مغامرة السرد الديني: حكاية بلوقيا أنموذجًا


فئة :  أبحاث محكمة

مغامرة السرد الديني: حكاية بلوقيا أنموذجًا

ملخّص:

دخل الإسلام الناشئ في "مغامرة السرد الديني"، وذلك منذ البداية، قوّةً إقناعيّةً لترسيخ النبوّة وتتبيث شخصيّة محمد، النبيّ الكريم، سواء في المعتقد الديني الجماعي الإسلامي أو ترويج هذه الفكرة لدى أصحاب الديانات الأخرى وجعلها النبوّة الأخيرة المنتظرة والمرتقبة. هذا ما تدافع عنه حكاية بلوقيا بحدّة ومن أجلها وُضعت ورُويت في سرديات قصص الأنبياء (الثعلبي). حاولنا في هذه الدراسة قراءة ومقاربة متن هذه الحكاية الدينية القديمة الحاملة لعنوان بطل اسمه بلوقيا شدّ الرحال بحثاً عن النبيّ محمد قصد ملاقاته والدخول في دينه. تعاملنا مع هذه الحكاية بوصفها إنتاجًا أدبيًّا وسرديًّا بدون عزلها عن محيطها القصصي والدينيّ محاولين تفكيك تركيبتها وإعادة إنتاجها نصًّا سرديًّا قابلاً للتحليل والمقاربة. قصّة أضحت مسرحاً لتشكّل الخطاب الديني الوعظي والخطاب العجائبي، مُكوّنة بذلك تعبيراً جديداً اعتمد عليه الإسلام الناشئ لتوصيل تعاليمه وقيمه.

عالجنا متن هذه الحكاية من خلال التساؤلات المنهجية التالية: كيف استلهم السياق التاريخيّ الإسلاميّ الأوّل هذه الشخصية السردية وأعطاها اسماً ونسباً ومكاناً وزماناً، ووضعها داخل مغامرة شيّقة مع شخوص أخرى ثانوية، ابتداءً من الحيوان إلى الملاك ومروراً بالجنّ؟ كيف تكوّنت ونمت هذه الحكاية؟ وكيف تمّ تداولها وروايتها في بعض الكتابات الإسلامية؟ وأخيراً كيف صوّر القاصّ الشعبي الدفاع عن النبيّ الكريم داخل حكاية غريبة يريد إيصالها للمتلقّي والتأثير فيه؟ وكيف جعل عنصرَيْ العجائبي والديني يتناغمان ويكوّنان خطاباً يدافع عن سجال دينيّ في غاية الأهمية، عرفه الفكر الإسلامي الوسيط ومازالت أصداؤه تتردّد إلى الآن، ألا وهو مسألة تحريف التوراة وذكرها لنبيّ الإسلام؟ اختزلنا هذه الأسئلة المنهجية في دراستنا في ثلاثة مداخل أساسية: أوّلاً قمنا بملاحظات عامة حول نشأة هذه الحكاية انطلاقاً من بعض الفرضيات. ثانياً حاولنا إظهار المكوّنات السردية المختلفة التي ساهمت في بنائها. ثالثًا وأخيراً تطرّقنا إلى الدور الذي لعبه كلّ من الخطاب العجائبي والديني في بلورة متن هذه القصّة وتطويره.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا