الفلسفة النسوية


فئة :  مقالات

الفلسفة النسوية

بادئ ذي بدء، نود أن نبين أن الدافع وراء كتابة هذا المقال يتمثل في الصور المتعددة والمغلوطة عن الفلسفة النسوية لدى المتلقي العربي عمومًا والمتلقي المصري على وجه الخصوص. والمشكلة الكبرى تتمثل في فئة الأكاديميين، أولئك الذين يُفترض فيهم _بحكم موقعهم_ الدقة في كل قول يقولونه أو حكم يصدر عنهم، وكذلك كل ادعاء يطرحونه يجب أن يكون مبررا بشكل كاف؛ فهم ليسوا بأناس عاديين، وإنما من المفترض أن لديهم منهجية منضبطة للعمل، هذا شأن.

الفلسفة النسوية، فهي فرع فلسفي أكاديمي ينضوي تحت لواء الفلسفة، وهي أحد فروع الفلسفة المعاصرة

أما الشأن الآخر، وهو الأكثر خطورة، أن يكونوا من المختصين في مجال الفلسفة، وهنا تكون الأزمة ذات شقين: يتمثل الشق الأول منها، وكما بينّا لتونا، في تَميز الفئة الأكاديمية بالمنهجية المنضبطة في البحث والتحري، وعدم الخوض فيما ليس لهم به علم. وأما الشق الثاني والخاص بانتمائهم إلى المجال الفلسفي، فيتمثل في ادعائهم غير المبرر تجاه مجال معرفي جديد لا يعرفونه جيّدًا، بل وقفوا على القشرة الخارجية منه، ثم لم يلبثوا أن يصدروا أحكامًا تفيد بعدم وجود ما يسمي بالفلسفة النسوية وأنها خرافة العصر، والقول الآخر كيف تكون هناك فلسفة للمرأة وفلسفة للرجل؟ ولماذا نصنع ثنائية وهمية عن فلسفة نسوية وفلسفة رجالية إن جاز التعبير؟ وماذا تريد المرأة من كل هذا اللغو المغلوط؟ هل هي تحاول فقط إثبات أنها قادرة على التفلسف مثلها مثل الرجل؟! ونجد آخرين من ينددون بالمصطلح من الأساس، وأنه تُرجم من الفلسفة الغربية، واتخذ صورا متعددة في العقلية العربية حتى لقد حُمِّل أكثر مما يحتمل، ولكنه في الواقع لا يعني أي شيء من الأساس في الفلسفة الغربية ذاتها! إلى آخر هذه الأحكام التي أقل ما يمكن أن يقال فيها، إنها غاية في التعجل والاستخفاف والاستسهال في تناول الأمور.

وكل هذه التساؤلات مطروحة لدينا في المجتمع الأكاديمي المصري تحديدًا وبشكل متكرر؛ فلو قدمت ورقة في مؤتمر تنهال عليك الأسئلة والسخرية، مما يمسى بمجال الفلسفة النسوية، تاركين الإشكال الرئيس الذي تحاول أن تعرض له متبع المنهجية النسوية. وإذا حضرت ندوة أو أمسية فلسفية، فإنك أيضا تعامل بالمثل، والحق كل الحق أن الإنسان عدوّ ما يجهل، وأضف إلى ذلك أن ما حققته الحركة النسوية من مكاسب على مستوى الحقوق والحريات، ورغم أنه يخضع للقانون وملزم التنفيذ، إلا أن الرجل العربي والرجل المصري ما يزال يجد غضاضة في الاعتراف، ودوما ما ينظر إلى ما تحصل عليه المرأة من حقوق على أنه تفضّل منه وتنازل، وليس حقًّا طبيعيًا كونها ذاتا مماثلة، وهذا يتضح لك على المستوى الثقافي العام. أما على المستوى الأكاديمي، فالأمر أكثر ضراوة، وكأنه صراع ذكوري مستميت يرفض أن تحشر المرأة أنفها في مجال معرفي مثل الفلسفة، ألا يكفي الضجيج الخارجي في مجال الحقوق والحريات التي تُفرض على المجتمع من حين لآخر بسبب ضغط الجمعيات الحقوقية!

وإلى أولئك وهؤلاء نقدم هذه السطور، عساها تسهم في إيضاح بعض النقاط الخافية. وهنا، وقبل أي شيء، علينا أن نعمل على تبيان أمر بالغ الأهمية، وهو أمر يمثل الأساس المعرفي الذي يبنون عليه قناعاتهم الخاصة بكون الفلسفة النسوية لغو وهراء ولا علاقة للفلسفة بالمرأة.

ويتمثل هذا الأمر في أن النسوية العربية على العموم، والنسوية المصرية على الخصوص، لا تندرج تحت مجال الفلسفة النسوية؛ وذلك ببساطة لأن النسوية العربية هي حركات نسوية؛ أي حراك اجتماعي ينادي بمجموعة من الحقوق، ويندد بعدم المساواة بين المرأة والرجل، باعتبارهم شركاء في الوطن. وكذلك شغلها الشاغل أن تحقق المرأة المساواة في الحقوق، وتحصل على بعض المميزات كونها امرأة، محاولة أن ترفع عنها العديد من الممارسات الظالمة التي تلصق إلصاقًا بالأديان حينًا وبالطبيعة التي تميز بين الرجل والمرأة حينًا آخر، وما هي سوى الأعراف والتقاليد التي تورثها الثقافة إيّانا ميراثًا وثيقًا لا تنحل عراه، وما هي إلا نظم اجتماعية وضعها الرجل، بحكم كونه القوي الغلّاب المسيطر عبر عمر الحضارة الإنسانية، وأسسه على أنه الحاكم والمهيمن وصاحب العقل والحكمة، وما على المرأة سوى أن تساعده في مخططه، وتخضع تحت إمارته.

أما الفلسفة النسوية، فهي فرع فلسفي أكاديمي ينضوي تحت لواء الفلسفة، وهي أحد فروع الفلسفة المعاصرة، بل ويمكن اعتبارها من فروعها المهمة لكثرة ما تثيره من قضايا وأفكار وجدالات فلسفية، لها أسس وقواعد خاصة بها ولها نظرياتها أيضا، وهي فرع مبدع في الفلسفة، ولكن في الفلسفة الغربية، وهنا تكمن المشكلة: وهي أن العقل العربي، وخاصة الأكاديمي، يتعامل مع مصطلح الفلسفة النسوية بما يوجد في خلفيته المعرفية عن النسوية العربية، والتي هي مجرد حراك اجتماعي حقوقي، وبالتالي يندهش ويتساءل: وأين ذلك من الفلسفة؟

بيد أن هذه الرؤية قاصرة للغاية وبعيدة عن واقع الفلسفة النسوية؛ ذلك أنها رؤية تنبني على اعتقادات خاطئة من الأساس عن الفلسفة النسوية، وهي اعتقادات تبلورت مما يراه صاحب الرؤية في مجتمعه وثقافته، وليس ما ينبغي أن يكون، وهنا يمكننا أن نوضح بشكل أكثر تركيزا ماهية الفلسفة النسوية ببساطة. وإذن، علينا أن نتخلى قبلًا عن خلفياتنا المعرفية، والتي تعتقد أن الحركات النسوية العربية تمثل فلسفة نسوية أو تنتمي لها بأي حال من الأحوال. علينا تفهم أننا نتعرف على فرع فلسفي مستحدث غربي يطلق عليه الفلسفة النسوية، وهو فرع أكاديمي معروف تلاشت الجدالات بصدد الاعتراف به. وأننا حين تتفتق قرائحنا عن دهشة عميقة وتساؤلات من قبيل: هل يمكن للفلسفة أن تكون غير موضوعية ومحايدة من ناحية الجنس؟ فإننا لم نزد على أننا نعيد الكرّة بأن نطرح ذات الأسئلة التي طرحت في الغرب مع الانبثاقات الأولى للفلسفة النسوية، ولكننا في المقابل نصادر على المطلوب ولا ننتظر الإجابة كما فعل فلاسفة الغرب، حتى فوجئوا بإجابات وتصورات هي آخر ما كان ليسوّل لهم خيالهم من ثراء.

فلقد استطاعت الفلسفة النسوية تفنيد مثل هذا السؤال بالمبررات الفلسفية والمنطقية المعهودة، والتي تمت مناقشتها وتخطيها، وأصبح الآن عامل الجنوسة أو الجندر أو النوع الاجتماعي أو الهوية الجنسية، جانب مهم ومعترف به في كل المجالات تقريبًا. وليس هذا فحسب، وإنما أيضًا الدراسات التي لا تضع تأثير النوع الاجتماعي فيما وصلت إليه من نتائج بحثية تعتبر قاصرة وليست مكتملة، وينقصها عنصر النوع، وهذا أيضا متعارف عليه في الفكر الغربي الآن. فالفكرة إذن تتمثل في الخلفية المعرفية المغلوطة عن الفلسفة النسوية، في حين أنها فرع فلسفي معاصر يعالج قضايا فلسفية.([1])

مصطلح الفلسفة النسوية Feminist philosophy

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام الفلسفة النسوية في بداية الأمر، بل واجهت صعوبات كثيرة ليتم الاعتراف بها كمجال فلسفي؛ فلقد اعتبرتها الفلسفة الغربية مذهبا منحازا، فهي تنحاز إلى جانب المرأة، في حين أن الفلسفة لا ينبغي لها أن تنحاز، وإنما هي محايدة، وهذا كان ادعاؤهم. وأوضحت "باميلا سو أندرسون" كيف أن "الفلاسفة أنفسهم قد يزعمون أنهم لا علاقة لهم بالنسوية، على اعتبار أن الفلسفة الغربية تستند إلى الحياد المفترض أو النزاهة المفترضة. أما الطبيعة السياسية للمذهب النسوي، فيفترض أنها تحوله إلى مذهب "منحاز"، ومن ثم إلى "آخر" في عرف الكثير من معتنقي الفلسفة التحليلية الأنجلو أمريكية على وجه الخصوص، التي تصر على قدراتها على التفكير في أحوال العالم تفكيرا موضوعيا".([2])

بدأت الفلسفة النسوية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين في الولايات المتحدة وفرنسا، واهتمت حينها بالقضايا الأخلاقية والسياسية، وهذه الموضوعات كانت تعد من الموضوعات البسيطة والخفيفة في الفلسفة، وفي فرنسا تحديدًا استطاعت الفلسفة النسوية الاستفادة من صعود الوجودية والماركسية وما بعد البنيوية لتدعيم أفكارها. أما الولايات المتحدة، فركزت الفلسفة النسوية على أفكار الفلسفة التحليلية.

كان على الفلسفة النسوية أن تثبت أولا وقبل أي شيء، أن الفلسفة الغربية ليست محايدة كما تدعي، وأن تقدم تفنيدا قويا للفلاسفة الأنجلو-أمريكيين الذاهبين إلى أن الفلسفة النسوية ليست فلسفة، لأنها منحازة إلى الأنثى، في حين أنه لا يمكن أن تقوم موضوعات فلسفية على انحياز، وإنما يجب أن تتوفر صفات الموضوعية والعقلانية والحياد، هذه نقطة.

أثبت الفلسفة النسوية عدم حياد الفلسفة الغربية، وأوضحت أيضًا كيف أنها تقوم على التمييز الظاهر على أساس النوع والطبقة وغيرها من الامتيازات

أثبت الفلسفة النسوية عدم حياد الفلسفة الغربية، وأوضحت أيضًا كيف أنها تقوم على التمييز الظاهر على أساس النوع والطبقة وغيرها من الامتيازات، ولكن هنا ظهر إشكال كبير، وهو: هل للجندر تأثير من الأساس؟ هذا السؤال لم يكن مطروحا أصلا؛ فالفلسفة تقوم على الفكر الحر والمحايد والموضوعي، فلا يهم أن يكون هذا الفكر نابع من عقل ذكر أو عقل أنثى. لم يُطرح السؤال من الأساس بسبب افتراض بسيط وعميق سيطر على العقل الإنساني منذ القدم، وعززته الحداثة بثنائية الذات/ الموضوع. ويتمثل الافتراض في أن العقل، إما سلة فارغة (كما عند ديكارت) أو صفحة بيضاء (كما عند لوك)، وهو في تفاعل مباشر مع واقع موضوعي يملأه بالمعلومات كما يملأ التفاح السلة الفارغة أو كما تملأ الخطوط والكلمات الصفحة البيضاء. وهنا كان الاختلاف الذي أتت به الفلسفة النسوية.

إذ تؤكد "نانسي توانا" على اختلاف الفلسفة النسوية وتميزها في البحث بأنه: "ليس فقط في المنهج الفريد الذي تتبعه، وإنما أيضا في فرضية اعتبار الجندر عدسة حاسمة للتحليل الفلسفي الذي يشكل كل من المحتوى، وفي بعض الأحيان مناهج البحث الفلسفي"([3]) ولكن المنهجية النسوية الآن أصبحت أكثر شمولا، وأصبحت ترفض كل أشكال التمييز، ابتداءً من دور الجندر والعلاقات بين البشر وعلاقة الإنسان بالعالم والبيئة، منهجية شامله ذات رؤية أوسع وأعمق.

فلقد تبلورت منهجية نسوية أكثر شمولًا، تضع خبرة المرأة والآخر المهمش في الاعتبار، وكذلك تأثير الجندر في الفلسفة، وكذلك الأعمال الفلسفية الأم، سواء بطريق مباشر حينما تناولوا الفلاسفة موضع ومكانة المرأة في المجتمع وأحطوا من شأنها. أو غير مباشر بأن يكون معنى متضمن وغير ظاهر كثنائية الروح والجسد عند ديكارت، إذ على الرغم من عدم وصفه للجسد أنه يرمز للأنثى إلا أن سياق المجتمع رسخ لذلك. ولذلك أكدت الفلسفة النسوية، أن العلاقات الجندرية في مجتمع ما، ترسخ وتؤثر في المعرفة السائدة فيه؛ وبالتالي لا يمكن قيام أية دراسة تفترض الحياد دون أن تنظر إلى التأثير الجندري أو النوع الاجتماعي وعلاقات القوى التي شكلته، وهذه نقطة ثانية.

قدمت "لورين كود"، وهي فيلسوفة متميزة ومختصة في الإبستمولوجيا والأخلاق ودراسات الجندر، قدمت تحليلًا داعمًا لقضية التأثير الجندري على عملية إنتاج المعرفة، وذلك من خلال طرحها لسؤال لم يُطرح من قبل، أو بمعنى أكثر دقة، لم يطرح لأن الإجابة عليه كانت طبيعية ومتفق عليها، ولم تثر جدالًا أو تعارضًا، هذا السؤال هو: "هل النوع الاجتماعي للشخص الذي يقوم بإنتاج معرفة ما يمكن أن يؤثر في المعرفة المنتجة في النهاية؟"Is the Sex of the Knower Epistemology Significant? [4].

مثّل السؤال صدمة كبيرة للمجتمع الفلسفي وكان المتوقع أن تكون الإجابة بلا، بلا منازع، ولكن الغريب في الأمر أن الإجابات بدأت تتوافد: ربما! وساهم علم النفس المعرفي وعلم النفس التطوري الذي يدرس المعرفة والإدراك عند الجنسين في ذلك، وكان سؤال لورين كود بمثابة حجر قد ألقى في بركة الفلسفة الساكنة، فعكر صفوها وبعث على البحث والتحري من جديد.

وفي النهاية، تم وضع التأثير الجندري في الحسبان كعامل مؤثر وحقيقي، وأصبح عدم الاعتراف بذلك يدل على نقص في البحث وعدم شموليته، كما أدى بطروحات جديدة في نظرية المعرفة، التي هي صلب أصلاب الفلسفة؛ حيث قدمت الفلسفة النسوية تصورات جديدة خاصة بنظرية المعرفة، وأصبح هنا فرعا معرفيًا يطلق عليه نظرية المعرفة النسوية، والذي تم تقديمه إلى المجتمع الفلسفي كـ "براديم" جديد يمثل مرحلة في تطور نظرية المعرفة. وهنا يمكننا أن نوضح الملامح الأساسية للفلسفة النسوية كيما نستطيع من خلالها فهم آلية عمل الفلسفة النسوية والنتائج التي وصلت إليها ووضعها الحالي في المجال الفلسفي.

ملامح الفلسفة النسوية

1- منحى هرمونيطيقي، وهو إعادة قراءة النصوص الفلسفية الأم، دراسة تضع في اعتبارها تأثير الجندر.

2- وضع تفسيرات ومقولات فلسفية جديدة، تتواءم مع النتائج القائمة على تأثير الجندر.

3- ترسيخ الوضع الفلسفي الراهن للفلسفة النسوية، والانتقال إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة الاستيعاب؛ أي استيعاب ما تقدمه الفلسفة النسوية من تحليلات ومقولات وفروعات فلسفية جديدة.

4- الوضع الحالي، والذي يتمثل في ابتكار حقيقي في عالم الفلسفة متبعين منهجية نسوية إنسانية.

هل قدمت الفلسفة النسوية جديدًا؟ وهو أحد الأسئلة المثارة في المجتمع الأكاديمي المصري، وكذلك هل استطاعت أن تثبت قدرة المرأة على التفلسف؟ هل يؤثر الجندر في الدراسات الفلسفية إن كان له وجود؟ ما فائدة أن تكون هناك فلسفة نسوية من الأساس؟

الوضع الفلسفي الراهن

للإجابة عن التساؤلات السابقة، علينا أن نوضح الوضع الفلسفي الراهن بعيدًا عن الفلسفة النسوية -تلك النكرة التي لا يودون الاعتراف بها وفهمها حق الفهم- فما الجديد في الفلسفة المعاصرة؟ وماذا قدمت الفلسفة للإنسان المعاصر؟ وما فائدة الفلسفة من الأساس؟

نبتدئ بالتساؤل الأخير؛ يظهر من حين إلى حين سؤال الجدوى والقيمة بإزاء الفلسفة، فما الذي تأتي به الفلسفة؟ إن الفلسفة عادة ما لا تظهر إلا في أعقاب التحولات الكبرى التي تطرأ على حركة الحضارة؛ فمثل هذه التحولات هي ما تجعل جمهور الناس، والنخبة بنوع خاص، وبالأخص حينما لا يكون ثمة قبضة مستبدة للدولة تقرر وتخطط لكل إنسان ما الذي ينبغي أن يأتيه أو يدعه، حين يكون الناس والنخبة في حيرة من أمرهم، كلما أرادوا أن يستجيبوا لمشكلاتهم التي تأتي بها التحولات استجابة تمثل حلولًا ناجعة؛ لأن الحلول القديمة القائمة في الإطار الثقافي العتيد لم تعد مناسبة للمشكلات التي تباغتنا على غير سابق مثال. وفي سعي جموع الناس والنخبة إلى الحلول، ومع تخبطهم في عماء المحاولة والخطأ، فإن عليهم ومع مرور الوقت، وبسبب غياب قبضة الدولة المستبدة أن يقدموا دلائل تتمثل في رؤى عامة، حيث تستند إليها في إقرارها أو إنكارها لحل من الحلول... وهاهنا قدح لشرارة الفلسفة. وعادة ما تكون هذه الرؤى العامة تنطوي على فروض ومسلمات جديدة تدحض فروض ومسلمات قديمة، وحيث تحاول أو تتغيّا ـــ وإن لم تفعل في أغلب الأحيان ـــ العمل على تصويب اعوجاج في العقل الإنساني بعامة، وليس في العقل الذي تكون بفعل هذه الظروف الحضارية الخاصة؛ ذلك أن هذه الرؤية الجديدة تكون أوسع إطارًا بكثير من الرؤية التي عملت على دحضها.

أما الفلسفة المعاصرة بنوع خاص، فلقد كان النصف الأول من القرن العشرين مدفوعًا _بفعل القصور الذاتي_ بتيار الحداثة الهادر، والتي هي بدورها ضاربة بجذورها إلى بدايات الفلسفة اليونانية، وكل ذلك له جذوره في الأساس السيكولوجي للعقل الإنساني من حيث هو؛ فهي فلسفات _ومن زاوية نظر معينة_ "ماهوية" في طبيعتها، حيث ترى في الظواهر والقضايا ثباتًا متأبدًا فيها، فهي أصناف وحدود تميز الظواهر والأشياء والمفاهيم وتمنع تداخلها مع ما عداها من ظواهر وأشياء ومفاهيم أخرى، وهي من ثم تستبعد البعد التاريخي لتطور وتبلور الظاهرة أو المفهوم أو القضية، وحيث إن الظاهرة من الظواهر التي نراها بأعيننا الآن، هي على ما هي عليه منذ أن كانت، وهي بذلك تمتاز عن غيرها من الظواهر، وهذا الامتياز أصل أصيل فيها لا يمكن عبوره أو تحطيم حدوده.

وإذا كان ثمة استثناءات من ذلك في الفلسفة فهي الوجودية، ويمكن أن نضيف إليها _وإن كان من خارج التخصص الفلسفي الدقيق، ولكنه ليس ببعيد عن هذا التخصص_ نظرية التطور في البيولوجيا، وميدان الأنثروبولوجيا الثقافية التي اعترفت بالنسبية الثقافية وتطور ظاهرة الثقافة... وهذان المجالان، بالإضافة إلى الوجودية، مما كان له أبلغ الأثر في تغيير مجرى الفلسفة المعاصرة بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وبدأت حقبة جديدة من الفكر الإنساني في الظهور إلى الوجود، بل أكثر من ذلك وأبعد أثرًا، تنامي الوعي بالبعد التاريخي في فلسفة العلم مع "توماس كون" في كتابه: "بنية الثورات العلمية"، والذي بدا معه جليا كيف أن نظريات العلم ليست انعكاسًا صادقًا ودقيقًا للواقع، وإنما هي بناءات تتدخل في تشييدها عوامل تاريخية واجتماعية ونفسية وحضارية... إلخ.

وها هنا تكمن الإجابة، فحينما حصلت المرأة الغربية على العديد من الحقوق الاجتماعية والسياسية وغيرها مما لازالت تشرع فيه المرأة العربية، وجدت المرأة الغربية، وفي ظل مناخ ديمقراطي إلى حد كبير، وجدت نفسها أمام مشكلة عضال حين تريد أن تبرر ما لها من حقوق في المساواة مع الرجل، تتمثل هذه المشكلة في الماهية التي ضربت عليها وترسخ الاعتقاد أنها عين طبيعتها الأصيلة (والتي عبرت عنها الفيلسوفة النسوية الوجودية الشهيرة "سيمون دي بوفوار" بقولها: "المرأة لا تولد امرأة، وإنما تصبح امرأة")؛ فكيف تريدين أن تتساوي وكل شيء فيكِ يؤكد ضعف الأهلية لهذه المساواة، وعلى رأس هذه الأشياء درجة الذكاء والقدرات العقلية والمعرفية. ولكن المرأة الغربية، استفادة من تنامي الوعي التاريخي خلال هذه الفترة التي ابتدأت مع النصف الثاني من القرن العشرين، واستطاعت أن تنبش في الفروض والأسس المعرفية التي تنبني عليها هذه التصورات عن المرأة، والتي تصنفها في خانة الأقل ذكاء.

وحاججت بأن في الأمر بعدًا تاريخيًا وثقافيًا وجندريًا عمل بكل قوة وضراوة على الانتهاء إلى صورة للمرأة على هذا الحال من السوء، وأن العقل الإنساني ليس محض استعدادات بيولوجية في مواجهة مع واقع موضوعي واضح يدخل إلى مداركنا كما هو في صورة معلومات محددة كما تدخل الثمرات في السلة الفارغة أو كما تنتقش الخطوط والكلمات في الصفحة البيضاء، وحيث يكون التخلف في سباق التحصيل عن هذا العالم يعني التخلف في القدرات العقلية، وحيث إن تمييزا واضحا بين صنف الرجال وصنف النساء في هذه الناحية لحساب الرجال، يعد دليلًا دامغا لا رادّ له على أن هناك تميزًا وتفوقًا عقليا للرجل على المرأة.

ومن كل ذلك، فإن المرأة الغربية قامت بعمل فلسفي أصيل، وهو يتمثل في محاولات البرهنة على ما لها من أهلية مكافئة لأهلية الرجل بطرق شتى سوف نشير إلى بعضها تباعًا، وفي هذه المحاولات ليس مجرد انتصار للمرأة، وإنما هي تعديل وتصويب اعوجاج في التصورات العامة لازمت الجنس البشري خلال الشطر الأعظم من عمر الحضارة الإنسانية... فإن لم يكن في هذا فلسفة، فما عسى أن تكون الفلسفة؟! ومن ثم فلا مجال لقولٍ من قبيل إن الفلسفة النسوية تمثل تحيزًا للمرأة على الرجل؛ ذلك أننا نرى أن الفلسفة النسوية ليست فلسفة تقوم على التحيز والمناصرة للجنس النسوي، وإنما هي بالأحرى فلسفة تعمل على تصحيح أوضاع ذهنية للإنسانية جمعاء (نساء ورجالًا) عن المرأة ومكانها من الرجل... والبون مبين!

لقد وجدت المرأة الفيلسوفة النسوية الغربية، أن عليها أن تنطلق من مرحلة الحقوق والحريات إلى العلم والمعرفة والفلسفة، لتفهم أين هي منها، عليها أن تضع الإطار النظري لأفكارها لتكون مذهبًا راسخًا وليس مجرد أفكار متناثرة، وكانت هذه هي البداية التي أدت إلى طروحات جديدة وعميقة في كل ميادين العلم والفلسفة، حيث بدأت بالقراءة والتحليل لتصل إلى مرحلة الفهم، ثم تبحث عن دور المرأة المنسية وفهم أسباب الغياب، وبعد ذلك يمكنها طرح البديل الأكثر قبولاً، حيث أنه لا يعيد للمرأة الاعتبار فقط بل لكل المهمشين، ويرفع الامتيازات ويمد جسرًا صلبًا للعلم والفلسفة، وبالطبع قدمت الجديد، وإلا لما استمرت وأصبحت فرع في كل الميادين المعاصرة، ولكن بما أننا نتناول موضوع الفلسفة النسوية فسوف نكتفي بطرح بعض الأمثلة في المجال الفلسفي فقط لنضع إطارًا للصورة، لأننا بالطبع لا يمكننا حصرها هنا.

1- التاريخ النسوي للفلسفة

أوضحنا سابقا أن العمل النسوي في الفلسفة يقوم بإعادة دراسة التاريخ الفلسفي باستخدام المنهجية النسوية التي تعتبر الجنوسة عدسة حاسمة، بل وأيضا العرق والطبقة وعلاقات الإنسان بالبيئة والعالم والظلم والتهميش وتأثير كل ذلك على الأفكار وتطورها خلال التاريخ، وأحب أن أشير هنا إلى جزئية توثيقية مهمة، وهي أن هناك مجالا بحثيا فلسفيا غربيا بعنوان التاريخ النسوي في الفلسفة Feminist History of Philosophy. وهناك العديد من المفاهيم والقضايا التي نجمت عن الحفر في التاريخ الفلسفي لتوضيح الإسهامات النسوية في الفلسفة.

2- مفهوم العقل في الفلسفة الغربية

قدمت "جنفيف لويد"، وهي فيلسوفة أسترالية معروفة، دراسة تحليلية عن العقل في الفلسفة الغربية، في كتابها الذي لا ينكر أحد أهمية في المجتمع الفلسفي العالمي على الاطلاق، وهو "رجل العقل، الذكر والأنثى في الفلسفة الغربية"([5]) من خلال تحللاتها المعمقة لمفهوم العقل في الفلسفة الغربية. أكدت لويد أن المقصود بالعقل في التاريخ الفلسفي منذ سقراط والفلسفة اليونانية مرورا بثنائية ديكارت، واستطاعت لويد أن تثبت أن ثنائية ديكارت الوعي والجسد قُصد بها في التاريخ الفلسفي أن الرجل هو العقل والمرأة هي الجسد، وارتبطت بمفاهيم معينة نجمت عن الثقافة الجندرية في المجتمع حين ذلك، وهذه الثقافة هي التي رسخت لفكرة ارتباط المرأة بالجسد. وتحاجج لويد أن ديكارت ربما لم يقصد ذلك، ولكن التأثير الجندري للرجل والمرأة في الفلسفة الغربية رسخ هذه الفكرة، وانعكست على أفكار آخرين إلى أن امتدت وصارت من الكلاسيكيات، وهذه هي الآفة الكبرى التي يقع فيها العقل الإنساني، بأن يضع أساسات غير مفحوصة بشكل جيد ويصر في إكمال البناء بدلا عن الفحص والتحري والتدقيق في هذه الأساسات ذاتها.

تم وضع التأثير الجندري في الحسبان كعامل مؤثر وحقيقي، وأصبح عدم الاعتراف بذلك يدل على نقص في البحث وعدم شموليته

3- الإبستمولوجيا

مثال آخر في نظرية المعرفة أو الإبستمولوجيا: قدمت كل من "ساندرا هاردنج" و"لورين كود" و"هلين لونجينو" وأخريات، قدّمنَ تحليلات معمقة لنظرية المعرفة، فقدمن مفاهيم جديدة ومعايير مختلفة، منها الموضوعية والحياد الفلسفي. فقدمت هاردنج مفهوم للموضوعية، والتي تُعد أكثر رحابة وعمقا من المعنى المتداول في المجتمع المعرفي والإبستمولوجي السائد آنذاك، أطلقت عليها "الموضوعية القوية" Strong Objectivity، حيث تقول: "الموضوعية القوية هي القضية المتعلقة ــ وببساطة متناهية ــ بأن نتعلم رؤية أنفسنا كما يرانا الآخرون"([6])

قدمت كذلك لورين كود حلًا عميقا لمشكلة كبرى في الإبستمولوجيا، وهي "النسبوية" وتداعياتها في المجال الفلسفي، فنجد مثلا في مؤتمر الجمعية الفلسفية الأمريكية، والذي تم عقده عام 1997 وكان بعنوان: "النسبوية الثقافية والنسوية العالمية"، وقد طُلب من المشاركين محاولة علاج المعضلة البادية التي تطرحها المتطلبات المعيارية للنسبوية الثقافية حين تتصادم مع العقيدة الأخلاقية التي يتمسكون بها بشأن ما هو عدل وحق "محاولين أن يجدوا حلولا لا تتعارض مع احترام النسبية الثقافية التي تقف سدًّا منيعا أمام الإمبريالية، ولكن في الوقت نفسه تمنع النقد العالمي لبعض الممارسات التي تعتبر عنفا ضد النساء، ولكنها مبررة ثقافيًا".([7]) فطرحت مفهوما مغايرا أكثر قوة يعالج مشكلات البراديم القديم: "النسبوية المقيدة" Mitigated Relativism، وأوضحت كيف أنها سوف تسهم في حل أكبر مشكلات النسبوية المعاصرة، وهي: كيف تكون هناك نسبوية ثقافية تحترم الآخر الثقافي وتضعه في الاعتبار؟ وكيف نستطيع مجابهة المشكلات الكبرى التي تعتبر صورا للظلم والقهر ولكننا نقف صامتين، لأننا ملتزمون باحترام الآخر الثقافي، وفي نفس الوقت لا نتعدى على حرية الآخرين، ولا نسهم في الإمبريالية الثقافية.([8]) لذلك تطورت كود مفهوم النسبوية إلى أن تصبح نسبوية مقيدة بالواقع؛ أي تضع تأثير الواقع الحي في حيوات النساء في الاعتبار.

4- حيادية القيم

إدخال القيم في البحث الفلسفي كان يعد نقيصة من النقائص، وكان المتعارف عليه في المجتمع الفلسفي هو تحييد القيم أوvalue free، إلا أن المنهجية النسوية ترد وتقول: "أن تكون نسويا، فهذا يعنى أن تُنتج بحثًا محملًا بالقيم"([9]) مما أعاد الاعتبار للإنساني العام، فوق الأكاديمي المتعالي، فكان له مردودًا قويًا في الفكر وانعكاس مماثل في الواقع. وكذلك أعادات الفلسفة النسوية الاعتبار إلى الذات الباحثة التي كان تنحيتها جانبا من البحث هو قبلة من يتحرى الموضوعية في النظام الكلاسيكي، صارعت النسوية لتعيد لها الاعتبار وتحوِّل الاهتمام بالموضوع إلى الاهتمام بواضع الموضوع وأهميته وتأثيره وتأثره، أعادت النسوية الاعتبار للإنسان بصفاته الإنسانية المعتادة بالحب والعاطفة والمشاعر فلا تنكرها، بل توضح أهميتها وأن تجنبها كان خطأ فادحا في العلم والفلسفة.

5- فكر الثنائيات

اعتاد الفكر الفلسفي على استخدام الثنائيات منذ جدول الأضداد الفيثاغوري وحتى الصفات المتناقضة عند أرسطو، بالطبع كان الشغل الأهم للنسوية يتركز على وضع المرأة في ثنائية مقابلة للرجل، وتركزت تحليلاتهن في البداية حول هذه الثنائية المتضادة، ولكن مع الوقت تبين عقم مثل هذا النوع من التفكير، حيث تضع خيارات الحياة المتعدة في (أما أو)، في حين أن الأصل هو التعدد، وأن الفكر الثنائي يضع أطر محددة وفارغة من القيمة أمام العقل البشري، الغريب في الأمر أن التحليلات في الفلسفة النسوية توصلت إلى أن الرجل دوما ما كان يتصف بالصفات الإيجابية في الثنائيات، مثل النور والعقل والحكمة والوضوح، بينما المرأة كانت دوما تتصف بالصفات السلبية مثل الظلام والتشويش والعاطفة- باعتبارها أيضا مقابلة للعقل الأكثر قيمة من وجهه النظر الكلاسيكية- كان هذا الغريب الذي أدى إلى تكاتف الجهود النسوية لنقد وتفنيد هذا الفكر الثنائي القائم على التمييز والإقصاء للآخرين بمعايير لم تعد مبررة.

وبالطبع الأمثلة لا تحصى فيما قدمت النسوية في المجال الفلسفي، سواء في الأخلاق أو الميتافيزيقا أو العلم وفلسفته، لا يمكننا حصرها هنا، ولكن سوف تجد في كل جامعة غربية فرعًا مختصًا بدراسات المرأة والجندر، وسوف تجد في جل، إن لم يكن كل، أقسام الفلسفة قسم خاص بدراسات النسوية في الفلسفة، ولكنك لن تجد في مصر على سبيل المثال قسم واحد في أية جامعة حكومية مصرية يتناول موضوع دراسات المرأة والجندر ولا دراسات النسوية في الفلسفة. ومن هنا يمكنك تخيل الأمر، لماذا ينكرها الأكاديميون المصريون؟ لأننا ببساطة لا نعرف عنها شيئا، فالإنتاج العربي ضئيل للغاية، وللأسف معظمه ما زال يدور في دائرة ثنائية الذكر والأنثى وفلسفة الرجل والمرأة، وما زلنا نردد نفس الأسئلة المستفزة الحالية، رغم أن النسوية تخطت كل ذلك، ولم يعد الأمر امرأة ورجل ومساواة وتميز وتفضيل لأحدهم على الآخر. هذه كانت القشور فيما مضى، الأمر الآن في منهجية نسوية متعددة ومتنوعة ومنظور جديد للعلم والفلسفة والعالم والإنسان والكون، رؤية جديدة أكثر اتساعًا، ونحن ما زلنا نقول: هل تريد أن تثبت المرأة قدراتها على التفلسف؟ وهل توجد ثنائية تقول بالفلسفة النسوية في مقابل الفلسفة الرجالية؟!


[1]- يمكننا هنا أن نعرض لمثال توضيحي معاصر، وهو الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، حيث تم ترشح هيلاري كلنتون للانتخابات الرئاسية، ودارت النقاشات ما بين كفاءتها لتولي المنصب من عدمه، ولكن كان التركيز على كون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن يكون امرأة، هنا ناقشت الحركات النسوية الأمر من باب المساواة بين الجنسين والحقوق السياسية بين الرجل والمرأة. ولكن فلسفيا، يمكننا أن نفترض مثلا أن التناول الفلسفي سوف يكون عن الوعي الأمريكي في القرن الحادي والعشرين والأسباب الكامنة وراء تشكله، والذي يعود إلى الاختلافات الجندرية المكونة له.

[2]- باميلا سو أندرسون، النسوية والفلسفة، في: سارة جامبل، النسوية وما بعد النسوية، ترجمة أحمد الشامي، المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، العدد 483، الطبعة الأولى، 2002 (ص 219 - ص231)، ص221

[3]- Nancy Tuana, What Is Feminist Philosophy? In: George Yancy, Philosophy in Multiple Voices, Rowman & Littlefield Publisher, USA, 2007 (P21-P28) P21

[4]- See, Lorraine code, What Can She Know? Feminist Theory and the Construction of Knowledge, Cornell University Press, (P1-P26) 1991

[5]- See, Genevieve Lloyd, The Man of Reason: "Male" and "Female" in Western Philosophy, university of Minnesota Press (1993).

[6]- شارلين ناجي هيسي-بايبر باتريشا لينا ليفي، مدخل إلى البحث النسوي ممارسة وتطبيقا، ترجمة هالة كمال، المركز القومي للترجمة، العدد 2356، الطبعة الأولى، 2015، ص36

[7]- انظر، لورين كود، كيف نفكر تفكيرا عالميا، في: أوما ناريان وساندرا هارنج، نقض مركزية المركز: الفلسفة من أجل عالم متعدد الثقافات بعد استعماري ونسوي، ترجمة يمنى طريف الخولي، الجزء الأول، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت عدد 395، (ص123-ص142)، ص124

[8]- See, Lorraine code, What Can She Know? Ibid.

[9]- Code. L. Epistemology, Feminist, In: Encyclopedia of Feminist Theories, P171