إشكاليَّة المنشقّين عن الإخوان وتعاطي الجماعة معهم


فئة :  أبحاث عامة

إشكاليَّة المنشقّين عن الإخوان وتعاطي الجماعة معهم

الملخّص:

تسلّط هذه الدراسة الضوء على ظاهرة صارت أكثر وضوحًا داخل تنظيم الإخوان بامتداداته التي تصل لأكثر من 80 دولة؛ وهي ظاهرة الخروج على الجماعة والانشقاق عن أفكارها، رغم وجود محاضن للتربية داخل التنظيم تُعلي من فكرة السمع والطاعة، وتُعطيها أولوية بين أفراد التنظيم على التفقه في الدين أو تعلمه أو ممارسة طقوسه؛ فتاريخ الانشقاق وأسبابه الحقيقية لا تكاد تكون معلومة لكل الذين يخرجون عن تنظيمات أيديولوجية تسعى في النهاية لممارسة فكرة الاغتيال المعنوي لهذه الشخصيات وتشويهها، حتى لا يكون ذلك مغريًا لأفراد التنظيم بالانشقاق أو ممارسة ضغوط على القيادات التي حولت التنظيم إلى تنظيم شبة عسكري بأوامر السمع والطاعة المفروضة على قواعده في المنشط والمكره. وجماعة الإخوان تتصدّر هذه التنظيمات.

وتهتمّ الدراسة بهذه الظاهرة في محاولة لقراءتها وقراءة أسبابها الحقيقية ووضع التنظيم في ظلّ موجات الخروج الجماعي التي تشهدها الجماعة بخاصة في العقد الأخير، وبحث أسباب هذا الانشقاق بعد تصنيف حالاته، والبحث في جدلية الخروج من التنظيم وآليات التحقيق من الجماعة في هذه الظاهرة التي باتت تؤرق التنظيم، ومبرراتها التي تقدمها لقواعدها.

تقارن الدراسة بين طريقة تعامل المؤسّس الأول للجماعة حسن البنا والمرشدين من بعده مع الخارجين على الجماعة أو المنشقّين عنها، وتأثير هذا الانشقاق على شكل التنظيم، وتطرح تساؤلًا عما إذا كانت هناك علاقة بين عسكرة التنظيم وبين موجات الخارجين على الجماعة؟، كما تضع الدراسة كلمات مفتاحية تفسر ظاهرة الانشقاق وتُجلي الحقائق بشأنها، سواء كان ذلك مرتبطًا بخروج قيادات رفيعة المستوى في أعلى السلطة بالجماعة أو أجيال متعاقبة داخل التنظيم، وإلقاء الضوء على مشاريع هؤلاء المنشقين المستقبلية.

وفضلا عن ذلك، تتعرّض الدراسة للأسباب التي دفعت هؤلاء المنشقّين إلى الخروج على الجماعة، وطريقة تعامل التنظيم معهم، وأسباب تجاهله للمئات من الذين يخرجون عنه، ويعلنون تجميد عضويتهم دون أن نسمع لهم صوتًا في الإعلام ودون أن يتلقوا ردًّا من الجماعة على ما كان سببًا في خروجهم منه، رغم أن البعض قضى داخل التنظيم أكثر من 20 عامًا، إلا أنه فضل أن يخرج نادمًا على ما قضاه من وقت بين قوانين ولوائح الجماعة.

ولعلّ من أهداف من هذه الدراسة معرفة الأسباب الحقيقية وراء الخروج من جماعة الإخوان والانشقاق عنها، والأسباب الحقيقية وراء تعامل التنظيم الأحادي مع هؤلاء المنشقّين، رغم التباين في التعامل مع كل حالة، وسعيه لتشويه هذه المجموعات التي آثرت ألا تستمر داخل التنظيم.

ومن مداخل الدراسة تعريف الانشقاق وإظهار الصورة الحقيقية لهؤلاء المنشقّين، ومتى يأخذون قراراتهم؟ ومن هنا سنتوغل قليلًا في تجارب بعض المنشقّين، ونعرض بالتفصيل لتجربة من هذه التجارب من خلال عرض نصي لاستقالة أحد قيادات الإخوان، محاولين التعرّف على مشروعها الفكري وكيف تعاملت الجماعة معها؟ كما نحاول التعرف معها من خلال إجراء حوار خاص بالدراسة مع هذا المنشق من داخل أحد السجون المصرية، حيث مازال الرجل يقضي عقوبة السجن - بحسب حكم أولى درجة- على مدى نجاح هؤلاء المنشقّين في تقديم بديل لتنظيم كبير مثل الإخوان؟، فعمر التنظيم يفوق عمر أفراده وأتباعه وبخاصة من انشقوا عنه، وهل هو حقيقة يبشر بأفكار جديدة هي بدائل تبرّر الخروج والانشقاق عن التنظيم؟

أمّا المنهج المتّبع في الدراسة، فهو المنهج الوصفي، إذ يهتمّ بوصف طرق الانشقاق داخل تنظيم الإخوان، والذي برز بقوة في العقد الأخير، رغم وجود الظاهرة منذ نشأة التنظيم، كما يقارن بين الطريقة القديمة التي كان ينشقّ من خلالها أتباع التنظيم وقياداته والطريقة التي ميزت هذه الانشقاقات الجديدة مع البحث التأصيلي المقارن لتعامل القيادة مع هؤلاء المنشقّين، سواء قديمًا أو حديثًا.

أمّا مصادر البحث، فهي نصوص بعض الاستقالات التي تقدّم بها هؤلاء المنشقّين من مصادرها، كما حوت الدراسة مقابلة خاصّة مع أحد هؤلاء المنشقّين الذي مازال يقضي عقوبة السجن مدّة 10 سنوات- حكم أوّل درجة- بتهمة التجمهر أمام أحد مراكز الشرطة المصريّة، مع عرض مفصّل لمشروعه الفكري وطريقة تعاطي الجماعة معه وبقية المنشقّين، كما تكشف المقابلة التي تضمّنتها الدراسة، رؤية المنشق من واقع سجنه الضيق للتنظيم في ظلّ تنامي الظاهرة موضوع البحث.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا