الإنسان: السلب والإيجاب مقاربة بين المادة التكوينية للكائن البشري


فئة :  أبحاث محكمة

الإنسان: السلب والإيجاب	مقاربة بين المادة التكوينية للكائن البشري

محاور الدراسة:

- مقدّمة

- عودٌ على بدء: مقدّمة ثانية

- ثنائية الخير والشرّ

- الضمير: الضبط الداخلي

- القانون: الضبط الخارجي

- الحالة الراسكولنكوفية: نموذج تطبيقي

- التحكّم الذاتي وإنجازات الكائن البشري (المدخلات والمخرجات)

مقدمة:

قد تكون الميزة الكبرى للإنسان عبر تاريخه الكلي، هي وضعه سؤالي: "كيف"؟ و"لماذا"؟ موضع تساؤل؛ ففي الوقت الذي اتخذت فيه الكائنات الأخرى مسارات مُحدّدة (كالنمل أو النحل)، بدأ الإنسان –على ضعف إمكاناته- يحتجّ على ما هو عليه، فوضع نصب عينيه كل ما من شأنه أن يكون ذا أهمية بالنسبة إليه في حياته المرئية واللا مرئية، وبدأ بالتمحيص والتدقيق والتبويب. وعبر المسيرة التاريخية، كان الإنسان صاحب السبق –دوماً- في النظر والإمعان في كُلِّ شأنٍ من شؤونِ عالمنا، كَبُرَ هذا الشأن أم صغر.

وعليه، فقد نشأت العلوم والمعارف والفلسفات والأديان على يد هذا الإنسان –وأنا هنا أعني الإنسان على إطلاقه-(1)، وتجلَّت عبقرية الإنسان منذ بواكيره بوضعهِ للبدايات، ومن ثمَّ التأسيس عليها عبر عمليات احتجاج لا نهائي؛ فالمادة الخام –وضعية ما هو عليه- لم تكن مَوضعَ رضا بالنسبةِ لهذا الكائن المتمرد، ولم يحدث لهُ أن قَبِلَ قبولاً تاماً بما كانَ عليه، فعلى الدوام سعى إلى التغيير والتبديل، حتى لو كان ما هو عليه أو الوضع القائم بغاية القداسة.

وقد أثمر احتجاج الإنسان لناحية عدم رضاه عما هو عليه، وتطلِّعه إلى ما يجب أن يكون إطلاقاً، في تبديل حياته رأسا على عقب، ونقلها من الأبسط إلى الأعقد؛ فالذي صنعَ سكيناً من الحجارة والعظام في مرحلة غابرة لاستخدامها في عدّة مجالات تُفضي إلى خدمته وتلبية احتياجاته، ها هو اليوم يتفنن (في واحدةٍ من تجليات محنته الوجودية هنا والآن) في صناعة أدوات القتل الفردي والجماعي، وذلك لعدم اقتناعه بنهائية ما وصل إليه هنا والآن؛ فـَقلق الأسئلة التأسيسية وضعه وجهاً لوجه مع تطوّر وجودي دائم ودافق ...

* معاذ بني عامر باحث أردني

للإطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا


(1)تجلّت العبقرية الإبداعية لابن طفيل في قصة (حيي بن يقظان) بعدم حصر بطل قصته بمقننات تحدّ من عالميته؛ فالمواصفات التي أضفاها ابن طفيل على هذا (الحي اليقظان) وليس (الميت الغافل) جعلت منه أنموذجا عالميا ، يصلح لـ "مظهرة" حياة مثلى في أي زمان ومكان، فبنيته التحتية يمكن التأسيس عليها لبناء متماسك، يشكّل معالم إنسان عالمي، نزّاع للخير.