الفلسفة النسوية بين الفلسفة واللافلسفة: مكانة ضائعة، أم خروج عن المألوف؟


فئة :  مقالات

الفلسفة النسوية بين الفلسفة واللافلسفة: مكانة ضائعة، أم خروج عن المألوف؟

ملخص:

تُحاول هذه الورقة البحثية الكشف عن طبيعة الفلسفة النسوية، بين مبررات التأكيد الفلسفي وبين النفي، حيث تأرجحت مكانتها واستقرت في فضاء برزخي، خاصة وأن بداياتها انطلقت من حركة سياسية ذات مطالب اجتماعية واقتصادية، تنادي بالمساواة مع الرجل في ظل المجتمعات البطريريكة patriarcat، إلى حركة فلسفية غربية المنشأ، لتكون أعمال المصرية "نوال السعدواي" صدى يحاكي التجربة الغربية، ومساحة تنسج على منوالها خيوط التحرر من الهيمنة الذكورية. كما تسائل جهود نوال السعداوي في بلورة الحركة النسوية من خلال مصنفات تتراوح بين الرواية والفكر؛ فهل كتابات السعداوي قصة جديدة في عالم الفكر والفلسفة؟ أم مجرد انتفاضة ضد كل ما هو ذكوري وليست بفلسفة؟

  1. مقدمة:

تُمثّل النسوية نقلة سوسيوإبستيمولوجية مهمة عرفتها المجتمعات الغربية منذ ستينيات القرن العشرين؛ فبعد تاريخ طويل من التعتيم والإقصاء انقلبت مؤشرات الحديث عن المرأة وقضاياها في عصرنا هذا، حيث تحولت من الهامش والابتذال إلى الاعتراف والتأسيس. وأخذت المرأة بذلك مشعل الحديث عن نفسها متجاوزة الإطار الذي سُجنت داخله، لتكون كتاباتها ردّة فعل لسيطرة الخطابات الذكورية، والتي ما فتئت ترسم معالم صورتها وتنحتها كجنس دوني، شهواني، مجانب للعقلانية...حتى بالغت بعض خطاباتنا السائدة إلى اعتبارها من بين التابوهات*!

 أخذت المرأة مشعل الحديث عن نفسها متجاوزة الإطار الذي سُجنت داخله، لتكون كتاباتها ردّة فعل لسيطرة الخطابات الذكورية

قد تعود بنا الأدبيات الفكرية لترسبات شكلت هذه الصورة النمطية**؛ إلى جمهورية أفلاطون الذي «لم يخرج عن إطار التراث اليوناني الذي كان يحمل العداء للمرأة، إن لم نقل الكراهية لها»[1] وإلى سياسة أرسطو الذي برر «تسلط الرجال على النساء، لكون الذكر أصلح للرئاسة من المرأة»[2]؛ فالأول أدرجها في طبقة الحيوانات؛ بكونها ملكية مشاعة أو بالأحرى آلة للتفريخ، والثاني حصر وجودها في إطار البيت، وأنها أدنى من الرجل وعليها طاعته[3].

يتوالى السياق القاضي بتفوق الرجل على المرأة حتى عصور متأخرة، وما ساعد في استمرار هذا التصورات مصادقة مؤسسات المجتمع والأطر السوسيوثقافية من قوانين وعادات وتقاليد وحتى بعض الديانات التي اعتبرت المرأة خطيئة.

لتظهر أولى بوادر محاولات الإطاحة بسيادة الرجل وصرحه، مع أولى النسويات (ماري ولستون كرافت) (1759-1797) التي أخرجت كتابها "دفاعا عن حقوق المرأة"، لتستمر مسيرة الكفاح مع أجيال جديدة من أمثال جوزفين بتلر (1828-1906)، الزعيمة إميلين، سيمون دي بوفوار (1908-1986). وفي عالمنا العربي وصلنا صدى إرهاصات النسوية مع هدى الشعراوي (1879-1947)، وفاطمة المرنيسي (1940_1915) ونوال السعداوي (1931-) وغيرهن...إلخ بمحاولات عمدن من خلالها إلى صياغة خطابات جديدة تنصف وتصحح معادلة الرجل والمرأة، إذ إن العلاقة بين الرجولة والأنوثة كما يذهب في ذلك "طرابيشي" ليست مفهوما موجها للعلاقات بين الرجولة والأنوثة فحسب، بل أيضا لعلاقة الإنسان والعالم، هذا العالم الذي ارتأى "كانط" مرة ألا نحصره في «نموذج واحد ولا يجب تجسيده في فرد عيني، بل لابد من نموذج يقابل المفهوم الكوني للفلسفةConceptus Cosmics »[4] يتداخل فيه المعرفي مع الوجودي والميتافيزيقي مع الواقعي، مفهوم كلاني يستغرق كافة الرؤى والتصورات من مختلف الجوانب ومختلف القائلين، فلا وجود لخطاب واحد وقضية يشكلها طرف بعينه.

تُسائل هذه الورقة البحثية إذن، النسوية كحركة نشأت في خضم المنابع المعرفية والتراث الغربي، ثم تطوّرت نظرية ليكون امتدادها عربيا، اقتضى الطرح التأصيل لموضوع النسوية بالرجوع إلى كتابات المصرية "نوال السعداوي" الفلسفية، ورواياتها والهدف الذي نرمي إليه هو الكشف عما إذا كانت النسوية فلسفة تندرج من ضمن فروعها ومباحثها، ولها مقولاتها، أم هي لا-فلسفة وبالتالي اعتبارها جنسا أدبيا أو مجرد كتابات أنثوية، أين تستعير المرأة لغتها من مجتمع ذكوري، لكي تُؤكد حضور أنثويتها!

جميع النزاعات والميول الأنانية وعبادة الذات وتفضيلها تستمد غذاءها الرئيس من الوضع الحالي للعلاقة بين الرجل والمرأة

والإشكالية التي يمكن طرحها حول ما تقدّم: إذا كانت مباحث الفلسفة منذ أيام أرسطو وما بعده محصورة في الميتافيزيقا، الوجود والمعرفة، إلى أي مدى يمكن اعتبار النسوية فلسفة؟ وهل الأدب والفلسفة طريقان مختلفان لنشاط الإنسان المعرفي، أم قد يحدث أن يكوّنا معا مبحثا طريفا ومجالا يؤسس منافذ ومساحات يلتقي فيها الأدب بالفلسفة؟ أين يمكن موضعة النسوية؟ وكيف نقيّم كتابات السعداوي بين التقليد الغربي الأعمى، وfeedback ورد الفعل العربي الإيجابي الذي يؤصّل للنسوية، وينتشل المرأة من ضحل التهميش والاستبعاد؟

حتى نتمكّن من وضع مقاربات لهذه الأسئلة وغيرها، سيتعين علينا توظيف المنهج التاريخي التحليلي وفق رؤية إبستيمولوجية؛ ننطلق في البداية من مقدمات تعريفية نحدد فيها المقصود من النسوية، وتاريخها، ثم ننتقل إلى تفكيك مقولات النسوية ورصدها من خلال مؤلفات "نوال السعداوي"، لنحدد في الأخير الجوانب المائزة لمن يقول بكون النسوية فلسفة ومن يرى العكس.

1. ما النسوية؟

أ. لغة:

ورد في قاموس "تاج العروس" لصاحبه "الحسين الزبيدي" أن كلمة «النّسْوة بالكسر والضم، والنِّساء، والنِّسوانَ بكَسْرِهِنّ والنُّسوان بضم النون كل ذلك (جموع المرأة من غير لفظها) النساء جمع نسوة إذا كثرن، والنساء: جمع امرأة وليس لها واحد من لفظها، وفي النسبة نسوي»[5] ويقع هذا التعريف مُحددا لاشتقاقات النسوية؛ فهي من النساء والنسوة؛ أي جمع مرأة.

وقد تناول معجم مصطلحات اللغة العربية المعاصرة النسوية «نسْوي/ نسّوي [مفرد]: اسم منسوب إلى نُسوة/ نِسوة، على غير قياس "مدرسة الفنون النسوية" قائدات الحركة النسوية حركة فكرية مهتمة بحقوق المرأة والنسائية هي حركة اجتماعية إصلاحية تنادي بتحسين وضع المرأة والدفاع عن حقوقها وتأكيد دورها في المجتمع»[6]؛ فالنسوية مصطلح مشتق من النسوي والنسائية، وهي حركة نضالية تُصنّف من بين الحركات الفكرية التي تنادي بحقوق المرأة.

أما قاموس اللغة الفرنسية (Hachette)، فكان تعريفه للنسوية (Féminisme) بكونها «مذهب، وموقف إيجابي للدفاع عن المصالح الخاصة بالمرأة، وتوسيع حقوقها»[7] فالفيمينست الفرنسية المرادفة للنسوية العربية تُمثّل جملة المواقف التي تعمد على إعطاء مكتسبات للنساء وتمكينهم من أدوارهم أكثر.

وتناول قاموس (Oxford) معنى (Feminism)، وهي «اسم ونعت مشتق من (Féminine) وتعني المرأة، أو التمتع بمساواة أنثوية، أو جنس أنثوي، وهي من الاسم (Femininity) المأخوذة من اللاتينية والمتعلقة بكل ما هو أنثوي (Female)، ويستخدم معنى (Feminism) لوصف المدافعين عن حقوق المرأة والمطالبين بالمساواة جنسيا»[8] إن هذا التعريف يقضي بأن تتمتع المرأة بكافة الحقوق مدنيا، وأن تنتفي كافة أوجه الميز بينها وبين الرجل، ونقصد هنا (التمييز بسبب الجنس/الجندر).

ب. اصطلاحا:

قد يكون سؤال ما النسوية؟ لا يعني للنسويات أو لغيرهن شيئا؛ فمحتوى مصطلحات كالنسوية بديهي، غير أننا نجد تعاريف لا حصر لها، سنعمد على انتقاء أدقها وأوضحها.

عرّف معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع النسوية، باعتبارها «نصرة حقوق النسوة، وظهر المصطلح في تسعينيات القرن التاسع عشر في سياق حركة نساء نشيطة، صار يُستخدم الآن لوصف الأفكار والأفعال المؤيدة للنساء منذ الأزمنة القديمة حتى الوقت الحاضر، وغالبا ما تُرَدّ أصول النسوية الغربية الحديثة إلى حركة التنوير في القرنين السابع والثامن عشر، بميولها في المساواة ومن أوائل مطالبها تيسير أكبر للتعليم»[9] ثم توسعت المطالب للدعوة لحقوق أكثر؛ مدنية واجتماعية.

ويرد مصطلح Féminisme)) بمعنى الحركة النسائية في قاموس علم الاجتماع «وهي حركة اجتماعية قامت في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر، استهدفت تدعيم بعض الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، من أجل الوصول إلى المساواة مع الرجال»[10] لتزداد المطالب النسائية بحقوقهن بعد قيام الثورة الصناعية؛ أين خرجت المرأة وتغيرت في سبيل هذا المعايير الاجتماعية التقليدية.

تصرّ دي بوفوار على مقولة أن المجتمع هو من يجعل المرأة امرأة بالمفهوم السلبي، ولا تولد كذلك، فهي جنس كغيرها من الأجناس

ويمكن اعتبار التعريف التالي تعريفا جامعا لما تم تناوله، فالنسوية هي «مجموعة من التصورات الفكرية والفلسفية التي تسعى لفهم جذور وأسباب التفرقة بين الرجال والنساء؛ وذلك لتحسين أوضاع النساء وزيادة فرصهن في كافة المجالات، تقوم على حقائق وإحصاءات. إنها وعي مؤسس، وهي كعلم: دراسة تحاول فهم أسباب الفجوة النوعية وسُبل التغلب عليها»[11]؛ فالنضال الأساسي للنسوية ينطلق من الأفق العلمي، والتحليل الموضوعي لواقع النساء، ومن ثمة المطالبة بتغيير التصورات الاقصائية من المرأة، وجذبها تدريجيا نحو أدوارها الاستراتيجية ومحاولة الانتصار على القوانين والعادات التي كرّست للظلم والتضييق على كل ما هو أنثوي، كما تشترك النسويات في العالم أجمع برفع مطالب المساواة بين الجنسين، وهنا يظهر أن النسوية قبل كل شيء هي وعي المرأة لذاتها، وعي تشكل فرديا ليتكتل في حركات واسعة تتسع تنديداتها ومطالبها في كل مرة، أين بدأت من مطالب مشروعة إلى مطالب متطرفة.

2. كرونولوجيا الحركة النسوية:

أ‌. في العالم الغربي:

لكل حركة فكرية تاريخ وسياق معرفي ظهرت فيه، والنسوية لا تشذ عن هذه القاعدة، يؤرخ عادة للنسوية مع «الثورتين: الأمريكية والفرنسية؛ وعندما عاد الفيلسوف الإنجليزي ((توماس بين)) إلى بلاده تعرفت عليه ماري ولنستن كرافت (1759-1797) فقرأت كتابه عن حقوق الإنسان وتأثرت به، وأخرجت كتابها "دفاعا عن حقوق المرأة" عام (1792)»[12] ويعتبر هذا الكتاب حجر أساس النسوية في إنجلترا.

أما في فرنسا «فقد منحت الثورة الفرنسية للنساء فرصة للقضاء على الأوضاع القديمة على المستوى الاجتماعي لا على مستوى الفرد فحسب، حيث نظمت نساء 1789 بباريس مظاهرات مطالبات بتخفيض سعر الخبز، وطالبن بحق المرأة في التصويت في الانتخابات، وفي شغل مناصب عسكرية، ومدنية عليا في الجمهورية»[13]. إن للثورة الفرنسية الدور الفعّال في توسيع المطالب الشعبية، حيث لم يقتصر الأمر برفع شعارات (الحرية، والمساواة، والأخوة) وبإعدام الملكية، وإنما فتح الشهية هذه المرة أمام النساء، للمطالبة بحقوقهن أيضا.

كما أعطت «الحركات المناهضة للعبودية في الولايات المتحدة الأمريكية للنساء سوداوات أو بيضاوات، الفرصة في تنظيم أنفسهن سياسيا ضد قمعهن»[14]، حيث واكبت النسوية الأمريكية الحركات الناشطة ضد التمييز العنصري، وسعت إلى تغيير وضع المرأة وتنظيم أدوارها وقبولها في كافة الأنساق الاجتماعية، ومجابهة كافة أنواع الاضطهاد الذي قد يلحق بها، كالعنف اللفظي، والتحرش الجسدي، والإكراه الجنسي...

واستمر العمل النسوي في نشاطه وحملاته، إذ «سعى بيان "المشاعر" عام 1848، والمنادون بمنح المرأة حق التصويت، إلى إنهاء سلطة الأزواج المطلقة على زوجاتهم، وأدانت الحملات ضد الاتجار بالنساء وقوانين الأمراض المعدية»[15]، حيث كانت النساء يُستَغَللن جنسيا، وتُباع أجسادهن للدعارة، لتُفضي هذه الحركة إلى السيطرة على هذه التجاوزات.

في سبيل مناهضة فكرة استعباد النساء (فكريا، وجسديا)، قمن بحركات في الغرب والشرق على السواء، حاولن استعادة هوياتهن المسلوبة

وقد «اُستعمل مصطلح féminisme أول مرة عام 1882 من طرف المُناضلة الفرنسية ((هيبرتين أوكلارت)) Hubertine Auclert، وترجم إلى لغات عالمية، وانتشر بسهولة»[16] ليكون كتاب "استعباد النساء" لجون ستيوارت مل (1806-1883)؛ «مُكرسا لإدانة الدونية الحقوقية للمرأة، وأن أي شخص يُحاول أن يُخضع له النساء بمجرد واقعة مولدهن إناثا لا مثيل له في التشريع الحديث.».[17] إن القوانين المدنية التي صاغت وشكّلت العصر الحديث تعتبر النساء والرجال على السواء مواطنين، وبالتالي انتفت في هذا العصر كافة أشكال الميز الجنسي بين الرجال والنساء؛ لأن التمييز وبحسب "مل" ليس مبرّرًا، ولا منطقيا؛ إذ إن «تنظيم العلاقات البشرية تنظيما شاملا يقوم على العدل وليس الظلم، فجميع النزاعات والميول الأنانية وعبادة الذات وتفضيلها تستمد غذاءها الرئيس من الوضع الحالي للعلاقة بين الرجل والمرأة، حتى إن أتفه البشر جميعا وأشدهم جهلا وأعظمهم بلادة أسمى من كل امرأة»[18]، ولا يمكن القضاء على هذه الذهنيات واقتلاع هذه التصورات إلا بقوة القانون.

ونشرت الأمريكية "تشارلوت بيركينز غيلمان" (1860-1935) دراسة في العلاقة الاقتصادية بين الرجال والنساء كعامل في التطوّر الاجتماعي، وأقرت أن «الاستقلال الاقتصادي للمرأة سيُغيّر كل هذه الشروط بشكل طبيعي وحتمي بقدر ما قدمتها تبعيتها، وفي تخصصها بنشاط ما، فإنها ستطوّر شخصية أكثر وجنسانية أقل، وهذا سيُقلل الضغط على العلاقة عند الرجال والنساء»[19]؛ فالعمل بحسب "غيلمان" يحرر المرأة ويثبت وجودها.

أصبحت المرأة ومن الفترة (1920-1963) أكثر نشاطا، إذ «وثّقت ليلى روب وفيرتا تيلر أن النشاط النسوي السياسي استمر وانتقل إلى منظمات مثل الرابطة المعتدلة للناخبات النساء، بعد الحرب العالمية الأولى أصبحت النساء ناشطات في حركات السلام والحركات الدولية، وخلال خمسينيات القرن العشرين عملت النسويات على معارضة التجارب النووية وساعدت في تأسيس الأمم المتحدة».[20] إن الدعوة إلى تحرير المرأة في العالم الغربي مرّ بعدة مراحل مفصلية بدءًا من ظهور الفكرة، إلى التشكل والانخراط العملي إلى التأسيس النظري فظهر جيلين، جيل النسوية، والنسوية المحدثة منذ «1960 والذي يمثل وجها جديدا للنسوية ومنذ 1975 طرحت المناضلات النسوية الأمريكيات منطق تصنيف الفكر النسوي ومحاولة معرفة أسباب تبعية المرأة»[21] وفي مقابل النسوية الأمريكية، ظهرت النسوية الفرنسية بزعامة سيمون دي بوفوار التي «طرحت سؤال ما المرأة؟»[22] «وبدأت علاقة دي بو فوار مع الفيمينسيت في البداية عن طريق تبادلها لرسائل مع هذه الحركة. وكان لكتاب المرأة الغامضة لبيتي فريدان (1963)، والذي حقق نجاحا كبيرا في الو.م.أ، والذي اعتبره بعض النقاد أن أفكاره تشبه أفكار الجنس الآخر لسيمون دي بوفوار»[23] والتي ناقشت مفهوم المرأة تقول: «ماهي المرأة؟ هذا شيء بسيط إنها رحم ومبيض؛ فإنها أنثى وهذه الكلمة تكفي لتعريفها. ويلوك الرجل كلمة أنثى كما لو كانت إهانة! لم تعد المرأة سوى عبدة بعدما كرست للإنجاب والأعمال الثانوية فالإنسانية في عرف الرجل شيء مذكر»[24]. إن دي بوفوار تصرّ على مقولة أن المجتمع هو من يجعل المرأة امرأة بالمفهوم السلبي، ولا تولد كذلك، فهي جنس كغيرها من الأجناس، ليستمر العمل النسوي لاحقا مع "جوديث بتلر" (1956)... و"جينيفر بومغاردنر"... وغيرهن.

ويمكن تمثيل كرونولوجيا الفكر النسوي في العالم الغربي في المخطط التالي:

ب. في العالم العربي:

يؤرخ عادة لبدايات النسوية في العالم العربي مع الرائدات الأوائل، فقد ظهرت النسوية بوصفها «فكرة المطالبة بحقوق النساء منذ أواخر القرن التاسع عشر، شمل عددا من رائدات العمل النسائي، مثل عائشة تيمور (1840-1902) وزينب فواز (1844-1914) وهدى شعراوي (1879-1947) وملك حفني ناصف (1886-1918)، وعائشة عبد الرحمن (1912-1998)»[25] بَدَأْنَ في أوّل الأمر ببسط فكرة المرأة وحقوقها تحت راية الإسلام «الذي يرتفع بقيمة المرأة وكرامتها، باعتبارها ابنة وزوجة وأمّا، وعضوا في المجتمع وقبل ذلك كله باعتبارها إنسانا»[26] ومن الخلفية العربية الأصيلة، بالرّغم من غياب الطرح المنهجي والتنظير المباشر لآرائهن.

تعد "السعداوي" من بين الشخصيات النسوية الأكثر تأثيرا في العالم العربي، فقد حملت ومنذ زمن بعيد لواء الانتصار لكل ما هو أنثوي

ارتأت النسويات الإسلاميات «أن الرسالة الروحية للإسلام قد طُعنت، فبدلا من المساواة التي كان الدين ينادي بها، حوّل النظام الذكوري، الأبوي هذه الرسالة إلى أداة لاضطهاد النساء. وبينما دعا الإسلام إلى تحررهن قامت التقاليد الأبوية التمييزية بمصادرته»[27] لذا عمدت النسويات في العالم العربي إلى تفكيك الخلفيات الأيديولوجية التي جعلت من المرأة كائنا دونيا، فربطته بسوء فهم وتوظيف الإسلام ومقاصده، وإلى تغلغل النفوذ الأبوي، والهيمنة الذكورية** داخل الأنساق والمؤسسات الاجتماعية، وصادقت على أسطورة بطلها الرجل السوبرمان الذكي والقوي والمرأة الكائن الساذج الضعيف الذي قد تلهيه أظافر أصابعه عن قضايا كبرى.

تعتبر النسويات كافة والنسويات العربية بصفة خاصة، أن المرأة شعب خاضع للاستعمار، وقد تم استعمار أجسادهن من طرف المجتمع البطريركي*، الذي يفرض وبحسب ليفي ستراوس شكلا وهيئة خاصة للمرأة حيث يحرص المسلمون أو الحاملون «لهذا الفكر على عفة زوجاتهم وبناتهم ويحجبونهن ويعزلونهن، مما أفضى مع مرور الزمن إلى ظاهرة البرقع Burkah كما أن الشباب المسلم متشددون في التمسك بعذرية المرأة الدالة على وفاء قبلي»[28] فكان نطاق المرأة ومجالها الوحيد البيت، إذ لا تنكشف إلا أمام ذكور العائلة القريبة.

وفي سبيل مناهضة فكرة استعباد النساء (فكريا، وجسديا)، قمن بحركات في الغرب والشرق على السواء، حاولن استعادة هوياتهن المسلوبة، هذا ما حدا بهن إلى قلب تراتبية العلاقات رجل/امرأة، الأدوار، وكذا الحيّز الفضائي الداخل/الخارج؛ فطالبن بتجريم العنف*، والتعليم وحق الانتخاب، والتوظيف في مؤسسات الدولة ليصبح الفضاء العام ليس رمزا للرجل فقط، بل وللأنثى.

وترجع نهضة المرأة العربية «في القرن التاسع عشر إلى عاملين رئيسين؛ الأول هو إنشاء المدارس المختلفة، في عدد من الأقطار العربية، والثاني هو ظهور المصلحين وأنصار المرأة وخاصة في مصر»[29] من أمثال فارس الشدياق، رفاعة رافع الطهطاوي وقاسم أمين وكتابه "تحرير المرأة"، والذي يُعد كتابا مرجعيا لقضية المرأة؛ نادى من خلال تشريحه لعوامل تدهور مكانة المرأة العربية، فقد «مضت الأجيال والمرأة خاضعة لحكم القوّة مغلوبة لسلطان الاستبداد من الرجل، وهو لم يشأ إلا أن يتخذها إلا امرأة صالحًا لخدمته مسيّرا بإرادته، وأغلق في وجهها أبواب المعيشة والكسب، حيث آل أمرها إلى العجز عن تناول وسيلة من وسائل العيش بنفسها، ولم يبق للعقل ولا للأعمال النافعة قيمة لها، وإنما بضاعتها أن تُسلي الرجل»[30]. إن التحقير والتقزيم الذي تعرضت له المرأة أفقدها الثقة بنفسها، وبقيمتها هذا ما حدّ من قدراتها في التفكير، وثبط عزيمتها في التغيير، بل لم تجرؤ يوما أن فكرت خارج الصندوق الذي صممه لها المجتمع، فأسمى غايتها أن يكمل ويستر عيبها ونقصها رجل، وأقصى طموحها أن تعيد إنتاج نموذج بشري يحافظ على النمط السائد!

3. نوال السعداوي:

أ‌. بيوغرافيا نوال السعداوي:

كتبت "نوال السعداوي" سيرة حياتها ضمن ثلاثة كتب عنونتهم بـ"أوراقي... حياتي" عادت بنا إلى قرية بمحافظة القليوبية بمصر عام (1931-) في «كفر طحلة، اسمها الرباعي نوال السيد حبش السعداوي، درست بابتدائية "محرم بك للبنات" بالإسكندرية، في السادسة من عمرها (1937) كانت عملية الختان لها»[31]، التي تعتبر حادثة ومنعطفا قلب قدر "السعداوي" من فتاة قروية، إلى كاتبة ثورية ..تتساءل السعداوي، وتستغرب في ذات الوقت أن يكون «النبي محمد أو عيسى أو أي نبي آخر يصدر أمرا كهذا، ومنذ 1937 والسعداوي لا تستطيع النظر في جسدها العاري أو تلك المنطقة المحفوفة بالمخاطر»[32] إن المجتمع والتقاليد البالية ربطت كلمة امرأة بجسد مدنس، يعبق بالخطيئة.

في «1938-1948 انتقلت السعداوي مع عائلتها إلى المنوفية، أين اشتغل والدها مفتشا على هذه المدارس»[33]، كانت تطرح في صغرها دائما نفس السؤال لماذا الذكر أعلى من الأنثى درجة «في الأعياد تتربع ستي الحاجة فوق الكنبة، وتعطي إخواني الصبيان مليمين ونحن البنات تعطي مليما واحدا...ألقيه في حجرها بغضب، فتقول: ربنا قال البنت نص الولد»[34]، عقدت "السعداوي" مقارنة بسيطة في عقلها تقول: «أخي يلعب طول السنة ويسقط في الامتحانات، وأنا أشتغل في المدرسة وفي البيت بلا إجازات، لا ينوبني إلا مليم واحد وهو يأخذ مليمين»[35] لعلها أولى الأسئلة الفلسفية الفضولية التي طرحتها "السعداوي" من الذي بوأ الرجل مكانة الصدارة والسيد؟ ومن منح النساء شارة العبودية؟

تركت بيتها إلى «مدرسة حلوان الثانوية للبنات عام 1947 ثم اختارت الفرع العلمي، ودخلت كلية الطلب عام 1948»[36] تزوجت من زميل لها في كلية الطب يدعى "أحمد حلمي"، وتخرجت وانتقلت إلى القاهرة للعمل كطبيبة عام «1956 إلى عام 1958 الذي قضته في مستشفى الأمراض الصدرية بالعباسية»[37]، ثم توفيت «والدتها عام 1958 ووالدها بعام 1959»[38] لتتزوج مرة ثانية من الطبيب والكاتب "شريف حتاتة"، وكان هو الآخر ناقدا فذا مما جعل «الحكومة تطاردهما طيلة ثلاثين عاما، ليستقرا في نورث كارولينا»[39] بأمريكا. من بين مؤلفاتها: «المرأة والجنس، الأنثى هي الأصل، الرجل والجنس، المرأة والصراع النفسي...»[40]، بالإضافة إلى عديد الروايات والملتقيات العلمية، والدراسات والأبحاث، أغلقت عيادتها في آخر المطاف لتنصرف إلى الكتابة.

فكيف تتحرر المرأة، وهي لا تزال لا تثق في نفسها ولا تعتبر جسدها ووجهها ملكا لها، وهو هويتها هي كامرأة

ب. نسوية نوال السعداوي:

تعد "السعداوي" من بين الشخصيات النسوية الأكثر تأثيرا في العالم العربي، فقد حملت ومنذ زمن بعيد لواء الانتصار لكل ما هو أنثوي، سواء كانت مطالب مشروعة (كمناهضة ختان الإناث خاصة في صعيد مصر وقراها) أو متطرفة كدعوتها إلى ضرورة إقامة العلاقات الجنسية قبل الزواج والمساواة التامة بين النساء والرجال، وتقنين الدعارة كوظيفة رسمية.

تقول في كتابها "أوراقي ...حياتي" «تبدو اللغة غريبة، كلماتها مبنية للمجهول، حروفها مقدّسة تخاطب المرأة بصيغة المذكر، كل شيء مذكر في اللغة، حتى الإله والشيطان والموت»[41]. إن هوس النسوية جعلها ترى الوجود مذكرا، وتتساءل لماذا أُغفل دور المرأة؟ فلو لم تكن النساء، ولو لم تكن عشتار إلهة النماء والخصوبة لما استمرت البشرية.

تؤكد "السعداوي" أن «قضية المرأة أصبحت عِلما يُدرّس في جامعات العالم مثل العلوم الأخرى ولم تكف النساء في بلادنا أو في بلدان العالم عن النضال الطبقي الأبوي منذ بداياته في العصور القديمة، حتى عصرنا الحديث وما بعد الحديث؛ فالحركة النسائية التحريرية متصلة في التاريخ، تضرب بجذورها في كل بلد، وليست هي حركة غربية أو أوروبية».[42] فالنساء جابهن السيطرة والهيمنة* الذكورية منذ تاريخ قديم، وظفرن بمكاسب خلّدها التاريخ؛ منذ الحضارة الفرعونية والبابلية واليونانية...إلخ

ربطت "نوال السعداوي" قضية تحرير النساء «بتحرير الوطن؛ لأنهن نصف هذا الوطن ولا يمكن تحرير الوطن دون تحرير النساء»[43] فنحرر الوطن من أيادي الدكتاتوريات والانتهازيين والخونة ونحرر النساء من قيود نظام أبوي الذي أحكم قبضته، وحاصر كل تصور يرفض الاستبداد*.

وترى "السعداوي" وحتى أيامنا هذه، أن المرأة لم تتحرر في سائر بقاع العالم ولا يغرنا البهرج الموجود، فإذا «كانت المرأة العربية أو الإسلامية ترتدي الحجاب باسم الدين، فإن حجابا آخر ترتديه النساء الأوروبيات والأمريكيات مصنوع من طبقات المساحيق والألوان التي تخفي بها المرأة وجهها تحت اسم الجمال»[44] فكيف تتحرر المرأة، وهي لا تزال لا تثق في نفسها ولا تعتبر جسدها ووجهها ملكا لها، وهو هويتها هي كامرأة، ولا دخل للآخرين فيه حتى تخفيه** بأيّ شكل كان؟ وتحت أي مبرر مصطنع كان؟

إن المجتمع الذكوري قضى أن يجعل جسد المرأة دمية شاحبة، عليها أن تهتم به وتفضّله على عقلها وروحها، وإلا صارت روحا شريرة لا أنثى، هذا ما جعل المرأة تقتنع وتؤمن بنقصها وأن حياتها لا تكتمل ولا تستقيم إلا بوجود الرجل إلى جانبها.

تنتفض "السعداوي" ضد الأسرة والزواج أيضا؛ لأنها ترى فيهما نموذجا مصغرا لبرجوازية عفنة منحت الرجل سلطة إلهية في الأرض تقول: «الزواج يُفسد الحوار بين الرجل والمرأة»[45] فالمرأة عندما تواعد شريكها، فإنه يحترمها قبل الزواج ويُعنِّفها بعده، فهل تدعو "السعداوي" إلى مشاعية العلاقات حتى تتأكد حرية المرأة؟ على اعتبار أن «الرضا الجنسي لا يمكن أن يحدث في ظل علاقة غير متساوية، ولا يمكن أن يحدث في ظل تربية صارمة تُسبب العُقَد، كما أن الزواج في معظم هذه الحالات يتم لأسباب غير الحب الحقيقي، وفي ظل القيود والمحظورات...يصبح الجنس عملية منفرة يهرب منها الزوجان»[46] لقد دأبت المجتمعات البشرية على نموذج تصوري واحد ينسخونه عن المرأة جيلا بعد جيل؛ فهي ذلك الكائن الذي لا يصلح إلا لإنجاب الأطفال، فأطلقوا عليها اسم المفرخة، أو آلة الطبخ...ووصموا فكرها بالسطحية وعقلها بالسذاجة ...وروحها بالشريرة ...إنها دونية ولا تهتم إلا بسفاسف الأمور! وليست جنسا مساويا للرجل البتة. لذا، أوجبت عليها كافة التشريعات والديانات* التزام التحجب والاستتار.

تأثرت "السعداوي" بالفرنسية "سيمون دي بوفوار" خاصة في مقولة المرأة لا تولد امرأة، بل تصبح كذلك، حيث عمدت المؤسسات والنظم الاجتماعية على المصادقة على هذه الأفكار ودافعت السعداوي عن قدرات المرأة وإمكانياتها تقول: «فعقل المرأة العربية مثل عقل أي إنسان آخر، في الغرب أو الشرق أو الشمال أو الجنوب، وهي قادرة على الإبداع في مجال العلوم والفنون»[47] إذن أتيحت لها الفرصة، كما أن التاريخ شوّه حقائق كبرى حول إنجازات المرأة، فمن «يستعرض إنتاج الأدباء في الشرق والغرب-قديما وحديثا- لابد أن يدهش لهذا الكم الهائل من القصص والشعر والروايات التي تناولت المرأة، وصورتها تصويرا خاطئا».[48] فالأدباء والمؤرخون وحتى العلماء، أيدوا نظرات مجتمعاتهم الإقصائية للمرأة، وكرسوا كتاباتهم للهجوم عليها.

الكتابات الفلسفية تُحرر الأفكار من عوالم الصمت، وتلقي بها خارجا، لتُغيّر المفاهيم ولتُحرر العقول. وعلى هذا الأساس، يمكن اعتبار النسوية فلسفة تندرج تحت فلسفة السياسة

لتنتقد "السعداوي" الطبيب النمساوي "سيجموند فرويد" في نظرياته حول التحليل النفسي، ووصفت ما توصل إليه بالإيديولوجيا الإقصائية «والتحيّز لجنسه الذكوري، وهذه –برأيها-أحد أسباب عجزه عن فهم حقيقة المرأة، خاصة وقد اعتنق أفكاره وتأثر به كثيرون، فقد شاعت نظريته المشوهة لسيكولوجيا المرأة»[49] التي لا تنم إلا عن صدى لاعتناقه لأفكار ذكورية بحتة، تآزر المرأة اللاسوية (الجنسية والعُصابية)، وتجانب المرأة العقلانية الطبيعية، ليكون طموح السعداوي في الأخير ما جسدته عناوين كتبها: "موت الرجل الوحيد على الأرض"، و"سقوط الإمام" تناصا مع فكرتي "موت الإله" النتشوية، و"موت المؤلف" البارتية؟

4. النسوية فلسفة أم لا فلسفة؟

أ. النسوية فلسفة:

الفلسفة كما ذهب في ذلك "ثابت الفندي" «لون أصيل ومستقل من ((الفكر))، ومن ((العمل)) أيضا ووفقا للتعاليم الفلسفية، فرض نفسه على الإنسان قبل العلوم»[50] فالفلسفة سبقت العلوم في الميلاد، وينتهي إلى أحد فروعها أيّ فكر بشري، ولما كانت النسوية في بداياتها حركة فلسفية بامتياز، حيث نشأ الحديث عن المرأة في خضم أطروحات أساطين الفلسفة منذ أيام (سقراط، وأفلاطون، وأرسطو، وكانط، ونيتشه...) وغيرهم، محاولين تبرير آراء وتقديم تصورات عن المرأة، لم يكن من بدّ عندما ظهرت الكتابات الأولى للنسوية، إلا أن تقرأ تراث الفكر الإنساني المعادي للمرأة، وتصنع فكرا مضادا له؛ أي فلسفة ضد فلسفة، فإذا اعتبرنا التراث البشري الأول (قبل النسوية) تراثا ذكوريا، فإن التراث الثاني يعد تراثا نسويا؛ على اعتبار أن النسوية فكر يروم التحرر، والحرية في عُرف "شلنغ" «بداية كل فلسفة ونهايتها»[51] فالكتابات الفلسفية تُحرر الأفكار من عوالم الصمت وتلقي بها خارجا، لتُغيّر المفاهيم ولتُحرر العقول. وعلى هذا الأساس، يمكن اعتبار النسوية فلسفة تندرج تحت فلسفة السياسة، ففي كتاب "جاغار Jaggar 1983" "السياسة النسوية والطبيعة البشرية" درس مواقف والاتجاهات الأربعة للطبيعة البشرية، والسياسية وكذلك نظريات المعرفة، كان يهدف "جاغار" تقييما لاتجاهات النسوية، بتوضيح مصطلحاتها، ومقاصدها، وقد ربطها بأربع نظريات سياسية، وهي: النسوية الليبرالية le féminisme libéral، النسوية الماركسية التقليديةle féminisme marxiste traditionnel، والنسوية الراديكالية le féminisme radical، والنسوية الاجتماعية le féminisme socialiste، تعتبر هذه النظريات أن النساء مضطهدات من قبل الرجال".

عرض "جاغار" أربعة مفاهيم حول الطبيعة الإنسانية: بالنسبة إلى النسوية الخنثويةالراديكاليةle féminisme radical androgynophile: يفسرون اضطهاد النساء بارتباطه بالهوية الجنسية، والحل هو استبعاد التمييز على أساس الجنس، لصالح الخنثوية، النسوية الراديكالية المهووسة بالتقنيةle féminisme radical technophile: تعتبر النساء والأطفال مخلوقات ضعيفة والمجتمع يضعفها كل مرة، علينا أن نقويها بالتكنولوجيا.

النسوية العاشقة للنساءle féminisme radical gynophile: التي ترى أن المشكل ينبع من تكوين البيولوجيا الذكورية، وبدقة العنف؛ فالحل يمكن في تقديس إمكانيات المرأة النفسية والإنتاجية.

نسوية راديكالية غير جنسيةle féminisme radical asexuel: تعتقد أن الجنس اختراع اجتماعي، والحل يكمن في إقصاء كل الخصائص العامة للرجال والنساء، واعتبارهم كائنات سياسية واقتصادية.[52] إن النهضة النسائية ترتبط بالفلسفة السياسية من جهة، ومن جهة ثانية «بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وبالتطورات السياسية»[53]؛ فقد اكتسبت قضية المرأة بعدا واقعيا مؤسسا، ولم تبق مجرد حركة ثورية بأفكار فلسفية.

تأثرت فلسفة اللغة النسوية بتغير القضايا والمسائل الأكاديمية، إذ انتقلت النسوية من الحديث عن الماديات، إلى الرموز، ومن محاولات فهم السوسيولوجيا البطريركية إلى اكتشاف الهُويات الجنسية

اُستخلصت بعض الأعمال الفلسفية حول اللغة من النسوية، وتعتبر علاقة اللغة بالجندر* صلب نقاشات النسوية في مرحلتها الثانية، وقد تأثرت فلسفة اللغة النسوية بتغير القضايا والمسائل الأكاديمية، إذ انتقلت النسوية من الحديث عن الماديات، إلى الرموز، ومن محاولات فهم السوسيولوجيا البطريركية إلى اكتشاف الهُويات الجنسية[54]، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، ارتبطت الفلسفة النسوية بالفلسفة التحليلية analytic philosophy؛ كي تُوظف النسوية منهجية الفلسفة التحليلية لوضع مقاربات للقضايا النسوية، حيث تتمسك أغلب النسويات بفكرة الحقيقة، والعقلانية والعدالة، باعتبارها خصائص عامة للتفكير والحجج المتعلقة بالمعرفة وحقوق النسوية، ومن بين النسويات التحليليات البارزات "هلين لونجينو" و"لين هانكينسون نيلسون"[55]، وقد برز في ذات السياق فلسفات نسوية تتعدد بتعدد فروع ومباحث الفلسفة؛ فها هي الفلسفة النسوية الإبستيمولوجية، وفلسفة نسويات الدراسات العلمية، ناهيك عن تعدد تيارات الفلسفة النسوية باختلاف الفلسفة المندرجة تحتها، كما يوضحها المخطط التالي[56]

ب. النسوية جنس أدبي:

يذهب "عبد الله إبراهيم" إلى أن النسوية ليست فلسفة، وأنها تنتمي إلى نظريات النقد الأدبي يقول: «يمكن إدراج السرود النسوية في سياق نصوص المتعة، تلك النصوص التي تُزعزع معتقدات المتلقي بما فيها من الخروج عن الأعراف فتُحرّك مناطق شبه مُحرّمة»[57]، وهي في رأيه تروم تجاوز السائد وقطع الصلة بالموروث.

كما تعتبر الباحثة "فاطمة يوسف العلي" الكتابات النسوية، كتابات حديثة العهد؛ إذ لم تُمنح الفرصة للمرأة من أن تتأمل «طباعها، وذاتها كأنثى وترتيبها للرجل إلا في الربع الأخير من القرن العشرين، حيث استخدمت أدوات فنية تتسم بالتجريب والتركيز والتقطيع والاستبطان في رؤيتها، حيث أنماط الحياة المعتادة والتقاليد المعاندة، كل هذا دفع المرأة لاستخدام وسائل غير لغوية»[58] فنراها تتظاهر مرة ضد قضايا (كالزواج المبكر، وقضايا جرائم الشرف)، ومرات تلتزم الرمزية فتحاول نقل تجاربها من خلال أفلام، ورويات، ووسائط وتدوينات...فالنسوية بهذا المعنى، أقرب للسرد لا للفلسفة، السرد في أوسع صوره (قصصا، وروايات وحتى سيرا ذاتية).

قد تكون النسوية محاولات لقلب الأدب الذكوري بأبعاده الإقصائية، ورسم خريطة جديدة للأدب من جهة وعلم الاجتماع من جهة أخرى، أين ساهمت النسوية في مجالات النقد النسوي أيضا، حيث اتجه «المذهب النسائي إلى أن التفسيرات التي يقدّمها علم الاجتماع لا تفعل شيئا سوى أنها ببساطة تعيد إنتاج المفهوم القائل إن العلاقات بين الجنسين ((طبيعية))، وإن النساء يقمن بأدوارهن المناسبة واللائقة في المجتمع، لقد انصب جل اهتمام علم الاجتماع وعلمائه على الرجال فقط»[59] ومما تقدّم يمكن ضبط النسوية «بأنها اتجاه نقدي يُلقي الضوء على الممارسات غير العادية التي تتعلق بأدوار الرجل والمرأة في المجتمع، أو بمعنى آخر، إنه يعكس مطالب المرأة بحقوق متساوية مع الرجل فيما يتعلق بالتعليم والوظائف والدخل والسياسة (...) فمن الحقائق الاجتماعية أن للمرأة حظوظا أقل كي تُصبح رئيسة للوزراء أو العمل في سلك القضاء»[60]. لذا تسعى النسويات ووفقا لمستويات عدة إلى إنتاج خطاب نقدي لعلم الاجتماع؛ لأنه كرّس المفهوم الذكوري، حيث عنت الأبحاث السوسيولوجية بالرجل وركّزت عليه، وتجاهلت كثيرا القضايا المرتبطة بالمرأة.

أحيانا قد تعكس الكلمات التي نستخدمها وجودنا الثقافي وموقع المرأة الهامشي في مجتمعنا؛ لذا سعت النسوية «إلى قراءة "الكتابات" الشعر والرواية والنقد قراءات مغايرة، سواء لاستنباط ملامح السيطرة الذكورية، أو للانتصار للظواهر النسوية في تلك الكتابات، حتى توصّل -بعضها- إلى تقرير أن الأعمال الأدبية أنكرت تاريخيا الإنسانية الكاملة للمرأة»[61] لتعيد النسوية المكانة والاعتبار لأدب وفكر نصوصه مكتوبة بلغة نسوية في ذاتها ولذاتها.

خاتمة:

قد تكون نوال السعداوي أول ثائرة عربية لها إسهامات حيّة أسست بها لنسوية عربية، وقد تكون من القلائل اللواتي خضن هذه المسألة، وهي سمة يشترك فيها الثوار كما يقول الشهيد ديدوش مراد "الثوار أقلية يبدؤون ...وكذلك ينتهون" قد تكون بدأت مغامرة فكرية جديدة تُحسب لها، وقد تكون وأدت نفسها في خيار النسوية، كل هذه الاحتمالات تبقى دائرة، ولا نستطيع صياغة إجابة واحدة حولها، فنصوصها قابلة لإعادة القراءة والتأويل.

وفي الختام ما يمكن قوله حول النسوية بين الفلسفة واللافلسفة في نصوص السعداوي نجمله في النتائج التالية:

  • النسوية ردّ فعل على خطابات ذكورية مناقضة، يمكن وصفها بكونها حركة دفاع عن الوجود Un Défense Pour l'existence.
  • تُصنّف النسوية في إطار فلسفة الاعتراف؛ مؤداه أننا نعيش في ثقافة يُهيمن عليها الذكور، كما تعمل على اجتثاث المنابع الأيديولوجية التي صنعت تاريخ الهيمنة على أساس الجنس.
  • قد تندرج النسوية ضمن فلسفة السياسة؛ حيث تسعى النسويات إلى تحقيق واقع أفضل وضمان حقوق أكبر، كمجابهة كافة أشكال الميز الجنسي داخل المجتمع، كما يمكن أن تندرج النسوية تحت فلسفة اللغة، والفلسفة التحليلية.
  • النسوية تجربة لا تروم الصدارة في الدفاع عن المرأة وتحريرها، ولا تدعي خلق جمهورية مثالية للمرأة، بل تسعى إلى خلاص النساء وانعتاقهم من سجن الجندر، عبر خلق عقليات مختلفة قادرة على فتح أبواب الحوار والمساءلة أمام قضية المرأة وفهمها دون اعتبارات وآراء مسبقة.
  • يمكن تصنيف كتب وروايات "نوال السعداوي" ضمن الكتابات النسوية، وهي تزاوج بين الفلسفة والأدب، في مزيج فكري يذكرنا بكانديد التفاؤل لفولتير، وغثيان سارتر في فهم الوجود، وطاعون ألبير كامو... وما لاحظناه في مؤلفات "السعداوي" الميل إلى المصطلحات الفلسفية وقوة العبارة الأدبية، كما نجدها متأثرة بنسويات غربيات من أمثال "فيرجينا وولف" و"سيمون دي بوفوار".
  • هناك من أدرج النسوية ضمن نظريات النقد، والسرديات، وهي تصورات قابلة للتنسيب والمراجعة، والتأويل.

وإجمالا يمكن القول، إن مسألة تفوق الرجل على المرأة تبقى مجرد وهم في عقول المؤمنين بها على اعتبار أن الإنسانية لم تنشأ يوما بجنس دون آخر، وأن الحضارة هي تفاعل كوني بين أجناس وأنواع، فإذا كانت الأميسية في زمن بدائي، فإنها الآن الأبوسية، وستتبادل المواقع في جدلية هيجيلية، وتبقى المرأة والرجل وجها الإنسانية.

 

قائمة المراجع:

  1. أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، لبنان، ط2، 1982
  2. أحمد عمرو، النسوية من الراديكالية حتى الإسلامية... قراءة في المنطلقات الفكرية، متاح على الرابط:

https://ar.islamway.net/book/5697/النسوية-من-الراديكالية-حتى-الإسلامية

  1. أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة، مصر، ط1، 2008، مادة [ن.س.و]،
  2. أرلين علوي ماكليود، الاحتجاج الهادئ المرأة العاملة والتحجب الجديد والتغير في القاهرة، تر: إكرام يوسف، المشروع القومي للترجمة، مصر، (د.ط)، (د.ت)،
  3. إمام عبد الفتاح إمام، أفلاطون والمرأة، مكتبة مدبولي، مصر، ط1، 1996
  4. إمام عبد الفتاح إمام، نساء فلاسفة، مكتبة مدبولي، مصر، 1996
  5. أميمة أبو بكر، النسوية والمنظور الإسلامي أفاق جديدة للمعرفة والإصلاح، مؤسسة المرأة والذاكرة، ط1، مصر، 2013
  6. بث بارون، النهضة النسائية في مصر، الثقافة والمجتمع والصحافة، تر: لميس النقاش، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1999
  7. جاك دريدا، عن الحق في الفلسفة، تر: عز الدين الخطابي، المنظمة العربية للنشر، لبنان، ط1، 2010
  8. جون ستيوارت مل، استعباد النساء، تر: إمام عبد الفتاح إمام، مكتبة مدبولي، مصر، ط1، 1998
  9. حنيفة الخطيب، تاريخ تطوّر الحركة النسائية في لبنان وارتباطها بالعالم العربي 1800-1975، دار الحداثة للطباعة والنشر، ط1، لبنان، 1984
  10. رياض القرشي، النسوية قراءة في الخلفية المعرفية لخطاب المرأة في الغرب، دار حضرموت للنشر، اليمن، ط1، 2008
  11. ريشارد أوزبرن، بورن فان لون، أقدم لك علم الاجتماع، تر: حمدي الجابري، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، ط1، 2005،
  12. سلوى محمد نصره، الفلسفة النسوية في فكر الإمام محمد عبده، دار المعارف، مصر، ط1، 2017،
  13. سمير الخليل، دليل مصطلحات الدراسات الثقافية والنقد الثقافي، إضاءة توثيقية للمفاهيم الثقافية المتداولة، دار الكتب العلمية، لبنان، ط1، 2016
  14. سوزان ألس واتكنز، مريزا رويدا، مارتا رودريجوز، أقدم لك الحركة النسوية، تر: جمال الجزيري، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 2005
  15. سيمون دي بوفوار، الجنس الآخر، تر: ندى حداد، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2008
  16. طوني بينيت، لورانس غروسبيرغ، ميغان موريس، مفاتيح اصطلاحية جديدة معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع، تر: سعيد الغانمي، المنظمة العربية للترجمة، لبنان، ط1، 2010،
  17. عبد الأحد السبتي وآخرون، الأنثروبولوجيا من البنيوية إلى التأويلية، أفريقيا الشرق، المغرب، ط1، 2014
  18. عبد الحليم أبو شقة، تحرير المرأة في عصر الرسالة، دار القلم للنشر والتوزيع، الكويت، ط5، 1999,
  19. عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، دار النفائس، لبنان، ط3، 2006،
  20. عبد الله إبراهيم، السرد النسوي، الثقافة الأبوية، الهوية الأنثوية، والجسد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الأردن، ط1، 2011،
  21. فاطمة يوسف العلي، النص المؤنث وحالات الساردة دراسة تحليلية لخطاب المرأة في الرواية العربية، مكتبة آفاق، الكويت، ط1، 2013،
  22. قاسم أمين، تحرير المرأة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، ط1، 2012،
  23. مجلس حقوق الإنسان، الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقرير المقررة الخاصة بمسألة العنف ضد المرأة أسبابه وعواقبه، دورة 32، 2016
  24. مصطفى حجازي، التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجيا الإنسان المقهور، المركز الثقافي العربي، لبنان، ط9، 2005
  25. محمد ثابت الفندي، مع الفيلسوف، دار النهضة العربية، لبنان، ط1، 1974
  26. محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت، ط1، 2001
  27. مية الرحبي، النسوية مفاهيم وقضايا، الرحبة للنشر والتوزيع، ط1، سوريا، 2014
  28. مينيكه شيبر، المكشوف والمحجوب من خيط بسيط إلى بدلة بثلاث قطع، تر: عبد الرحيم يوسف، دار صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات، مصر، 2017
  29. نخبة من أساتذة قسم الاجتماع، المرجع في مصطلحات العلوم الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية، مصر،
  30. نعوم تشومسكي، غريزة الحرية، تر: عدي الزعبي، مؤيد النشار، دار ممدوح عدوان للنشر، سوريا، ط1، 2017،
  31. نوال السعداوي، أوراقي...حياتي، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، ج1، 2017
  32. نوال السعداوي، أوراقي...حياتي، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، ج2
  33. نوال السعداوي، المرأة والجنس، دار ومطابع الفجالة، مصر، ط4، 1990
  34. نوال السعداوي، أوراقي...حياتي، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، ج3
  35. نوال السعداوي، عن المرأة والدين والأخلاق، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017
  36. نوال السعداوي، قضايا المرأة والفكر والسياسة، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017
  37. نوال السعداوي، توأم السلطة والجنس، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017
  38. نوال السعداوي، المرأة والصراع النفسي، دار ومطابع المستقبل، مصر، (د.ط)، (د.ت)
  39. نوال السعداوي، المرأة والغربة، دار المعارف، مصر، (د.ط)، (د.ت)
  40. نوال السعداوي، الوجه العاري للمرأة العربية، مؤسسة هنداوي، مصر، 2017
  41. نوال السعداوي، الأنثى هي الأصل، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017
  42. ويندي كيه، كولمار فرانسيس بارتكوفيسكي، النظرية النسوية مقتطفات مختارة، تر: عماد إبراهيم، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2010
  43. هند محمود، شيماء طنطاوي، نظرة للدراسات النسوية، منظمة المشاع الإبداعي، مصر، 2016

المراجع الأجنبية:

  1. Céline Macé, du féminisme a la théorie du genre: la femme & l'amour, université de Pau et des pays de l’Adour UFR des lettres, langues, sciences humaines et sport, 2016
  2. Claudine Monteil, Simone de Beauvoir et le mouvement féministe français et international, Dossier, sur: https://periodicals.narr.de/index.php/Lendemains/article/download/90/74
  3. dictionnaire Hachette, éd Hachette, France, 2009,
  4. Guy Bouchard, Typologie des tendances théoriques du féminisme contemporain, Société de philosophie du Québec, Volume 18, numéro 1, printemps 1991
  5. Jennifer Hornsby, Feminism in Philosophy of Language: Communicative Speech Acts, Cambridge University Press, on: https://core.ac.uk/download/pdf/141212446.pdf
  6. Louise Toupin, Les courants de pensée féministe, Édition complétée, Macintosh Montréal , 1997
  7. Lyse Cloutier, Le féminisme, SISCA 790, rue d’Upton, Lasalle, Québec, 2016
  8. Max Weber définit la domination, dans son sens le plus... http://ressources-socius.info/, 18/10/2019, 16: 48PM
  9. Nancy Arden McHugh, Feminist Philosophies A-Z , Edinburgh University Press Ltd, Edinburgh , 1988
  10. Nicholas D. Smith, Plato and Aristotle on the Nature of Women, Journal of the History of Philosophy, Published by The Johns Hopkins University Press, Volume 21, Number 4, October, 1983
  11. Oxford English Dictionary, PDFDrive,on: calibre3.42.0] https://calibre-ebook.com[

* التابوهات Tabou: حظر أو منع مصدره طقوس ومعتقدات معينة، وقد دخلت كلمة تابو Tabou إلى اللغات الأوروبية كنتيجة للرحلة الثالثة التي قام بها الكابتن جيمس كوك؛ ذلك أن "ملاحظاته للسلوك في بولينيزيا أوضحت أن هناك محرمات أو محظورات معينة، استخدمه فريزر لكي يشير إلى نوع من السحر السلبي، وقد عرّف دوركهايم التابو بأنه تحريم ديني مرتبط باحترام كل ما هو مقدس" انظر: نخبة من أساتذة قسم الاجتماع، المرجع في مصطلحات العلوم الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية، مصر، ص.483

** الصورة النمطية: وهي الأفكار المنمطة Les stéreotype: مجموعة الأفكار، تأخذ شكل الأحكام المسبقة الجامدة، تشيع هذه الأفكار كثيرا في الجماعات التي يطغى عليها التعصب، وتُعاني من احباطات وصراعات. انظر: مصطفى حجازي، التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجيا الإنسان المقهور، المركز الثقافي العربي، لبنان، ط9، 2005، ص.236

[1] إمام عبد الفتاح إمام، أفلاطون والمرأة، مكتبة مدبولي، مصر، ط1، 1996، ص.15

[2] إمام عبد الفتاح إمام، نساء فلاسفة، مكتبة مدبولي، مصر، 1996، ص.11

[3] Nicholas D. Smith, Plato and Aristotle on the Nature of Women, Journal of the History of Philosophy, Published by The Johns Hopkins University Press, Volume 21, Number 4, October, 1983, pp. 467-478, P.467

[4] جاك دريدا، عن الحق في الفلسفة، تر: عز الدين الخطابي، المنظمة العربية للنشر، لبنان، ط1، 2010، ص.19

[5] محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت، ط1، 2001، ص.69

[6] أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة، مصر، ط1، 2008، مادة [ن.س.و]، ص.2207

[7] dictionnaire Hachette, éd Hachette, France, 2009, P.604

[8] Oxford English Dictionary, PDFDrive,on: calibre3.42.0] https://calibre-ebook.com[ P.1269

[9] طوني بينيت، لورانس غروسبيرغ، ميغان موريس، مفاتيح اصطلاحية جديدة معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع، تر: سعيد الغانمي، المنظمة العربية للترجمة، لبنان، ط1، 2010، ص ص.683-684

[10] نخبة من أساتذة قسم الاجتماع، المرجع السابق، ص.186

[11] هند محمود، شيماء طنطاوي، نظرة للدراسات النسوية، منظمة المشاع الإبداعي، مصر، 2016، ص.13

[12] سوزان ألس واتكنز، مريزا رويدا، مارتا رودريجوز، أقدم لك الحركة النسوية، تر: جمال الجزيري، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 2005، ص.10

[13] المرجع نفسه، ص.34

[14] المرجع نفسه، ص.40

[15] ويندي كيه، كولمار فرانسيس بارتكوفيسكي، النظرية النسوية مقتطفات مختارة، تر: عماد إبراهيم، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2010، ص.83

[16] Lyse Cloutier, Le féminisme, SISCA 790, rue d’Upton, LaSalle, Québec, 2016, P.3

[17] سلوى محمد نصره، الفلسفة النسوية في فكر الإمام محمد عبده، دار المعارف، مصر، ط1، 2017، ص.16

[18] جون ستيوارت مل، استعباد النساء، تر: إمام عبد الفتاح إمام، مكتبة مدبولي، مصر، ط1، 1998، ص. ص 144-145

[19] ويندي كيه، كولمار فرانسيس بارتكوفيسكي، المرجع السابق، ص.141

[20] المرجع نفسه، ص. ص 145-146

[21] ظهرت حركة النيوفيمينست في أواخر الستينيات، وانطلاقا من سنة 1975، تم تأسيس عدة تيارات نسوية وأغلبها من طرف نسويات الجامعات الأمريكية، والتي حاولن تقديم منطقهن الطبقي وتقدمهن الخاص في تحليل وتطور الفكر النسوي، في كيفية فهم كل تيار أسباب تبعية المرأة، وما هي استراتيجياته في تغييرها. انظر:

Louise Toupin, Les courants de pensée féministe, Édition complétée, Macintosh Montréal , 1997, P.6-7

[22] حاولت سيمون دي بوفوار الإجابة على الإشكالية: «ماهي المرأة؟» انظر:

Céline macé, du feminisme a la theorie du genre: la femme & l'amour, université de pau et des pays de l’adour ufr des lettres, langues, sciences humaines et sports, 2016, P.11

[23] Claudine Monteil, Simone de Beauvoir et le mouvement féministe français et international , Dossier, sur le: https: //periodicals.narr.de/index.php/Lendemains/article/download/90/74 p.29

[24] سيمون دي بوفوار، الجنس الآخر، تر: ندى حداد، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2008، ص.10-38

[25] أميمة أبو بكر، النسوية والمنظور الإسلامي أفاق جديدة للمعرفة والإصلاح، مؤسسة المرأة والذاكرة، ط1، مصر، 2013، ص.4

[26] عبد الحليم أبو شقة، تحرير المرأة في عصر الرسالة، دار القلم للنشر والتوزيع، الكويت، ط5، 1999,ص.8

[27] أحمد عمرو، النسوية من الراديكالية حتى الإسلامية... قراءة في المنطلقات الفكرية، ص.152 متاح على الرابط:

https://ar.islamway.net/book/5697/النسوية-من-الراديكالية-حتى-الإسلامية

** الهيمنة الذكورية: مصطلح نحته "بيار بورديو" وقد ربطه بالعنف الرمزي، «توضّح بصورة عملية مفهوم العنف الرمزي، حيث تلاحظ اختلافات بين الذكر والأنثى وتتضاعف دائما، أين تتأسس بشكل شرعي وبحسب طبيعة» انظر:

Max Weber définit la domination, dans son sens le plus... http://ressources-socius.info/, 18/10/2019, 16: 48PM

* المجتمع البطريركي: Patriarchal Society/ Société Patriarcale هو المجتمع الذي تقضي ثقافته بجعل السيطرة والسلطة بين أيدي كبير العائلة أو الجماعة القرابية، والاعتقاد بتفوق الرجل بدنيا واجتماعيا وبانخفاض مركز المرأة وطبقا لهذا النظام ينتسب الأولاد للأب.ينظر: أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، لبنان، ط2، 1982، ص.307

[28] عبد الأحد السبتي وآخرون، الأنثروبولوجيا من البنيوية إلى التأويلية، أفريقيا الشرق، المغرب، ط1، 2014، ص.59

* عالجت مسألة حماية المرأة من العنف في مختلف صكوك حقوق الإنسان، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ميثاق الأمم المتحدة، والعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية، والاقتصادية والاجتماعية واتفاقية القضاء على جميع أشكال الميز ضد المرأة. انظر: مجلس حقوق الإنسان، الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقرير المقررة الخاصة بمسألة العنف ضد المرأة أسبابه وعواقبه، دورة 32، 2016، ص.10

[29] حنيفة الخطيب، تاريخ تطوّر الحركة النسائية في لبنان وارتباطها بالعالم العربي 1800-1975، دار الحداثة للطباعة والنشر، ط1، لبنان، 1984، ص.11

[30] قاسم أمين، تحرير المرأة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، ط1، 2012، ص.21

[31] نوال السعداوي، أوراقي...حياتي، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، ج1، 2017، ص.19-45

[32] المصدر نفسه، ص.45

[33] المصدر نفسه، ص.57

[34] المصدر نفسه، ص.60

[35] المصدر نفسه، ص.60

[36] المصدر نفسه، ص.148-186

[37] المصدر نفسه، ص.70-114

[38] المصدر نفسه، ص.154

[39] نوال السعداوي، أوراقي...حياتي، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، ج2، ص.29

[40] نوال السعداوي، المرأة والجنس، دار ومطابع الفجالة، مصر، ط4، 1990، ص.3

[41] نوال السعداوي، أوراقي...حياتي، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، ج3، ص.15

[42] نوال السعداوي، عن المرأة والدين والأخلاق، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017، ص.46

* الهيمنة بحسب جرامشي تحدث عندما يتحقق رضوخ الطرف التابع، دون حاجة للعنف، ومن ثمة فالهيمنة تصور عملية قيادة المُهيمن الفكرية أو المعنوية، أكثر من ممارسة القوة، بمعنى غرس أفكار ورؤى التابعين. انظر: أرلين علوي ماكليود، الاحتجاج الهادئ المرأة العاملة والتحجب الجديد والتغير في القاهرة، تر: إكرام يوسف، المشروع القومي للترجمة، مصر، (د.ط)، (د.ت)، ص.35

[43] نوال السعداوي، عن المرأة والدين والأخلاق، ص.48

* الاستبداد: تناول المفكر السوري "عبد الرحمن الكواكبي" وصفا دقيقا للاستبداد فقال: «إن الاستبداد أشد وطأة من الوباء، أكثر هولا من الحريق، أعظم تخريبا من السيل، أذلّ للنفوس من السؤال». أنظر: عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، دار النفائس، لبنان، ط3، 2006، ص.105

[44] نوال السعداوي، قضايا المرأة والفكر والسياسة، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017، ص.91

** كانت الفلسفة اليهودية هي أول فلسفة دينية تعتنق فكرة تحجيب المرأة، وجاءت الفكرة من فكرة أخرى هي تأثيم حواء؛ لأنها ساقت آدم إلى الخطيئة، وصورت المرأة على أنها الجسد الآثم والرجل هو الروح الطاهرة. انظر: نوال السعداوي، توأم السلطة والجنس، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017، ص.107

[45] نوال السعداوي، أوراقي حياتي...، ج1، ص.222

[46] نوال السعداوي، المرأة والصراع النفسي، دار ومطابع المستقبل، مصر، (د.ط)، (د.ت)، ص ص.125-126

* في الحكايات الشفاهية عن بداية الخلق أولت الأديان الثلاثة دائما الكثير من الاهتمام لملبس أول إنسانين، لقد ابتكر الناس في كل مكان من العالم قواعد التستر، وكانت النقطة البدء الحاخامية هي أن التغطية الإجبارية لأعضاء الجسد الأنثوي ستهدئ الرغبة الذكورية، لذا لا ينبغي على النساء اليهوديات أن يخرجن عاريات، وكذلك كان التشديد المسيحي على لباس النساء. أنظر: مينيكه شيبر، المكشوف والمحجوب من خيط بسيط إلى بدلة بثلاث قطع، تر: عبد الرحيم يوسف، دار صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات، مصر، 2017، ص.125-152

[47] نوال السعداوي، المرأة والغربة، دار المعارف، مصر، (د. ط)، (د.ت)، ص.26

[48] نوال السعداوي، الوجه العاري للمرأة العربية، مؤسسة هنداوي، مصر، 2017، ص.83

[49] نوال السعداوي، الأنثى هي الأصل، مؤسسة هنداوي، مصر، ط1، 2017، ص.35

[50] محمد ثابت الفندي، مع الفيلسوف، دار النهضة العربية، لبنان، ط1، 1974، ص.12

[51] نعوم تشومسكي، غريزة الحرية، تر: عدي الزعبي، مؤيد النشار، دار ممدوح عدوان للنشر، سوريا، ط1، 2017، ص.18

[52]Guy Bouchard, Typologie des tendances théoriques du féminisme contemporain, Société de philosophie du Québec, Volume 18, numéro 1, printemps 1991, P.130-132

[53] بث بارون، النهضة النسائية في مصر، الثقافة والمجتمع والصحافة، تر: لميس النقاش، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1999، ص.181

* الجندر: مفهوم تمحورت حوله الدراسات النسائية في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيولوجية الطبية والنفسية والعلوم الطبيعية والدينية والأدبية، ويعود المفهوم في أصله إلى مصطلح لغوي ألسني يُشير إلى تقسيم ضمني في النحو القواعدي اللغوي، سعت دراسات النسوية إلى توظيف المفهوم النحوي في دراسة البُنى الثقافية، لتبدأ الدراسات النسوية بدحض مصداقية الجبرية البيولوجية، وأثبتت أن التكوين الجنسي ليس معيارًا للقيم الثقافية.انظر: سمير الخليل، دليل مصطلحات الدراسات الثقافية والنقد الثقافي، إضاءة توثيقية للمفاهيم الثقافية المتداولة، دار الكتب العلمية، لبنان، ط1، 2016، ص.144-146

[54] Jennifer Hornsby, Feminism in Philosophy of Language: Communicative Speech Acts, Cambridge University Press, on: https://core.ac.uk/download/pdf/141212446.pdf

[55] Nancy Arden McHugh, Feminist Philosophies A-Z , Edinburgh University Press Ltd, Edinburgh , 1988, P.6

[56] تمت الاستعانة بمخطط لتوضيح الأفكار واختصارها، انظر: مية الرحبي، النسوية مفاهيم وقضايا، الرحبة للنشر والتوزيع، ط1، سوريا، 2014، ص.23-29

[57] عبد الله إبراهيم، السرد النسوي، الثقافة الأبوية، الهوية الأنثوية، والجسد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الأردن، ط1، 2011، ص.7

[58] فاطمة يوسف العلي، النص المؤنث وحالات الساردة دراسة تحليلية لخطاب المرأة في الرواية العربية، مكتبة آفاق، الكويت، ط1، 2013، ص.34

[59] ريشارد أوزبرن، بورن فان لون، أقدم لك علم الاجتماع، تر: حمدي الجابري، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، ط1، 2005، ص.128

[60] المرجع نفسه، ص.129

[61] رياض القرشي، النسوية قراءة في الخلفية المعرفية لخطاب المرأة في الغرب، دار حضرموت للنشر، اليمن، ط1، 2008، ص.69