الشاهد الدّيني؛ من النّصّ المستشهد منه إلى النّصّ المستشهد فيه: قراءة في السّياق والوظائف "نهج البلاغة" للإمام عليّ بن أبي طالب أنموذجاً


فئة :  أبحاث محكمة

الشاهد الدّيني؛ من النّصّ المستشهد منه إلى النّصّ المستشهد فيه: قراءة في السّياق والوظائف "نهج البلاغة" للإمام عليّ بن أبي طالب أنموذجاً

الشاهد الدّيني؛ من النّصّ المستشهد منه إلى النّصّ المستشهد فيه:

قراءة في السّياق والوظائف "نهج البلاغة"

للإمام عليّ بن أبي طالب أنموذجاً


الملخص:

تُعدّ العودة إلى النص المقدّس أحد أهم خصائص الخطاب السياسي الإسلامي القديم، على أنّ استدعاء النصوص المقدّسة قام بالأساس على فصل النص المستشهد به (النص المقدّس) عن سّياقاتها النّصيّة الأصلية، فصاحب النص المستشهد فيه يخلق سياقات جديدة للنص المقدّس ويخلق له أسباب نزول جديدة.

وبناء على ذلك فإنّ تبيّن دلالات الآيات والأحاديث النبوية في متن النّصّ المُستشهد فيه يتطلّب من القارئ الوقوف على المقام والظّروف الحافة بنشأة النّصّ المُستشهد فيه. ذلك أنّ الشّاهد لحظة استخدامه في النّصّ المستشهد فيه يقوم بتأسيس شبكة من العلاقات تصل الملفوظ المتعالي بالملفوظ البشري، وهي علاقات من شأنها أنْ تعيد تشكيل دلالات الشّاهد الدّيني ودلالات النّصّ المستشهد فيه وتعيد بناء فهم القارئ لمدلولات النّصّ المستشهد منه، وبهذا المعنى فإنّ المقام الجديد يؤثر في ماهية الشّاهد الدّيني، ومن شأن هذا التّداخل بين سياق جديد وسياق قديم أنْ يلقي بثقله على المتقبل الذي يكون مدعوا إلى تتبّع رحلة الشّاهد من النّص المستشهد منه إلى النّص المستشهد فيه، ومعرفة ما طرأ على الشّاهد من تغيرات.

إنّ "الشّاهد الدّيني" ليس مجرد علامة لوجود علاقات نصيّة تربط النّص اللاحق بالنّصّ السّابق، بل هو شكل من أشكال المخاتلة التي يمارسها صاحب النّص المستشهد فيه، فهو يحاول وصل نصه بمصدر النّص السّابق/المستشهد منه، فطمس جميع الحدود بين النّصيّن. وبذلك تصبح القراءة عملية معقدة تتطلّب من القارئ تبيّن الحدود التي تفصل بين النص المستشهد منه والنّص المستشهد فيه.

وفي هذا المقال نبيّن بعض الجوانب الدّلالية والتّداوليّة للشاهد بالنّظر في نصوص ثلاثة من كتاب "نهج البلاغة"، فالأوّل خطبة. أمّا الثاني والثّالث فهما رسالتان توجّه بهما عليّ بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا