داعش: قداسة العنف وأسلمة الإرهاب


فئة :  أبحاث محكمة

داعش: قداسة العنف وأسلمة الإرهاب

ملخّص:

ظل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كابوسًا يؤرّق الباحثين، إذ هو تنظيم لا يزال في مرحلة التشكّل، وحقيقته متغيّرة كلّ يوم، تتحوّل بعض المواقف الدوليّة منه من نصير خفيّ إلى عدوّ يقصفه بالطائرات، ويمتدّ نفوذه من مجرّد تنظيم محدود العدد والعتاد إلى تنظيم يعلن دولة طالما كانت حلمًا للحركات المؤمنة بأنّ الإسلام هو الحلّ.

لقد صار داعش مجمع ألغاز ملأت الدنيا وشغلت الرأي العام العالمي بأخبار القتل والسبي والغنيمة، ولقد اتّجهت بعض المقاربات إلى اتهام الإعلام بكونه يضخّم الإرهاب ويحوّله إلى غول جديد ليشوّه الإسلام وينشر حالة من الخوف اصطلح عليها "الإسلاموفوبيا"، إلاّ أنّ ولادة الدولة الإسلامية على مساحة جغرافية واسعة قد جعلت الوهم يتحول إلى حقيقة وصيّرت التنظيم الذي كان يتحصّن عناصره بالجبال والمناطق القصيّة يتحوّل إلى دولة لها زعيمها وهي قادرة على تهديد دول أخرى واحتلال أراضيها، بل إنّ نفوذ هذا التنظيم قد امتد خارج حدود العالم العربي الإسلامي لينفّذ هجمات في قلب العاصمة الباريسية على بعد أمتار قليلة من الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند".

وعلى الرغم من أهميّة التنظيم فإنّ بعضهم يعدّه صناعة إعلاميّة لها عمر محدود وهو ناشئ من تشابك مصالح سياسيّة تنتهي تدريجيًّا بنهاية الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها الدول العظمى في منطقة الشرق الأوسط، فهو تنظيم مدعوم من الغرب ذاته من أجل تحقيق أهداف فوضى خلاّقة وإعادة رسم خارطة دول الشرق الأوسط بما يضمن طبعًا مصلحة إسرائيل الكبرى، ويحقّق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي تطمح إلى السيطرة على ثروات المنطقة. ونتيجة ذلك فإنّ كثيرًا من الباحثين يتفادون الخوض في هذا الحديث خشية التسرّع في الأحكام أو الوقوع تحت تأثير توجيه إعلامي يستبعد القضايا الخطيرة من ساحة الوعي الإنساني ويحملنا كرهًا على الاهتمام بقضايا شاءت المصالح العالمية أن تتقدم جداول أعمال الساسة والإعلاميين. ولذلك فالبحث في داعش وأخواتها لا يخلو من محاذير الوهم والتضخيم، إلاّ أن ذلك لا يغنينا عن فهم الظاهرة ودراسة جذورها طمعًا في إدراك شيء من حقيقتها، وذلك بالبحث عن الأسباب البعيدة والقريبة لنشأة هذا التنظيم ومحاولة استطلاع آفاقه.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا