الدّين بين المطلق والإنساني


فئة :  أبحاث محكمة

الدّين بين المطلق والإنساني

الملخص:

ينقسم هذا البحث إلى قسمين: القسم الأوَّل يركّز على تعريف الدّين بوصفه إحدى التعبيرات الثقافيَّة للإنسان، التي ترتبط بوظائف اجتماعيَّة ونفسيَّة، وتجعل منه ظاهرة اجتماعيَّة لا يخلو منها مجتمع بشري. فيبدو بذلك بمثابة الرُّؤية التفسيريَّة للحياة التي ينتجها العقل الإنساني. ومن هنا نستحضر النقد النيتشوي للدّين من خلال النموذج المسيحي، حيث ينشأ الاغتراب من فكرة التبشير بوجود عالم آخر خارج العالم الأرضي الذي نعيش فيه، وهذا يجعلنا ننتبه إلى ضرورة نقد الطابع المطلق للدّين، والتأكيد على طابعه التاريخي والنسبي، في إقرار واضح بأولويَّة التناول الأنتروبولوجي للظاهرة الدينيَّة بصفتها حادثة ثقافيَّة.

إنَّ قيام الثورة العلميَّة وتطوُّر العلوم الإنسانيَّة ساهم في دفع المسار النقدي تجاه الظاهرة الدينيَّة وانحسار التفكير الأسطوري والخرافي، ممَّا فسح المجال للتأكيد على الطّابع البشري لهذه الظاهرة في أبعادها الاجتماعيَّة والسياسيَّة والنفسيَّة (الأبعاد التاريخيَّة والغنتروبولوجيَّة للدّين).

وفي القسم الثاني من البحث نتناول تعامل الفكر العربي الإسلامي مع الظاهرة الدينيَّة من خلال قراءة محمَّد أركون. فالخطاب الإسلامي على امتداد عهوده حافظ على النظرة الجامدة نفسها في تناوله للدّين بصفته نمطاً مطلقاً، منقطعاً عن التجربة الاجتماعيَّة. وكان لا بدَّ من التحوُّل إلى نوع جديد من الدّراسات التاريخيَّة والإنتروبولوجيَّة القائمة أساساً على الاجتهاد والنقد، ولا يتمُّ ذلك في الحقيقة إلا من خلال قلب المنهج من دراسة الواقع الاجتماعي والتاريخي إلى التنزيل الإلهي، لا العكس، وهذا يتطلّب، من جهة أخرى، توظيف معارفنا العلميَّة ومناهجنا الحديثة في دراسة الظاهرة الدينيَّة وتفكيكها من جديد، والقطع مع التصوُّر الكلاسيكي للإسلام، فننتقل من النظرة التقديسيَّة التمجيديَّة إلى النظرة التاريخيَّة الظواهريَّة..

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا