الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر: رؤيتان متناقضتان للتاريخ


فئة :  أبحاث محكمة

الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر: رؤيتان متناقضتان للتاريخ

ملخص الدراسة:

منطلق هذه الدراسة زعم مفاده أنّ جانبا كبيرا من الصراع الجاري في الساحة الفكريّة العربيّة بين مختلف تيّارات الفكر يرجع بالأساس إلى وجود وعيين بالتاريخ متناقضين: وعي لا تاريخيّ ضارب في القدم بجذور ومُلق بضلاله على كتابات عربيّة كثيرة لم يتخلّص أصحابها إلى يوم الناس هذا من قبضته والتفكير في قضايا العصر خارج المنظومة القديمة، ووعي تاريخيّ جديد منتسب إلى زمن الحداثة وفلسفتها، آخذ في التشكّل والتبلور يوما بعد يوم في نسق بطيء، ولكنّه مستمرّ. والحقّ أنّنا لسنا أوّل من يزعم هذا الزعم. فهذا الفيلسوف الفرنسيّ هيبوليت ينظر في الصراعات الدينيّة والإيديولجيّة الدائرة على عهده، وينتهي إلى إرجاعها إلى التاريخ يختلف المفكّرون في فهمه وتأويله: "إنّ المسألة الرئيسيّة التي هي في عصرنا هذا موضوع نقاش واختلاف بين الوجوديّين والماركسيّين والمسيحيّين، إنّما تتعلّق في رأينا بمعنى التاريخ" (هيبوليت، نقلا عن جلال الدين سعيد، 2004 : 85). وهذا عبد اللّه العرويّ هو الآخر يستحضر أمّهات القضايا التي يدور عليها النقاش الحادّ بين المفكّرين العرب، فيجد لها أصلا عميقا، هو جوهر الاختلاف حول تلك القضايا، نعني بذلك مفهوم التاريخ. ف: "النقاش الملتهب الجاري حاليّا في العالم العربيّ حول القديم والجديد، حول التراث والمعاصرة، حول المادّية والمثاليّة...هو في العمق نقاش حول مفهوم التاريخ" (العروي، الموسوعة الفلسفيّة، نقلا عن الحبيّب: 2003: 28). ولا شكّ في أنّ المراد من مفهوم التاريخ ومن الصراع الدائر حوله، ليس التاريخ في معناه الضيّق، وليس الاختلاف حول صحّة الوقائع وتدوينها. بل المقصود من ذلك هو تمثّل التاريخ والوعي به، وهو الاختلاف في طبيعة ذلك الوعي. وهذا ما عبّر عنه العروي في موطن آخر بوضوح قائلا: "عندما يقال هناك مجتمعات تاريخيّة وأخرى غير تاريخيّة، لا يتعلّق الأمر بالتاريخ كوقائع، لأنّ هذه تحدث بدون انقطاع. ولكن بوجود أو انعدام وعي تاريخيّ" (العروي، 1992: 2/28).

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا