في البحث عن محنة ابن تيميّة ومشكلة فهم السُنّة والسلفيّة


فئة :  أبحاث عامة

في البحث عن محنة ابن تيميّة ومشكلة فهم السُنّة والسلفيّة

ملخّص:

على الرغم من ابتعاد المدرسة السلفيّة عن المنهج العقلي، استفادت من كتابات المتكلّمين وأهل الجدل، ولا سيّما الأشاعرة منهم، مثل الباقلاّني (ت402هـ)، والجُويني (ت 478هـ)، والغزالي (ت 505هـ)، والرّازي (ت 606هـ)، في ردودهم على الفلاسفة والفكر الفلسفي، ثمّ ابن تيميّة (ت 728هـ)، لاحقاً، في ردوده على المنطق. وهو جهد كبير ما زال يجلب أنظار الباحثين؛ لكنّ هذا الجهد اختلط فيه النّقد العلمي بالتّحامل والمجازفة، وإطلاق أحكام عامّة وتجنّيات لم تكن لها ضرورة.

سنأخذ ابن تيميّة أنموذجاً في فهم السلفيّة العلميّة، ونقدّم حوله قراءة جديدة تتعلّق بجوانب غامضة في حياته ومواقفه، نتطلّع إلى كشفها وتجليتها، ولا سيّما ما تعلّق بمسألة المحنة التي تعرّض إليها، والمبالغة في تضخيمها واستغلالها، والمقارنة بينها وبين محنة ابن حنبل.

تَمَّ التّركيزُ على منهجيّة استقراء الرّوايات المختلفة، التي تعرّضت لحياته ومواقفه، اعتماداً على مصادر طبقات الحنابلة وتواريخهم أوّلاً، ثمّ كتابات شمس الدّين الذّهبي (ت 748هـ) باعتباره معاصراً له وزميلاً في الدّراسة، وإن كان شافعيّ المذهب، وابن كثير (ت 774هـ) في تاريخه المسمّى (البداية والنّهاية)، نظراً لمعرفته الدّقيقة بمدينة دمشق وأحوالها، ثانياً.

استندت إشكاليّة البحث إلى فكرة أنّ الحركة السلفيّة، قديماً وحديثاً، لم تستوعب أنّ التّفسيرات التي تتعرّض للنصّ الدّيني قابلة للخطأ والصّواب، سواء صدرت عن القدماء، أم المعاصرين؛ فليست العبرة بالأقدميّة، وإنّما بالتّجديد والإبداع، كما أنّها لم تفهم أنّ تلك التّفسيرات والآراء خضعت، حتماً، للانطباعات الشّخصيّة والأحداث الاجتماعيّة؛ وكانت محكومة بالتّاريخ والواقع والانتماء، ومن ثمّ يمكن أن تغيب عنها الموضوعيّة والنّزاهة في كثير من الحالات، ولا سيّما في أوقات الأزمات والصّراع المذهبي. وهذا ما عاناه ابن تيميّة، وتفاعل معه أيّما تفاعل، فكانت أفكاره ومواقفه الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة متأثّرة بواقعه وعصره، وإن حرص على ادّعاء أنّ مرجعيّته لم تخرج عن فهم الأسلاف الأوائل. لكنّ تحديد أولئك الأسلاف كان مستعصياً، وهذا ما جعله انتقائيّاً في تعامله مع المذاهب والأفكار، ومتناقضاً في أحكامه على النّاس.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا