الفلسفة والتحوّل الإمبريالي في الوطن العربي، قراءة في فكر إدوارد سعيد: من النص الفلسفي إلى الواقع التاريخي


فئة :  أبحاث عامة

الفلسفة والتحوّل الإمبريالي في الوطن العربي، قراءة في فكر إدوارد سعيد: من النص الفلسفي إلى الواقع التاريخي

الفلسفة والتحوّل الإمبريالي في الوطن العربي، قراءة في فكر إدوارد سعيد

من النص الفلسفي إلى الواقع التاريخي


الملخص:

تتقاطع النصوص الفلسفية الكبرى مع التحولات والمنعطفات الخطيرة في تاريخ البشرية، حيث لا يركن التفكير الفلسفي إلى الراحة البتة، فهو شبيه بالجندي الذي يحوز على استعداد بدني وذهني ونفسي لكي يراقب ما يحدث في مجرى التاريخ، من هنا كان نص إدوارد سعيد خاصة بعد النكسة العربية سنة 1967، وحرب أكتوبر 1973 متابعاً حصيفاً للذهنية الإمبريالية التي تسكن الثقافة الغربية منذ مدة، وهي تقطن، كما يؤكد، في النص وليس في الواقع، فالواقع ما هو إلا مجرد صدى لأصوات النصوص، حيث تكونت ثيمة الإمبريالية في النص الثقافي الغربي مثل ما هو موجود في نصيحة ليبنتز لنابليون بونابارت بثنيه عن استعمار هولندا وتغيير وجهته صوب مصر، وانطلاقاً من ذلك كان الاستعمار هو الصورة التطبيقية للإمبريالية، مما يؤكد أنّ انحسار الاستعمار يجب ألا يفهم على أنه انحسار للإمبريالية التي تشي بوجود توجهٍ ثقافيٍ كامنٍ في الرؤية الغربية.

ربما المنعطف الكبير في الثقافة الغربية هو الانتقال من الإمبريالية إلى الاستعمار ثم بقاء الإمبريالية كقدر غربي خالص، لأنّ من السهل محاربة الاستعمار مادياً، لكن من العسير مقارعة الإمبريالية التي تنتشر في أغلب التوجهات الفكرية مثل الداروينية، والماركسية، والهيجلية، والبنيوية، والأنتروبولوجيا، وفي أعمال كل من كارل ماركس، وجون لوك، وكذلك النتاج الأدبي الغربي الذي عمل جاهداً لتقديم سردية غربية بحتة، مبعداً فيها الشرقي، مثلما حصل في رواية الطاعون للأديب الفرنسي "ألبير كامو". وعلى هذا الأساس توجه إدوارد سعيد إلى تفكيك البنية الغربية والكشف عن أفقها الذي يتحكم فيها مسائلاً الكثير من النصوص الكبرى مثل نصوص مدرسة فرانكفورت ممثلة في شخصها يورغن هابرماس، والسعي إلى تبيان مدى انخراط بعض المفكرين من أمثال كلود ليفي شترواس في حديثه عن المجتمعات القديمة، وهذا السعي ما هو إلا دخول في مرحلة المواجهة مع الغرب ثقافياً من خلال الكشف عن ألاعيب الاسشتراق كخطاب يحوز على طرائق متعددة مثل المراقبة، التقزيم، الاستبعاد، الاستعلاء، التسفيه، الحط من الشرقي بحسبانه كائناً أكزوتيكياً مترهلاً، وبالتالي تغدو الثقافة على درجة عالية من الأهمية في مقاومة هذا المنزع الإمبريالي، والذهاب صوب ميادين جديدة مثل الإمبراطورية كما نصحنا بها السياسي الإيطالي "أنطونيو نيغري" اعتماداً على أسلحة إيتقية، دون التورط في خطاب مضاد مثل: الاستغراب.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا