التفكير النقدي، والثقافة العلمية، والممارسات الفلسفية الجديدة


فئة :  ترجمات

التفكير النقدي، والثقافة العلمية، والممارسات الفلسفية الجديدة

التفكير النقدي، والثقافة العلمية، والممارسات الفلسفية الجديدة[1]

ملخص:

يروم المقال المترجم إثارة الانتباه إلى نموذج بديل للتربية على التفكير النقدي، ونشر وإشاعة الثقافة العلمية، لا يقوم فقط، على نقل المعارف والنتائج العلمية ونشرها بين الجمهور، بل على التربية على الإبستيمولوجيا؛ أي على تملك معايير التمييز في المعارف بين علمية وغير علمية؛ وهذا ما يمكن أن تنهض به الممارسات الفلسفية الجديدة.

إن عالم اليوم تسمه غزارة في المعرفة ومصادرها؛ فالمعلومة ترد من حدب وتأتي من كل صوب، كما تسم هذا العالم، على مستوى العلم، نزعة تخصص بلغت حدودا يعجز معها العالم المتخصص عن الإلمام بالفرع من تخصصه؛ وفي الآن نفسه ترتفع الأصوات صادحة بالحاجة المجتمعية الماسة إلى التربية على التفكير النقدي وأيضا إلى نشر الثقافة العلمية بين الجمهور، نظرا لما هذا الأمر من وقع إيجابي على تدبير الشأن العام بالصورة الأفضل والأنجع.

تعطي هذه الحاجات والمتطلبات الجديدة موقعاً مشروعا واستراتيجيا للممارسات الفلسفية الجديدة، التي من شأنها أن تلعب دورا رياديا في التربية على التفكير النقدي وإشاعة الثقافة العلمية، من خلال مسالك متعددة، يركز المقال المترجم منها على مسلك تنمية التفكير النقدي إزاء المعارف التي تدعي العلمية بالاستفادة من أبحاث الإبستيمولوجيين المتعلقة بمعايير المصداقية الداخلية والخارجية للمعارف العلمية، والتي يمكن أن تكون مادة خصبة ومتميزة للأشكال الجديدة من التربية الفلسفية.

تقديم:

أضع كهدف رئيس، لهذا المقال، الدفاع عن أنّ الممارسات الفلسفية الجديدة -التي ما تزال أنماطها في حاجة إلى البلورة جزئيا - تمثل رافعة فعالة للتربية العلمية؛ وإذن، لنشر الثقافة العلمية. ويشكل هذا النص، الذي ينطلق من مفترض (ليس مستدلا عليه هنا) مفاده أن مستوى متوسّطاً أفضل من الثقافة العلمية، يفضي إلى تدبير أفضل للشأن العام (على الأقل فيما يخص الإشكاليات ذات الطبيعة العلمية)، يشكل إشادة بالاستثمارات المجتمعية الاستراتيجية في الممارسات الفلسفية الجديدة.

ومن أجل بلوغ هذا المسعى، أقترح بداية حصر حدود المسلمة التي مفادها أن "التفكير النقدي أمر حسن". وأنشد خاصة، التوصيف الإيجابي لمفهوم التفكير النقدي وبيان رهانه الرئيس (العنصر 1.1). وهذا قبل تحديد رافعات الدعم الرئيسة المترابطة فيه من منظورات تربوية مختلفة (العنصر 1.2). وعلى هذا الأساس، سأقيم، عقب ذلك، الفرضية التي بحسبها تكون الثقافة العلمية بالأساس نمطا خاصا لممارسة التفكير النقدي (العنصر 2.1). وبعد بسط التوجهات الرئيسة للبحث التي تكشف عن الأدوات الإبستيمولوجية الملائمة لشحذ التفكير النقدي إزاء العلوم (العنصر 2.2)، سأختم البحث بعرض أوّلي لنموذج لإشاعة الثقافة العلمية، يُفْرِد النصيب الأوفى للممارسات الفلسفية الجديدة (العنصر 2.3).

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] العنوان الأصلي:

Esprit critique, culture scientifique et nouvelles pratiques philosophique, Diotime (Revue internationale de la didactique et des pratiques de la philosophie), N° 91, Mai 2022