الكاتب والمثقف هشام علي أحد أعمدة الحكمة السبعة باليمن


فئة :  مقالات

الكاتب والمثقف هشام علي أحد أعمدة الحكمة السبعة باليمن

الكاتب والمثقف هشام علي

أحد أعمدة الحكمة السبعة باليمن[1]

تستقرئ هذه السطور صورة المثقف والكاتب اليمني الراحل هشام علي[2]، الذي بصم الحياة الثقافية اليمنية، وعدّ أحد أعمدة الحكمة السبعة بهذا البلد السعيد، الذي لم يرث من السعادة إلا الاسم، لأن الحرب الدائرة فيه، والفتنة التي تقسمه، أتت على الأخضر واليابس، وجعلت المثقف يتوارى إلى الخلف، بعد أن تخلّى عن دوره، وترك الساحة بكل اضطرابها وتحول إلى تابع للسياسي، ولم يتمكن من وضع مشروع فكري وطني لقيادة التحولات في اليمن، وهو المشروع الذي طالما نادى به المثقف اليمني والناقد الأدبي هشام علي، وحث المثقفين على القيام بدورهم النقدي والتنويري الهادي للسياسة والمدبّر لشؤونها.

وعلى الرغم من اشتغاله كوكيل لوزارة الثقافة اليمنية لسنوات طويلة، فإن الوظيفة الرسمية والإدارية لم تمتص الكاتب هشام علي؛ لأنه حول موقعه الإداري إلى ما يخدم الثقافة اليمنية، وهو ما جعله مثقفا مختلفا مخلصا لوطنيته، غير مستكين للأشياء الجاهزة، ومتنقلا في الكتابة بين أجناس متعددة: الفكر، الأدب، النقد، التاريخ، السرد، الثقافة، والكتابة للأطفال.

مثقف مغاير وامتداد لمدرسة عمر الجاوي

في البدء يمكن احتساب الصورة التي كان عليها هذا الرجل في الساحة الثقافية اليمنية والعربية شيئاً جيداً؛ أي أنها صورة خفيفة الظل في الوسط الثقافي كفرد، بينما كان لها ثقل كبير على صعيد الفكر والتنوير والإنتاج ذي القيمة المعرفية، وهو بهذا غاير اعتياداً ما دأبت عليه الغالبية من أصحاب هذا الشأن في اليمن، ما جعل مغايرة ظهوره معادلاً موضوعياً لمغايرة إنتاجه؛ فكانت المعادلة لصالحه حتماً، ولن تقف به السبل عند هذا الحد، بل ستتخذ المغايرة والتغيير نظاماً شمولياً ومنهجاً إجرائياً له كمثقف، وأداة كتناول، ومنظاراً يقيس عبره مجمل الإشكالات العالقة في محيطه من نواح عدة: سياسياً واجتماعياً وثقافياً، ثم يذهب لتحريك مياهها الراكدة ليتسنى له النهوض والسير على قدمين سليمتين، من هذا المنعطف سيتاح لنا النظر إليه وربما نفعل ذلك.

وهذا سيحتم علينا طرح السؤال التالي: من هو هشام علي هذا الذي لا أحد يعرفه؟

هشام علي: "أحد أعمدة الحكمة السبعة في اليمن؛ فهو امتداد لمدرسة عمر الجاوي الوحدوية والوارث الأصيل لرسالة الزبيري والنعمان في التنوير والوطنية والتمسك بقيم ومبادئ الجمهورية"[3] بحسب تعبير الروائي اليمني وجدي الأهدل، فهو المثقف الذي توارى خلف ثقافته وسكن أبعد الزوايا عن ضوء النهار؛ لأنه ارتضى ذلك سكناً، وارتمى في حضن البحث والقراءة كمثقف عضوي يتتبع إشكاليات جمة تتعلق بمجتمعه قبل كل شيء، وتتفرد بالعوائق التي تقف في طريق تقدمه وتحديثه؛ فوهب لنفسه دور النابش والمتفحص كبطل يصارع بالثقافة ويبحث عن المثقف، وهو بتلك الحالة يعيد قراءتها وتكوينها كاشفاً بمنهجية وعمق الأسباب والدوافع الثخينة التي جثمت على صدر الواقع وأنهكت تحركه، فهو لم يأت ليشاهدها على مرآة الواقع وحسب؛ بل راح يستغور منبتها في التاريخ، في الفكر والثقافة، وفي المنطلقات كلها كي يتمكن من التحرك في مساحة التأويل والتفسير، واستنباط الخلاصات الممكنة لتقديم رؤية كلية عن حالة السكون والترهل وفظاعة الهشاشة المريعة في الزمن المصاحب للوجود.

المثقف الوفي لوطنيته

يذكر أكثر من متخصص ومفكر في عصرنا الحالي، أن قضيتي الثقافة والمثقف قد شغلتا بال رواد الفكر والفلسفة وعلم الاجتماع ورجال التنوير منذ بدء العصر الحديث وحتى اللحظة، وهذا الفعل نفسه له امتداد في أوروبا وأمريكا، ومع كل زمن يذهب المفكرون لمناقشة هذه القضية في بلدانهم، وذلك باعتبار المثقف هو النواة الأولى والحقيقية القادرة على تأسيس المجتمع بصورة مكتملة البناء والملامح وعلى أسس قويمة. ولعل تأثير هذا المنحى، وخاصة على جيل الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي قد شد إليه شخصيتنا (هشام علي)، التي يدار الحديث حولها وذلك من جانبين: الأول تمثله لقول جيرار ليكلرك "يعيش المثقفون من أجل الأفكار عبر ما يشبه الدعوة أو الالتزام"[4]، وهذه المقولة ستأخذنا صوب هشام علي الذي مثلها بشطريها دعوة والتزاماً، فالدعوة تتمثل بتطرقه لمسألة الثقافة[5] والمثقف: شخصية وتأريخاً وموقفاً، وكل ملابستهما من أكثر زواياهما حدة وحساسية، سنحاول التطرق لكل هذا من خلال مؤلفات الرجل وحواراته، منها على سبيل المثال كتبه: "إدوارد سعيد وتفكيك الإمبريالية"، و"المثقفون اليمنيون والنهضة"، و"الثقافة في مجتمع متغير"، و"مجازات القراءة"، و"وطن يؤلفه الكلام: دراسات في فكر البردوني"، وليست هذه العناوين الجلية للعيان، التي تدور فلكها على أرضية المثقف والثقافة، والتي أسس عبرها لعدة مفاهيم نريد أن نمسك بأطرافها والانشداد لأثرها بحسب رؤية الكاتب، كما أن الرجل ما إن ينحرف عن هذه الزاوية بصورتها الجلية، إلا ويحوم حول حماها أو يذهب للنظر لها من زاوية مختلفة كما في: "الخطاب الروائي اليمني"[6]، و"السرد والتاريخ في كتابات زيد دماج"، و"عبدالله محيرز وثلاثية عدن"، و"فكر المغايرة"، ومقالات وحوارات له مبثوثة هنا وهناك على امتداد عقود من الحفر والتنقيب.

أما الشطر الآخر، فيتمثل في التزامه بالمسؤولية هذه حتما ودون تردد، "فالمثقفون هم من ينمي ويطور القوى التناوبية في ثقافاتهم، وهم تالياً من يقدر على الدفاع بل على تجسيد القيم الكونية أو قيمة الكونية بمقابل الخصوصية والإثنية المركزية الضيقة القائمة في المجتمع"[7]، وعليه فقد مثل هذا الشطر مهمة للمثقف الذي حاول هشام علي تجسيدها كغاية يهدف كل نتاجه في تحقيقها فعلياً بعد عمر مكتظ بالكتابة والتفكير.

ومن هنا، فإن النتيجة الحتمية التي سنصل إليها عبر قراءتنا الأفقية لهشام علي من نافذة الثقافة والمثقف كوجهين لعملة واحدة هي الوطن، والذي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال، مهما كانت قوته، أن نصل حقيقة لبناء وطن مالم نسلك هذا الدرب الذي حاول هذا المثقف إلصاق ذاته به منذ نعومة أظافره كهوية تشربها باكراً، وظلت نشيطة في وعيه وفكره لترسم وجهاً خاصاً به لا ينحرف عنها قيد أنملة.

وقبل هذا ينبغي معرفة أنه في مجتمع كاليمن، الذي تشكل من شروخ وتصدعات لم تلتئم بعد حتى يفتح لها فوهة أخرى من جانب آخر، تجعل من أيّ متابع أو ممسك يتعثر في طريقه، وهو يحاول أن يقف على قدميه عند نقطة مضيئة أو معتمة لكي ينطلق منها للتي تليها مؤسساً لمرحلة حاسمة تسعى لمخالفة سابقتها كي يتاح له قراءتها واستبطان إشكالاتها، فقد صرح هشام علي في أكثر من مقام، أن التاريخ في اليمن كان في الشمال والجنوب قبل عام 1962 واضح إلى حد ما، كاستعمار في الجنوب وديكتاتورية في الشمال، إلا أنه بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول شمالاً، واستقلال الجنوب في نوفمبر/ نشرين الثاني اختلطت الأوراق وبدت الصورة قاتمة للغاية، باعتبار الأحداث التي توالت تغلف ظاهرها بباطن مناقض والعكس، وهذا لا يسمح بالرؤية. ولذا، فإننا سنجد أن هشام علي قد بدأ بقراءة مسألة المثقف كواقع متحقق في الجنوب في كتابه: "الثقافة في مجتمع متغير" قبل ثلاثة عقود في مطلع حياته، وكتابه "المثقفون اليمنيون وعصر النهضة" الذي قرأ فيه طلائع المثقفين التنويرين في اليمن منذ محمد علي لقمان، وباذيب، والزبيري، والنعمان، ثم توالى بعد ذلك يلاحق صورة المثقف في الأجيال التي تلت، ويكشف مدى تحولها وانصهارها في واقعها المحدث، وإلى أي مدى يمكن لهذا المثقف أن يبقى متماسكاً لتأدية دوره بما يحقق نهضة للمجتمع واندحار قوى الرجعية ريثما يضيء عتمة القائم.

حتمية المثقف

تكاد تتشابه الصورة والطريقة التي سلكها هشام علي في تأكيده على حتمية المثقف، كما كان ذلك الدور مشيداً من قبل عبدالله البردوني ممارسة وتنظيراً، كأنما الأرضية واحدة لهما، وهو النموذج الفعلي للمثقف المنشود والذي سعى هو لإيجاده، حيث اختص هشام علي البردوني بكتيب خاص لا يسهب فيه، وإنما تتبع ذلك الرابط التثقيفي والتنويري المتحقق بردونياً في ظل الإطار الذي يتحرّك هو فيه، إطار التنوير الذي يرغب في تشييد وطن نابض عبره، وقد صرح بذلك في سؤال تعرض له عن سر تناوله في كتاب "وطن يؤلفه الكلام" إلى مواضيع تتعلق بعبدالله البردوني وقراءته له فكراً وحداثة وشعراً فأجاب أن: "البردوني كان يؤسس في كتاباته الشعرية والنثرية لوطن اسمه اليمن، وقد تتبعت كتاباته الفكرية والسياسية على نحو خاص، ووجدت أنه لم يكن يكتب قضايا اليمن ومشكلاتها السياسية، بل كان يعيش تلك المشكلات وينغمس فيها ليقدم رأياً ويعرض فكراً، يقرأ تلك الأحداث"[8].

تناول هذا الكتيب البردوني في أربعة محاور: الحداثة في فكر البردوني، المناحي النقدية في فكر البردوني، البردوني واليمن قراءة في قصيدة مصطفى.

كشف الكاتب جانباً من فرادة البردوني فيما يشبه مقدمة الكتاب بالقول: "الفكر النقدي هو ما يميز تفكير البردوني وعمله، والمثقف النقدي في رأي البردوني هو الذي يملك عقلاً نقدياً تساؤلياً، يستطيع أن يمارس كشف الأوهام وتعرية الأساطير والضلال الفكري والسياسي، وهذا المثقف النقدي هو المقابل للمثقف الحزبي ومثقف الدولة، وقد حرص البردوني طوال حياته على الابتعاد عن النموذجين الأخيرين، وكلفه هذا الاختيار خسارة منافع كبيرة ومواقع إدارية عالية، وربما عرضه للخطر في بعض الأحيان، وهي ضريبة الفكر الحر في كل مكان"[9]. في هذه النقطة يحط هشام علي يده على الجرح اليمني الذي حاول البردوني أن يعالجه في معظم كتاباته، وحسب هشام علي، فإن البردوني ينظر للمثقف الحقيقي على أنه "من يغير بالثقافة ويتغير بها، وأن الثقافة المستبصرة هي قوة التغيير"[10]، ولست هنا بصدد مناقشة كل التفاصيل التي وردت في الكتاب بقدر ما نحن بصدد الصورة التي جعلت من البردوني نموذجاً للمثقف الحقيقي في نظر هشام علي، وما الذي يرغب إزاء نظرته تلك، وسنجد أنه لا يبتعد كثيراً عن الغاية ذاتها والنظرة بعينها التي قالها البردوني بخصوص المثقف.

وبالعودة إلى المحاور الثلاثة التي تناولها هشام علي في شخص البردوني، والتي يؤكد عبرها ثلاث سمات مهمة عند البردوني، كما لو أنها ما يفترض أن تكون عليه صورة المثقف، وهي: حداثة الفكر، التوجه النقدي للمثقف، وكذلك ارتباطه بالوطن كارتباط البردوني باليمن، وهي كفيلة بميلاد مثقف حقيقي نير وفاعل في المجتمع، وقد تكرست السمات الثلاث لخدمة صورة المثقف، والتي خاض عبرها نقاشاً حاداً مع البردوني المناقش للأمر في الأصل، بل تبين للكاتب أن كتابات البردوني كانت تتمحور حول أسئلة الثقافة والتغيير ودور المثقف في تحولات المجتمع ودور الثقافة في صنع الحضارات[11]، وهي أسئلة "تضع الثقافة في قلب المشروع التاريخي للتغيير، وتجعل للمثقف دوراً أساسياً في طرح أسئلة التغيير"[12]، بينما تكمن خطورة المثقف سلبياً عند النوعية التي تميل باتجاه الريح، لأنها لا تستطيع القيام بأي دور في تغيير المجتمع وبالأخص لو كانت تبعية للسياسيين.

البردوني نموذج المثقف المحلي

لا يقتصر البحث عن المثقف عند هشام علي من خلال البردوني ومن خلال ما كتبه نفسه عن المثقف عند ملامسة الأطراف؛ فقد غاصا معاً في تقشير غلافه الخارجي والوصول للنواة الحقيقية التي تتأثر بعوامل التعرية ولا تغريها اللوامع من مناصب ومغريات مقابل التنازل عن مصيرها الوجودي المرتبط بالمجتمع، ولذا فقد ربط البردوني خاصية المعرفة بالتاريخ كأساس جذري للمثقف وللمجتمع كما في قول البردوني: "إن الثقافة التي لا يستغني عنها أي متخصص هي ثقافة التاريخ، باعتبارها مسرد التطورات وأسبابها"[13]، لما لها من وعي في إدراك المخاطر المحدقة الآتية من الماضي والمنتظرة في المستقبل، وخاصة في مجتمعنا اليمني، وهذا ما تميز به البردوني الذي قرأ تاريخ اليمن قراءة نقدية واعية بحسب هشام علي، والذي كان ربطه لمعضلة الحرب التي تحكمت إلى حد ما في صناعة هذا التاريخ، وبالذات بعد ثورة سبتمبر/ أيلول التي أعقبت بحروب ممتدة. وقد مضى هشام علي مع البردوني في تتبع صورة المثقف في اليمن منذ ثورة سبتمبر/ أيلول وكيف كانت خطوط التماس واضحة بين مسارهم السياسي ومسارهم الثقافي، والتي كانت في الغالب تخفق في تناوبها التداولي وكذلك الخلفيات المعرفية التي صنعت المثقفين حينها، وهذا التتبع يفضي بالكاتب هنا لاستبصار الإخفاقات التي تحيط بالمثقف وما تتركه من أثر سلبي على المجتمع الذي من المفترض أن يقف في سلم الأولويات؛ فعجز المثقف عن زحزحة العثرات المنصوبة في طريقة. ومن خلال هذا الاستهلال الشفيف لصورة المثقف التي ربطت بين هشام علي والبردوني في أكثر من زاوية يحيلنا لمدى التقارب عند الرجلين في نظرتهم للأمر، وقد ظهر هشام علي مؤكداً لآراء البردوني كمنظرٍ ونموذجٍ، والتي تحققت فيه بدرجة كبيرة، تقارب حتمي وسير بنفس الطريق الذي سلك من قبلهما، ولذا فالدافع الأكثر أهمية عند هشام علي في مقاربة البردوني، اتخاذه منه نموذجاً للمثقف الذي يحاول عبره الارتحال إلى أعماق المعضلة القائمة في واقعه حتى اللحظة.

فمشروع هشام علي ـ كمثقف ـ القائم على نظام الدعوة والالتزام كما أسلفنا، مثله البردوني خير تمثيل، ليس على سبيل المصادفة، وإنما على سبيل المكانة التي يحتجزها البردوني في الثقافة وفي التاريخ اليمني، والذي شكل فارقاً مهماً في المغايرة والانكشاف.

إدوارد سعيد نموذج المثقف العالمي

وهنا يبدو أن هشام علي قد اتخذ من البردوني نموذجاً للمثقف على الصعيد المحلي، بينما في موضع آخر اتخذ إدوارد سعيد كنموذج للمثقف العالمي الذي ارتبط أمره بالشأن العربي بما يخص قضية الاستشراق والثقافة والإمبريالية، وقد تناول هشام علي هذا الموضوع في كتابه "إدوارد سعيد وتفكيك الثقافة الإمبريالية"، وهو كتاب يستشرف حال المثقف العربي بعد إدوارد سعيد الذي عاد للثقافة العربية بعد أن صار مثقفاً غربياً بامتياز؛ لكن حنينه لجذور اللغة والهوية العربية جعله يعمل على إحياء تلك الجذور في فكره وثقافته الغربية، وهو بهذا الأمر يؤدي دوراً مهماً كمثقف كوني يفكك العلاقة المركبة بين ثنائية الشرق والغرب، كذلك يؤدي دوراً، وهو يتموضع في صلب الثقافة العربية، ويزحزح إشكالياتها. وهنا يصرح هشام علي في مقدمة هذا الكتاب بالقول: "إن هذه الدراسة لم تتمكن من تقديم قراءة مغايرة لفكر إدوارد سعيد، لكنها اهتمت بتحقيق إعادة موقعة نقدية لهذا المفكر العصي على التصنيف داخل الثقافة العربية، وفي أوساط المثقفين العرب الذين لم يكونوا معاصرين فعليين له، رغم اشتراكهم معه في زمن واحد، ولم يكونوا محاورين حقيقيين له، كان إدوارد سعيد بما يمتلك من ثقافة نقدية معارضة وخارجة عن المألوف يدور في فلك بعيد عن ثقافة الاستنساخ والتقليد والعجز السائدة في العالم العربي، ولذا يظل مشروع إدوار سعيد مطروحاً أمام المثقفين العرب ليس لتكراره، ولكن لإعادة إنتاجه نقدياً ولاستئناف فكره، ويظل السؤال عن المثقف العربي ما بعد إدوارد سعيد مطروحاً ولازماً"[14]. والكاتب يؤكد هنا من خلال هذه المقدمة الدور الذي لعبه إدوارد سعيد كمثقف كوني وعربي جاعلاً منه نموذجاً فاعلاً للمثقف بغض النظر عن صفة الانتماء، وما يهم هو الدور الذي ملأه إدوار سعيد مغايراً بذلك النماذج المألوفة، سواء تلك التي في المهجر أو التي عادت من المهجر وأسست عوامل النهضة والحداثة العربية، ويبدو هذا الكتاب كاشفاً عن طبيعة المثقف العربي حتى في تلقيه للمعرفة.

وقد ضرب هشام علي مثالاً لذلك في تلقي المثقفين العرب لكتاب "الاستشراق" وبالأخص التلقي الأيديولوجي الماركسي والأصولي لهذا الكتاب، وكيف تم النظر إليه من زاوية مختلفة استئثاراً للحساسية المفرطة التي جاءت في الكتاب بما يخص الخلفيات الإبستمولوجية لبعض المثقفين، خلافاً للطموح الذي كان سعيد يأمله في كتابه من قبل المثقفين العرب، حيث السعي إلى تبني فكرة اللاانتماء واللاتحيز، فكرة الاشتراك الإنساني والتمسك بالقيم الوجودية النابذة لفعل التحيز والتعصب للهوية أو للغة، فإدوارد سعيد الذي عانى جلياً من فكرة التحيز والتعصب التي كانت ركيزة كلية في الفكر الغربي، وعودته للفكر العربي أو للجذر العربي، لم تكن ردة فعل تقابل مثيلها الغربي؛ وإنما ينبذ فكرة الانتماء والتشخيص، وقد أكد ذلك في أكثر من موضع، حتى أن ذلك ظهر في طبيعة عدم انتمائه لمنهج ما أو فلسفة بعينها، وهو يرفض أيضاً في كتابه "الاستشراق" أن يؤسس لتوريث الاستشراق، ولا يرغب في أن يكون له مريدون أو تابعون، وإنما يفتح شهية الفكرة التي بدأها.

ارتباط الفكر بالثقافة

لعل هشام علي قد أغراه كثيراً في إدوارد سعيد "الطريقة التي يتبعها إدوارد في تحليل الاستشراق، التي حملت إرادة معرفة نقدية متحررة من هيمنة المركزية الأوروبية الثقافية "السياسية" ومن عقدة الهوية والأصولية التي تتحكم في فكر المثقف العربي في الغرب"[15]، ومثلما كان الحال الذي وجد سعيد نفسه محاصراً فيه دافعاً له لتأليف كتاب "الاستشراق"، كانت قضية المثقف التي تشغل بال هشام علي طوال تاريخه الفكري والنقدي للتعريج بعمق لفكر إدوارد سعيد الذي لا يمكن لأيّ كاتب يتناول هذا الموضوع في الثقافة العربية، إلا أن يعرّج عليه، ويستكنه فكره الذي قدم صورة مختلفة لنموذج المثقف، بغض النظر عن طبيعة تحديد هويته كعربي أو غربي، مثلما يتم الاعتداد بأفكار ـ أنطونيو غرامشي المتعلقة بالمثقف العضوي، لكن سعيد كان نموذجاً حياً لها، رغم تشرنقه بين ثقافتين مختلفتين، فصورة سعيد المضيئة وسط عتمة القهر الغربي الذي حمله الاستشراق، ووسط ثقافة الشرق أوسطية المنكسة والمتقهقرة مثيرة لقراءتها في مسار التطلع لبناء مجتمع عربي أو يمني يدرك حقيقته ويسعى للحاق بركب الحضارة الإنسانية، دون التمنع والتحجر داخل ثنائية الشرق والغرب. ولعل ذلك الطموح الذي كان على عاتق إدوارد سعيد قد بقي حتى اللحظة عند مثقفي اليسار غير المتعصبين للماركسية كهشام علي، الذين يرون فيه نجماً لامعاً يضيء ويجذب كل حالم ومتأمل في النهوض، وهذا ما يلفت القارئ لأمثال هؤلاء، ففكر هشام علي الذي نحن بصدد التعرف عليه يترابط عبر خيوط خفية، أحاول تتبعها في هذه الأسطر كونها تبحث عن جامع كلي، عن غاية أسمى أراد الوصول إليها أو تأكيدها من خلال كتاباته المتعددة، التي يبنيها على أرضية واحدة، أخصبها ثبوتاً الثقافة والمثقف، وهي قضية بالغة الحساسية ليس في الشأن اليمني فحسب، بل والعربي أيضاً، وتمتد تشعباتها كذلك حتى في تنقل المثقف العربي سواء في الشرق أو في الغرب، وهذا ما سنلاحظه في كتابه النقدي "إشكالية المثقف والغرب في الرواية العربية "موسم الهجرة إلى الشمال نموذجاً" للروائي السوداني الطيب صالح"، فهو يناقش مسألة المثقف مصطفى سعيد بطل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، والذي ينتمي إلى نفس المدرسة التي درس فيها إدوارد سعيد مدرسة "فكتوريا كولدج" في القاهرة، ويعلق هشام علي على ذلك بالقول: "هناك صفات مشتركة بين إدوارد سعيد البروفسور الفلسطيني الأمريكي، وبين مصطفى سعيد البروفسور السوداني في رواية الطيب صالح، لعل أهمها: العبقرية والذكاء بالإضافة إلى الانشطار الفكري والنفسي بين عالمين".[16]

هذا الامتداد الذي تعمده هشام علي هو بمثابة السير على نفس الوتيرة المتتبعة لهذه القضية الشائكة في واقعنا وفكرنا العربي، والتي بدورها نبتت كمعضلة تتعلق بمسألة الخلق المجتمعي الجديد، وهو هنا حين يقرأ إشكالية المثقف داخل عمل سردي أي في إطار المتخيل السردي نراه يتمثل مقولة إدوارد سعيد التي أخذها عن الكاتب الهندي هومي بابا، ومفادها أن الأمم هي نفسها سرديات ومرويات، وأن القوة على ممارسة السرد، أو على منع سرديات أخرى من أن تتكون وتبزغ لكبيرة الأهمية بالنسبة إلى الثقافة والإمبريالية[17]. ومن هنا، فإن الرواية العربية في أكثر من صعيد قد تمثلت الأمر بأكثر من صورة، حيث لا تتعلق الحالة فيها بعلاقة الشرق بالغرب أكثر ما يتعلق فيها المثقف العربي بموطن شرقي ومهجر غربي. ما يهمنا من تناول هشام علي في هذا الكتاب الذي حث خطاه فيه على بحث إشكالات أخرى تهتم بالرواية العربية ونشأتها بتأثير الاستعمار، حيث جاءت رواية الطيب صالح لتتحرر من ضغط تلك المعادلة المؤرقة لكن بفضل مثقف عربي إنجليزي، وهو مصطفى سعيد الذي قلب المعادلة رأساً على عقب.

ومن هنا نستطيع القول، إن هشام علي الذي مارس النقد من زاوية الفكر، وتسنّى له ذلك من خلال محاولة ربطه بين النقد للأعمال الأدبية من زوايا فكرية أو العكس، وقد لامسنا بعضها بهذه القراءة المتواضعة التي استجابت لتلك التصورات التي تنحو منحى أكثر فاعلية وتداخلاً من جانب التماثل بين النقد والفكر؛ أي أنه يمكننا القول إن النقد عند هشام علي يرتبط كليا بمسألة الفكر، والفكر بالثقافة وتتمخض عنهما صورة حقيقية لمجتمع حي ومثالي، باعتبار أن ذلك من يشكل وعياً مقتدراً متسائلاً بطريقة أركيولوجية مقارنة بين النقد والفكر، فنظراته الشاخصة المعبرة عن هذا الافتراض الذي أوردناه هنا، قد عبر عنها في كتابه النقدي الفكري "فكر المغايرة: مقاربات أولية في الحداثة والنقد"، والذي تذمر فيه من الصورة النمطية التي قوبل بها نقدنا العربي القديم مدعياً أن حضوره لم يكن أكثر من حضور الغائب، ولذا نراه يدعو إلى "إعادة دمج النقد العربي القديم مع تاريخية ذاته"[18]، مضيفاً "لابد من إخراج النقاد العرب من صفحات الكتب وإعادتهم إلى المجتمع. إننا حين نؤرخ للنقد لا نقرأ نصوصاً قد تدعي إصدار أحكام قياسية للأدب، لأننا بهذه الطريقة نعزل النص عن محيطه ونفقده تاريخيته؛ أي ارتباطه بزمان ومكان الكتابة التي كانت تعبر بشكل واضح عن كتابته، كذلك تعمل هذه الكتابة على تغييب المضمون الأيديولوجي للنصوص، وهنا يضيع جانب كبير من دراسة النصوص التي كانت تعبر بشكل واضح عن الصراعات الفكرية في زمانها"[19]، فهو يضع في هذا الكتاب بعض الأطروحات القريبة من معايشة الممارسة النقدية العربية التي لم تحقق المطلوب منها كما يتصور هو، وذلك يعود إلى أسباب تتعلق بالمآلات التي غفل عنها هؤلاء النقاد، كبتر الصلة بين العمل الإبداعي وسيرورته التاريخية والمجتمعية، أو لنقل النظرة اللغوية البحتة التي قوبلت بها تلك الأعمال الأدبية، حيث لا يتطلب منها أن تؤدي دوراً فاعلاً من حيث الفكر والوعي، فالنقد عند هشام علي طريقة مثلى للتعرف على الإبداع وعلى المجتمع بما يسهم في إحداث نقلة نوعية تخص الثقافة وتخص الإبداع والمجتمع.

منظر الثقافة والمثقف من الداخل

وبقي أن نشير هنا إلى نقطة مهمة عند هشام علي في كتاباته النقدية التي جمعت إلى مائدتها الفكر والأدب والمجتمع ورفدها بالتاريخ؛ فالتاريخ بالنسبة إليه لا يمكن التساهل به أو إغفال دوره في قراءة الأنساق الممتدة في هذه المساحة، وتجلى ذلك من خلال تأييده لما ذكره البردوني في كتابه "قضايا يمنية واليمن الجمهوري"، كما أننا نشهد ذلك جلياً في مجمل كتابات هشام علي كلياً وبصورة أدق في كتبيه: "عبدالله محيرز وثلاثية عدن"، و"السرد والتاريخ في كتابات زيد مطيع دماج"، وهو بذلك ينجر للخصوصية العربية وللقراءات الأفقية في التوصل للفكرة المرادة.

وعودة لنقطة البدء التي هي محور نقاشنا هذا لا يزال هشام علي بعد كل هذه السنوات التي انقرضت منه، وهو ينظر للمثقف والثقافة من الداخل ومن الخارج متمسكاً بقضية أهمية المثقف وفاعليته في مجتمع كمجتمعنا اليمني، يؤكد في حوارين مختلفين أجريا معه في هذا عام 2017 قبل وفاته، صلته الوجودية وهمه الفكري والكتابي بهذا المرتكز الأساسي في نتاجه التأليفي المتعدد؛ ففي الحوارين تتصاعد أنفاسه بشكل مباشر وحيّ وهو ينفث دخان الأسى والندم على الازدراء الذي لحق بكيان المثقف كوجود وفكرة، مما لا يجعله يتخلى بحدة وصرامة شديدة عن الحاجة الماسة للمثقف، وبالأخص في لحظة الحرب مستنداً على الفعل الذي أحدثه المثقف سابقاً "كان للمثقف اليمني دور رائد في الدفاع عن الثورة والجمهورية، وهذا الدور أخذ يشهد انحداراً وتراجعاً خلال العقود اللاحقة، فكثير من المثقفين تحولوا إلى نخبة سياسية وانخرطوا في أحزاب ومنظمات سياسية لاسيما بعد تحقيق الوحدة"[20]، وهنا تكمن المعضلة من وجهة نظره، ويبدو الإخفاق المصاحب للمثقفين اليمنيين منذ تلك الوهلة التي "قبلوا بدور ثانوي داخل الأحزاب تاركين القيادة للحزبيين المعتقين في تلك الأحزاب"[21]، الذين أزاحوهم، وأزاحوا الدور المرتقب منهم، والذي كان يأمل به حركة ناهضة بمجتمع متعثر ومتغلل في إشكالات لا تحدّ ولا تنقطع، كون المثقف أكثر إدراكاً للخطورة التي تبعثها مسامات القبيلة والأصولية المتفشية في صورة الرؤية المجتمعية، وبها تنبثق سلوكياتهم كمتحكم رئيس ومصحوب باليقين والتقديس الذي لا يقبل الجدال أو النقاش، والعصي على التغيير.

وفي لحظة الحرب التي تشهدها اليمن للتو، نكاد نلتمس موتاً حقيقياً للمثقف وللثقافة كما يرى هشام علي؛ فالمثقف "لاذ بالصّمت، فلا صوت يعلو فوق صوت البنادق والصواريخ والطائرات، المثقف جبان وخائف وعاجز إلى آخرها من الصفات التي تعبر عن واقع الحال الراهن، والمثقف في ظل هذا الوضع، حيث لا أحد يقرأ ولا أحد يسمع ولا أحد يفكر"[22]. أما الثقافة التي يفترض أن تعد من موارد الاقتصاد، إنها في اليمن "أمر فائض عن الحاجة"[23]؛ أي أنها خارج سياق التأثير في الواقع، حيث لا يتم حتى مجرد التفكير بالواقع من نافذة المثقف أو وضعها في إناء الثقافة لغليها واستخلاص الزبد منها، وهذا زاد العتمة قتامة وشحوباً ونزع فتيل الزحزحة المرتقب.

وهكذا، ظل هشام علي طيلة حياته يحث خطاه نحو تسخير كل ملكاته الفكرية في ترسيخ فكرة الثقافة، وبذر أهمية المثقف يمنة ويسرة، وكأن شغله الشاغل هو ذاك، متيقناً أن وطناً مثل اليمن لا يمكن إصلاحه بغير ذلك، لكن لم يعره أحد أي اهتمام، لذلك رحل دون أن ينتبه إليه أو يؤخذ بمشروعه، طاوياً بذلك صفحات من الجد والكسب في سبيل الثقافة والمثقف، وقد كتب عنه الروائي اليمني وجدي الأهدل في صفحته الشخصية في "الفيس بوك" ما يلي: "هشام علي بن علي رجل لم يُقدِّره اليمنيون حق قدره. مثقف وناقد ومفكر من طراز رفيع، ساهمت ثلاث حواضر كبرى في تكوينه الفكري: عدن، صنعاء، وبغداد. فأتى مثمراً كأطيب ما يكون الثمر. لقد سجل (هشام علي بن علي) موقفاً لا ينسى، حين وُضِع بين نارين، ووقع في موقف لا يحسد عليه، فاختار الخيار الصعب، وانتصر لجانبه المثقف الإنساني، مجازفاً بمنصبه الحكومي الرفيع دون تردد.. وذلك حين طُلب منه في عام 2002 أن يوقع قراراً بمصادرة رواية "قوارب جبلية" بوصفه وكيل وزارة الثقافة المختص بشؤون المصنفات الأدبية والفنية، ولكنه رفض رفضاً قاطعاً، فعوقب بوقفه عن عمله، وإغلاق مكتبه، فلم يضع قدماً في الوزارة وظل ملازماً لبيته حتى انقشعت الأزمة بتدخل الروائي الألماني (غونتر غراس) لدى رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح، وعودة الأمور إلى مجاريها. والآن وقد طوى الموت هذه القامة الثقافية العظيمة، آمل أن نُحيي ذكراه بطباعة مؤلفاته التي لم تطبع، وإعادة طباعة مؤلفاته المطبوعة".

[1] مجلة ذوات العدد47

[2] هشام علي بن علي، أديب، ناقد، إداري، تربوي، مؤلف. ولد في حي (الشيخ عثمان) في مدينة عدن. 8 سبتمبر/ أيلول 1952 م الموافق 19/ 12/ 1371 هـ. حصل على بكالوريوس في العلوم من جامعة بغداد، ثم أخذ دورة في طرائق التدريس في جامعة (بريستول) في بريطانيا، ثم دورة أخرى في جامعة روما، وفي جامعة (بافيا) في إيطاليا. عمل مدرسًا في جامعة عدن إلى عام 1407هـ/ 1987م، ثم عُيّن وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام فيما كان يعرف بـ(الشطر الجنوبي من اليمن)، إلى سنة 1410هـ/ 1990م، وبعد تحقق الوحدة بين شطري اليمن في عام 1410هـ/ 1990م عُيّن وكيلا لوزارة الثقافة والسياحة، وعمل عضوًا في مجلس النواب حتى سنة 1413هـ/ 1993م، وقد عيّن وكيلاً لوزارة الثقافة والسياحة في فترات لاحقة وظل فيها حتى وافاه الأجل في 11 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2017.

من مؤلفاته: "الثقافة في مجتمع متغيّر" 1984، و"فكر المغايرة" 1990، و"الخطاب الروائي اليمني" 1994، و"السرد والتاريخ في كتابات زيد دمّاج" 2002، و"عبدالله محيرز، وثلاثية عدن" 2002، و"المثقفون اليمنيُّون والنهضة" 2003، و"مجازات القراءة" 2004، و"إدوارد سعيد وتفكيك الثقافة الإمبريالية" 2013، وغيرها من الكتب بما فيها كُتب ما زالت مخطوطة.

[3] صحيفة اليمني الأمريكي التي تصدر باللغتين العربية والإنجليزية في ولاية ميشيغان، من حوار أجراه معه وجدي الأهدل عام 2017، رابط الحوار: https: //goo.gl/451mGV

[4] سوسيولوجيا المثقفين، جيرار ليكلرك، ت: جورج كتوره، دار الكتاب الجديد المتحدة، 2008، ص 19

[5] عرفتها منظمة الأمم المتحدة بأنها: جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها، وهي تشمل الفنون والآداب وطرق الحياة، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان والقيم والتقاليد والعادات.

[6] الهيئة العامة للكتاب، صنعاء، ط1، 1996

[7] سوسيولوجيا المثقفين، مرجع سابق، ص 27

[8] حوار في صحيفة عمان، 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014، حاوره سامي الشاطبي.

[9] وطن يؤلفه الكلام: دراسات في فكر البردوني وشعره، مركز عبادي للنشر والتوزيع، صنعاء، ط1، ص 11

[10] نفسه، ص 11

[11] ينظر نفسه، ص 65

[12] نفسه، ص 65

[13] قضايا يمنية، ص 291، وينظر، وطن يؤلفه الكلام، مصدر سابق ص 67

[14] إدوارد سعيد وتفكيك الإمبريالية، مركز عبادي للطباعة والنشر، صنعاء، ط 2013، ص 12

[15] نفسه: ص، ص 112-113

[16] نفسه، ص 17

[17] ينظر: هشام علي، إشكالية المثقف والغرب في الرواية العربية، ص12

[18] فكر المغايرة: مقاربات أولية في الحداثة والنقد، ص 15

[19] نفسه، ص، ص 15ـ 16

[20] اليمني الأمريكي، حوار مع الكاتب.

[21] نفسه.

[22] تفسه.

[23] نفسه.