إشكالية الخلافة عند الأشاعرة


فئة :  أبحاث محكمة

إشكالية الخلافة عند الأشاعرة

إشكالية الخلافة عند الأشاعرة

مقدمة

يندرج البحث في مسألة الخلافة أو الإمامة، وهما مترادفان كما سنرى، في إطار الفكر السياسي الإسلامي الذي تداخلت فيه السياسة بالدين، وأضحى فيه النظر في الإمامة مرتبطا بأسس العقيدة وقواعد الشريعة. فقد كان محمد نبيا ورسولا وفي الآن نفسه قائدا وزعيما، حاميا للعقيدة والشريعة ومطبقا لهما على مسرح الواقع الدنيوي. ولعل هذا الارتباط بين الدين والدنيا في الممارسة السياسية الإسلامية منذ بواكيرها الأولى، هو الذي سيجعل الخلافات السياسية بين الفرق المتنازعة ينعكس على مستوى اختلافها وانقسامها إلى شيع وفرق ومذاهب في العقيدة والكلام والفقه. كما أن ارتباط الخلافة بالدين، هو ما جعل أبا حامد الغزالي يعتبر أن النظر في الإمامة ليس «من فن المعقولات بل من الفقهيات».[1] وهذا يعني أن إشكالاتها هي إشكالات عملية وليست نظرية، ولذلك لا يتم التفكير فيها من قبل مفكري الإسلام انطلاقا من العقل النظري الخالص، بل يتم التفكير فيها انطلاقا من العقل الفقهي الذي هو عقل عملي يشتغل تحت سقف النص الديني ومؤطر به.

وفضلا عن ارتباط النظر في الإمامة بالفقه والعقيدة، فهو يرتبط أيضا بالتاريخ؛ إذ تعالج مسائلها باتخاذ مواقف بعينها من الأحداث والوقائع والملابسات التاريخية التي وقعت بعد وفاة النبي، وإبان فترة الخلافة الراشدة، وما حصل من نزاع وخلاف بين المسلمين، بل وبين الصحابة أنفسهم حول أمور ترتبط ارتباطا وطيدا بقضية الخلافة وتدبير الشأن السياسي للمجتمع الإسلامي. ولعل شرارة هذا الخلاف قد بدأت منذ وفاة النبي، واجتماع الأنصار والمهاجرين في سقيفة بني ساعدة، حتى قبل أن يوارى جثمانه الثرى، من أجل التباحث حول من سيخلفه، مما يدل على أهمية موضوع الخلافة وحساسيته، وعمق ما يطرحه من إشكالات تتعلق بالدين والدنيا معا. فقد ذهب الشهرستاني، في هذا السياق، إلى القول إن «أعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة، إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان».[2] ويمكن القول بأنه منذ هذه اللحظة الأولى التي أعقبت وفاة النبي، لحظة النزاع حول الخلافة في سقيفة بني ساعدة، ستظهر بوادر انقسام وتباين الرؤى والتصورات حول مفهوم الإمامة وشروطها وكيفية انعقادها ومن هو أحق بها، لاسيما بين الموقفين المتعارضين السني من جهة، والشيعي من جهة أخرى.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1]- أبو حامد الغزالي، الاقتصاد في الاعتقاد، عني به أنس محمد عدنان الشرفاوي، دار المنهاج، ص.290

[2]- أبو الفتح الشهرستاني، الملل والنحل، الجزء الأول، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار صعب، بيروت، 1986م، ص.24

[3]- أبو حامد الغزالي، الاقتصاد في الاعتقاد، ص.290