الاحتفاء بالهامش بارت والخطيبي


فئة :  أبحاث محكمة

الاحتفاء بالهامش بارت والخطيبي

الاحتفاء بالهامش

بارت والخطيبي

ملخص:

شكل رولان بارت (12 نونبر 1915- 26 مارس 1980) ومشروعه النقدي خاصة في مجال السيميائيات أحد أهم المرجعيات في مسار الأديب والمفكر عبد الكبير الخطيبي. ورافقه هذا المشروع في فترات عديدة في حياته، بدءا من مرحلة الدراسة خاصة خلال مرحلته الجامعية بجامعة السوربون بباريس الفرنسية إلى غاية تثبيت اسمه كباحث متميز تجاوز صيته الحدود الجغرافية، وأصبحت مشاريعه وأعماله الفكرية، النقدية والإبداعية مادة للدراسة والبحث في العديد من الجامعات والمعاهد العربية والدولية، وترجمت ولا زالت تترجم أعماله إلى اللغة العربية واللغة الإنجليزية تحديدا. وعليه، تتوخى الدراسة تحليل مدى استفادة عبد الكبير الخطيبي من الدرس السيميائي كما حدده رولان بارت. بالسيميائيات نجح الخطيبي في اقتحام عدة علامات ومجالات مثل الوشم، الأمثال، الخط، الحكاية، الأدب الشفوي، الصورة، الموسيقى الفن التشكيلي؛ وذلك بكثير من اللذة « Un plaisir » بتعبير رولان بارت. أثبتت هذه الدراسة بعض معالم التجديد الذي قام به عبد الكبير الخطيبي في مجال السيميائيات خصوصا من خلال مؤلفه: « La Blessure du nom propre » (الاسم العربي الجريح). في هذا العمل الذي سيشتغل فيه الخطيبي على الوشم، الأمثال المغربية، الرسم الخطي، الحكاية، بلاغة الجماع وغيرها من المواضيع استعمل الخطيبي منهجا رصينا يتمثل في منهج "التداخل الدلائلي" « Intersémiotique ». وأوضحت الدراسة أن اجتهاد الخطيبي في مجال النقد وفي حقل السيميائيات تحديدا، سيجعل رولان بارت ينسج شهادة قوية تعبر عن التقدير الكبير الذي يكنه له ولمجهوده العلمي الرصين.

1.1. مقدمة:

من المعلوم أن المفكر والأديب عبد الكبير الخطيبي كانت له مرجعيات فكرية وفلسفية وأدبية مختلفة، وكون في مراحل متفرقة من حياته صداقات فكرية مع ماركس وسارتر ونيتشه وهايدغر وجيل دولوز وجان فرانسوا ليوتارد وليفي شتراوس وفوكو وجوليا كريستيفا وبلانشو وجاك دريدا ورولان بارت وجاك حسون وإدوارد سعيد وجان جينيه وصمويل فييبر وأدونيس والمعري وخليل جبران وغيرهم. ويعد رولان بارت علما بارزا في عالم الفكر الغربي. كان في السابق يشكل أهم مرجعيات الخطيبي الفكرية وأصبح فيما بعد صديقه الحميم. وهنا لا بد من الـتأكيد أن الصداقة بين رمزين في النقد وفي الفكر في قيمة الخطيبي وبارت هي صداقة متفردة تطبعها أشياء كثيرة مشتركة سأسرد البعض منها.

وهنا، لا بد من التأكيد في البداية أن العلاقة بين علمين في النقد والفكر مثل عبد الكبير الخطيبي ورولان بارت لا يمكن في حقيقة الأمر التفريق فيها بين الصداقة الإنسانية والفكرية. ويظل الخيط الرابط بينهما هو الود والمحبة والاحترام المتبادل، رغم الاختلاف في الرؤى والتصورات والأفكار في بعض الأحيان.

واعتبارا لأهمية هذه الصداقة الفكرية والعلمية بين هذين المفكرين والناقدين، تهدف هذه الدراسة إلى رصد مسار هذه الصداقة ابتداء من تأثر عبد الكبير الخطيبي بكتابات رولان بارت وبمنهجه السيميائي إلى غاية تمكنه من تطوير آليات اشتغاله والتطرق إلى عدة مجالات معرفية وأدبية بمعدات نقدية ساهم في تطويرها وكسب بالتالي اعتراف رولان بارت وجاك دريدا وغيرهما بمكانته العلمية المتميزة.

•الفرضيات:

1- الصداقة الفكرية والإنسانية الحقيقية هي التي تلك تؤمن بمبدأ الاختلاف وتكرس مبدأ الاعتراف.

2- البحث في العلوم الإنسانية هو بالضرورة تناص معرفي وعلمي.

انطلاقا من الفرضيات السالفة الذكر تتوخى الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية:

•أسئلة البحث:

1- ما هي البداية الحقيقية لتعرف عبد الكبير الخطيبي على كتابات رولان بارت؟

2- ماهي بعض سمات مشروع بارت السيميائي؟

3- ماهي تفاصيل تأسيس الصداقة الفكرية والإنسانية بين رولان بارت وعبد الكبير الخطيبي؟

4- إلى أي حد استفاد عبد الكبير الخطيبي من المنهج السيميائي ومن الرصيد العلمي والمعرفي لرولان بارت في تطوير آليات اشتغاله؟

 للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا