الإنسان والمكان في الثقافة العربية الإسلامية


فئة :  قراءات في كتب

الإنسان والمكان في الثقافة العربية الإسلامية

قراءة في كتاب "الإنسان والمكان في الثقافة العربية الإسلامية

قراءة في نصوص الجغرافيين والرّحالين والمسالكيين العرب إلى القرن الخامس الهجري"


صدر كتاب "الإنسان والمكان في الثقافة العربية الإسلامية: قراءة في نصوص الجغرافيين والرّحالين والمسالكيين العرب إلى القرن الخامس الهجري" للباحث التونسي لطفي دبّيش أستاذ التعليم العالي (اختصاص اللغة العربية وآدابها) بجامعة تونس، ضمن منشورات كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية تونس، وذلك ضمن السلسلة الثامنة لسنة 2011. والكتاب في الأصل أطروحة دكتوراه دولة عنوانها "مكوّنات النص الجغرافي إلى القرن الخامس الهجري" أعدّها الباحث بإشراف من الأستاذ حمّادي صمّود، وقد نُوقشت الأطروحة في 7 جوان 2004.

ويتكوّن الكتاب من ست مئة وعشرين صفحة توزّعت على المقدّمة والمدوّنة وأبواب ثلاثة وخاتمة عامة إلى جانب ملحق بالخرائط والرسوم والمصادر والمراجع وفهرس الأعلام وفهرس الأماكن والبلدان وفهرس المصطلحات والمفاهيم الجغرافية والمحتوى العام.

وقد سمّى الباحث الأبواب الثلاثة المشكّلة لنواة البحث بـ:

الباب الأوّل: خصائص الخطاب الجغرافي العربي إلى القرن الخامس الهجري

الباب الثاني: صفة الكتابة في النص الجغرافي إلى القرن الخامس الهجري

الباب الثالث: منزلة الخطاب الجغرافي في نظام المعرفة والمجتمع العربيين إلى القرن الخامس الهجري

وقد تناول الباحث في الباب الأوّل جملة من الإشكاليات الموصولة بـ"الخطاب الجغرافي وخصائصه"، وذلك من خلال الوقوف على أهم الروافد الأجنبيّة وعناصر المعرفة الذاتية وكيفيّة تجاوز الفكر الجغرافي العربي حيز تمثّل جغرافيّة الآخرين إلى حيز الإبداع والتميّز.

وفي هذا المستوى تناول بالدرس خصائص كتب الأنواء والمعرفة العلمية وصلة النص الجغرافي بالمقولات الجغرافية الرياضيّة.

وقد تطلّب ذلك من الباحث النظر في "حدّ الجغرافيّة في نصوص الجغرافيين العرب" مميّزًا بين حدّ الجغرافيّة عند الجغرافيين وعند الإداريين والتقنيين. وقد توسّع في أبعاد هذه المسألة بالتطرق إلى أهم مقوّمات المقاربة الجغرافية القديمة بمختلف أشكالها، بدءًا من محاولة ابن خرداذبه الذي رأى فيه الباحث رائدًا للجغرافية الإدارية، وصولاً إلى قدامة بن جعفر الذي عدّه أهم المجددين في حقل الجغرافية الإدارية، فهو الذي أوجد أفقًا جديدًا للجغرافيين الإداريين والتقنيين. وفي المقابل كان اليعقوبي أهم مثال يؤكّد تداخل الجغرافية الإدارية وجغرافية المسالك والممالك، وهي رؤية سرعان ما أضفى عليها الجغرافي العربي بعدًا أدبيًّا مع ابن الفقيه الهمذاني.

إلى جانب ظهور جغرافية الرحلات والمعرفة المباشرة (أخبار الصين والهند، ...) وجغرافية المسالك والممالك. وقد ترتّب على كل ذلك ظهور وعي جديد بحدود المنهج والموضوع الجغرافيين. وقد بان ذلك في تقدير الباحث في المراوحة بين ثنائية النقل والمعاينة.

لقد تحوّل الفكر الجغرافي العربي من تمثّل جغرافية الآخرين إلى تأسيس جغرافية مخصوصة تداخل فيها البعد العملي بالمقالات النظرية، ذلك أنّ التصنيف في الحقل الجغرافي عُدّ عند العرب "بابًا من أبواب المعرفة العامة" ص39، وهو يعبّر عن اهتمام العرب بمعرفة الفضاءات الثقافية المحيطة بهم والوقوف على ما يميّزهم ثقافيًّا وحضاريًّا.. من غيرهم من الأمم والثقافات المحيطة بهم. ويلاحظ الباحث أنّ معرفة العرب "بالنظريات الهندية واليونانية [لم يكن مباشرًا] بل وصلت إليهم في ثوبها الفارسي. [على أنّ] المذهب اليوناني قد أخذ يضيّق الخناق على المذهبين الهندي والفارسي في الجغرافية الرياضية منذ بداية القرن الثالث الهجري" ص41. وآية ذلك انتشار مؤلّفات إبقراط Hyppocrate وجالينوس Galien وأرسطو Aristote وإقليدس Euclyde فمؤلّفاتهم ونظرياتهم باتت المرجع الرئيس للجغرافي المسلم، وخير مثال على ذلك تأثر محمد بن موسى الخوارزمي (ت 232هـ/846م) في كتابه "صورة الأرض من المدن والجبال والبحار والأنهار" بنظريات بطليموس Ptolemée. وقد أخذ سهراب عن الخوارزمي هذا المنحى، وذلك في "كتاب عجائب الأقاليم السبعة إلى نهاية العمارة". بيد أنّ عمل الجغرافي المسلم لم يقتصر على استرجاع ما انتهى إليه بطليموس بقدر ما أضاف إليه، وذلك في جوانب عديدة أهمها الحرص على التدقيق في ذكر المواقع والمدن وضبط حدودها ضبطًا دقيقًا وواضحًا.

وقد ذهب الباحث إلى القول إنّ اهتمام المسلمين بالجغرافية الفلكية مأتاه ارتباطها الوثيق بجملة من العبادات (الصلاة، الحجّ، معرفة اتجاه القبلة، موقع الكعبة..)، وهو بذلك يشير إلى تداخل الغايات والمقاصد، فالنص الجغرافي موصول بالأساس بالأبعاد الدينية..

فمن أهم ما يستفاد في علاقة بالمسلمين أنّ نشأة هذا المبحث كانت خدمة للناس اعتمادًا على مبدإ المعاينة والنقل، وما يمكن الخلوص إليه في هذا المجال أنّ "العرب [على الرغم من معرفتهم بــ] الجغرافيا قبل المقدسي فإنّ نصوصهم لم تحمل وعيًا نظريًّا بحدود هذه المعرفة مثلما تجلّى ذلك في أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" ص80.

من هذا المنظور يُعتبر المقدسي المُؤسس الحقيقي للمبحث الجغرافي في الثقافة العربية الإسلامية، وهو مبحث ظل وفيًّا إلى حدّ بعيد للمقاربة اليونانية بدءًا من المصطلح جغرافيا المشتق من العبارة اليونانية Graphia وصف Geo الأرض.

إنّ الحديث عن الجغرافية الإدارية يجعلنا إزاء خلفيات سياسية وإدارية لا صلة لها بالخلفيات المعرفية، فإذا بالنص الجغرافي يصبح أهم مقوّمات المنظومة الإدارية، وهو ما تجلّى في "كتاب المسالك والممالك" لابن خرداذبه الذي احتوى على معارف تقنية دقيقة، تتمثل في إفادة الإداريين والعمّال بالمسالك والمسافات الفاصلة بين الحواضر والقرى ومحطات البريد كي يحسنوا التعامل معها، وهي رؤية تطوّرت بعد ابن خرداذبة مع أحمد ابن يعقوب المعروف باليعقوبي (ت 276هـ/889م) وقدامة بن جعفر (ت 337هـ/948م) وعبد الله محمّد بن أحمد بن نصر الجيهاني (ت 315هـ/927م) الذين تجاوزوا صاحب "المسالك والممالك" في مستويات عديدة منها أنّهم لم "يجعلوا مثله الوثائق الرسمية مصدرًا من مصادر معارفهم بل عوّلوا على المصادر المباشرة المعتمدة على الأسفار وأحاديث الثقات" ص95.

زد على ذلك أنّ الجغرافية العربية الإسلامية قد عرفت تحوّلاً مهمًّا في مستوى التصوّر والمقاربة مع الهمذاني الحسن بن أحمد (ت 334هـ/945م) وأحمد بن محمّد الرّازي (ت 344هـ/955م) ومحمّد بن يوسف الورّاق (364هـ/973م) فمعهم انتقل النص الجغرافي من دراسة جميع الأقاليم إلى التخصص في إقليم معين دون غيره (الأندلس، المغرب، الجزيرة العربية، ...) ممّا جعل النص الجغرافي أكثر تدقيقًا وتعمّقًا فإذا بالنص الجغرافي قائم على "الدقة والالتفات إلى الجزئيات وهو مجال منهجي هام تولّد من رحم الجغرافية الإقليمية أو الجهويّة" ص124.

على أنّ الجغرافي المسلم لم يكتف بالنظر في جغرافية البلاد الإسلامية بل نظر في جغرافيات بلاد تقع خارج حدود العالم الإسلامي مثل الصين والهند... والروس والصقالبة. وقد تعلق هذا الضرب من الجغرافية بالرحلات التجارية خاصة (ابن فضلان...)، وهو صنف من الجغرافية أسس لتصور مخصوص عماده الإدراك الحسي للعالم (أبو دلف)، فإذا بالمعرفة الجغرافية تعتمد على بعد ميداني "فالواقع المحسوس وظروف المعاش تزوّد الإنسان بشتّى المعارف الطبيعيّة والبيولوجيّة والبشريّة وهو ما يمكّن أهل الفكر من اختبار بعض الحقائق والمسلّمات" ص143.

لقد أدّى التراكم المعرفي في الحقل الجغرافي إلى تطوّر النص الجغرافي العربي الإسلامي لا سيما مع "أعلام المدرسة الكلاسيكية" أمثال الاصطخري وابن حوقل والمقدسي. فمع هؤلاء بات النص الجغرافي أكثر تنظيمًا، وذلك من خلال الارتقاء بالنص الجغرافي من "درجة التطبيقات اليومية والعمل الوضعي ذي المنافع المباشرة إلى درجة العمل العلمي المستند إلى تصوّر نظري للبحث والتصنيف". ص151 فإذا بالمعرفة الجغرافية تقوم مع البكري على مراوحة بين النقل والمعاينة.

وما نبّه عليه الباحث في ما يتصل بهذه المسألة أنّ النص الجغرافي ظل في مستوى الدائرة المعرفية موصولاً بالأدب والتاريخ وكتب الموسوعات، وخير مثال على ذلك ابن رسته والمسعودي (ت 355هـ/956م). فالأوّل ألّف موسوعة وسمها بـ "الأعلاق النفيسة" استفاد فيها من مقاربة ابن خرداذبه واليعقوبي دون أنْ يقع في تكرار المقولات الجغرافية بل سعى إلى فهمها وإعادة صياغتها آخذًا في الحسبان مقتضيات الواقع التاريخي وبنية الواقع المعرفي العربي آنذاك. أمّا الثاني (المسعودي) فإنّ كتابيه "مروج الذهب و"التنبيه والإشراف مثّلا معًا نموذجًا دالاً على دور المعاينة في تصحيح الأخطاء والأخبار المتداولة من جهة، ومن جهة أخرى كشفت مقاربته وعي المسلمين بأهمية اكتشاف المكان والإحاطة به وبأحداثه على مرّ العصور والأزمنة.

قام الباب الأول من البحث على تصوّر واضح مفاده أنّ النص الجغرافي العربي الإسلامي قد بُني على مراحل، وتطوّر في مستويات آلياته ومنهجه فكان الانتقال من طور الجغرافيين الإداريين إلى الجغرافيين المسالكيين، ومن الجغرافية الكلية إلى الجغرافية المتخصصة، ومن الاعتماد على المرويات وكتب الآخرين إلى المعاينة والتحقق أهم خصائص النص الجغرافي الإسلامي الذي أصبح نصًّا جامعًا يأخذ بناصية نصوص عديدة، وهو ما جعل منه نصًّا طريفًا له طرقه الخاصة في الإبلاغ والمتمثّلة أساسًا في التمييز بين مستويات لسانية في المكتوب أساسها مراعاة صفة المخاطب الاجتماعية والمعرفية عملاً بالقاعدة التي تقول "لا تعطي خسيس الناس رفيع الكلام ولا رفيع الناس وضيع الكلام فلكل مقام مقال" ص215.

وهي قاعدة دعت الباحث إلى تخصيص الباب الثاني لمعالجة إشكاليات عديدة متعلّقة بـ"صفة الكتابة في النص الجغرافي إلى القرن الخامس الهجري". وقد بيّن الباحث في مختلف فصول هذا الباب "خصائص الإبلاغ في النص الجغرافي" وطرق التبويب فيها ومكوّنات النص الجغرافي تركيبًا ومعجمًا واصطلاحًا، وكيف تداخلت النصوص وتفاعلت في متون النصوص الجغرافية، ومن مظاهر ذلك انفتاح النص الجغرافي على الأدب، وهو ما دفع بالباحث لطفي دبّيش إلى الوقوف على مسألة مهمّة تمثّلت في الصياغة العلمية الفنّية من خلال النظر في نص المقدسي وكيف أصبحت الخرائط والمصوّرات ركنًا رئيسًا من أركان النص الجغرافي الذي قام قبل ذلك على الوصف.

ومن بين أهم النتائج التي انتهى إليها في هذا الباب الإقرار بأنّ الفروق بين نصوص الجغرافيين مأتاها اختلاف نوعية النص الجغرافي النص الإداري أو النص الجغرافي القائم على الكتابة التقنية المفتوحة على الأدب (اليعقوبي)، أو التصنيف على طريقة الرّحالين (ابن فضلان)، أو النص الجغرافي المبني على صياغة علمية وصياغة فنّية (المقدسي)، ومدار الاختلاف بينها ماثل في المعجم والتراكيب والتعابير... أمّا الجامع بينها فيتمثّل في ميلها إلى الإفهام باعتماد لغة عربية فصيحة يخالطها بعض الأعجمي (الأسماء،....).

إنّ الاهتمام بالنص الجغرافي العربي الإسلامي قديمًا وأهميته في حيوات المسلمين وارتباطه بمختلف مستويات العيش دفع الباحث إلى تخصيص الباب الثالث من البحث للنظر في "منزلة الخطاب الجغرافي العربي في نظام المعرفة والمجتمع العربيين إلى القرن الخامس الهجري"، ففيه وقف على منزلة الخطاب الجغرافي" في نظام المعرفة والمجتمع العربيين إلى القرن الخامس للهجري". ومن أهم الإشكاليات التي تناولها الباحث في هذا الباب مظاهر الوعي بالمكان في الفكر الجغرافي العربي إلى القرن الخامس الهجري، وكيف تمّ تحديد معنى المكان في النص الجغرافي واتصال المكان بالزمان من جهة، ومن جهة أخرى وقف على منزلة الجغرافية في تصنيف العلوم العربية الإسلامية وطبيعة العلاقة بين الذاتي والموضوعي وبين المعاينة والمخيال. وقد تجلّى ذلك في الجانب الوضعي لعوالم الأرض والبحر والمياه والمناخ وعناصر الطقس إلى جانب المجال البشري والعمراني في الجغرافية الوصفيّة التي اهتمّت بتبيّن خصائص جغرافية المدن والتنظيم السياسي والإداري والقضائي وجغرافية المنتجات والأنشطة الاقتصادية وجغرافية المسالك وطرق المواصلات، وكيف انعكس ذلك على ثنائية العلاقة بين الذات والآخر (فارس، ...).

وعى أصحاب النص الجغرافي العربي أهمية المكان (المسعودي، ابن حوقل، ابن فضلان، الاصطخري، ...) في حياة الإنسان ووجوه اتصاله (المكان) بالزمان، وهو ما أدّى إلى تداخل المعارف الجغرافية بالمعارف التاريخية دون أن يؤدّي ذلك إلى تماهيهما. وقد توسّع الباحث في الفصل الثاني الموسوم بـ "منزلة الجغرافية في تصنيف العلوم العربية الإسلامية" في علاقة الجغرافية بسائر ضروب العلوم العربية مثل الفلك والرياضية والتنجيم. أمّا في ما يتصل بالفصل الثالث ففيه تطرق الباحث إلى علاقة الموضوعية بالذاتية في الخطاب الجغرافي العربي الإسلامي، وذلك من خلال النظر في ثنائية العيان والمخيال، فإذا بالنص الجغرافي "لم يشذّ [...] عن المناخ الثقافي العام في قراءة العالم السماوي وتفسير الظواهر المتعالية إلاّ أنّه لم يجاره مجاراةً تامّة بل توجّه توجّهًا عقليًّا في تمثّل العالم الأرضي والظّواهر المادية المحسوسة فما يمكن إدراكه حسيًا [...] لم يفسّروه أسطوريًّا" ص415. وهو ما تجلّى بوضوح في الفصل الرابع الموسوم بـ" العالم الطبيعي في الجغرافية الوصفيّة"، الذي بيّن من خلاله الباحث أنّ الطبيعة لم تحمل في النص الجغرافي العربي قيمة في ذاتها بل في ما تقدّمه للإنسان من خيرات ومنافع، وهي رؤية تنبع بالأساس من التصور القرآني الذي أشار إلى أنّ الطبيعة مسخّرة للإنسان، وهي مسألة تطلب النظر فيها وضع فصل كامل هو الفصل الخامس الموسوم بـ "المجال البشري والعمراني في الجغرافية الوصفيّة،" ففي النص الجغرافي اهتمام واضح بـجغرافية المدن والتنظيم السياسي والإداري والقضائي وبالمرافق العامة (الأسواق،...) وبالمنتجات التجارية والزراعية والأنشطة الاقتصادية وبالسلع والعملة والطرق البحرية والبرية ومختلف طرق المواصلات.

وقد أدّى النظر في مختلف تلك المستويات إلى بناء تصور مخصوص يقوم على المقارنة بين الأنا والآخر أي بين المملكة الإسلامية والبلدان الأخرى، وهو مبحث تناول الباحث مختلف فروعه في الفصل السادس الذي وقف فيه على المقارنات التي حفلت بها النصوص الجغرافية بين البلاد العربية وبلاد الفرس والأندلس والمغرب،... فإذا بالتعرّف على الآخر ينطوي على رغبة في ضمان أمن المملكة الإسلامية وربط علاقات تجارية (أرباح)...، على أنّ أهم ما يستفاد من تلك المقارنات أنّها كانت تنتهي إلى رسم "صورة للآخر انطلاقًا من الذات" ص523.

وفي ذلك دلالة على تطور النص الجغرافي - لا سيما في القرن الرابع من الهجرة - الّذي أصبح موصولاً بمجالات عديدة الطبيعي والبشري والعمراني والإداري والتاريخي.. .. فلم يعد النص الجغرافي نصًّا توبوغرافيًّا بقدر ما لامس آفاق النظر الأنتربولوجي (مميزات الجماعات الإثنية، العادات والتقاليد، الطقوس، ...).