سؤال الروحي والمادي عند علي عزت بيجوفيتش


فئة :  مقالات

سؤال الروحي والمادي عند علي عزت بيجوفيتش

طُرحت إشكاليات الروح بطرائق مختلفة في الفلسفات القديمة فارتبطت بمفاهيم وتصورات وعقائد كثيرة، حيث تَعَالَقَ مفهوم الروح مع عدة مفاهيم أخرى كمفهوم المقدس والمدنس، الإله، الجسد، الفن...الخ ومع عقائد كعقيدة الخلود وتناسخ الأرواح...الخ وفي العصور الوسطى ارتبط رأسًا بالديانات وما تتضمنه المنظومات الدينية من أفكار: حياة العالم الآخر، الحساب، العقاب، الثواب.. وما إن حلّ العصر الحديث حتى أخذ مفهوم الروح يَعتَمِلُ داخل نصوص رينيه ديكارت René Descartes (1596/1650)م، واستحضره فريديريك هيجل F.Hegel (1770/1831)م بوصفه مفهومًا له فاعليته في تطور مسار التاريخ، وفي المرحلة المعاصرة اشتغل علي عزت بيجوفيتش (1925/2003)م على فكرة الروح في نصوصه الفكرية والفلسفية، بيجوفيتش صاحب الرؤية الإسلامية الذي اجتهد في استيعاب التراث الغربي والتصدي لأهم الأفكار التي يراها تهدد المنظومة الدينية الإسلامية.

تأسيسًا لهذا المنحى البحثي نتساءل: كيف تناول علي عزت بيجوفيتش إشكالية الروح في نصوصه الفكرية؟ وما هي أسباب أزمات الإنسان الغربي المعاصر؟ وكيف يمكن الخروج من المآزق التي وقع فيها الغرب حسب بيجوفيتش؟

1- مقاربة تأسيسية لمفهوم الروح في تصور علي عزت بيجوفيتش

تكمن المرجعية الفكرية لعلي عزت بيجوفيتش في الفكر الديني الإسلامي من جهة، وفي الفكر الغربي من جهة أخرى، فإن عدنا إلى بعض الآيات القرآنية سنجدها تؤكد أنّ الروح هي من أمر الله وحده؛ وهو الوحيد الأعلم بماهيتها، والدليل هو أنّ الكثير من الأبحاث اليوم لم تحدد ماهية الروح؛ لكن هذا لم يمنعه من إعطاء أمثلة مقاربة بقوله "...ما هي الروح؟ لا يمكننا الإجابة عن هذا بشكل تقريبي، ولكن هذا يذكرني بسقراط؛ هذا الحكيم اليوناني التراجيدي، فقد كان له وجه قبيح، وأحبَّ الجميع هذا الوجه القبيح، وفي هذا الإطار كان مثالاً للاستقامة والاحترام العام، من قبل أولئك الذين عرفوه، وأكثرهم تلاميذه. يمكن أن نجد هنا جزءًا من الجواب ما هي الروح الإنسانية؟"[1].

يولي علي عزت بيجوفيتش أهمية بالغة للروح من منطلق أنّ الحواس محدودة والعقل له حدود، فالعيون مثلاً لا يمكن أن تدرك كل العالم الخارجي، والعقل كذلك لا يمكن أن يفهم كل الأمور خاصة تلك المتعلقة بالغيبيات وهذا ما أكده المتصوفة أيضًا "فالعقل والعيون غالبًا لا ترى، الروح هي التي تفهم وترى"[2].

2- أزمة الإنسان الغربي المعاصر:

يوجه علي عزت بيجوفيتش النقد للحضارة الغربية من جهتين من جهة الدين، فالدين المسيحي أسهم بطريقة أو بأخرى في المشاكل اللاأخلاقية التي يتخبط فيها الإنسان الغربي المعاصر من انتشار الزنا بشكل رهيب وظهور أمراض كثيرة جراء المشاكل المتعلقة بالجنس، وانتشار المثلية الجنسية، وحتى الإعراض عن الجنس وقطع الشهوة أتى بنتائج عكسية وهو ما أكده الفيلسوف الدانيماركي سورين كيركيغارد S.Kierkegar والتاريخ شاهد على تورط "الإكليروس" في فضائح جنسية كثيرة خصوصًا في العصر الوسيط.[3]

وينقد بيجوفيتش الحضارة الغربية من جهة ثانية من خلال استغلال الإنسان الغربي لتطور التقنية بطريقة سلبية هذه التقنية التي دخلت على عدة مجالات في حياة الإنسان؛ فبدأت الكثير من الأعراض والأمراض تنهك جسد الإنسان الغربي وروحه لتمثل عنوان بؤسه اليومي من خلال التلاعب بالجنس، وهو ما أوضحه الفيلسوف والمفكر الاجتماعي جان بودريارJean Baudrillard (1925/2007)م الذي أكد أنّ كل نقطة خارج العالم الطبيعي تمثل إرادة إلغائه، وقياسًا على هذه الفكرة تكون المثلية الجنسية محاولة لإلغاء الزواج الطبيعي، يقول بودريار "كنّا محررين جنسيًّا، ونحن الآن محررون من الجنس"[4].

كل هذا جعل الغرب يجد نفسه في مشاكل جنسية؛ فأثقلت مشاكل الدين المسيحي كاهل الإنسان الغربي وعمقت التقنية من جراحه، هذه التقنية التي تهدد الوجود الإنساني والتي أصبحت ترتبط بأفكار أخطر من أي سلاح فتاك، فهناك من يفكر في استنساخ الإنسان هذه الفكرة التي يمكن أن نقول إنّها في

أحضان الممكن تقنيًّا، لكن استنساخ الإنسان "ينهي في الحقيقة كل حياة جنسية أوديبية لصالح جنس "غير بشري" جنس بالممارسة والتكاثر الفوري"[5].

في ظل هذه الأزمة التي يعاني منها الإنسان الغربي قدم علي عزت بيجوفيتش الحلول، فمن جهة الدين أفضل دين نظم الحياة الجنسية هو الدين الإسلامي على اعتبار أنّ هذا الدين لا يطلق العنان للشهوة والغريزة ولا يقتلها أو يحاول أن يكبحها بل هو دين نظم الحياة الجنسية بصورة مثالية "فظل الإسلام أبدًا يبحث ويجد طريق الوسطية في الحياة الجنسية؛ شأنه في بقية أمور الحياة، لأنّ الإسلام كان وبقي فلسفة الممكن في الحياة."[6]

فالإسلام جاء بفلسفة جديدة هذه الفلسفة التي تتطلب من الإنسان أن يحيا حياته الجوانية والبرانية في وقت واحد، أن يحيا حياته الروحية والمادية، لأنّ الإسلام لا يمكن أن يُختزل في مجرد شعائر دينية، والكثير من الآيات القرآنية تدعو إلى ضرورة اقتران الإيمان بالعلم والعمل، فالحياة لا يمكن تنظيمها بالإيمان والصلاة فقط بل بالإيمان والعلم والعمل، فالمسلم الحقيقي هو الذي "يدعو إلى قيام المسجد والمصنع جنبًا إلى جنب، والذي يرى أنّ الشعوب لا يكفي إطعامها وتعليمها فقط، وإنّما يجب أيضًا تيسير حياتها والمساعدة على سموها الروحي"[7].

أما من جهة التقنية فبيجوفيتش يؤكد أنّ التقنية ضرورية جدًّا في حياتنا؛ لكن ليست المشكلة في التقنية في حد ذاتها، بل في استعمالها؛ فهذا الاستعمال يجب أن لا يكون ضد تعاليم ديننا وهويتنا، وينبغي أن يعود بالمنفعة على الإنسان، فمشكل الحضارة هو أنّها اهتمت بجانب واحد من جوانب حياة الإنسان وهو الجانب المادي لذلك ظهرت تلك الأزمات؛ فالحل يكمن في إعادة الاعتبار للجانب الروحي للإنسان، فالإنسان لا يمكن أن يُختزل في بعد واحد كما فعلت الحضارة التي هي في تصور بيجوفيتش "استمرار للحياة الحيوانية ذات البعد الواحد، التبادل المادي بين الإنسان والطبيعة؛ هذا الجانب يختلف عن الحيوان في الدرجة والمستوى والتنظيم."[8].

إنّ أهم مسألة يركز عليها بيجوفيتش هي ضرورة إعادة النظر في التعليم التقني والتعليم الكلاسيكي، فالتعليم التقني هو سبب الحضارة ونتيجة لها، والحضارة مبنية رأسًا على هذه التقنية التي دخلت بشكل واسع على عدة مجالات الحياة، أما التعليم الكلاسيكي فيشمل التاريخ والفنون والآداب والقانون...الخ، لأجل ذلك لو يكون التعليم تقنيًّا فقط فلن نجد إنسانًا مستنيرًا بثقافة روحية يستقيها من برامج التاريخ والفنون والآداب والأخلاق.[9] هذه الثقافة هي التي تجعل الإنسان يتحكم في التقنية وليس العكس.

بموجب هذا يصف بيجوفتتش الحضارة بأنّها ملحدة والثقافة بأنّها مؤمنة، من منطلق أنّ الحضارة تَختزل الإنسان في جانبه المادي فقط والثقافة تهتم ببعده الروحي، فحامل الثقافة هو الإنسان "الفرد" وحامل الحضارة هو المجتمع لذلك ركز بيجوفيتش على الدور الهام للتربية والتعليم، ومن أسباب بقاء الأمة حية متسمة بالفاعلية يورد المفكر مصطلح "المسجدرسة" أي التحام المسجد بالمدرسة؛ بمعنى التوازن بين العقل والقلب، فالمسجد يُذكي الروح الإيمانية عند المسلم، والمدرسة تغرس فيه حب المعرفة والسعي لاكتسابها، والجمع بينها معًا من تمام الإيمان.[10]

هكذا أدرك بيجوفيتش الخلل وأراد أن يضع يده على الورم المتورم، فالأزمات أحدثها الإنسان نفسه ولا أحد غيره، إذن لا بد من إعادة تكوين الإنسان وتحقيق التوازن بين جانبه الاجتماعي والروحي، لأنّه يوجد أناس يعيشون فقط بيولوجيًّا لكنهم أموات روحيًّا، لذلك لابد من إحياء الجانب الميت في الإنسان.

3- رؤية نقدية

وجه المفكر "زكي الميلاد" انتقادات لنظرية بيجوفيتش فيما يتعلق برأيه حول الثقافة والحضارة، والذي لم يبرره المفكر، حيث لم يتطرق إلى من يوافقه في نظريته من بين نظريات هذا الحقل ولا إلى من يخالفه، فهو يرى أنّ هناك خلطًا بين الثقافة والحضارة دون أن يشرح نظريات الآخرين؛ فبقي يُحلق منفردًا في موضوع لا يمكن فيه تناسي الأطراف الأخرى.[11]

ويمكن القول إنّ فكرة بيجوفيتش فيما يتعلق بالثقافة والحضارة قريبة من حيث الروح العامة إلى الفكر الألماني؛ لأنّه يدافع عن الثقافة، لكن "زكي الميلاد" يرى أنّ الحضارة لا يمكن رفضها، وأنّ بيجوفيتش بالغ في نقد الحضارة وكوّن صورة شديدة السواد عنها، وظل يصورها وكأنّها عبثية على الرغم من أنّه لم يقل إنّها خير أو شر؛ إلا أنّه ضمنيًّا يُغلب عليها الشر؛ فتارة يصفها بالإلحاد وتارة يصفها باستمرار الحيوانية، ويتساءل "زكي الميلاد" ما البديل للحضارة إذا رفضناها وشككنا فيها.[12]

قد لا نوافق زكي الميلاد في كل ما ذهب إليه، لأنّه من خلال قراءتنا المتواضعة لنصوص بيجوفيتش نرى أنّ المفكر لم يكن همه تأسيس نظريات عن الثقافة والحضارة هو فقط من خلال رؤيته الخاصة يرى أنّ الحضارة مادية تَختزل الإنسان في بعد واحد هو البعد المادي، هذا الاختزال هو الذي جر الإنسان الغربي المعاصر إلى أزمات حادة وأصبح المصير الإنساني مهددًا، لأنّ هذا الإنسان لم يستنر روحيًّا؛ والدليل نسبة الانتحار المرتفعة التي تقع خاصة في الدول الحضارية.

من الصحيح أنّ علي عزت بيجوفيتش ظل يصور الحضارة بأوصاف تنم عن السوداوية وما يدور في فلك الشر لكنها أوصاف تلخص المآل الذي آل إليه التقدم الإنساني، وهو لا يرفض بتاتًا الحضارة بل نجد في متونه الفكرية أنّه يشجع على الحضارة والتقدم، لكن هذا التقدم يجب أن لا ينبني على التقدم المادي فقط بل لا بد من مراعاة الجانب الروحي أيضًا، وحاول قدر الإمكان تقديم النهج الذي يمَكِّن من الموازنة بين المادي والروحي.

خاتمة:

قدم علي عزت بيجوفيتش قراءة جديدة للإسلام من خلال فهمه العميق لمعاني الآيات القرآنية؛ مبينًا أنّ الإسلام فلسفة الممكن في الحياة، وهو الناظم لكل جوانب الحياة الإنسانية، ومن خلال نقده اللاذع للحضارة الغربية قد يتبادر إلى ذهن قارئ نصوصه أنّه ضد الحضارة نهائيًّا لكن الأمر غير ذلك، فالمفكر يريد أن يُؤسس لإنسان متوازن عقليًّا وروحيًّا إنسان مؤمن بالله ومؤمن بفلسفة الفعل والعمل، إنسان ليس همه حفظ أسماء المساجد في تاريخ الإسلام وكفى، بل إنسانًا يساهم في ترميم مسجد بلدته إن كان بحاجة إلى ذلك أيضًا.

إنّ نقد بيجوفيتش للمسيحية التي كانت سببًا في اجتياح المشاكل اللاأخلاقية للعالم الغربي، لا يعني إطلاقًا أنّه يدعو إلى محاربة المسيحيين وممارسة العنف ضدهم أو ضدّ أي دين آخر؛ ذلك أنّه لا يؤمن بنزعة الإقصاء وهو الذي أسس دولة تُؤمن بتعايش الإرادات وتعدد الديانات.

علي عزت بيجوفيتش مثال للإنسان المثالي المتوازن، الإنسان المجاهد والمجتهد، المفكر والرئيس الذي يمكننا أن نقول بحق إنّه يمثل ما كان يرمي إليه أفلاطون من خلال مشروعه في الجمهورية الهادف لإيجاد الحاكم / الفيلسوف؛ الساعي لتدبير شؤون المدينة، لأنّ أكثر ما يعرض الأمم للخطر هو النقص المعرفي والأدبي الذي يعتري عقول السياسيين.

 

قائمة المصادر والمراجع:

أولاً: المصادر

1- علي عزت بيجوفيتش، الإسلام بين الشرق والغرب، ت: محمد يوسف عدس، مؤسسة العلم الحديث، ط1، بيروت، جانفي 1994م.

2- علي عزت بيجوفيتش، الإعلان الإسلامي، تقديم وترجمة: محمد يوسف عدس، مكتبة الإسلام البخاري للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 2009م.

3- علي عزت بيجوفيتش، عوائق النهضة الإسلامية، ت: حسين عمر سباهيتش، جمعية قطر الخيرية، ط1، الدوحة، 2013م.

4- علي عزت بيجوفيتش، هروبي إلى الحرية، ت: إسماعيل أبو البندورة، مراجعة: محمد أرناؤوط، دار الفكر، ط1، دمشق ــ سوريا، ماي 2002م.

ثانيًا: المراجع

1- جان بودريار، التبادل المستحيل، ت: جلال بدلة، معابر للنشر والتوزيع، ط1، دمشق ــ سوريا، 2013م.

2- جان بودريار، المصطنع والاصطناع، ت: جوزيف عبد الله، مراجعة: سعود المولى، المنظمة العربية للترجمة، ط1، بيروت، 2008م.

3- مجموعة من المؤلفين، الفهم، الوعي، العمل، إشراف: طه كوزي، تحرير: مونية الديغوسي وعبد العزيز بن عمر، كتاب، ط1، الجزائر، 2014م.

ثالثًا: المقالات

1- مقال زكي الميلاد، عنوان المقال: الثقافة والحضارة قراءة في نظرية علي عزت بيجوفيتش، مجلة الكلمة، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، العدد42، السنة11، شتاء 2004م

http: //www.kalema.net/V1/ret=469&art


[1] علي عزت بيجوفيتش، هروبي إلى الحرية، ت: إسماعيل أبو البندورة، مراجعة: محمد أرناؤوط، دار الفكر، ط1، دمشق - سوريا، ماي2002، ص ص 32- 33

[2] علي عزت بيجوفيتش، هروبي إلى الحرية، مصدر سابق، ص 27

[3] علي عزت بيجوفيتش، عوائق النهضة الإسلامية، ت: حسين عمر سباهيتش، جمعية قطر الخيرية، ط1، الدوحة، جانفي 1997م، ص 35

[4] جان بودريار، التبادل المستحيل، ت: جلال بدلة، معابر للنشر والتوزيع، ط1، دمشق ــ سوريا، 2013م، ص 126

[5] جان بودريار، المصطنع والاصطناع، ت: جوزيف عبد الله، مراجعة: سعود المولى، المنظمة العربية للترجمة، ط1، بيروت، 2008م، ص 169

[6] علي عزت بيجوفيتش، عوائق النهضة الإسلامية، مصدر سابق، ص 35

[7] علي عزت بيجوفيتش، الإعلان الإسلامي، تقديم وترجمة: محمد يوسف عدس، مكتبة الإسلام البخاري للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 2009م، ص 93

[8] علي عزت بيجوفيتش، الإسلام بين الشرق والغرب، ت: محمد يوسف عدس، مؤسسة العلم الحديث، ط1، بيروت، جانفي1994م، ص 94

[9] علي عزت بيجوفيتش، الإسلام بين الشرق والغرب، مصدر سابق، ص 102

[10] مجموعة من المؤلفين، الفهم، الوعي، العمل، إشراف: طه كوزي، تحرير: مونية الديغوسي وعبد العزيز بن عمر، كتاب، ط1، الجزائر، 2014م ص 73

[11] زكي الميلاد، الثقافة والحضارة قراءة في نظرية علي عزت بيجوفيتش، من مجلة الكلمة، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، العدد42، السنة 11، شتاء 2004مhttp: //www.kalema.net/V1/rpt=469&art 

[12] زكي الميلاد، الثقافة والحضارة قراءة في نظرية علي عزت بيجوفيتش، مرجع سابق.