الشروط النظرية التي أدت إلى انهيار العلم الأرسطي وبناء العلم الحديث الفيزياء نموذجا


فئة :  أبحاث محكمة

الشروط النظرية التي أدت إلى انهيار العلم الأرسطي وبناء العلم الحديث الفيزياء نموذجا

الشروط النظرية التي أدت إلى انهيار العلم الأرسطي وبناء العلم الحديث

الفيزياء نموذجا

ملخص البحث:

يعد هذا البحث محاولة للوقوف عند أهم مرحلة من مراحل تطور الفكر الإنساني العلمي والفلسفي، وهي المرحلة التي تمتد من علماء القرن الرابع عشر إلى ديكارت؛ ذلك لأن هذه المرحلة حلقة وصل بين العلم الأرسطي والعلم الحديث، فهي مرحلة مفصلية في تاريخ تطور الفيزياء، وأيضا مرحلة يتضح فيها التداخل بين الرياضيات والفيزياء والفلك من جهة، وبين الفلسفة والفيزياء والفلك من جهة أخرى، للعمل على هذه المقاربة لابد من التسليم بمبدأ أساسي، وهو أن تاريخ الأفكار يتطور وفق منطق تراكمي مستمر، حيث لا وجود لقطائع إبستمولوجية فيه، فهو عبارة عن سلسلة مكونة من حلقات، لا يمكن استيعاب ذلك الفكر بمعزل عن ربط تلك الحلقات فيما بينها؛ وذلك يكشف لنا عن الطريقة التي يتطور من خلالها الفكر الإنساني وعن المنطق الذي يربط الأفكار فيما بينها، ومن هنا المنطلق سوف نتناول مكانة علماء القرن الرابع عشر رواد مدرسة أوكسفورد وباريس في التحولات العلمية الفيزيائية في تلك المرحلة، محاولين تسليط الضوء على مساهمة هؤلاء العلماء في تطور العلم، ومدى استفادة غاليلي من هذا التراث العلمي لرواد مدرسة أوكسفورد وباريس في القرن الرابع عشر، وأيضا سوف نتتبع تأثيرات فيزياء غاليلي وفلك كوبيرنيك على فلسفة ديكارت، وكيفية التي اعتمدها ديكارت في التأسيس للفيزياء الحديثة بناء على تراث سابقيه.

تمهيد:

إن تاريخ الفكر الإنساني تاريخ اتصال واستمرارية تطورية، لا وجود لقطائع في تاريخ العلم والفلسفة، حيث النظريات العلمية بناء وتراكم، لهذا لا توجد بدايات مطلقة مطلق للمذاهب العلمية كما يقول بيير دوهيم في مطلع مؤلفه نظام العالم: "لا توجد بداية مطلقة لنشأة المذاهب العلمية، بغض النظر عن ارتقاء وتطور مستوى الأفكار التي تم إعدادها، يتم التوصل دائمًا إلى آراء تم إعدادها واقتراحها وإعلانها؛ وإذا توقفنا عن اتباع هذه السلسلة من الأفكار التي انبثقت عن بعضها البعض، فهذا لا يعني أننا وضعنا أيدينا على الحلقة الأصلية الأولى؛ لأن السلسلة تغرق وتختفي في أعماق ماضٍ غامض."[1] من أجل الكشف عن هذه السلسلة ينبغي اتباع المنهج التحليلي المفهومي الذي اتبعه كويري في كتابته، حيث يقوم على منطق تتبع التحولات الفكرية وتمييز بين المفاهيم حسب سياقاتها النظرية، ولعل هذه محاولة للوقوف عند أهم مرحلة من مراحل تطور الفكر الإنساني العلمي والفلسفي، وهي المرحلة التي تمتد من علماء القرن الرابع عشر إلى ديكارت؛ ذلك لأن هذه المرحلة حلقة وصل بين العلم الأرسطي والعلم الحديث، فهي مرحلة مفصلية في تاريخ تطور الفيزياء، وأيضا مرحلة يتضح فيها التداخل بين الرياضيات والفيزياء والفلك من جهة، وبين الفلسفة والفيزياء والفلك من جهة أخرى.

من هنا نتساءل: ما مكانة علماء القرن الرابع عشر رواد مدرسة أوكسفورد وباريس في التحولات العلمية الفيزيائية في تلك المرحلة؟ وكيف استفاد غاليلي من هذا التراث العلمي لرواد مدرسة أوكسفورد وباريس في الرابع عشر؟ وما مدى تأثير فيزياء غاليلي وفلك كوبيرنيك في فلسفة ديكارت؟ وكيف أسس ديكارت الفيزياء الحديث على تراث سابقيه؟ للإجابة عن هذه الأسئلة سوف نتطرق إلى ثلاث نقاط أساسية:

- مكانة علماء القرن الرابع عشر رواد مدرستي أوكسفورد وباريس في هذا التحول العلمي

2- أهمية غاليلي التأسيسية

3- ديكارت وليد الكوبيرنيكية

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] - « En la genèse d'une doctrine scientifique, il n'est pas de commencement absolu; si haut que l'on remonte la lignée des pensées qui ont préparé, suggéré, annoncé cette doctrine, on parvient toujours à des opinions qui, à leur tour, ont été préparées, suggérées et annoncées; et si l'on cesse de suivre cet enchaînement d'idées qui ont procédé les unes des autres, ce n'est pas qu'on ait mis la main sur le maillon initial, mais c'est que la chaîne s'enfonce et disparait dans les profondeurs d'un insondable passé ». Pierre Duhem, le système du monde histoire des doctrines cosmologiques de PLATON A COPERNIC, Tome premier, Paris 1913, p 5