صناعة السَّرد: أصحاب الرَّسّ من الآية إلى القصَّة


فئة :  أبحاث عامة

صناعة السَّرد: أصحاب الرَّسّ من الآية إلى القصَّة

ملخَّص:

حافظت معظم الأجناس الكتابيَّة الإسلاميَّة القديمة، من تفسير وتواريخ وكتب وعظ، وخصوصاً مؤلّفات قصص الأنبياء، ككتابة لها خصوصيتها وطبيعة خطابها، على نسب معيَّنة مقنّنة ومنظّمة لـسرد له جذور طاعنة في خطابات دينيَّة وتاريخيَّة وأسطوريَّة. يحاول هذا البحث مقاربة هذا الخطاب السردي انطلاقاً من قصة أصحاب الرَّسّ التي تعتبر من القصص "المبهمة" في النصّ القرآني، وقد تتبَّعنا طيلة هذا البحث كيف تعرَّض القرآن الكريم لهذه القصَّة في حدود ما وسمناه بآيتي أصحاب الرَّس، في سورة قاف وسورة الفرقان، وذلك داخل بنية سرديَّة قرآنيَّة لها منهجها ومقصدها الأسنى، إلى قصة أضحت متنوّعة المداخل ملأى بالتفاصيل السرديَّة والأخبار ومذكورة في بطون مصادر السرد الدّيني القديمة. فمن آيتين في القرآن إلى أخبار مختلفة المشارب تأسَّست القصَّة الدينيَّة في الخطاب السردي الوسيط منظّمة من شخوص وزمان ومكان وعناصر متلوّنة، غايتها الأولى خدمة الدّين الجديد (الإسلام)، وقاسمها المشترك هو الدرس الديني والاعتبار. فالقصَّة التي تتطرَّق لها هذه الدراسة تطرح مجموعة من الأسئلة المتعلّقة بطبيعة العناصر والأخبار التي لعبت في تطويرها من النواة السرديَّة الأولى (الآية)، الخالية من كلّ غرابة وتخييل، إلى خطاب قصصي متحرّر وليد صناعة سرديَّة ساهم في تصنيفها ونظم خيوطها رواة قدامى في عصور وأزمنة غابرة. فكيف تكوَّنت قصَّة أصحاب الرَّس؟ وما هي الوحدات السرديَّة التي ساهمت في تأليفها؟ وكيف ساهم الرواة القدامى في تصنيفها ونظم خيوطها؟

فمن ناحية حاولنا مقاربة تركيبة هذه القصَّة والغوص في وحداتها السرديَّة المختزلة في رواية أبي إسحاق الثعلبي في كتابه: "عرائس المجالس في قصص الأنبياء" (العرائس)، حيث أخرج هذا الراوي المنظّم لسرديات قصص الأنبياء (الثعلبي) نسيجاً سردياً "حاول" الإجابة عن كلّ التساؤلات التي تستوقف المتلّقي لهذا النوع من القصص، ومن ناحية أخرى تطرَّقنا لبنية خطاب الرواة القدامى والقاصّ الشعبي واستراتيجيتهم في صناعة فسيفساء سرديَّة دينيَّة مكوَّنة من عناصر تبدو متباينة وأحياناً متنافرة، وبالتالي لاحظنا استغلالهم في تكوينها أضعف التلميحات والمفردات القرآنيَّة ليقدّموا لنا "قصة مفبركة" حافظت لنا ذاكرة الأخبار الإسلاميَّة القديمة على بعض ملامحها، في حين، وهذه فرضيتنا، ضاعت أو تشابكت بنيتها (أو بنياتها) السرديَّة الأولى. قصَّة أو لوحات متعدّدة لقصَّة عرفت تحوُّلات وتغيُّرات وروايات أضحت مكوّناً من مكوّنات الخطاب الأسطوري المتأثّر بعامل الرواية المترامية الأطراف.

هذا هو الموضوع الأساس الذي يروم هذا البحث التطرُّق إليه محاولاً إظهار استراتيجيَّة "صناعة السرد الديني" من خلال هذه القصَّة، وكما سيعاينه القارئ الكريم فحصَّة الأسئلة والتساؤل تفوق الأجوبة، فالقصَّة متنوّعة المداخل وغامضة التكوين.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا