المصلحة والأخلاق في الفكر السياسي الإسلامي: دراسة تحليلية لرؤى وائل حلاق


فئة :  أبحاث محكمة

المصلحة والأخلاق في الفكر السياسي الإسلامي:  دراسة تحليلية لرؤى وائل حلاق

المصلحة والأخلاق في الفكر السياسي الإسلامي:

دراسة تحليلية لرؤى وائل حلاق

الملخص التنفيذي:

لعل من نافل القول إن حديث السياسة صبغ بالكثير من الكلام التبريري الأيديولوجي، والذي يعلي من شأن "المصلحة"، باعتبارها نبراس السلوك السياسي. وحري بي أن أنبّه إلى الانتقال الكبير الذي طرأ في تمثلنا للسياسة وما يحيط بها، بين القدماء الذين مزجوا تدبير الناس بتدبير الله للكون، والمحدثين الذين حاولوا الفصل والتمييز، بل إقامة الحدود بين عالم قائم بذاته، وهو عالم السياسة وما عداه.

أحاول في دراستي هذه، أن أعود للضرورات العلمية والمنهجية لعملية التمايز والفصل التي تمت بين السياسة، باعتبارها البحث عن المصلحة، والأخلاق أو "النزعة المبدئية" في فكر وائل حلاق، خاصة وأن الباحث كان له هم واضح، يروم من خلاله استكشاف اعوجاجات الحداثة، وأثرها السلبي على عملية "تثوير" الفكر الإسلامي عامة، والفكر الإسلامي السياسي على وجه التخصيص.

إن سؤال العلاقة بين المصلحة والأخلاق، تنظيرا وتطبيقا في الفكر السياسي الإسلامي، من الاهتمامات التي تفرض نفسها، فهل من علاقة بين المحددين المذكورين في التصور للفعل والممارسة السياسية داخل البيئات الإسلامية؟ وكيف عالج وائل حلاق هذا التفصيل على ضوء إعادة اشتغاله على الشريعة والقرآن كمصدرين للمنتج الفكري الإسلامي؟ وما الحاجة المعاصرة، لإعادة التفكير في اشتراط التزام/إلزام أخلاقي، للفعل السياسي المصلحي؟

مقدمة:

يعد وائل حلاق، المفكر والأكاديمي الكندي الجنسية، الفلسطيني الأصل والانتماء، والإسلامي الهوى والميول الفكري، مفكرا ما بعد حداثي* بامتياز – إذا اعتبرنا أن ما بعد الحداثة هي حركة نقد معرفي وُجِهت للحداثة – وناقدا للمشروع الحداثي عامة، ونسخته الأوربية على وجه التخصيص.

كما يعد مفكرنا، واحدا من أهم الأعلام الجدد والجادين للتنظير الفكري الإسلامي المعاصر، خاصة باشتغاله وانشغاله المثير للانتباه – وللجدل – على مباحث إسلامية، كأصول الفقه والشريعة والحكم الإسلامي عامة، ومبحث الأخلاق خاصة، والذي ه ومناط الاهتمام في ورقتي.

نبّه حلاق، لضرورة ممارسة نقد مزدوج، الأول يٌوَجه للحداثة ونسختها الأوروبية تحديدا، نصا وتطبيقا. والثاني - وه ومُتَضمَن في النقد الأول – فيفكك وينقد الرؤى الإسلامية، داخل بناها الفكرية، تنظيرا وتطبيقات تاريخية.

وإذ يمارس حلاق هذا النوع من النقد؛ لأن له يقينا، مفاده "أننا إذا أمعنا النظر في النقد الأخلاقي الداخلي بعد الحداثة الغربية، نجد نظائر قريبة، بل متطابقة بدرجة كبيرة بين ذلك النقد والمعاني المستترة للدعوة الإسلامية الحديثة لتأسيس حكم إسلامي"[1]؛ أي إن مخرجات عملية التفكيك والنقد المعرفية المزدوجة هاته؛ للحداثة وللمتن الفكري الإسلامي، تأول إلى نتائج جد متقاربة ويمكن أن نسميها (مُشترَكة)، وخاصة في تمثل الإنسان وأبعاده وخصائصه المُكوِنَة له، نفسيا، واجتماعيا، وفي مقدمتها الأخلاق.

أحاول في هذه الدراسة، أن أحلل منظور وائل حلاق، لمركزية الأخلاق في رؤيته النقدية الما بعد حداثية الإسلامية*، في تقاطعها – إن وُجِد هذا التقاطع – مع إحدى أحجار الزاوية في البناء الحداثي الغربي، وهي مقولة المصلحة، باعتبارها عقلنة للفعل الإنساني؛ فرديا كان أ وجماعيا.

لأصوغ إشكالا كالتالي: ماهي إذن أبرز أسس النقد الحلاقي المزدوج للحداثة الغربية، وللفكر السياسي الإسلامي؟ وكيف عالج حلاق – على ضوء هذا النقد المزدوج – مبحثي الأخلاق والمصلحة، باعتبارهما وجهين – متنافرين – لنفس العملة؟ وهل يمكن الجمع بين هذين الأسين في الفكر السياسي الإسلامي، وبأي شكل؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1]- حلاق وائل، الدولة المستحيلة: البإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي، ترجمة: عمر وعثمان، مراجعة: ثائر ديب، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، بيروت أكتوبر 2014، ص 26

* لعل هذا التوصيف، قد يبد وغريبا، ولكن أعني به رأسا، الانتماء الابيستيمولوجي والأكاديمي لحلاق، باعتباره مفكرا وناقدا ما بعد حداثي، وفي نفس الوقت منظرا وناقدا إسلاميا.