الازدواجية في الاستعمال اللغوي تهديد أم إثراء للعربية الفصحى؟


فئة :  أبحاث محكمة

الازدواجية في الاستعمال اللغوي تهديد أم إثراء للعربية الفصحى؟

الازدواجية في الاستعمال اللغوي

تهديد أم إثراء للعربية الفصحى؟

ملخص:

عني الباحثون في الدرس اللساني بظاهرة الازدواجية في الاستعمال اللغوي في البلدان العربية، فنظر بعضهم إلى أن الازدواجية بين الفصيح واللهجي تشي بالتنوع والثراء، فيما اعتبر آخرون الازدواجية معضلة لغوية لها تأثير على اللغة العربية الفصحى؛ فالمجتمعات العربية اليوم تستعمل إلى جانب اللغة العربية الفصحى نوعيات لغوية تختلف من مجتمع إلى آخر، وهي عبارة - في الغالب الأعم- عن لهجات أسهمت في تطور استعمالها عوامل عدة، يمكن حصرها في الآثار اللغوية التي خلفها الاستعمار، والتغير الاجتماعي الذي يشهده كلّ مجتمع، ولاسيما في فترة ما بعد العولمة، وتطور التكنولوجيا، وشيوع الإنترنيت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ساعدت على ظهور استعمال لغوي أثر على الحقل اللغوي العربي من خلال كتابة عربية بحروف لاتينية، ما يجعلنا نتساءل عن خطورة هذه الاستعمالات وأثرها على اللغة العربية الفصحى.

لذلك، آثرنا الاشتغال في هذه الورقة على أثر الازدواجية في الاستعمال اللغوي على اللغة العربية الفصحى، كموضوع يعنى بدراسة اللغة في علاقتها بالمجتمع، على اعتبار أن وظيفة اللغة هي وظيفة تواصلية بين أفراد المجتمع؛ فقد كثف الدارسون ومنهم علماء الاجتماع، جهودهم لفهم علاقة اللغة بالمجتمع، في إطار ما يسمى بعلم اللغة الاجتماعي، ما دامت اللغة في نظرهم هي ظاهرة اجتماعية تتفاعل مع تحولات المجتمع وتطوره؛ فاللغة تمنح الإنسان الوجود والحياة، وتؤثر في الشعب المتكلم بها تأثيراً لا حدّ له، "يمتد إلى تفكيره، وإرادته، وعواطفه، وتصوراته، وإلى أعماق أعماقه؛ أي إن جميع تصوراته تصبح مربوطة بهذا التأثير، ومتكيفة به"[1]؛ أي إن اللغة هي التي تكوّن الإنسان، وليست مجرد أداة يعبر بها عن نفسه، بل هي، أي اللغة، الطبيعة الإنسانية التي تبرز منه في شكل أصوات خاصة معينة لا يمكن أن تكون غيرها، بهذه الأصوات وبما تحمله من شحنات عاطفية وتصورات ومفاهيم وذكريات مشتركة، يتفاهم الإنسان مع من يشاركونه نفس التصورات، ونفس المفاهيم، والطبائع، والتقاليد، والعادات، والذكريات؛ أي مواطنيه، ولو كانوا في قارات أخرى غير قارته.[2]

وانطلاقا من فرضية مفادها، أن الازدواجية في الاستعمال اللغوي ظاهرة تعكس التنوع اللساني، والذي قد يثري المعجم اللغوي الفصيح أو يؤثر عليه، رمنا طرح إشكال يمكن حصره في سؤالين كبيرين:

هل الازدواجية في الاستعمال اللغوي قد يهدّد اللغة الفصحى ويؤثر عليها؟ أم إن التنوع في الاستعمال يعدّ رافداً مهمًّا في إثراء اللغة وتطويرها؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1]- مولود قاسم، اللغة والشخصية في حياة الأمم، مطبعة البحث، 1973/1974 ص ص51-52

[2]- الراجحي عبده، اللغة وعلوم المجتمع، دار النهضة العربية بيروت- لبنان، ط 2، 2004م، ص14