قراءة ومناقشة كتاب: "الأزمة السودانيَّة المستدامة" للكاتب السوداني الدكتور الفاضل عبَّاس محمد علي

فئة: أنشطة سابقة

قراءة ومناقشة كتاب: "الأزمة السودانيَّة المستدامة" للكاتب السوداني الدكتور الفاضل عبَّاس محمد علي

"الفاضل عبَّاس" يتناول الأزمة السودانيَّة المستدامة بمركز دال


استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود" يوم الخميس الموافق 6 أبريل 2017 فعاليَّات ندوة علميَّة لقراءة ومناقشة كتاب: "الأزمة السودانيَّة المستدامة" للكاتب السوداني الدكتور الفاضل عبَّاس محمد علي، بحضور الأستاذ حلمي شعراوي مدير معهد البحوث العربيَّة والأفريقيَّة، والأستاذة أسماء الحسيني رئيسة قسم الشؤون العربيَّة بالأهرام ونائبة رئيس التحرير، وأدار تفاصيل اللقاء الباحث السوداني الحاج وراق. بدأ الحاج وراق كلمته بالترحيب بالضيوف قبل أن يتناول أهمَّ أزمات المجتمع السوداني ومشاكله المتعدّدة السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وأشاد بتناول الفاضل عبَّاس الموضوعي وعرضه لهذه الأزمات في ثنايا كتابه، في سياق طرح الحلول لها، ثم قدَّم ضيوف المنصة تاركاً الكلمة لمؤلف الكتاب الدكتور الفاضل عباس. وفي كلمته بدأ الضيف في طرح أهمّ محاور الكتاب، وتناول في شرح تحليلي أبرز القضايا منطلقاً من دعوى توحيد الجهود للخروج من النفق المظلم الذي تسبَّبت فيه جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون، والتوجُّه فوراً ودون أيَّة مناورات نحو إيقاف الحروب الأهليَّة في دارفور وكردفان وجنوب النيل الأزرق، والمضي قدماً نحو الديموقراطيَّة والحريَّة المفضية إلى الحكم الراشد، من خلال التبادل السلمي للسُّلطة وترسيخ مبدأ قابليَّة النقد والمساءلة وتحقيق الاستقرار، داعياً إلى إعادة توطين قيم التجرُّد ونكران الذات والنضال من أجل شعب واحد، وتكريس قيم العدالة واحترام الرأي الآخر، لتصبح الدولة في خدمة الجماهير وليس العكس، داعياً في الوقت ذاته إلى ثورة معرفيَّة تضع الأساس لما سمَّاه غسيل الرُّوح السودانيَّة من الشوائب العالقة بها جرَّاء حكم الإخوان المسلمين الأحادي الجائر المتسلط، وثورة ثقافيَّة وتربويَّة تستعيد الإنسان ذا الضمير الحي. ثمَّ جاء التعقيب الرئيس على المنصَّة من الأستاذ حلمي شعراوي مدير معهد البحوث العربيَّة والأفريقيَّة الذي أشاد بالثقافة السودانيَّة، وما يمتاز به المؤلف الذي اعتبره مثالاً للكفاح والنضال، وأكَّد شعراوي على أنَّ أهمَّ ما يتميز به الكتاب هو الانطلاقة التاريخيَّة التي يبدأ منها، ممَّا يوضح ويؤسّس لجذور المشكلة الدينيَّة التي يعاني منها المجتمع السوداني، ويفضح أفعال جماعة الإخوان المسلمين داخل السودان، كما أشار إلى الحركة المهديَّة ودورها ليس في السودان فقط ولكن في عموم أفريقيا. ثمَّ تحدثت الأستاذة أسماء الحسيني، فأشادت بالكتاب وأهميته في تناول المشكلة السودانيَّة من منظور مختلف؛ لحلّ الزمة السودانيَّة في ظلّ السياقات الإقليميَّة والدوليَّة المختلفة، حيث استعرضت تلك السياقات وتناولت بالتحليل أهمَّ معطياتها.

والفاضل عبَّاس باحث وكاتب سوداني من مواليد سنار منتصف أربعينيات القرن الماضي، درس بجامعة 17 نوفمبر ببراغ تشيكوسلوفاكيا، أغسطس 1971/ أغسطس 1973)، ثمَّ واصل تعليمه في كليَّة الآداب بجامعة الخرطوم 1974/1978، ثم ذهب مبعوثاً إلى بريطانيا حيث حصل على دبلوم تدريس الإنجليزيَّة من كليَّة موري هاوس بإدنبرا، وماجستير اللغويَّات 1981، ثمَّ ماجستير الفلسفة من جامعة ليدز 1985، وكان من كوادر رابطة المعلمين الاشتراكيين ورئيس فرعها بسنار من 1966 حتى 1970، وسكرتيراً لهيئة التضامن مع حركات التحرُّر الأفريقيَّة، وناشطاً بالعديد من المنظَّمات التضامنيَّة، مثل هيئة السَّلام السودانيَّة، ولجنة التضامن مع الشعب اليوناني، ولجنة الدفاع عن أنجيلا ديفيز، منذ بداية 1970 حتى 19 يوليو 1971. وامتهن الترجمة خلال إقامته في الإمارات العربيَّة المتحدة، التي امتدَّت من 1990 حتى 2017. ظلَّ يساهم بالكتابة في العديد من الإصدارات منذ 1986، مثل صحيفة "الخرطوم" (نار التقابة)، وفيما بعد الانقلاب العسكري الذي جاء بحكومة الإنقاذ للحكم في يونيو 1989، وصحيفة "الوفد" المصريَّة و"الاتحادي الدوليَّة" الصادرة بالقاهرة، وصحيفة "أخبار العرب"، وبعض الصحف الخليجيَّة الأخرى، والصحف الإلكترونيَّة: الراكوبة وسودانايل وسودانيز أون لاين وحريَّات. صدر له من قبل: مملكتا قتبان وسبأ (ترجمة: المجمع الثقافي بأبو ظبي عام 1999)؛ السودان يكون أو لا يكون، الناشر: جزيرة الورد، عام 2012؛ السودان في عام، دار الياسمين للنشر بالشارقة، عام 2014. والأستاذ حلمي شعراوي شغل العديد من المناصب؛ حيث عمل أستاذاً للعلوم السياسيَّة بجامعة جوبا بالسودان، وخبيراً بالعلاقات العربيَّة الأفريقيَّة بالمنظمة العربيَّة للتربية والعلوم والثقافة، وهو الرئيس السابق للجامعة الأفريقيَّة للعلوم السياسيَّة، وله العديد من المقالات والدراسات؛ منها على سبيل المثال أوباما وخطابه والأفريقي، أجندة أفريقيَّة للقمَّة العربيَّة، هل الصومال مسؤوليَّة عربيَّة أيضاً؟ ويشغل حالياً منصب مدير معهد البحوث العربيَّة والأفريقيَّة. والأستاذة أسماء الحسيني هي رئيسة قسم الشؤون العربيَّة بالأهرام، ونائبة رئيس التحرير، كاتبة مهتمَّة بالشأن العربي والأفريقي، تشارك بموضوعات صحفيَّة في مجلة الأهرام العربي وصحيفتي الأهرام ويكلي والأهرام أبدو، وتكتب في الحياة اللندنيَّة والخليج الإماراتيَّة وغيرها، ترأست تحرير مجلة مصريَّة سودانيَّة مشتركة هي "الملتقى، حصلت على درع جامعة القاهرة تقديراً للاهتمام بالدول الأفريقيَّة وخاصة دول حوض النيل، في عام 2016 كانت موفدة "الأهرام" الخاصَّة إلى موريتانيا لإجراء مقابلة شاملة مع رئيس الجمهوريَّة رئيس القمَّة العربيَّة السيد محمد ولد عبد العزيز.