النصّ من جموح المؤلّف إلى جنوح المحقّق: "معيد النعم ومبيد النقم" لـ"تاج الدين السبكيّ" نموذجا
فئة : أبحاث محكمة
الملخّص:
يطمح هذا البحث بدرجة أولى إلى مناقشة التداخل بين النص وعتباته بما يجعل التحقيق عملية تتجاوز تفسير الأثر في اتجاه الانزياح المتعمَّد إلى دوائر لا يوجد بالضرورة ما يبررها في النص الأصل؛ ومن هنا سيكون عملنا مركّزا بدرجة أولى على بيان تحوّل دور المحقّق من تحقيق النص إلى اختطافه والجنوح به نحو آفاق قد لا يحتملها النص، كما سنهتم بدلالات هذا الجنوح ووظائفه في نص حضاري كُتب قبل ما يزيد عن ستة قرون.
ما حدود الوعي بضرورة إصلاح النسيج الاجتماعي داخل البلاد الإسلامية؟ إن السبكي (ت 771هـ/ 1370م) لا يعرّي وجوه القصور السياسي والاستغلال الاقتصادي فحسب، وإنما يكشف عمّا أصاب مكوّنات المجتمع من تحلّل ناشئ عن سطوة المال وطغيان نزعة الفرد في كل مناحي الحياة.هل يجوز اعتبار خطاب السبكي مساسا بجوهر نظام الحكم ودعوة إلى الثورة على السلطة؟ كيف يمكن فهم الخطاب المباشر الذي يوجهه السبكي إلى السلطان في السياق التاريخي والحضاري الذي أنشئ فيه: "إنك أنت والرعيّة سواء لم تتميّز عنهم بنفسك، بل بفعل الله تعالى الذي لو شاء لأعطاهم ومنعك"؟ ما المرجعيّات التي منها استقى السبكي مادّة كتابه؟ هل اقتصر على المرجعية الدينية؟ أم استفاد من كتب الفلسفة والآداب السلطانية وغيرها من حقول المعرفة التي تحدد العلاقة بين السلطان والرعية؟
حاولت في هذه الدراسة استنطاق النص وتنزيله في سياقه الحضاري والتاريخي، وبيان أوجه التفرد والجرأة التي طبعت المؤلَّف، ثم تتبعت عتبات النص لا سيما ما تعلق منها بعمل المحقق وما اعتوره من جنوح وأحكام كادت في بعض الأحيان تحيد به عن دوافع كتابته وغرضها الأصلي.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
