معضلة فهم السنّة في الثقافة الإسلاميّة وآثارها في تأسيس العقل النقلي


فئة :  أبحاث عامة

معضلة فهم السنّة في الثقافة الإسلاميّة وآثارها في تأسيس العقل النقلي

ملخّص:

آفة كلّ دين رجاله، يستحوذون على حقّ فهمه وتأويله، ويعرضونه على النّاس وفق أمزجتهم وتكوينهم ورؤاهم الإيجابيّة والسلبيّة، ويوجّهونه إلى أغراض وغايات تُرضي ميولهم ونفوسهم، وتوافق رغبة السّلطة القائمة. حصل هذا مع اليهوديّة، عبر مثال بارز، هو: عزرا (Ezra)؛ الذي كتب التّوراة، وقرأها على الشّعب اليهوديّ، وفرض فيها رؤاه ومشاغله، وأسّس أصول الشّريعة التي استوحاها من التّاريخ وتجربة السّبي البابلي. وحصل مع المسيحيّة، في مثال بارز أيضًا، هو: بولس (Paul)؛ الذي وضع الأسس الأولى لعقيدة المسيحيّة، وقنّنها وفسّرها وفق ثقافته اليونانيّة، وجاء رجال دين آخرين، فصنعوا روايات الأناجيل، وصاغوا معالم الدّين.

أمّا في الإسلام؛ فاختلف الأمر، من جهة النصّ، واشتبه من جهة الفهم؛ فقد كُتب النصّ القرآني تحت ضوء الشّمس، ولم يصبه، حسب الموقف الإسلامي السائد، أيّ تحريف؛ لأنّ الله تعالى تكفّل بحفظه، أوّلًا، ولأنّه حُفظ شفهيًّا من قبل جيل كامل من الحفّاظ أو القرّاء ثانيًا. ورغم مواقف المستشرقين المشكّكة الدائرة على بنية رسم المصحف وتدوينه، فقد ظلّ القرآن نصًّا واحدًا ثابتًا، ذو بنية متكاملة ومتوافقة مع أصوله الأولى الشّفهية والكتابيّة، ولكنّ دور رجال الدّين جاء لاحقًا، وبرز في أعمالهم التفسيريّة، وتخريجاتهم المناسبة لعصرهم وثقافتهم وعقليّاتهم. والمشكلة الحقيقيّة، برزت أوّلًا: مع الرّواة والمحدّثين؛ الذين ملأوا الثّقافة الإسلاميّة بالخرافات وأساطير أهل الكتاب، وثانيًا: مع الفقهاء؛ الذين اجتهدوا في تكوين نظام تشريعي تجاوز نصوص القرآن، واعتمد الرّواية طريقًا للتّشريع. وهذا هو الخلل الأكبر في بنية النّظام الفقهي التّشريعي.

توجد في هذا البحث معالجة لجانب من جوانب هذا الخلل في بنية الفكر الإسلامي يتعلّق بمفهوم السنّة، ومحاولة فكّ التّشابك المعرفي في بنيتها وتكوينها.

وقد تمّ عرض أهمّ الأقوال والتعريفات والمدارس التي حاولت التّنظير لمفهوم السنّة، ومناقشتها، وبيان وجوه التّقصير فيها، من ناحية، ووجوه التّلفيق والتّبرير من جهة ثانية، ممّا جعل المفهوم يظلّ ملتبسًا في الفكر الإسلامي في استعمالات المحدّثين والفقهاء والمتكلّمين، إلى اليوم.

ويندرج البحث ضمن التّدقيق في مجموعة معتبرة من الإشكاليات التي انحرفت بالفكر الإسلامي، ومحاولة إعادة قراءتها من الدّاخل، من أجل بناء فكر إسلامي جديد، متوافق مع العقل والعلم والتّاريخ، ومع الدّين نفسه.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا