العرب والبحث عن دولة الإنسان

فئة :  أبحاث محكمة

العرب والبحث عن دولة الإنسان

العرب والبحث عن دولة الإنسان

على المستوى المعرفي والسياسي، ثمَّة ذاكرة عميقة وجهد وكفاح متواصلان لدى العرب عبر حركاتهم السياسية ونخبهم الثقافية وتجمُّعاتهم النضالية، لتغيير واقعهم السياسي والاجتماعي، والانعتاق من ربقة الاستبداد بكل صنوفه ومستوياته. ودفعت الشعوب العربية -في هذا السبيل- الكثير من التضحيات، وعانت العديد من الآلام. ولا زال مشروع المطالبة بالإصلاح والحرية والديمقراطية قائماً، ولازال الشوق التاريخي -لدى العرب بكل فئاتهم وشرائحهم- لبناء دولة، تحترم الإنسان، وتصون كرامته، وتحافظ على استقلاله، وتمنع هيمنة الأجنبي عليه، وتُوفِّر للمواطن العربي - في القرى قبل المدن وفي الريف قبل الحواضر- مقتضيات العيش والحياة الكريمة.

وفي التاريخ العربي الحديث والمعاصر، هناك الكثير من المحطات السياسية والثورية والاجتماعية التي أبان العرب فيها شوقهم إلى الكرامة والديمقراطية وبناء دولة وفق معاييرهما.

وآخر هذه المحطات هي محطة الربيع العربي، حيث عبَّرت بعض الشعوب العربية عن كفاحها في سبيل حريتها، واستعدادها التام للتضحية في سبيل الانعتاق من الديكتاتورية، وإعادة صياغة دولتهم الوطنية على أسس ديمقراطية-تداولية.

وثمَّة مناخات اجتماعية وسياسية تُولِّدها تحوُّلات الربيع العربي، تدفع بضرورة أن يعتني كل مجتمع بتطوير واقعه وإنهاء أزماته ومعالجة أمراضه؛ لأن إصلاح الجزء مقدِّمة لإصلاح الكل؛ لذلك هناك حاجة وطنية وقومية عربية للاستدارة نحو الداخل، لا للانحباس فيه، والتخلِّي عن القضايا القومية. وإنما ما تُعلِّمنا إيّاه التجارب السياسية أن أحد الأسباب الرئيسة التي ساهمت في تضييع القضايا القومية لدى العرب، هو فشل وإخفاق أنظمتهم السياسية وخضوعها إلى معادلات إقليمية ودولية، ليست بالضرورة منسجمة وتطلُّعات وطموحات الشعوب العربية.

لذلك، فإن الاستدارة نحو الداخل هو بوابة إصلاح الأوضاع العربية، عن طريق أن يُكافح كل شعب عربي بإصلاح أوضاعه وتطوير نظامه السياسي.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا