الغنيمة في حروب الإسلام المبكّر


فئة :  أبحاث محكمة

الغنيمة في حروب الإسلام المبكّر

الغنيمة في حروب الإسلام المبكّر


الملخّص:

نتناول في هذا العمل دور الغنيمة في حروب الإسلام المبكر، ونهدف إلى تتبع تنامي هذا الدور وتعاظمه منذ غزوة بدر وحتى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان سنة 35هـ/656م. ونركز على بيان علاقة التلازم بين المعطيين العسكري والاقتصادي في الحروب الأولى التي خاضها المسلمون.

ونعتقد أن ما من سبيل إلى طرق هذا الموضوع بشكل موضوعي متجرد إلا بالفصل -إجرائيًّا على الأقل - بين الجهاد والحرب، لأنّ هذا الفصل سيتيح لنا التعامل مع الحرب باعتبارها معطى بشريًّا خاضعًا لعوامل اقتصادية وفكرية واجتماعية ونفسية، بعيدًا عن تلك الهالة من القداسة التي اصطبغ بها مفهوم الجهاد والتي جعلت منه حربًا مقدسة تستمد شرعيتها من السماء.

وقد تأسست الغنيمة حافزًا، لكن وظيفتها سرعان ما تحولت إلى غاية تطلب لذاتها. ويمكن تفسير ذلك بالعوز الذي كان عليه المسلمون، وهو ما صوّره النبي محمد (ص) قبيل معركة بدر بأوجز عبارة وأبلغها حينما رفع يديه إلى السماء واصفًا حالة أصحابه داعيًا ربه متضرّعًا: "اللهم إنّهم حفاة فاحملهم، وعراة فاُكْـسُهم، وجياع فأشبعهم، وعالة فأغنهم من فضلك".

وشيئًا فشيئًا جرى تحوُّل من الحلف الدفاعي الأصلي (العقبة) إلى الدولة الحربية الغنيمية والهجومية، وكأنّما الأمر يتعلق بدولة محاربة منذ ولادتها في فترة الهجرة. ولعلّ الكساد الذي مُنيت به التجارة عزّز مكانة الغزو الذي أصبح ضرورة اقتصادية وتجارة مضمونة أرباحها وفيرة خيراتها.

وإذا كانت القلّة الغنية ترى الحرب فرصة لمزيد الإغناء وتكديس الثروة، فإنّ الكثرة المستضعفة كان دخلها الرئيس هو نصيبها الذي تحصل عليه من غنائم النصر، فالقتال بالنسبة إليها يُعدّ مصدر رزق ووسيلة معاش إذ هو الذي يؤمّن الحياة ويدفع غوائل الفقر.

غير أنّ المسلمين سرعان ما اقتنوا الخيل، وسعى أغنياؤهم إلى استثمارها، فأصبحوا يُشركون أكثر من فرس في المعركة لأنّ للفرس وحده سهمين، ومعنى ذلك أنّ نصيب "المستثمر" من الغنيمة يتضاعف كلما تضاعف عدد أفراسه المشاركة في القتال.

وقد تضاعفت عوائد الفتوحات، فتولّدت حاجات جديدة اقتضت استجابة إدارية وقانونية لها. وهو ما دعا المسلمين لاستعارة تنظيمات الأعاجم الإدارية والتوسّل بها أول خروجهم من طور البداوة إلى طور التمدن.

 للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا