حرية التعبير: التفاوت بين النظر والممارسة


فئة :  أبحاث عامة

حرية التعبير: التفاوت بين النظر والممارسة

الملخص

لا يمكن الحديث عن حرية التعبير بمعزل عن حرية الفكر. فحرية التفكير عمل باطني نفسي غير معلن، وتتكون من مجموع الأفكار والأحاسيس والمواقف الذهنية التي تتبلور بخَلَد الفرد. وهذه الأخيرة لا تُتَلَمَّس ولا تفيد المجتمع إلا إذا أعلنت عن نفسها. من ثم فإن حرية الفكر، لتتفاعل مع محيطها، تحتاج إلى قالب خارجي، مضمونه ومبناه حرية التعبير.

وعليه فإنه يوجد تلازم وتضايف بين حرية الفكر وحرية التعبير. وبناء علي ما تقدم، فإن العناية بالتعبير واجبة، بصفته الأداة التي تنقل الفكر إلى العالم الخارجي. وليكون التعبير فاعلاً ومفيدًا يجب أن يكون التفكير موضوعيًا سليمًا قائمًا على أسس منطقية. ومن ثم، فإن أول حق للإنسان في هذا السياق هو الحق في اكتساب العلم والمعرفة والتجربة، ومعهما الفكر المنطقي السليم الفاعل والمفيد للجماعة.

وحرية الفكر والتعبير تندرج ضمن إطار أعم يصطلح عليه عادة باسم "الحريات الفكرية والثقافة". ومقتضى هذا أن حرية التفكير والتعبير ليست بالإطلاق أو الانفلات الذي يمكن أن يتصوره أحدنا.

وقد اشتغل الفكر الإنساني منذ بدايته على تحديد وإيجاد الشكل الأقوم لحرية الفكر والتعبير، ومثله الفلسفة اليونانية والرومانية وفلسفة عصر الأنوار وما تلاها من مدارس وتجارب، كان جوهرها الأساس هو تعريف حقوق الفرد عمومًا وحرية التعبير بشكل أخص. والإسلام عني عناية خاصة بالفكر بقدر اعتنائه بالتعبير، داعيًا لاستعمال العقل والنظر والتدبر والتفاكر الجماعي ثم الجهر بالحق. بل جُعِلَ التفكير والتدبر والتفاكر ثم التعبير عما خلد في الذهن واجباً ومسؤولية لا مجرد حق أو امتياز....

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا