بنية الحُبّ في النصّ القرآني


فئة :  أبحاث محكمة

بنية الحُبّ في النصّ القرآني

المُلخّص:

ننظر في هذا البحث في قيمة أخلاقيّة إلاهيّة أخذت منها المخلوقات بنسب مُتفاوتة كسائر القيم والصفات الإلاهيّة الأخرى، مثل الحلم والرّحمة والعلم، وهذه القيمة هي الحبّ. فمصدر البحث إذن هو النصّ القرآني، أي أنّ لغة القرآن بنَظْمها ونُظُمها هي التي تبوح بأسرار هذه القيمة، واللفظ القرآني هو الذي يُستنطق. ولسنا نُعارض التّفاسير الأخرى أو نُناقضها، وإنّما نلتمس الشّرح من داخل اللغة. ولغة القرآن هي العربيّة.

وإذ إنّ لكلّ باحث أداة ومرجعيّة، فإنّ المرجعيّة التي اعتمدناها هي مُقاربة "مُعجميّة الشّرح والتّأليفيّة"، وتُمثّل الفرع المُعجميّ من النّظريّة اللسانيّة "نظريّة المعنى والنصّ" لملتشوك. ففي هذه المُقاربة رُؤية لسانيّة محورها فكرة التعلّق، التي يُشار إلى سبق سيبويه إليها. وهذه المُقاربة تعتمد الوحدة المُعجمية محورًا للبحث اللساني، مع العلم أنّ التّركيب جزء من البنية المُعجميّة لهذه الوحدة. فللوحدة بنية مُعجميّة تشمل البنية الدّلاليّة والبنية التّركيبيّة؛ والثانية منعكسة عن الأولى، وتحكم البنيتين تعلّقيّة دلاليّة تركيبيّة تنظّم الأدوار الدّلاليّة والتّركيبيّة. ولها بعد ذلك بنية تأليفيّة تنظّم علاقاتها الخارجيّة بكلّ ما لها به صلة من الوحدات المُعجميّة الأخرى كالتّرادف مثلاً. وتُمنوَلُ هذه العلاقات على نحو مُطّرد بواسطة ما يُسمّى بالوظائف المُعجميّة، وباستعمال العِباريّات. والوحدة المُعجميّة التي نعتمدها في هذا البحث هي فعل "أحبّ"، ومنها ومن تحليل بنيتها نتوصّل إلى أبعاد استعمالها في القرآن، ونتوصّل إلى معرفة منزلة الحبّ عند الله، وما يُنتظر من عباده إن أرادوا التشبّه به في هذا الخُلق أن يفعلوه. فهل هذا الفعل "أحبّ" أحاديّ الدّلالة في القرآن؟ وهل الفعل الذي يُسندُ إلى الخالق والمخلوق واحد أم هو متعدّد؟ فإن اختصّ كل من الخالق والمخلوق بضرب من الحبّ، فما منزلة كلّ من الضربين من الحبّ في النصّ القرآني؟ وما أثر كلّ من الضّربين في حياة الإنسان من حيث سعيه لتحقيق القيم الأصيلة التي تضمن له السعادة في الدّنيا والنّجاة في الآخرة؟ ونحن في سبيل تحليل مثل هذه المسائل نسلك سبيل تعميق النّظر في اللغة للاجتهاد في فهم القرآن بالنّظر إلى كون معرفة هذا اللسان شرطًا لتعقّل القرآن والاجتهاد في تفسيره ومعرفة مراد الله من أدلته...

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا