العالم والتحول الجذري، قراءة في كتاب داريوش شايغان


فئة :  أبحاث عامة

العالم والتحول الجذري، قراءة في كتاب داريوش شايغان

مدخل

1-أوهام الهوية؛ المنبت الإشكالي والتوتر النظري،ملامح تجربة مريرة

2- الإنّيات التاريخية، والأصول الأولى في وجه الحداثة

3- الهويات وخطاب الصيرورة، المحافظة/الزوال

4 - الأيديولوجيا كإمكان

5 - وهم الهوية، أو النقاء المستحيل

6 - إيران في مفترق طرق، أو في مستهل الزمن الجديد

7 - الإسلام بين العلمنة والحداثة، هل من مصير آخر؟

8 - التوصيف غير المطابق، أو اعتبار التاريخ في التفريق

يعتبر داريوش شايغان (1935) واحدًا من الفلاسفة الإيرانيين المعاصرين، اتسمت شخصيته بالتركيب الشديد، لجمعه بين ثقافات عدة، إن من جهة الانتماء والتلقي الأولي، وإن من ناحية الحضور والفاعلية. إيراني المولد، فرنسي المحيا، جامع للثقافات الفارسية، فالتركية، فالروسية، الإنجليزية إضافة إلى الفرنسية، يجيد السنسكريتية، ملم بأغلب آداب التصوف والعرفان الشرقي، الهندي منه على وجه الخصوص. مطلع على مصادر الثقافة الإيرانية التقليدية، والثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى الثقافة الغربية في محاضنها الفلسفية والأدبية الأساسية، بل وتضلع في اكتساب عناصر هذه الثقافة، خاصة الفلسفة منها وتاريخ الفكر. دارس للحداثة ومتتبع لمكوناتها الجوهرية.

تمحور مشروعه الفكري حول الفروقات الأساسية التي أضافتها الثقافة الغربية الحداثية إلى الثقافة الإنسانية، وعمل على فكرة النقد الروحي لمكتسبات الحداثة حدا من توغلها اللا إنساني الذي أضر بالروح البشرية فأفقدها سماتها، رغم مكاسبها النوعية غير المسبوقة، وهو بذلك يمارس عملا مزدوجا؛ وجهه الأول يتمثل في الاستقاء المفهومي والمنهجي والنقدي من الغرب، ووجهه الآخر توظيف تلك العدة المستقاة في السبر عن الأزمات النوعية والطارئة في هذه الثقافة. وفي واحد من حواراته يصف الحداثة بقوله: مغامرة الحداثة لها وجهان اثنان، فمن ناحية هي إيجابية للغاية، لأنها حرّرت الإنسان من تلك الوصاية المزدوجة التي سمّاها الفيلسوف كانط (1824) بـ "قداسة المقدس "و"جلالة السلطة". فلولا المغامرة الفوستية (نسبة لفوست) التي قام بها الغرب، لما صار الإنسان لِما صرناه اليوم جميعا: أشخاص يتمتعون بالحق والقانون. لولاها لكنا قد بقينا مؤمنين متشبثين بعقائد القرون الوسطى؛ فبفضل هذه المغامرة إذن، صار الإنسان عنصرا يؤسس ذاته بذاته. فالفصل ما بين السلطات والعلمانية وما إلى ذلك... كل هذا حرّرنا وخلصنا من أصفاد الماضي المظلم وقيوده. لكننا من ناحية أخرى، وبحكم تشبثنا بهذه الحرية، افتقدنا العالم السحري وما ينطوي عليه من رموز روحية عميقة وقوية- وهو ما ندعوه بزوال الوهم...الجانب السلبي للحداثة.(01)

من كتبه التأسيسية المترجمة إلى اللغة العربية؛ ما الثورة الدينية، الحضارات التقليدية في مواجهة الحداثة، ترجمه محمد الرحموني، وصدر عن دار الساقي في بيروت، وأيضا كتاب الأصنام الذهنية والذاكرة الأزلية، عن دار الهادي، ووضع له ترجمة مهمة حيدر نجف، تعرض فيه لإشكاليات الهويات التقليدية ومصيرها، أمام براديغمات الحداثة المنافسة، وكيف يمكن لها أن تتموضع ضمن مواقع التاريخ من غير أن تفوت على نفسها فرصة الاندماج في العالم الحديث، لكن من غير ضريبة الإهدار المبرمج. مؤلفه الآخر المهم النفس (النظرة) المبتورة، عن دار الساقي، أورد فيه منطق الاختلالات والفوات التاريخي بين ثقافات العالم، وكيف يصيرالغرب هاجسا موقظا وناقضا في الوقت عينه للشعوب الأخرى التي تحيا خارج نظام الحداثة، خاصة التجمعات الثقافية المسماة إسلامية، وكيف انعكست صدمة الحداثة على تجربتها التاريخية ورصيدها المعرفي؟ وكيف فاتها أن تشارك البشرية أفراح التاريخ ومنجزاته المكينة في منعرجات التحول الكبير، وقادها إلى القهقرى التي لا رجعة منها؟

للإطلاع على البحث كاملا المرجو ضغط هنا