غسان حمدان: إشكاليات ترجمة النص الصوفي


فئة :  حوارات

غسان حمدان: إشكاليات ترجمة النص الصوفي

غسان حمدان (غسان سليم عبد الأمير) وُلد في بغداد عام 1973 ودرس فيها وفي طهران، وهو إعلامي، وباحث في الشؤون الإيرانية وكاتب ومترجم. أعدّ برامجَ ثقافية وسياسية، وعمل كمُترجم للبرامج التلفزية ومحرر لمحطات فضائية عدة: أم بي سي برشيا، الآن، العالم، ناشيونال جيوغرافيك، التلفزيون الإيراني، بلادي، ريگا، وغيرها. كما عمل أكاديميًّا في سوريا ومدرساً للغة الفارسية. كذلك عمل كاتباً ومترجماً وباحثاً في علم الاجتماع الإيراني وفلسفة الأديان القديمة، وله إسهام في تعريفهما في الدوريات والمواقع الإلكترونية العربية ومن أهم مقالاته: حوار الحضارات من منظور علماء الاجتماع في إيران، تاريخ علم الاجتماع في إيران، مشروعية النظام الديمقراطي، سجال حول العولمة الاقتصادية، عن العولمة السياسية وما إليها، آراء حول أسباب العولمة، آراء السهروردي في حكمة الإشراق، النور والملائكة عند السهروردي، ملاحظات عن الثقافة الزرادشتية، التصوف في بلاد الشام ...

كما ترجم غسّان حمدان عشرات الكتب الأدبية من الفارسية إلى العربية وبالعكس. وألّف سلسلة كتب (8) عن المصادر الإيرانية في سوريا.

خالد محمد عبده: نعرف من خلال متابعة روائع الأدب المترجمة عن الفارسية أن بعضها يعود إلى البيت الذي نشأت في كنفه، فأنت من أسرة تحتفي بالكتاب، وتحاول تقديمه إلى أكبر عدد من القراء كاشفة الحجاب الذي يحجز الكثيرين عن المعارف التي لا يتقنون لسانها، فهل كانت بداياتك في الترجمة متأثرة بوالدكم؟ كيف بدأ اهتمامك بالترجمة وما سبب اتجاهك إليها؟ وهل يمكن أن نستغل هذه الفرصة لتعطي للقراء نبذة عن الوالد وأعماله الأدبية؟

غسان حمدان: بصراحة كنت أهوى الرسم، ولم أتصور يوماً أنني سأتجه للأدب مع أنني كنت أحفظ قصائد كثيرة من الملاحم الأسطورية ومولانا جلال الدين الرومي.. وفي فترة ما، حاولت مع صديق أن نترجم روايات لنجيب محفوظ بشكل مشترك، إلا أننا لم نكمل المشروع بسبب سفري... أما بخصوص والدي، فهو كان مترجما محترفاً يترجم عن اللغة الإنجليزية إلا أنه علّم نفسه اللغة الفارسية وشرع يترجم قصةً تلو الأخرى، حتى بدأ يترجم روايات تعدّ من كلاسيكيات الرواية الفارسية ونشر أغلبها في مصر ..

 إن اهتمامي بالترجمة كانت مصادفة، وبدأت عندما استمعت لإحدى قصائد الشاعر الصوفي المعاصر سهراب سبهري، حيث طرح فيها الوحدة وقدسيتها.. ما جعلني أفكّر بتحويلها إلى العربية. وفي تلك الفترة وبسبب اهتمام والدي بالأدب والروايات كنا نملك المجموعة الكاملة لأعمال نجيب محفوظ، فبدأت التحدي: إن كان يمكنني أن أترجم قصيدة علي أن أترجم قصة ما، فاخترت كتاب "همس الجنون"، وهو أول كتاب للراحل الفائز بجائزة نوبل.. أتذكر أنني أنهيت المجموعة خلال شهرين، وبعد تدقيقه ومساعدة أحد الأصدقاء الإيرانيين الذي أعطى ملاحظاته، سلمت المخطوطة لناشر الذي رحب بها ووافق على نشرها..

بعد ذلك انتقلت إلى سورية ورأيت عدم وجود أي شيء عن الأدب الفارسي. فعدتُ إلى ترجمة الشعر.. فتمكنت من ترجمة ثلاث مجموعات شعرية ومجموعة قصصية ونشرت جميعا في وزارة الثقافة السورية.. وهنا يكمن اختلاف طريقي عن طريق والدي الذي لا يحبذ ترجمة الشعر، كما أنني كنت أترجم من العربية إلى الفارسية ثم تغير الوضع وتحولت إلى الترجمة العربية في حين أن والدي كان يترجم إلى العربية فقط... ثم بدأت بترجمة أول رواية، وهي "عيناها" للروائي بزرگ علوي واستمر العمل في الترجمة، وما زلت أقوم بتقديم رواية مترجمة كل سنة...

خالد محمد عبده: خصصت جزءًا من ترجماتك للأدب الفارسي رواية وقصة وشعرًا في حين يتجه كثيرون اليوم من المتخصصين في اللغات الشرقية إلى العناية بترجمة بحوث وكتابات سياسية تتعلق بالواقع المعيش، فما سبب ذلك؟

غسان حمدان: هناك أسباب عدة، أهمها أنها مجال اختصاصهم كطلاب أو أساتذة جامعات، أو أنهم يقومون بترجمة كتب سياسية بعد تكليفهم من قبل دار نشر ما.. كما أن أغلب دور النشر لا ترحب بأعمال "غير معروفة" لديهم ولو كانت جيدة خوفاً من المجازفة... وأن سبب تركيزي على الأدب هو وجود هوة كبيرة بين ثقافة دول الجوار واهتمام مثقفينا بالأدب الغربي وثقافتها.. في حين أن الشرق كنز لا ينضب وينبوع عنفوان للثقافة والأدب، وهناك أدباء نالوا جوائز عالمية. لذلك محاولتي هي مجرد مد جسر لدخول عالم الشرق الأدبي..

خالد محمد عبده: رغم الحس الصوفي الكبير الذي نشهده في كتاباتك وترجماتك القصيرة لبعض الأشعار إلا أن ترجمة النصوص الصوفية لا تحظى بالجانب الأكبر من اهتمامك، رغم حاجة القارئ العربي الشديدة للتعرف على درر النصوص الفارسية العرفانية، فهل المحبة لهذه النصوص حاجبة لك؟ أم كون النص الصوفي بطبيعته الرامزة والغامضة يحتاج إلى قدر كبير من العناية والاهتمام والوقت، وهو ما يجعلك تنصرف إلى غيره؟

غسان حمدان: ملاحظة جيدة من قبلكم.. إن اهتممت بنقل النص صوفي سأظلم جمالية النص! ومثالاً على ذلك لقد قام بعض المترجمين بترجمة أعمال مولانا جلال الدين الرومي، إلا أنهم لم ينقلوا مهارة الشاعر وصناعاته الأدبية، بل صبوا جل تركيزهم على نقل المعنى... ولم ينتبهوا أن التصوف والعرفان يأتيان مع الحلى الأدبية! وأن جماليات التصوف تعود إلى القصائد البديعة، وهذا ما يميزها عن الأدعية والأوراد.

صحيح أن التصوف يتلخص في معرفة سبل الوصول إلى "سر الأسرار" والتقرب من الربّ الخالق، وتفعل الأدعية ذلك أيضاً إلا أنهما يختلفان في الأسلوب، وإن حوّلنا التصوف الشعري وحتى النثري إلى ترجمة غير أدبية من أجل إيصال المعنى للقارئ، فإننا سنحول عظمة التصوف إلى كتابات عادية يهملها المرء بعد فترة قصيرة، لأنها فقدت جاذبيتها. ومن هذا المنطلق أخشى أن أظلم المتصوفين الكبار وألا أوفق في نقل نفسيتهم وجماليتهم ورقتهم عند ترجمة نصوصهم.. وحتى الآن أنا في صراع داخلي، لأن هناك متصوفة كبار لم يسمع بهم المهتمون العرب..

فكما نعرف هناك فرق صوفية كثيرة ظهرت واندثرت ولكنها أثرت على الأجيال التالية.. والطريف أن الراحل الكبير نجيب محفوظ الذي أعده أستاذي في الكتابة، نقل في إحدى رواياته، ربما الحرافيش، مقطع من قصيدة فارسية سمعها في خانقاه الدراويش: "بلبلي خون دلي خورد و گُلي حاصل كرد"، من دون أن يترجمها.. ولا أن يضع هامشا يشرحها.. يعني اذهبوا تعلموا لغة التصوف!! على كل حال أنا حلمي أن أساهم في ترجمة النصوص الصوفية قريباً كإقبال اللاهوري، وهو من جعلني أغرم بالشعر ورباعيات أبي سعيد أبو الخير والخرقاني وغيرهم.

خالد محمد عبده: من النصوص التي وجدت منك كبير عناية، وخرجت في ترجمة رائقة النصوص الشعرية العرفانية للإمام الخميني، وهذا الديوان من الدواوين التي اهتم القراء بها، واختلط المذهبي بالنقدي في القراءة، فبعض القراء احتفى به حفاوة بالغة، وبعضهم وجه إليه نقدًا لاذعًا بحكم الانتماء المذهبي أيضًا.. فلماذا كان نص الخميني تحديدًا؟ ما الذي حفّزك على ترجمته؟ وكيف ترى أشعاره في بستان الشعر الفارسي المثمر عبر العصور؟

غسان حمدان: صراحة.. في فترة معينة تركت الترجمة، وتوجّهت إلى كتابة القصة القصيرة حتى اقترح أحد الأصدقاء أن أعود إلى الترجمة، وشجعني لأنه حسب قوله هناك فراغ كبير خاصة بعد وفاة والدي الذي يعد أحد عمالقة الترجمة مع الدسوقي شتا الذي رحل هو الآخر.. واقترح الصديق أن أترجم الديوان بعدما سمع عنها أنها غنية بالصور العرفانية.. وقبل أن أبدأ قرأت بعض المقالات المؤيدة أو الرافضة للديوان.. وبعد الترجمة أعتقد أن الكتاب لاقى نجاحاً، حيث وصلت الترجمة إلى الجهات المعارضة الفكرية قبل أن تصل إلى مؤيدي الإمام!

 وقد كتبت نبذة عن سيرة الشاعر وديوانه في مقدمة الكتاب قلت فيها، إنه كتب قصائده قبل توليه السلطة ثم أكملها برباعيات صغيرة... على كل حال كما نعرف قد روجت الحكومة لهذا الديوان بعد رحيل الخميني.. أما عن مكانة القصائد أقول: إن بعضها ممتازة يمكنها أن تنافس بعض قصائد الشعراء الكلاسيكيين.. والبعض الآخر لا.. ولكن هناك موضوع آخر لم يلتفت إليه أغلب المهتمين، وهو انحسار الاهتمام بهذا الديوان في داخل إيران وسبب ذلك تزايد حركة المعارضة بعد فشل الثورة الإصلاحية عام 2009، بمعنى آخر أن الديوان برز سياسياً وانكمش الاهتمام به سياسيا أيضاً!

خالد محمد عبده: تهتم -من خلال متابعة كتاباتك- بالمصطلح الصوفي واصطلاحات الصوفية، ورأينا أنك ألحقت في إحدى ترجماتك ملحقًا باصطلاحات الصوفية، فهل لديكم مشروع جديد في الترجمة أو التأليف يخص التصوف والعرفان؟

غسان حمدان: كنت أعلم عند ترجمة القصائد العرفانية أن البعض سيستغل وجود بعض المفردات كالخمر وجمال الحبيبة و... لذلك قمت بإلحاق قاموس مصغر في نهاية الكتاب تجنباً لوضع الهوامش.. على كل حال أن مشروعي هو تعريف التصوف وتقديمه وشرحه لقراء العرب بعيداً عن التعريفات الموجودة، لذلك سأقوم إن شاء الله ببحوث مكثفة حول هذا الموضوع، وأقدم ترجمات وكذلك تأليف ما يلزم.. لأن هناك نظرة سلبية من قبل البعض تجاه التصوف، ويعتبرها تعارض الإسلام وتعاليمه في حين أن الأمر عكس ذلك تماماً.

خالد محمد عبده: قراءة البومة العمياء جعلتنا في حالة من الانفعال مع صاحبها نغضب ونضجر، ونقلت إلينا الشؤم والقهر والحزن، كتابة هدايت كانت ساحرة بالنسبة إلي، أظن أن كتابه البعثة الإسلامية إلى البلاد الإفرنجية كما هي التسمية العربية لترجمتك مختلف تمامًا عن البومة العمياء، فهل يمكن أن تحدثنا عن هذه الرواية وما يميز أدب هدايت؟

غسان حمدان: تعد رواية "البعثة الإسلامية إلى البلاد الإفرنجية" صرخة احتجاج من قبل هدايت ضد رجال الدين.. عليّ أن أقول الصراحة، كان صادق هدايت يكره كل ما هو إسلامي وعربي، ويرى أسباب تخلف شعوب المنطقة وخاصة إيران في احتلال هذه الدول من قبل "حفنة بدو همجيين".. ولكنه تناسى أو أنه يتغابى أن أهم حضارة إيرانية جاءت بعد الإسلام! وأن الفنون والعلوم والثقافة الإيرانية ازدهرت في ظل الحكم الإسلامي..

على كل حال، هي رواية تحكي عن ذهاب مجموعة من رجال الدين إلى الغرب "الكافر" لنشر الإسلام. طبعا، الرواية كتبت بأسلوب ساخر وتحكي كيف سرق هؤلاء الشيوخ الأموال المخصصة، وقرروا البقاء في أوربا، حيث تلوثوا بأنفسهم في الذنوب..

على المترجم أن يقدم صورة لأدب الجوار أو فكر مثقفي بلد ما.. الطبيب وظيفته أن يعالج الجميع ولا يميز بين هذا وذاك.. المترجم أيضاً عليه أن ينقل الحالة الفكرية السائدة في الضفة الأخرى، وإذا يعمل على ما يعجبه من الأدب، فإنه لن يعكس الواقع بل يعطينا نصف الصورة الموجودة... وعلى هذا الأساس قمت بترجمة هذه الرواية جنباً إلى جنب التصوف والروايات الوجودية والفكرية..

خالد محمد عبده: انظر إلى الحزنِ الذي في عينيّ كيف يذوبُ قطرةً قطرةً وانظر إلى ظلِّي الأسودِ العنيدِ كيف يصيرُ أسيراً بيدِ الشمسِ انظر فكل كياني يتهدمُ تبتلعني شرارةٌ ما ترفعني إلى القمةِ وتجرني إلى المصيدةِ.. تُرجمت فروغ فرُّخ زاد - رائدة الشعر النسوي في إيران حسب توصيفك - إلى العربية ترجمات عدّة ووجدت حفاوة بالغة من الأدباء والقرّاء، كيف تنظر إلى الترجمات العربية الكثيرة لأشعارها؟ وما الذي يجعل شعر فروغ فرُّخ زاد ليجعله في الصدارة اليوم؟

غسان حمدان: من مزالق وإشكاليات الترجمة - لفروغ أو لغيرها- أننا نأخذ النص من لغة وننقله لأخرى دون أن نراعي ذائقة وشعرية اللغة المترجم لها، ومن هذا ما يحدث لفروغ -المسكينة- فأغلب النصوص التي ترجمها لهنا المترجمون من أشعار فروغ زاد كانت مترجمةً عن اللغات الأوروبية والبعض ترجم عن الفارسية، وكما تعلم، فإن الترجمة تطفل على الإلهام في المطلق وسرقة بطريقة أو بأخرى كما يقول الإيطاليون... وكما تواجه نصوص فروغ لأزمة المترجمين الحاذقين، فإن باقي الشعراء يواجهون نفس الأزمة، وإجمالاً لستُ راضياً عن ترجمات كُثر.

أما عن نصيب فروغ في قلوب الناس ولماذا كل هذا الاهتمام بشعرها حتى اليوم، ففروغ لم تكتب الشعر للتمرد فقط بقدر ما هي حاولت أن ترسى دعائم الشعر النسوي وأن تقول للعالم إن المرأة لا تختلف إلا اختلافات بيولوجية عن الرجل، ففي الزمن الذي كانت فيه فروغ شاعرة تجهرُ بصفات الرجل - العشيق- وتقول أدق تفاصيل تبعات هذا العشق كانت المرأة الإيرانية ولن أبالغ لو قلت المشرقية تعاني من أزمة (سي السيد) وذاك المتحكم الأزلي ..

ولك أن ترى ظل فروغ فرخزاد في عالمنا العربي في شعر نازك الملائكة وفدوى طوفان وبالنسبة إلى الغرب فهي سلفيا بلاث الشرق... فروغ حجرٌ أوّلٌ في جدار النهوض بالمرأة، وهي تنفع لكل زمان ومكان. وعن نصيب فروغ وحظوتها في مطبوعات اليوم... ففروغ تضعنا بين ثنائيتين الأولى ثنائية الخسارة والاعتراف والثانية ثنائية الفقد والكبت... ولهذا صاغت تجربتها الشعرية من منظور مختلف عن المحاولات المتواضعة التي كانت تقاد بين ردهات المشهد الأدبي المشرقي وأقول مشرقي، لأن فروغ تجاوزت الحدود ولم تعد تؤمن بالوفاء للمرأة الإيرانية فقط ..

خالد محمد عبده: انتقلت نصوص كثيرة من نصوص التصوف الفارسي إلى العربية كما انتقلت إلى اللغات الأعجمية كالألمانية والفرنسية والإنجليزية، وشكّلت معارف الكثيرين ولا تزال ومن خلال مطالعة لأكثر من ترجمة لنص واحد نجد فروق واضحة في الترجمة، ونلاحظ ذلك من خلال متابعة ترجمة الرومي وإقبال إلى العربية، فما ملاحظاتكم على هذه الترجمات؟ وكيف يمكن أن نتعرف على تراث التصوف الفارسي اليوم؟

غسان حمدان: بصراحة، أن بعض المترجمين ليسوا مختصين بالترجمة أو ليس لهم اختصاص في التصوف، وإنما يحاولون مشاركة الآخرين بهجتهم الناتجة عن قراءة النصوص الصوفية.. كما أننا نجد ترجمات لمولانا عن الترجمة الإنجليزية! بالطبع يمكن تصور كيف نجد ترجمات مختلفة ومتباينة.. إني أتقد بشدة أنه يجب أن يكون تعاون خاص بين مترجم ومحرر وخبير في التصوف لينجزوا نصاً صوفياً! بمعنى أن يترجم العمل تحت إشراف أستاذ جامعي أو من له صلة بالتصوف، ثم يقوم المحرر بتقديم النص بشكل يليق به.. فالنصوص الصوفية تعتبر كالدر النفيس وتحتاج إلى عناية خاصة.