البيوإتيقا مقاربةً علمانية


فئة :  أبحاث محكمة

البيوإتيقا مقاربةً علمانية

ملخص:

تدفعنا المقاربة العلمانية في البيوإتيقا إلى التساؤل: هل تعتبر حلا أم مشكلة ضمن الفضاء البيوإتيقي؟ وكيف السبيل إلى فهم تبرير هذه المقاربة الداعية إلى وضع حدود وسياجات للدين واستبعاده من مجال الفضاء العمومي. فهل يكفي تاريخ البشرية (وخاصة منه الغربي الوسيط والحديث) المشحون بالصراعات الدينية كحجة لإسقاط صوت اللاهوت من النقاشات البيوإتيقية؟ كيف سينظر أصحاب الموقف العلماني إلى الإسهامات اللاهوتية التي شكلت واحدة من الإرهاصات في قيام البيوإتيقا؟ كيف نتأولها أم سنقفز عليها مع أنها واقع ماثل أمامنا وحدث تاريخي نقرؤه في تاريخية البيوإتيقا؟ وهل كل ما علماني معادي وخصم للدين؟ ألا يجب التمييز بين الديني والروحي للخروج من مأزق احتكار الدين للروحانيات. ذلك أن ليس كل ديني روحي بالضرورة من حيث أن الروحاني هو نوع من البحث عن معنى للحياة ينسجم مع مطلب عميق في بنية الإنسان.

المقاربة العلمانية في البيوإتيقا - في نظري- هي حلقة في سلسلة طويلة من تاريخ الغرب وهي نتيجة منطقية لاستكمال إجراءات فصل الديني عن الدنيوي بعد حسم معركة السياسي واللاهوتي. كان لابد من عدم ترك الأخلاق ملاذا أو منفذا للدين وتوجب تغيير مرجعية المصدر الديني للأخلاق بمرجعية أخرى، تتلازم مع دمقرطة الحياة المعاصرة فلا ديمقراطية من دون علمنة.

إن أنصار المقاربة العلمانية يكيفون قوانين البيوإتيقا - في كل مرة - متحدين الأحكام حتى تستجيب لتلك المتطلبات المتزايدة من الحريات والتي تركزت في أجيال من حقوق الإنسان (خاصة الجيل الثالث) والتي زحفت في موجات متتالية ليس من السهل التنازل عليها. فاللاهوتيون اليوم يقفون متفرجين على رقعة الانتصارات وهي في تنامي للمطالبين بتقنين الموت الرحيم والاستنساخ والزواج المثلي وتغيير الجنس والإجهاض وغير ذلك من القضايا التي يعدها رجال الدين محظورة وممنوعة.

تريد المقاربة العلمانية الإبقاء على الفضاء العمومي محايدا لأنه فضاء للحوار والنقاش حول قضايا لا بد من طرحها حتى ينتظم العيش معا.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا