تعرية المثقف


فئة :  مقالات

تعرية المثقف

تعرية المثقف[1]

ليس هناك من تعريف للمثقف، أقرب إلى شرطه الإنساني، من هذا التعريف البسيط: "المثقف هو ذلك الكائن الهشّ، الذي يتخذ مسافة من العالم الذي ينتسب إليه، غير أن المسافة التي يقف عند حدودها، تكشف نمط وجوده، الذي يتضمن مواقفه إزاء العالم الذي ينتمي إليه، ووجهات النظر التي تعبر عن مهمته في المجتمع". في كل الأحوال، لا يعبر المثقف عن ماهية وجود، فهو ليس كائنا بالمعنى الجوهري للأنطولوجيا، بل هو كائن بمعنى الحال أو النمط داخل العلاقة الأنطولوجية وحسب، ومن ثمة سميناه بالكائن الهش، ليس بالنظر إلى مواقفه الصلبة، او المرنة، المشاكسة أو المهادنة، الإثباتية أو العدمية، الفعلية أو الانفعالية...بل بالنظر إلى الوضعية الإنسانية، التي هو مجرد حال من أحوالها المتعددة، وبعبارة أدق ليس المثقف، بما هو مثقف، كائنا، بل هو حال فقط، وبالتالي فهو المعبر عن التغيرات التي تجري في العالم الذي يوجد فيه، ولهذا فهو يحمل في كينونته وجهة نظر تعبر عن التغير في هذا العالم. ولذلك، فلا وجود لمثقف من غير حدث، والحدث هو علة المثقف، ومن ثمة فكل مثقف، إنما يقف على عتبة الحدث، ولذلك يرتبط ظهور المثقف بحدث يتفاعل معه سلبا أو إيجابا، ومن ثمة فهو لا يبدي رأيا أو يتخذ موقفا ما تجاه ما يصير، إلا بقدر ما يكون ذلك الحدث، مشكلا لوجهة نظره، ومن ثمة يمكننا أن نقول بأن المثقف هو وجهة نظر الحدث، ولهذا فبالقدر الذي نقول فيه بأن المثقف هو من يعبر عن الحدث، فبإمكاننا أن نقول أيضا، إن الحدث هو من يقول المثقف، ولهذا فالمثقف انكشاف للحدوث؛ أي إن الحدث ينطوي على المثقف، في حين أن المثقف يطوي في ذاته وجهة نظر تعبر عن الحدث. تفصح هذه العلاقة التضمينية التي هي تجل للطي وانتشار الطي، عن هشاشة المثقف وعريه إزاء العالم الذي هو صناعة الحدوث، إذ إن العالم بحد ذاته ظاهرة ثقافية، وليس المثقف فيه سوى كائن الهشاشة الذي يعبر عن تحولات تجري داخل مجرى الحدوث، إنها تحولات تعكس رؤى العالم وتصوراته، وبالتالي فكل مثقف هو هش لأنه لا يحكي نمطا للوجود، بل النمط هو الذي يحكيه، ولذلك كان المثقف معضلة أنطولوجية، ينكشف فيها نوعان من أنماط الوجود؛ الوجود الزائف من جهة، والوجود الأصيل من جهة أخرى، بعبارة أدق يغدو المثقف في أحد هذين النمطين، إما معبرا عن سلطتين هما سلطة الإضمار، بما هو إتلاف للحقيقة أو للوجود على نحو أصيل من أجل إثبات قيم عدمية تنفي كل ما هو أصيل؛ أي كل ما يرتبط بالقوى الحيوية المتأصلة في الكينونة، ومن أجل إضمار الاقتدار على الكينونة، لصالح قوى الزيف، التي ليس لها من غاية سوى سلب العالم من قوى الحياة. وإما معبرا عن سلطة الوجود، بما هي اقتدار على الكينونة على نحو أصيل؛ أي بما هي إثبات لقيم الوجود، التي ليس لها من غاية سوى جلب الوجود إلى العالم. إزاء هذين النمطين الرئيسين، ينكشف المثقف ككائن هش، عاريا، وذلك بالرغم من الأقنعة التي يتقنع بها المثقف الزائف، وبالرغم، كذلك، من الرصانة التي يتسلح بها المثقف الأصيل، فهو في كلتا الحالتين، إما عار من الأصالة، وإما عار من الزيف. هذا المدخل، -ربما- يسعفنا في فهم تصنيف المثقفين، من قبل مفكري الدراسات الثقافية، ويبدو أن المغامرة التي خاضها الناقد الثقافي يحيى بن الوليد، لا تسعى فقط إلى تصنيف المثقفين، بل أيضا، هي تسعى إلى تعريتهم، ولذلك اختار لمغامرته عنوانا دالا، بل كاشفا، هو "في أنماط المثقفين العرب وأدوارهم وتشظياتهم" (مقالات ساخطة)، ولعل الكاتب من خلال مقالات الكتاب الساخطة، بما تحمله هذه الكلمة من معنى جذري، قد اختار الوقوف إلى جانب مفكري مقاومة الزيف الثقافي، أمثال جوليان بندا، وغرامشي، وفوكو، وإدوارد سعيد، ولتيري إيجيلتون، وغيرهم. ويتضح من خلال المنظور الذي استعنّا به في هذا التحليل، معطى أساسي يتعلق في جانب أول بأصناف المثقفين، الذين يمكن اعتبارهم، يمثلون إلى حد ما النمط الأصيل، ويمكن أن ندرج في هذا النمط، المثقف العضوي، (غرامشي)، والمثقف النوعي (فوكو)، والمثقف المنفي الغريب outsider، الهامشي، الهاوي اليقظ الرافض لوظيفة الخبير، من أجل الحفاظ على استقلاليته، وحرية فكره، والمثقف الجذري (ايجيلتون)، ويتعلق في جانب ثان بأصناف المثقفين الذين يمثلون إلى حد ما نمط الوجود الثقافي الزائف، ويمكن أن ندرج في هذا النمط، المثقف الزائف في مقابل المثقف الحقيقي، والخانع بل الخائن أيضا، (جوليان بندا)، ومثقف السلطان، والمثقف المريض، والمثقف والشعبوي، والمثقف المخصي (يحيى بن الوليد)ّ.

أهمية كتاب يحيى بن الوليد، تمثل في كونه ينصب في مشروع ثقافي جذري، يهدف إلى نقد المثقف، كما يكشف، من خلاله، زيف المثقفين العرب، وذلك من زاوية الدراسات الثقافية، ولذلك فهو يكمل في العالم العربي، ما بدأه "جوليان بندا" في العالم الغربي، من خلال كتابه "خيانة المثقفين". ولعل أهم قاسم مشترك بين الكتابين، بالرغم من انتماء كتاب يحيى إلى مرحلة ما بعد الكولونيالية، إنما هو تعرية المثقفين، وفضح زيف أهدافهم، التي ليس لها من غاية سوى الحفاظ على مكاسب شخصية، مقابل الخدمات التي يقدمونها لصالح سلطة الزيف، وذلك بكيفية غير مهادنة، ولا تقبل المساومة، ولذلك لا تخلو لغة الكتابين من سمة انفعالية، لكنها ضرورية، ما دامت ليست سوى كيفية للتعبير عن مقاومة جذرية للتيار الزائف. وإذا كان "بندا" قد عاب على مثقفي عصره- حسب ما أورده "إدوارد سعيد" في كتابه "المثقفون والسلطة"- تنازلهم عن سلطتهم المعنوية أو الأخلاقية التي أعاروها لما سماه بـ "تنظيم أو بالأحرى تجييش المشاعر الجمعية" كالطائفية، والمشاعر الجماهيرية، والوطنية المتعصبة، والمصالح الطبقية[2]، فإن "بن الوليد" بدوره يعيب بكيفية ساخطة لا تخلو من الهجوم على المثقفين العرب انبطاحه المرضي، وشعبويته الجارفة، وادعاءاته الثقافوية وكبته السياسي، ومسؤوليته عن ثقافة الكراهية، وشلليته الثقافية، أو بالأحرى خصيه الثقافي.[3]

يصرح الكاتب في تمهيده، بأن موضوع كتابه هو "نقد المثقف"، وهو موضوع لا يخلو من تشابك وتعقيد بالنظر لما يتخلله من تقاطب وتجاذب ومخارج...ولهذا فهو "يبحث في إطار من مركزية المقال الناقم والغاضب والساخط في "تمزقات المثقفين العرب" نتيجة اقتناع الكاتب بأن القارئ العربي بدأ يتهيأ لنوع من النقد الثقافي...وفي هذا الصدد تبدو الأهمية الإبستمولوجية الراديكالية للنقد الثقافي؛ لأنه يظل الأنسب للتعاطي مع الموضوع".[4]

إن نقد المثقف ينكشف من خلال عيوب كامنة في بنية الذات عينها، بوصفها عيوبا ذات أبعاد ثقافية، وما يحصل هو بفعل "ثقافة محددة"، وإن هذه الثقافة، تتمظهر بأشكال متداخلة هجينة في أحيان، وهابطة في أحيان أخرى وكثيرة. ولهذا يطرح الناقد موضوعه بقدر من الاختلاف، وقبل ذلك فقد بدا له أن يستبدل بخريطة المفكر فيه، خرائط اللامفكر فيه داخل الفكر العربي المعاصر. وفي هذا السياق، اهتدى بن الوليد إلى "موضوع نقد المثقف، أو موضوع المثقف معكوسا. والسبب في ذلك أن هذا الأخير بدلا من أن يؤكد حضوره الذاتي النقدي، فإذا به يكرس حالته المرضية".[5]

إن نقد المثقف، وفق هذا التحليل، بقدر ما ينحو نحو "تمرين" ثقافي، لا يسهم فقط في تعرية نمط الثقافة الزائفة، وفضح المثقفين الزائفين، بل هو يسهم أيضا، في ترسيم "بدائل منفتحة" يمكن من داخل الثقافة ذاتها، بعد "تهويتها" ودعمها بمفاهيم الفكر الإنساني ذاته، من خلال فكر نقدي مركب، وفكر حر مفتوح.

من خلال هذه المقاربة الثقافية لأنماط المثقفين، يتضح أن السؤال عن الكيفية التي ينهجها المثقف، هو الذي يحيل على ماهيته، وعلى مجمل الصفات التي تنتسب وتعين لتلك الماهية. ومعناه أن الثقافة في مفهومها، ليست إلا نمطا للعيش ينكشف في الطبيعة المطبوعة التي تحدد مهام المثقفين وأدوارهم التاريخية، وهنا يظهر بنوع من الحدة ذلك التنازع حول الثقافة، بوصفها تأصيلا للوجود الجدير بالحياة، أو بوصفها تزييفا وتبخيسا للحياة. ومعناه أن المثقف بدوره، إما أن يكون منتصرا لقيم الحياة الإثباتية، والتي تعلي من شأن ثقافة لا تقبل المساومة أو المهادنة إزاء قوى العدم، وإما أن يكون بذاته، مجرد وسيلة تعبر من خلالها قوى الإضمار عن هيمنتها على الموجود الإنساني، واحتكارها لمقدرات الحياة، واستغلالها للكائن الإنساني، استغلالا يفضي إلى تمركز السلطة في يد قوى الإضمار، أو قوى العدم المبنية للمجهول، والتي لا تنتج ثقافة أصيلة، بقدر ما تنتج ثقافة غايتها تزييف الطبيعة الإنسانية، من حيث هي اقتدار على طبيعة الوجود ذاته، ولذلك كان هذا النوع من التزييف للثقافة، إضمارا للكينونة الإنسانية؛ أي جلبا للعدم إلى المجال الذي يخص الوجود البشري.

ثمة فكرة جديرة بالتأمل يكشفها هذا التمرن على النقد الثقافي، الذي انخرط فيه "بن الوليد"، وهي أنه بقدر ما يصير المثقف نزيلا عند السلطة، بل عند السلطان، بما تحمله هذه الكلمة من دلالة ثقافية، ضاربة في جذور الاستبداد، فإنه يتخلى عن طبيعته الإنسانية، ويتنازل عن كينونته التي تنتسب للوجود؛ أي أنه لا يغدو سوى مجرد أداة تعبر من خلاله السلطة عن إرادتها السالبة لكل اقتدار، وتكمن علة ذلك في رغبة مزيفة، تقوده في غياب وعيه اليقظ، إلى نشدان الحظوة والنفوذ، والتزلف للسلطة، وهي رغبة في مكانة، لا تستقر سوى في جوف العدم، من حيث إن العدم ليس سوى تعبير عن إرادة سلطة تضمر الكينونة، فيما هي لا تريد إلا ذاتها. ومعناه أن شعوره بالتهميش، لم يستعمله على نحو الاقتدار، ولذلك يقوده هذا الشعور بالتهميش إلى وضعية حرج أنطولوجي، زل به عن مهمته الجوهرية في مقاومة زيف السلطة، ليصير بالتالي مجرد عبد لها، وهذا ما يمكن تسميته بالعبودية التي اختارها برغبته المزيفة، وهي علة بؤسه الوجودي. إن هذا النوع من المثقفين بئيس، لسبب بسيط كونه ليس مقتدرا على قول الحقيقة للسلطة، بل اختار بسبب عجزه عن مقاومة نشدان المكانة أو بالأحرى الحظوة، أن يصير مزيفا للحقيقة، وهو بالتالي لا يزيف سوى ذاته المستلبة. ولعل هذا هو ما نبه له بوضوح "إدوارد سعيد" حينما عبر عن موقفه تجاه مثقفين مزيفين قائلا: "في نظري، فإن ما يبعث على الاستهجان فهو هذا التهرب (من قبل المثقف) وهذا التراجع والتنازل عن موقف ينبني على مبدأ صعب، نعلم جيدا بأنه موقف صائب. هو هذا الخوف من أن يظهر سياسيا شديداً أكثر من اللزوم، هو هذه الرغبة في المحافظة على صيته، كشخص متزن، موضوعي، ومعتدل، آملا أن يكون موضع مشورة، أو معينا في عضوية مجلس أو لجنة واسعة الصيت، وأن يظل في التيار المهيمن، وفي أن يتوج يوما ما بشهادة، أو بجائزة، أو تعويض مادي، أو حتى بسفارة. هذا النمط من التفكير فاسد بامتياز، وإذا كان بإمكان شيء أن يفسد، ويحيد ويقتل حياة ثقافية مفعمة، فهو هذا التبني لهذه العمليات السلوكية".[6]

هذه المواقف التي يتخلى عنها المثقف، لصالح السلطة، تفرغ المثقف من مهمته الأصيلة، وتجعل منه مجرد مثقف زائف، إذ أن المثقف الأصيل، حسب إدوارد سعيد هو ذلك المنفي، المغترب ليس عن بلده فقط، بل في بلده، ولذلك فهو هامشي هاو يقظ، يرفض احترافية الخبير، للحفاظ على استقلال حريته الفكرية، وهو الذي يصرح بالحقيقة لسلطة الحكم، وهو من يطرح علنا الأسئلة التي تقض وتزعج. ففي عالم متحول يكون المثقف قادرا على قول الحقيقة حاملا في نفسه قوة المنفى والتيه، وملجأ الثقافات بحثا عن هويات جديدة ممكنة، وهو من يضع –دوما- موضع استسئال النظام القائم، من أجل المضي قدما، رافضا كل فساد، بعبارة أدق فالمثقف هو من يخلخل الجمود، ويزعج.

والحال أن المثقف العربي، حسب تشخيص بن الوليد ليس فقط متنازلا للسلطة عن مبادئه، بل لقد غدا خاضعا للسلطان الذي يسارع هذا المثقف عن طواعية للارتماء في "مربعاته"، ولا يكمن المشكل هنا في الارتباط بالسلطان الذي لا يقر لا بالثقافة ولا بالسياسة فقط، بل يكمن أيضا في المشروع الذي يدافع عنه المثقف، وفي الاستراتيجية التي يستند إليها في أدائه للأفكار التي لا تفارق دوائر النقد ودوائر الانتساب لليسار الذي كان يصدر عنه هذا المثقف في كتاباته وتحليلاته وردوده ومناقشاته وسجاله وحروبه وأحلامه...وهذا الأمر قد إلى أن يصبح هذا المثقف مثقفا مسايرا، أو هو "المثقف الواقع أسفله"، وهو توصيف بحسب بن الوليد "تحار فيه فروض سوسيولوجيا الثقافة والعلوم الاجتماعية بصفة عامة"[7].

بناء على كل ذلك، يتغير مشهد الثقافة بتغير شخصية المثقف الذي صار رهينة في مربع السلطان، ففقد حسه النقدي، واستقلاله الفكري، وتوازنه العقلي، ومقاومته الرصينة للطغيان والفساد، والأكثر من هذا فقد تحول هذا المثقف إلى مجرد كائن انبطاحي؛ أي مجرد شخصية مريضة بداء الانبطاح، الذي يعسر علاجه عضويا، ولهذا يقترح الناقد نوعا من المعالجة الثقافية، وهي فكرة جديرة بالتأمل، تكمن قوتها في انتسابها إلى المنظور النتشوي الذي يستعيد مشروعا قديما في الفكر الإنساني، يهتدي إلى العلاج بالفكر، وتدخل مقاربة العلاج بالثقافة ضمن هذا المشروع، ما دامت تعتمد "ما يعرف بالمعالجة التعددية أو التعددية الطبية، التي تفيد من العلوم الاجتماعية في تشخيص الحالات المزمنة".[8]

يقودنا نقد المثقف، في نهاية التحليل، إلى تعرية نمط وجوده الزائف، وهذا لا يدخل في مضمار الشتيمة، بل يندرج في أفق استعادة نمط الثقافة الأصيل؛ أي نمط مقاومة سلطة الإضمار، وإتلاف الكينونة. غير أن مكر التقنية، الذي قاد نحو ثورة رقمية، غير مسبوقة، كشف عن دور فاعل ثقافي جديد، يمثل تعويضا اجتماعيا للمثقف النخبوي التقليدي، الذي ألزمه مرضه الثقافي العضال، أن يتخلى عن قناعاته، ويرتمي في أحضان السلطة، مفضلا الرضا بامتيازاته الوهمية، عوض الانخراط في حراك اجتماعي غير مسبوق، وبهذا يكون هذا النموذج من المثقف، قد تخلى من سلطته المعنوية، وعن مهمته الأساسية في مقاومة سلطة الزيف. وبالتالي، فإن مثقفا كهذا قد انتهى تاريخيا. ونهايته ليست سوى بداية لمثقف من نوع آخر، يتمثل في هذا القادم الجديد، كناشط اجتماعي، لا يكتفي بالاحتجاج الافتراضي، على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما يخوض معركة هادفة، تسعى إلى مقاومة الاستبداد، وتوحش الرأسمالية الجديدة، في الميادين العامة، بوصفها فضاء عاما لممارسة السلطة المعنوية للثقافة، والتمرن على قول الحقيقة المزعجة للسلطة المهيمنة. وهذا النمط من المثقف، بقدر ما يبدو كممثل لمواطن محلي، مقاوم لعنف السلطة المستبدة، فإنه في ذات الآن يمثل مواطنا كونيا، ما دام يحمل مبادئ وقيم الحق الإنساني في الحرية والكرامة والعيش المشترك.

[1] - مجلة ذوات- العدد 53

[2] - Edward W. Said. Des intellectuels et du pouvoir. Tarik éditions. Casablanca 2014. P 137

[3] - يحيى بن الوليد، في أنماط المثقفين العرب وأدوارهم وتشظياتهم (مقالات ساخطة) الأهلية للنشر والتوزيع، عمان، 2018، ص 9

[4] - المرجع نفسه، ص 8

[5] - نفسه، ص 9

[6] - Edward Said. Des intellectuelles et Du pouvoir. Chapitre 5.P 131

[7] - يحيا بن الوليد: في أنماط المثقفين...ص 14

[8] - نفسه، ص 17