الصحبة العلمية بين الديني والسياسي


فئة :  أبحاث محكمة

الصحبة العلمية بين الديني والسياسي

ملخص:

يعرف المجتمع المعاصر اليوم تحولات عارمة على مستويات متعددة، وبالخصوص القيمية منها، نتيجة طغيان ثقافة العولمة. وهذه الأخيرة لا تأخذ بالعقل الحسابي ومحدوديته، بل بالعقلانية المنفتحة على عالم المشاعر أو الكوسموس الداخلي للإنسان (عالم الروح والوجدان).

وأهم سؤال يثار هو: بأيّ معنى يمكن أن نجعل من المجتمع المعاصر منفتحا على الروابط الإنسانية ذات البعد الروحي والوجداني، وعلى الروابط الدينية المشتركة بين الإنسانية جمعاء؟ هل يتطلب هذا إعادة بناء العلاقات الوجودية على أساس الحوار، لا النزاع وبعيدا عن التمركز الطائفي والهوياتي؟ فإذا كان التمركز الهوياتي، موجها بدوافع ضيقة، إما سياسية أو دينية، أو لغوية، فإن للصحبة العلمية أهمية في إعادة بناء الروابط البين ذاتية، والبين إنسانية؟ والمجتمع العربي –الإسلامي، يعرف اليوم تصدعا على مستوى روابطه الاجتماعية والقيمية؛ وذلك نتيجة طغيان الإسلام السياسي بأوهامه التي أدت إلى انتشار أشكال متعددة من التدين نتج عن ذلك ثقافة النزاع، لا الحوار والتعارف؛ بينما مجتمعنا اليوم في حاجة إلى تعارف حقاني، من خلاله يمكن إعادة تصحيح انزلاقات أوهام الإسلام السياسي: فهل هذا يستدعي تقوية ثقافة التعارف، من خلال الصحبة العلمية، بمعناها العرفاني-الصوفي؟

تعتبر الصحبة العلمية عرفانيا طريقا للتحرر من أوهام الإسلام السياسي، وممارسته التسلطية. فبها يمكن تبجيل مفهوم الحياة بإعطائه قيمة وجودية وجمالية، لا التضحية به، وتجلى هذا الوضع على وجه الخصوص مع لحظة الربيع العربي الذي طغت عليه الخلفيات الأصولية، وغاب فيه الخيال السياسي القابل للاستثمار على مستوى التدبير والتسيير. إنّ الوضع الحالي بتصدعاته المتعددة، يتطلب ترتيبا وتنظيما للحقل السياسي بالعودة إلى المعاني الحكموية الكامنة في ثقافتنا وتاريخنا، وأهمها الصحبة العلمية. والغرض هو خلق توازن ما بين أشكال الاختلاف على أساس التآزر والتسامح والتعاون وأبعاد الاختلافات البين ذاتية والبين دينية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا