الكتابة الرقميّة عند سعيد يقطين


فئة :  مقالات

الكتابة الرقميّة عند سعيد يقطين

الكتابة الرقميّة عند سعيد يقطين*


تمهيــد

شاعت في الأدبيات العربية المعاصرة مصطلحات "الكتابة الرقمية" و"الإبداع الرقمي" و"الكتاب الإلكتروني" و"الترقيم"، وغيرها من المصطلحات التي تحيل إلى نمط جديد من الكتابة التي تولدت نتيجة التطور الهائل الذي حدث في مجال تكنولوجيا الإعلام والتواصل. غير أنّ هذه المصطلحات ما تزال رغم شيوعها تعاني الكثير من الخلط والاضطراب، بسبب عدم اهتمام عدد من المنظرين العرب للكتابة الرقمية والمهتمين بها بتحديد دلالة هذه المصطلحات وضبط حدودها. ونستثني من هذا الحكم عدداً قليلاً من الباحثين ممّن اطلعت على أعمالهم، منهم فاطمة البريكي، وزهور كرام، إلى جانب سعيد يقطين الذي يمكن عدّه أبرز منظّري الكتابة الرقمية والنصّ المترابط في العالم العربي؛ إذ يلحظ قارئ كتابيْه الرائدين: "من النص إلى النص المترابط، مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي"، و"النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية (نحو كتابة عربية رقمية)"، الصادرين عن المركز الثقافي العربي ببيروت والدار البيضاء، عامي 2005 و2008، شدة عنايته بضبط مفهوم الكتابة الرقمية، وتحديد خصائصها، وتمييزها من غيرها من أنواع الكتابة الأخرى.

أولاً: الكتابة الرقمية: مفهومها وخصائصها

1. مفهوم الترقيم

1.1. الترقيم لغة

تدلّ مادة رقم في المعاجم اللغوية العربية على جملة من المعاني، أهمها: التَّعجيم والتبيين والكتابة والقلم والخط. يقول ابن منظور (توفي 711ﻫ): "الرَّقمُ والتَّرقيمُ: تَعْجِيمُ الكِتاب. ورَقَمَ الكِتابَ يرْقُمُه رَقْمًا: أعْجَمَهُ وبيَّنه. وكِتَابٌ مَرْقُومٌ، أي قد بُيِّنت حُروفُه بعلاماتها من التَّنقيطِ. وقوله عز وجل: "كِتَابٌ مَرْقُومٌ" كتابٌ مكتوبٌ... والمِرْقمُ: القلم... والرَّقم: الكتابة والختْم... والرَّقم: ضَرْب مُخطّط من الوشْي... ورقَم الثوب يرقُمُه رَقْماً ورقَّمَهُ: خَطَّطه"[1].

2.1. الترقيم اصطلاحاً

يعرّف سعيد يقطين الترقيم Numérisation بأنه "عملية نقل أي صنف من الوثائق من النمط التناظري (أي الورقي) إلى النمط الرقمي، وبذلك يصبح النص والصورة الثابتة أو المتحركة والصوت أو الملف، مشفّراً إلى أرقام، لأنّ هذا التحويل هو الذي يسمح للوثيقة أيّاً كان نوعها بأن تصير قابلة للاستقبال والاستعمال بواسطة الأجهزة المعلوماتية"[2].

من هنا، يتضح أنّ ترقيم النص هو عملية تحويل النص المكتوب، المطبوع أو المخطوط، من صيغته الورقية إلى صيغته الرقمية، ليصبح قابلاً للمعاينة على شاشة الحاسوب.

2. النص المقروء والنص المعايَن Observable

ينقسم النص، باعتبار الوسيط المستعمل في إنتاجه وتلقيه، إلى قسمين، هما: "النص المقروء"، الذي يتحقق من خلال الكتابة الورقية، والذي يُعدّ الكتاب المطبوع، في وقتنا الحاضر، فضاء لقراءته. و"النص المعاين"، الذي يتحقق بالكتابة الرقمية، والذي يُعدّ الحاسوب فضاء لمعاينته.

ويتميز النص المقروء، بحسب يقطين، بعدد من الخصائص، لعل أبرزها قيامه على الخطية والتتابع، لأنه نص لا يُقرأ إلا على النحو الذي كتب به؛ أي أنه لا يمكن استخلاص المعنى منه إلا بمراعاة تسلسل أفكاره وفقراته. من هنا، فهو نص "تناظري" Analogique، يشبه الصيغة التي ألف بها من لدن مبدعه. كما أنه سكوني وثابت لا تتغير هيأته، وأحادي العلامة، فهو نص لغوي فقط، ويقرأ قراءة خطية عمودية، ولا يفرض علينا، لإنتاجه وتلقيه، سوى امتلاك آليات الكتابة الإملائية وتقنياتها.

أمّا النص المعاين فلعل أهم ما يميزه من النص المقروء هو أنه نص رقمي، لا يتحقق إلا من خلال شاشة الحاسوب، كما أنه عبارة عن شذرات تتلاءم مع حجم هذه الشاشة، إضافة إلى أنه قد يكون مترابطاً، يوظف أنواعاً متعددة من الروابط للربط بين مكوناته، ويقرأ قراءة أفقية، وذلك باستعمال الروابط للتحرك في فضاء النص، كما أنه قد يكون متعدد العلامات، فهو يستوعب إلى جانب اللغة الصورة والصوت والحركة، ويفرض علينا، إلى جانب امتلاك آليات الكتابة الإملائية العادية، تحصيل المعرفة المعلوماتية، وكيفية تنظيم الشذرات والربط بينها، ومعرفة كيفية استثمار العلامات الصوتية والصورية والحركية بطريقة إبداعية فعالة.

3. النص المرقَّم، والنص الرقمي

إذا كان كلّ نص يبدو من خلال شاشة الحاسوب نصّاً معايناً، فإنه يجب التمييز بين نوعين من النص المعاين، هما: النص المرقم أو الإلكتروني الذي يتحقق من خلال الكتابة المرقَّمة، والنص الرقمي الذي يتحقق من خلال الكتابة الرقمية.

إنّ النص المرقم/ الإلكتروني هو النص الذي يُعدّ الحاسوب مجرد وسيط لإنتاجه، أي أنه مجرد آلة إلكترونية لإنتاجه قصد تحويله فيما بعد إلى عمل مطبوع، أي إلى نص ورقي، وهو بذلك يشبه الآلات التي كانت تستعمل قديماً في عملية الطبع (الآلة الكاتبة مثلاً).

أمّا الحاسوب في النص الرقمي فليس مجرد وسيط لإنتاجه، وإنما هو وسيط لإنتاجه وفضاء لتلقيه ومعاينته أيضاً، لأنّ هذا النص ليس قابلاً للتحول إلى عمل مطبوع/ ورقي، ولذلك لا يمكن معاينته إلا من خلال شاشة الحاسوب. أمّا إذا حوّلناه إلى عمل مطبوع، فإنه سيفقد أهمّ خاصية تميزه، وهي خاصية الترابط.

وكما يميز يقطين بين النص المرقم والنص الرقمي، يميز كذلك بين الترقيم والكتابة الرقمية، فالترقيم عنده هو "عملية تحويل النص المقروء (المطبوع، ونضيف إليه المخطوط أيضاً) أو المسموع (الشفوي) ليصبح قابلاً للمعاينة والسماع من خلال شاشة الحاسوب. ومن ثمّة في الفضاء الشبكي"[3]. أمّا الكتابة الرقمية فهي تتحقق عندما ننتج نصاً ليتلقى على شاشة الحاسوب، موظفين كلّ الإمكانيات التي يوفرها لنا الحاسوب.

وهكذا، فالترقيم ينتج عنه نص مرقم إلكتروني، أمّا الكتابة الرقمية فينتج عنها نص رقمي يتميز بجميع سمات النص الرقمي، وفي مقدمتها سمة الترابط.

ويميز يقطين بين نوعين من النص الرقمي، هما:

* النص الرقمي البسيط: يُعدّ هذا النمط بسيطاً لأنه، في نظر يقطين، "أقرب إلى الكتاب المطبوع، فهو يخضع لبنية شبه خطية ولمسارات مضبوطة ومحدودة، كما أنّ الروابط فيه محدودة..."[4] أضف إلى ذلك أنه أحادي العلامة، فهو لغوي فقط.

* النص الرقمي المركب: يقول عنه يقطين: "إنّ هذا النمط أبعد ما يكون عن الكتاب المطبوع وعلى كافة المستويات، لذلك يمكن اعتباره النص الذي تتحقق فيه السمات الجوهرية للنص الإلكتروني الجدير بهذه الصفة. فعدد روابطه لا حدّ له، وهو منفتح على كلّ مكوناته، ويسمح للقارئ بأن يتفاعل معه بصورة لا نجدها في أي نص آخر. وهذا النمط المركب هو المقصود (ضمناً أو مباشرة) بالنص المترابط في مختلف الدراسات أو الأبحاث التي ترصده أو تنظّر له"[5].

ثانياً: الإبداع الرقمي[6]: مفهومه وخصائصه

الإبداع الرقمي أو التفاعلي عند سعيد يقطين هو "مجموع الإبداعات (والأدب من أبرزها) التي تولدت مع توظيف الحاسوب، ولم تكن موجودة قبل ذلك، أو تطورت من أشكال قديمة، ولكنها اتخذت مع الحاسوب صوراً جديدة في الإنتاج والتلقي. غير أنّ "الحاسوب" ليس فقط "أداة"، فهو في آن واحد: أداة، وشكل، ولغة، وفضاء، وعالم. فهو بمعنى آخر أشمل: منتوج وأداة إنتاج وفضاء للإنتاج وعلاقات إنتاجية. وكلّ هذه الأبعاد والدلالات التي تحملها مادة "ن. ت. ج" تتحقق في "الإبداع التفاعلي" من خلال "النص المترابط" باعتباره هو أيضا وفي آن واحد: أداة للإنتاج (برنامج) وإنتاجاً يتحقق من خلال النص (أياً كانت علامته: اللغة، الصورة، الصوت، الحركة)...

في هذا "الإبداع" التفاعلي يتحقق "التفاعل" في أقصى درجاته ومستوياته:

- بين المستعمل للحاسوب والحاسوب من جهة...،

- وبين العلامات بعضها ببعض (لكونها مترابطة) من جهة ثانية،

- وبين المرسل والمتلقي، حيث يغدو المتلقي للنص المترابط بدوره منتجاً، بالمعنى التام للكلمة، من جهة ثالثة"[7].

وتعرّفه فاطمة البريكي بقولها: "إنّه الأدب الذي يوظف معطيات التكنولوجيا الحديثة في تقديم جنس أدبي جديد، يجمع بين الأدبية والإلكترونية، ولا يمكن أن يتأتى لمتلقيه إلا عبر الوسيط الإلكتروني، أي من خلال الشاشة الزرقاء. ولا يكون هذا الأدب تفاعلياً إلا إذا أعطى المتلقي مساحة تعادل، او تزيد عن، مساحة المبدع الأصلي للنص"[8].

ويتميز الإبداع الرقمي، حسب سعيد يقطين، بثلاث خصائص، هي[9]:

1. العنصر اللغوي: إذ إنّ النص الإبداعي، سواء كان رقمياً أو ورقياً، هو نص لغوي أولاً وأخيراً.

2. تعدد العلامات: إنّ النص الرقمي يستثمر جميع الإمكانيات التي يتيحها الحاسوب للمبدع لتقديم نص متعدد العلامات، لأنّ النص الرقمي يضمّ إلى جانب العلامة اللغوية علامات أخرى غير لغوية، كالصوت، والصورة الثابتة والمتحركة، وغيرها من العلامات التي يفتقر إلى بعضها النص الورقي.

3. الترابط النصي: الرابط هو تلك العلاقة التي تربط بين معلومتين أو بين شذرتين نصيتين، وهذه العلاقة غير مرئية، وإنما يؤشر عليها بوصلات (كلمات أو جمل) تكتب بلون يختلف عن لون النص، وغالباً ما يكون هذا اللون هو الأزرق، أو يوضع تحتها خط لتمييزها من باقي كلمات النص وجمله. ويُعدّ الترابط أهمّ خاصية تميز النص الرقمي، فهو بعد جوهري في إبداع النص الرقمي وتلقيه، وبدونه لا يمكن الحديث عن نص رقمي، وهو الذي يميز النص الرقمي من النص الإلكتروني (المرقّم)، كما أنّ الترابط هو الذي يكسر خطية النص المكتوب، ويجعله متعدد الأبعاد، ويسمح للمتلقي بأن يتحرك في فضاء النص وفق المسارات المتعددة التي يفرضها، دون أن يلتزم بالخطية التي يتميز بها النص الورقي.

وتؤكد زهور كرام أهمية الرابط بقولها: "يشكل الرابط... تقنية أساسية في تنشيط النص المترابط والدفع به نحو التحقق. والرابط هو الذي يربط بين معلومتين، وهذا الارتباط هو الذي ينتج المعنى. وعليه فإنّ تدخل القارئ في اختيار الرابط يفعل في إنتاج نوعية العلاقات المترابطة، ومن ثمة في نوعية المعنى المنتوج من هذه العلاقة بين معلومتين يعطي الرابط خصوصية للنص المترابط التخييلي"[10].

ويمكن أن نضيف إلى هذه الخصائص التي ذكرها يقطين، خصائص أخرى تستفاد من تعريف يقطين نفسه للإبداع التفاعلي الذي سبق ذكره، ومن كتاب فاطمة البريكي "مدخل إلى الأدب التفاعلي"، وهذه الخصائص هي:

1. التفاعل: فقد أدى ظهور الإبداع الرقمي إلى توسيع دائرة التفاعل ليشمل جميع أطراف العملية الإبداعية: بين المبدع والوسيط الذي هو الحاسوب، وبين المبدع والمتلقي، وبين الوسيط والمتلقي، وبين المبدع والمتلقي. وهذا لا يعني طبعاً أنّ هذه السمة ليست موجودة في الإبداع المطبوع.

2. الانفتاح: النص في الإبداع الرقمي نص مفتوح، لا حدود له، غير مكتمل، يمكن للمبدع أن ينشئه، فيضعه في إحدى المواقع، ثم يأتي القارئ ليكمله.

3. التمركز حول المتلقي: إنّ الإبداع الرقمي متمركز حول المتلقي لا حول المبدع ولا حول النص، فهو يمنح القارئ مساحة تساوي مساحة المبدع الأصلي للنص أو تزيد عنها، إذ إنّ القارئ في الإبداع الرقمي هو الذي يعطي المعنى للنص، وهو المالك له، لأنّه يملك الحق في الإضافة والتعديل في النص الأصلي، والإبداع الرقمي لا يعترف بالمبدع الوحيد للنص، بل إنّه يكسر الحواجز التي أقامها النقد بين المبدع والمتلقي، حيث يتحول المتلقي إلى مبدع، والمبدع إلى متلقٍ.

4. القراءة الأفقية: النص الرقمي لا يقرأ قراءة خطية عمودية، وإنما يقرأ قراءة أفقية لا تخضع لمسار معين، نظراً لتعدد مساراته، وتعدد بداياته ونهاياته، إذ يمكن للقارئ أن يختار البداية التي يشاء، وهذا الاختيار ينتج عنه، في النص السردي مثلاً، اختلاف في سيرورة الأحداث من قارئ إلى آخر، حيث إنّ كل قارئ يسير في اتجاه يختلف عن الاتجاه الذي يسير فيه القارئ الآخر، الأمر الذي يفضي إلى اختلاف النهايات كذلك.

ويميز سعيد يقطين بين نوعين من الأعمال الإبداعية الرقمية، هما[11]:

* الإبداع الإلكتروني، أو الإبداع الرقمي البسيط: ويتحقق بنقل النص الورقي المطبوع أو المخطوط إلى الحاسوب من أجل معاينته على شاشته، وهو يحافظ على جميع سمات النص الورقي حتى وإن أصبح خاضعاً لمتطلبات الحاسوب مثل استعمال الفأرة للانتقال من صفحة إلى أخرى. وهذا النوع من الإبداع لا يُعدّ إبداعاً رقمياً بالمعنى الحقيقي للكلمة، حتى وإن كان يعالج قضية معلوماتية.

* الإبداع الرقمي الحقيقي: وهو الإبداع الذي يتميز بالخصائص التي سبق ذكرها سابقاً، وفي مقدمتها خاصية الترابط، ثم خاصية تعدد العلامات.

وتتطلب قراءة النص الرقمي توفر شرطين أساسين، هما:

* امتلاك المعرفة المعلوماتية، ولو في حدّها الأدنى، خاصة العمليات الضرورية لتشغيل الحاسوب واستخدامه، كتحريك الفأرة، واستعمال لوحة المفاتيح، وتشغيل البرامج، وعمليات النسخ والحفظ والتحرك داخل مساحة الصفحة.

* معرفة كيفية إنتاج النص المترابط: إنّ معرفة كيفية إنتاج النص المترابط وإنجازه ضرورية في عملية القراءة، إذ يجب على القارئ أن يدرك أنّ النص الذي يعاينه نصٌّ مترابط يختلف عن النص الورقي، وهو بذلك مليء بالروابط والمعينات التي تسمح له بالانتقال من شذرات نصية إلى أخرى بمجرد تنشيطها بالنقر عليها بواسطة الفأرة. وعليه أن يدرك أيضاً أنّه كلما واصل تنشيط هذه الروابط وتقدم في فتحها ابتعد عن نقطة البداية، الأمر الذي سيدخله في "متاهة" قد يصعب عليه الخروج منها أو التحكم في مسار عملية القراءة أو الاستفادة من النص المترابط الذي يعاينه[12].

ويلاحظ المتتبع للإبداع الرقمي في العالم العربي انحسار هذ الإبداع كمّاً وكيفاً، وعدم انتشاره بالشكل الذي يرجوه له دعاته وأنصاره؛ إذ إنّ عدد النصوص الإبداعية المنشورة لحد الآن قليل جداً. وتتعدد أسباب هذا الانحسار، ولعل أهمها ما يأتي:

* جدّة تجربة الإبداع الرقمي وضعفها: ذلك أنّ تجربة الإبداع الرقمي في الأدب العربي جديدة وحديثة العهد، وما تزال في بداياتها، ولم تحقق بعدُ التراكم المطلوب الذي يسمح بتطويرها وإثارة الاهتمام بها.

* التباس مفاهيم الإبداع الرقمي، وهذا راجع إلى جدّة التجربة، وإلى ما تطرحه الترجمة عن اللغات الأجنبية من مشاكل وصعوبات، كما أنّه راجع في بعض الحالات إلى سوء فهم بعض المهتمين بالإبداع الرقمي، ومن تجليات سوء الفهم هذا ذلك الخلط الذي نجده لدى بعضهم بين ما هو إلكتروني وما هو رقمي.

* عدم امتلاك المبدعين تقنيات الكمبيوتر اللازمة لإنتاج النص الرقمي.

ولتجاوز هذا الوضع، يدعو سعيد يقطين إلى ما يأتي:

- ضرورة الوعي بأهمية الحاسوب بوصفه وسيطاً رقمياً لا يستغنى عنه في العصر الحديث.

- تطوير معارفنا بالمعلومات في مختلف مجالات حياتنا اليومية والعلمية عن طريق إدراج مادة المعلومات في مقرراتنا التعليمية ومختلف ممارساتنا الثقافية.

- تكوين ورشات للعمل بين الكتّاب، والمشتغلين بالأدب والفن، لتطوير ممارستنا الأدبية عبر الحوار والنقاش، وذلك لتأكيد مقولة: "إنّ الإبداع الرقمي عمل جماعي".

- إصدار دوريات ومجلات علمية تُعنى بما يتحقق في مجال المعرفة المعلوماتية ومتابعة الإبداعات الرقمية الغربية والعربية التي تصدر على شبكة الإنترنيت[13].


* نشرت هذه المقالة في مجلة "يتفكرون"، 2015، العدد 6

[1] ابن منظور: لسان العرب

[2] سعيد يقطين: من النص إلى النص المترابط، مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ بيروت، ط1، 2005، ص 259

[3] سعيد يقطين: النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية (نحو كتابة عربية رقمية)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ بيروت، ط1، 2008، ص 141

[4] سعيد يقطين: من النص إلى النص المترابط، م. س، ص 142

[5] المرجع السابق، ص 142

[6] تتعدد المصطلحات التي يستخدمها الباحثون والنقاد العرب المعاصرون للدلالة على هذا النوع من الإبداع، ومنها: الإبداع التفاعلي، والأدب الرقمي، والأدب الافتراضي، والأدب الإلكتروني، والأدب المعلوماتي وغيرها.

[7] المرجع السابق، ص ص 9-10

[8] فاطمة البريكي: مدخل إلى الأدب التفاعلي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ بيروت، ط1، 2006، ص 49

[9] سعيد يقطين: النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية، م. س، ص ص 190-191

[10] زهور كرام: الأدب الرقمي، أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية، دار رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2009، ص 47

[11] سعيد يقطين: النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية، م. س، ص 190

[12] سعيد يقطين: من النص إلى النص المترابط، م. س، ص 133

[13] سعيد يقطين: النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية، ص 203