القدّيس بولس (Saint Paul)


فئة :  أعلام

القدّيس بولس (Saint Paul)

ولد القدّيس شاول بولس في السنة الخامسة للميلاد في طرسوس بكيليكية من عائلة يهوديّة. تمتّعت أسرته بحقّ الرعويّة الرومانيّة وهو ما يفسّر ازدواجيّة اسمه إذ كان يستحضر اسمه اليهودي شاول في المجتمع اليهودي واسمه الروماني في الأوساط الهلينيستيّة. إضافة إلى الثقافة اليونانيّة التي حصّلها في بلده، التحق بولس بأورشليم لتلقّي اللاهوت اليهودي، وتتلمذ على يد الحاخام غمالائيل فصار رابيا (فقيها) في الشريعة ومعلما لأصول الدين ومفتيا لجماعته في دار هجرته. وعزف عن الزواج ليتفرّغ لمهنته (رابيا) في طرسوس. وتزامن ذلك مع قيام دعوة يسوع وتأسيس كنيسة أورشليم، فتزعّم الثورة على النصرانية وسعى لإخمادها. إلاّ أنّه تحوّل في ما بعد إلى مبشّر بالمسيحيّة ومدافع نشط عنها معلّلا ذلك بخارقة حدثت له في شكل رؤية نقلته نحو الوجهة التي اختارها بديلا عن يهوديّته فانصرف يدعو يهود دمشق واليهود الهلينيين إلى الإيمان بالمسيح فثارت ثائرة الكنيست وعزموا على قتله ففرّ إلى بلاد العرب فكان أوّل داعية للمسيح بين العرب.

قام بسلسلة من الرحلات التبشيريّة في أنحاء آسيا الصغرى رفقة صديقه برنابا وابن عمّه يوحنّا مرقس. وبعودته إلى أورشليم عام 58 كاد له اليهود وتسبّبوا في اعتقاله ومحاكمته. فاتّجه إثر استعادته حرّيّته إلى كريت حيث أسّس كنيسة واستقرّ ردحا من الزمن. ليعود إلى روما ويعاد اعتقاله ويحكم عليه بالإعدام فيقتل سنة 67م.

ولكن لم يتوقّف تأثيره بعد وفاته إذ جمعت رسائله لتكون جزءا أساسيّا في العهد الجديد وأضحت مرجعا للكنيسة المسيحية وخاصة فكرة الفداء الكفاري. ويكمن تأثير بولس في كتابات القديس أوغسطين حول المشيئة الإلاهيّة للخلاص والخيار الحرّ إذ انبنت على فكرة بولس في القضاء والقدر. وتواصل هذا التأثير مع مصلحي القرن السادس عشر حين اعتمد مارتن لوثر مبدأ التبرير بالإيمان (لا بالأعمال) ركيزة في هجومه على الكنيسة الكاثوليكيّة للعصور الوسطى. وكذلك استند جون كالفن إلى فكرته عن الكنيسة فصارت تعاليم بولس رافدا مهيمنا على الكنيسة اللوثريّة والكالفنيّة في البروتستانيّة.

راجع:

·  Bonnard, P. Paul (Saint). in  Encyclopédia Universalis.