاب من أجل الشعب وباسم الشعب، وهو على العموم خطاب تبرير وهجوم، تبرير القرارات التي اتخذتها الحكومة أو نفذتها، بينما يعتمد الهجوم على المنافسين الآخرين، إما بكيفيات مباشرة أو عبر الإيحاءات، كما يرتكز على تمجيد الذات وإبراز صدقها وطهرانيتها. أما الشكل الثالث من الخطاب، فهو خطاب في السياسية، يقوي الحزب من الناحية السياسية، ويتعلق بالخطابات داخل البرلمان للإجابة عن أسئلة الفرق النيابية بالبرلمان، أو اللقاءات الشهرية، ويحظى بتغطية تلفزية من لدن قنوات الإعلام العمومي، وهو خطاب يبرز محورية الشعب كحكم بين الفرقاء السياسيين والاشادة بذكائه في إبراز من يكذب عليه، ومن يقول له الحقيقة، كما يدافع عن القرارات الحكومية وعن صوابية اختياراتها وتسفيه المنافسين الحزبيين. ويمكن اعتباره بمثابة خطاب دفاع وتحايل، دفاع عن الفئات الهشة في المجتمع من خلال إبراز الإنجازات التي حققتها الحكومة لصالح هذه الفئات، وتحايل عن تقديم أجوبة صريحة ومقنعة عن القضايا التي يثيرها الرأي العام، أو الفرق النيابية داخل البرلمان.

ويبقى الجانب المشترك في هذه الخطابات، أنها تستند على مرجعيتين أساسيتين، خطاب مؤسِّس وخطاب مؤسَّس، الأول وارد في كتابات وأدبيات الحركة الاسلامية، والمرجعية الدينية والتنظيمية للحركة الإسلامية المؤسسة للحزب. أما الثاني، فهو اجتهاد ذاتي للأمين العام للحزب، ويهدف إلى الدفاع عن الاختيار وإبراز صوابيته، ويذكر بمسار تأسيس التنظيم، سواء تعلق الأمر بالإكراهات التي واجهتهم أو الانتصارات التي حققوها. فإذا كان الصنف الثاني من الخطاب يستمد مشروعيته من الصنف الأول، فإنه غالبا ما يتخذ شكل حجاج تلاسني ومواكبة للأحداث السياسية في محاولة منه لإحداث تطابق بين الخطابين، بالرغم من اختلافهما الكلي، على اعتبار أن الخطاب الأول هو خطاب في الدين ومن أجل الدين، يهدف إلى التذكير بالمرجعيات التأسيسية للحركة الإسلامية ومسار انتزاع مشروعية الاعتراف بها كحركة إصلاحية تهدف إلى لعب أدوار سياسية داخل المجتمع. أما الشكل الثاني من الخطاب، فهو خطاب من أجل السياسة، يهدف إلى الحفاظ على المسار وتقوية التلاحم الداخلي للأعضاء، وكسب المزيد من المواقع داخل النظام السياسي بشكل عام والحقل الحزبي بشكل خاص.

بيبليوغرافيا

الأنصاري فريد، الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب: انحراف استصنامي في التصور والممارسة: حقائق تاريخية ومقولات نقدية تنشر لأول مرة! منشورات رسالة القرآن، مكناس، الطبعة الأولى، 2007

أومليل علي، أفكار مهاجرة، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، بيروت، آذار/مارس، 2013

تورين آلان، ماهي الديمقراطية: حكم الأكثرية أم ضمانات الأقلية، ترجمة، عبود كاسوحة، منشورات وزارة الثقافة، سوريا، 2000

جاسم أفراح ناثر، حزب العدالة والتنمية المغربي، مركز الدراسات الإقليمية، دراسات إقليمية، الموصل (بدون تاريخ).

جبرون امحمد، "الإسلاميون في طور تحوّل: من الديمقراطية الأداتية إلى الديمقراطية الفلسفية: حالة حزب العدالة والتنمية المغربي"، مجلة تبين، عدد 3، 2013، ص: 193-208

زكي أحمد، "الديمقراطية في الخطاب الإسلامي الحديث والمعاصر"، بكتاب، الحركات الإسلامية والديمقراطية: دراسات في الفكر والممارسة، سلسلة كتب المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، بيروت، يناير 1999. ص: 63-88

الطوزي محمد، الملكية والإسلام السياسي في المغرب، ترجمة محمد حاتمي وخالد شكراوي، راجع نصوصه، عبد الرحيم بنحادة، نشر الفنك، مطبعة النجاح الجديدة، 2001، الدار البيضاء.

Allcock, J., et al., 1968. “To define Populism”, Government and Opposition, An international Journal of comparative politics, Vol. 3, No. 2, pp: 137-80

Canovan, Margaret. 1984. “’People’, Politicians and Populism,” Government and Opposition, An international Journal of comparative politics, Vol. 19, No. 3, pp: 312–27

Canovan, Margaret. 1999. “Trust the People! Populism and the Two Faces of Democracy,” Political Studies, Vol. XLVII, pp: 2-16

Deiwiks Christa, 2009. “Populism,” Living Reviews in Democracy, Vol. 1, pp: 1-9

Douglas Madsen, 1987. “Political Self-Efficacy Tested”, American Political Science Review, Vol. 81, pp: 571–81

Ionescu, Ghita, et Gellner, Ernest, POPULISM: Its Meaning and National Characteristics, FIRST AMERICAN EDITION, 1969, Published in Great Britain in 1969 by Weidenfeld and Nicolson, London. The Macmillan Company, 1969

Joshua, Dyck, J., et Lascher, L., Edward. 2009. “Direct Democracy and Political Efficacy Reconsidered,” Political Behavior, Vol, 31, No. 3, pp: 401-27

Knight, Alan, 1998. “Populism and Neo-populism in Latin America, especially Mexico,” Journal of Latin American Studies, Vol. 30, No. 2, pp: 223-48.

Mény, Yves, and Surel, Yves, Democracies and the Populist Challenge, Edited by Yves Mény and Yves Surel, Palgrave Macmillan, 2012

Mudde, cas, 2004. “The Populist Zeitgeist”, Government and Opposition, An international Journal of comparative politics, Vol. 39, No. 4, pp: 541–63

Panizza, Francisco, Populism and the mirror of democracy, Ed by Francisco Panizza, first published by Verso, London, New York, 2005.

Spruyt, Bram et al., 2016. “Who Supports Populism and What Attracts People to It?” Political Research Quarterly, University of Utah, Reprints and permissions: sagepub.com/journalsPermissions.nav, pp: 1-12

Spruyt, Bram, 2014. “An Asymmetric Group Relation? An Investigation into Public Perceptions of Education-Based Groups and the Support for Populism,”Acta Politica, Vol. 49, pp: 123–43

Taguieff, P., A., 1997. “Le populisme et la science politique. Du mirage conceptuel aux vrais problèmes ”, Vingtième siècle, Vol. 56, pp: 4–33


 

[1] تم إنجاز هذه الورقة ضمن ورشة "النظرية والمنهج في العلوم الاجتماعية" تحت إشراف جمال فزة وحسن احجيج، بتاريخ 01 يوليوز 2017

[2] يقصد بالآخر هنا المهاجرون الأجانب، وليس الأحزاب السياسية المنافسة.

[3] أما القنوات الموجودة بيوتوب والخاصة بحزب العدالة والتنمية فهي عديدة، أهمها موقعين. الموقع الأول تحت إسم PJD TV وبه 1233 فيديو، تردد عليه، سبعة ملايين و187 ألف مشاهد ومشاهدة إلى حدود 29 فبراير 2016، وبه كلمات لبعض الوزراء وتعليقاتهم على بعض الأنشطة الحكومية التي قاموا بها، وبه كذلك كلمات لقياديين آخرين بالحزب، وكلمات لبعض الفنانات المغربيات اللواتي يتعاطفن مع الحزب، وبه أيضاً بعض التصريحات لوزراء آخرين بالحكومة الذين يعلنون عن دعمهم لبعض القرارات التي اتخذها الأمين العام للحزب إبان ترأسه للحكومة. والثاني اسمه "ح.ع.ت تواصل" بالفرنسية ويتوفر على 4606 من الفيديوهات، منها تسجيلات مرتبطة بالمهرجانات الخطابية خلال الحملات الانتخابية للحزب، بالإضافة إلى العديد من الفيديوهات الخاصة بكلمات الأمين العام للحزب خلال مناسبات متنوعة وفي مناسبات مختلفة، ومنها خطابه كرئيس للحكومة، وتصريحاته داخل البرلمان، ومشاركته في تأبين وعزاء زعماء حزبيين آخرين، بالإضافة إلى حضوره لأنشطة الأطفال وغيرها من المناسبات الاجتماعية والسياسية. كما توجد قناة خاصة بشبيبة العدالة والتنمية وبها 193 فيديو. إلى جانب هذه المصادر توجد بموقع يوتوب قناتين تعرضان بعض أنشطة الحزب (Chanel)، القناة الأولى تحمل إسم "عبد الإله بنكيران" بها 314 فيديو لكن ليست كلها مخصصة لخطاب بنكيران بل توجد إلى جانب تصريحاته، فيديوهات أخرى مرتبطة بمقابلات كرة القدم وبعض الأفلام وغيرها من المواضيع. أما القناة الثانية، فتحمل اسم "فضائح عبد الإله بنكيران" وبها تسعة فيديوهات أضيفت كلها في أكتوبر 2016، وعدد المشاهدين لها لا يساوي إلا 371 مشاهد ومشاهدة يبدو أنها أضيفت بمناسبة الحملة الانتخابية الأخيرة.

[4] http://tv.pjd.ma/category/تصنيفات/1/الأمين%20العام.html

لتواصل الدائم مع الناس بدل الإصلاح هو برنامج الحزب