"العهد الجديد" في النصوص الإسلاميّة


فئة :  أبحاث محكمة

"العهد الجديد" في النصوص الإسلاميّة

"العهد الجديد" في النصوص الإسلاميّة([1])

ملخّص:

عالج حمّادي المسعودي في هذا الفصل أربعة مباحث رئيسة تلخّص عنوان الفصل وهو "العهد الجديد في النصوص الإسلاميّة". أمّا بخصوص المبحث الأوّل، فمداره على تعيين المصادر المسيحيّة التي تمّ استدعاؤها في القرآن تعويلاً على العقائد المسيحيّة الكبرى من قبيل البنوّة والصلب والتثليث. ومن ثمّ درس المؤلّف مظاهر انتقال المسيح من البنوّة إلى النبوّة وذلك من أجل تأكيد بشريّة عيسى في القرآن، وهو يحتاج إلى معجزات استرجع القرآن عدداً منها. ثمّ تتبّع المؤلّف مسار تحوّل المسيح من الموت صلباً (المسيحيّة) إلى النجاة (القرآن)، مع بقاء غموض عبّرت عنه مقالة رفع عيسى إلى اللّه. وفضلاً عن ذلك، لم يتبنَّ القرآن مقالة التثليث المسيحيّة. واستنتج صاحب الفصل أنّ ما كان يُتداول عن المسيحيّة زمن القرآن كان يشمل النصوص الإنجيليّة القانونيّة والنصوص غير القانونيّة ومقالات عدد من الفِرَق المسيحيّة (مقالة التثليث خاصّة). أضف إلى ذلك تخليص الإسلام من حضور التشبيه والتجسّد في الألوهيّة.

أمّا المبحث الثاني، ففيه نظر في مظاهر التصرّف والتحويل المتّصلة بغرض نهاية المسيح، وذلك بإجراء مقارنة تلك النهاية التي روتها نصوص الأناجيل بالنهاية مثلما نقلها الطبري في تاريخه. ومن شأن هذه المقارنة أن تبيّن حدود تصرّف المؤرّخ في المادّة القرآنيّة وفي مرويّات الأناجيل من أجل صوغ تصوّر جديد لنهاية المسيح. واستدعى هذا التوجّه في البحث دراسة ثلاثة محاور هي على التوالي: عشاء المسيح مع الحواريّين أوّلاً، والقبض عليه واقتياده للصلب ثانياً، وتجليّات المسيح بعد الغيبة ثالثاً. وأظهرت هذه المحاور تعمّد المؤرّخ المسلم تغيير مسار الأحداث (مثل سرّ الأفخاريستا) من ناحية، وأسطرة شخصيّة المسيح (نجاته من محاولة قتله صلباً) من ناحية أخرى. والمستفاد من ذلك كلّه أنّ المؤرّخ استحضر نصوصاً إنجيليّة لسدّ الفراغ الحاصل في النصّ القرآني بشأن الأغراض المسيحيّة المذكورة أعلاه.

وخصّص المؤلّف المبحث الثالث لضبط أهمّ الدلالات التي تمّ تحميلها لمفهوم "اللّوغوس" (Logos) وذلك بتتبّع التحوّلات التي طرأت عليه من المهاد الديني والثقافي الذي نبت فيه إلى الثقافة الإسلاميّة الجامعة لنصّ القرآن والنصوص الثواني الدائرة في فلكه. فلئن خرج المفهوم من رحم الفلسفة اليونانيّة فإنّه حضر في نصوص "العهد الجديد"، فهو يمثّل أحد الأقانيم أو العناصر المكوّنة للألوهة في العقائد المسيحيّة. أمّا في القرآن، فقد حضر "اللّوغوس" من خلال مصطلح "كلمة" المقترن بسياق الكلام على عيسى بن مريم. والجدير بالملاحظة أنّ القرآن حمّل لفظ "كلمة" في المسيحيّة معانيَ لم تكن موجودة فيها وذلك من أجل إبطال مقالة بنوّة المسيح ومقالة تأليهه.

وختم حمّادي المسعودي هذا الفصل بدراسة مبحث رابع اهتمّ فيه بتتبّع صورة مريم العذراء مثلما نقلتها الأناجيل المنحولة والوقوف على أبرز التحويرات والتعديلات التي أصابتها حين احتضنها القرآن وسائر مصنّفات التفسير وكتب التاريخ الإسلامي. وأحوج ذلك إلى تبيّن صدى حضور النصوص الإنجيليّة المنحولة في مصدرين أساسيين لأبي جعفر الطبري هما "جامع البيان" و"تاريخ الأمم والملوك" استناداً إلى محطّات متعاقبة من سيرة مريم وابنها المسيح/ عيسى (مثل ميلاد مريم وتعبّدها في المعبد وطعامها هناك وكفالتها وزواجها من يوسف النجّار وحملها بعيسى وولادتها له ورحلتها إلى مصر ومعجزات ابنها زمن الطفولة...).

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا

[1]ـ يمثّل هذا العمل الفصل الثالث من كتاب "الظاهرة الدينيّة من علم اللّاهوت إلى علم الأديان المقارن" ـ تأليف: حمّادي المسعودي ـ منشورات مؤسّسة "مؤمنون بلا حدود" للدراسات والأبحاث، ط 1، 2018.