الخلافة.. الإمامة العظمى

فئة: المشاريع البحثية القادمة

الخلافة.. الإمامة العظمى

بمقياس الرّصد الواقعيّ للتطوّر السياسيّ الكونيّ، يمكن القول مع ابن خلدون إنّ نظام الخلافة يتبع منوالا سياسيّا إمبراطوريّا ينتمي إلى الزمن الماضي زمن الإمبراطوريّات التاريخيّة المندثرة. وفي تاريخ المسلمين المعاصر يمثّل تاريخ 1924 الإعلان الرّسميّ عن نهاية صلاحيّة هذا المنوال. لم يمرّ ذلك الحدث في لحظته تلك بيسر على الضمير الإسلاميّ الذي ما انفكّ يرى في الخلافة السياج الأخير الحامي لوحدة المسلمين وقوّتهم التي صارت منذ منتصف القرن التاسع عشر مجرّد ذكرى؛ إلاّ أنّ تحوّل الدولة إلى واقعة موضوعيّة لا يمكن ردّها، أجّل هذا التطلّع لإحياء الخلافة الذي لم يهدأ إلى حين. وكانت فترة السبعينيات من القرن العشرين تجديدا لذلك الأمل الخامد في صورة احتجاجيّة، وجدت في فشل المشروع القوميّ الدولتيّ حجّتها الأولى. ومنذ ذلك التاريخ، لن يكفّ هذا الأمل عن التعبير عن نفسه في فترات متقطّعة، ربّما كانت فترة ثورات الربيع العربيّ أعنفها.

قد يجوز ربط هذا الاحتجاج المعاصر لأجل الخلافة، بجذوره الإحيائيّة في العصر الحديث التي قادها أعلام كثر لعلّ أبرزهم محمّد رشيد رضا، إلاّ أنّ المؤكّد أنّ من قاد هذا الاحتجاج وما انفكّ يقوده في الوقت الحالي هو تيّار الإسلام السياسيّ، من أدنى فروعه تصريحا بضرورة الخلافة مطلبا تسبقه مرحلة تمهيد قد تطول، إلى أقصى هذه الفروع تمسّكا بهذا المطلب أجازوا في سبيله إحياء الجهاد حربا إقليميّة وكونيّة ضدّ معارضيها في الداخل والخارج.

لم يصدر هذا الفكر من فراغ، بل إنّه وجد في تراث التنظير الإسلاميّ للخلافة مادّته المرجعيّة. ولئن كان نظر هذا التراث إلى ضرورتها مقسّما بين أهل سنّة اعتبروها ضرورة مصلحيّة خارجة عن أصول الاعتقاد تناط باختيار العامّة وتنظيمها، وشيعة عدّوها من أصول العقيدة وأركان الدين فأحلّوها محلّ الشهادة في فرائض الإسلام الخمس (محمّد عمارة/ نظريّة الخلافة الإسلاميّة، مصر، دار الثقافة الجديدة، ص95)، وذهب بعض المعتزلة والخوارج إلى نفي وجوبها، فإنّ تعاطي الدعوة الحديثة والمعاصرة مع الخلافة أربك هذا التمايز القديم، وعطّل هذا التفريق بين الخلافة السنيّة والإمامة الشيعيّة، فإذا الخلافة في عرف البنّا وأتباعه وامتداداتهم الرّاهنة السنيّة مسألة اعتقاديّة. هكذا جسروا الفجوة بين التراثين السنيّ والشيعيّ فيها في قلب استعداد بعضهم لبناء الدولة الديمقراطيّة، وإن وفق رؤيتهم الإسلاميّة.

واليوم والدولة في أحلك حالاتها بين فكّي الأصوليّتين الإسلاميّة والعولميّة، تتردّد الدعوة إلى إحياء الخلافة من كلّ الجهات.

ما مدى وجاهة هذه الدعوة؟ وما مدى صلاحيّة نظام الخلافة؟ وهل يمثّل تهاوي الدولة وتفكّك أعزّ خصائصها سيادتها بفعل العولمة، مبرّرا كافيا للقول بشرعيّة الخلافة؟

بهذه الأسئلة العامّة، نطرح على البحث تقييم الدعوة إلى إحياء الخلافة، ونقترح لتناولها الأسئلة الفرعيّة التالية، وما يقترب من معناها: 

- بأيّ معنى يدعى اليوم إلى نظام الخلافة: هل هي بمعنى حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعيّ في أمورهم الأخرويّة والدنيويّة الرّاجعة إليها؟

- ما مبرّرات هذه الدعوة؟ وما حججها؟

- ما مرجعيّة هذه الدعوة؟

- ما تعاملها مع منوال الدولة؟

- ما مدى صلاحيّتها؟

شروط الكتابة:

يراعى في كتابة البحوث وتقييمها أربعة مستويات أساسيَّة، هي: الأفكار، والمقاربة، والمنهج، واللّغة.

الأفكار: 

الجدَّة والطرافة والإضافة المعرفيَّة.

عنوان البحث وعناوينه الفرعيَّة تمثّل علامات دالّة على محتواه، وليست تسميات تختار اعتباطيَّاً.

وضوح الاستشكال في بداية البحث، والاستنتاجات التأليفيَّة في نهايته.

استيفاء التفاصيل والأفكار الفرعيَّة.

وضوح التفاصيل والفروع (أي الأفكار الفرعيَّة).

المقاربة: 

مقاربة علميَّة ذات مرجعيَّة تخصُّصيَّة تتفادى التأويل البسيط دون مرجع تخصُّصيّ.

مقاربة علميَّة تتوخَّى الحياد العلمي، وتتفادى العبارات التمجيديَّة أو القدحيَّة.

مقاربة نقديَّة تأويليَّة تقييميَّة: حضور الحسّ النقدي والشخصيَّة النقديَّة للمؤلّف.

توخّي المنهج التحليليّ، أو التفكيكيّ، أو التأليفيّ، وتفادي طريقة العرض الوصفيّ للأفكار.

المنهج: 

البناء العام للبحث يتكوَّن من: 

عنوان للبحث، يليه ملخَّص تنفيذيّ بأهدافه، ونوع المقاربة، والخطّة المتَّبعة في الإنجاز، فضلاً عن تعيين الكلمات المفتاحيَّة.

مقدّمة البحث تختتم حتماً بتحديد الاستشكال المطروح بدقّة.

جوهر البحث يتضمَّن حتماً الإجابة عن أسئلة الاستشكال.

خاتمة البحث تتضمَّن ضرورة حصيلة استنتاجاته.

ضرورة نقل الشواهد النصيَّة من المصادر والمراجع نقلاً دقيقاً، فضلاً عن توثيقها في الهوامش توثيقاً تامَّاً.

إنجاز لائحة مرتَّبة للمصادر والمراجع الواردة في البحث توضع في آخره.

الترابط بين أفكار البحث في مستوى العلاقة بين فقراته، وفي مستوى التدرُّج بين الجمل.

اللّغة: 

السلامة في الرَّسم (ننصُّ على تفادي إهمال رسم الهمزة القطعيَّة والتضعيف في مواضعه من الكلمات)، والتعبير، ومراعاة قواعد اللّغة من صرف واشتقاق ونحو وتركيب.

الوضوح: تفادي التعقيد، والإلغاز، والصيغ الاشتقاقيَّة الحرَّة.

الحرص على مراعاة شروط التوزيع الطوبوغرافي للنصّ، ومراعاة التنقيط.

ملاحظة: حجم البحث يتراوح ما بين 5000 و8000 كلمة.

الجدول الزمني لإنجاز الكتاب الجماعي: 

آخر أجل لقبول ملخّصات البحوث

20 مارس 2020

آخر أجل لإعلام أصحاب الملخّصات المقبولة فقط

20 أبريل 2020

آخر أجل للتّوصّل بالبحوث في صيغتها النّهائيّة

10 غشت 2020

آخر أجل لإعلام أصحاب البحوث المقبولة نهائيّا

30 سبتمبر 2020

 

ترسل استمارة المشاركة إلى البريد الإلكتروني التالي: 

project@mominoun.com

تحميل الإستمارة من هنا